الريادة العالمية للفوسفات المغربي في خطر بعد الإعلان عن اكتشاف الفوسفات في النرويج!! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 22 أكتوبر 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 22 أكتوبر 2024
أعلنت الشركة النرويجية للتعدين “نرويجيان مايننغ”عن اكتشافات ضخمة جديدة للفوسفات، جنوب من منطقة ستافنغر.
عقب هذا الإعلان، وجه بعض المراقبين أعينهم إلى المغرب، الذي تُنسب إليه الريادة بامتلاكه 50 مليار طن من الفوسفات، أي حوالي 70 إلى 76٪ من الاحتياطيات العالمية من هذا المعدن
ويرى مراقبون أن هذا الاكتشاف، سيؤدي إلى زيادة عدد البلدان التي تمتلئ تربتها بهذه المادة الإستراتيجية الخام، وهي ثلاثون دولة، تتربع على عرشها الولايات المتحدة وروسيا والصين والمغرب.
ماذا عن انضمام النرويج؟
يرى المراقبون أن المغرب، مثل العديد من البلدان، مهتم بالأمن الغذائي، وأن تكاثر المنتجين سيؤدي إلى تخفيف عبء الطلب وتجنب سوء الفهم الجيوسياسي في المستقبل تجاه المغرب.
والدليل على ذلك هو أنه من بين أول الدول الراضية عن الإعلان عن الاكتشاف النرويجي، هناك دول أوروبية، حيث يرون في ذلك انخفاضًا كبيرًا في اعتمادهم في هذا المجال، لا سيما على الولايات المتحدة والصين.
ويعتبر الخبراء أن المغرب يتعلم من التجارب السابقة لبعض البلدان التي حولت أحد الأصول الملموسة مثل النفط إلى سلاح سياسي ونسيت التفكير في طرق ووسائل أخرى للتنمية والتقدم الاقتصادي، حيث أصبح النفط بالنسبة لها لعنة.
طموح مغربي:
يجعل المغرب الفوسفات أحد قاطرات تنميته الاقتصادية، لكنه ليس المحرك الوحيد، رغم أن مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لآخر الإحصائيات، تراوحت بين 5 و 10٪ خلال السنوات العشر الماضية.
وأدى ذلك إلى وصول صادرات الفوسفات ومشتقاته إلى 24.54 مليار درهم في مارس 2022 بحسب أرقام مكتب الصرف مقابل 13.43 مليار درهم خلال نفس الفترة من عام 2021.
استثمارات عملاقة:
بالإضافة إلى ذلك، يواصل المكتب الشريف للفوسفات استثماراته لتحسين الإنتاج مع إتقان الوسائل القادرة على ضمان احترام البيئة.
وفي هذا الصدد، ستستثمر مجموعة هذا المكتب ما مجموعه 130 مليار درهم لزيادة الطاقة الإنتاجية للتعدين والأسمدة للفترة 2023-2027.
ويهدف الاستثمار أيضا إلى تنفيذ سياسة المغرب بشأن انتقال الطاقة وتطوير الطاقات المتجددة.
ويؤكد التاريخ دائمًا أن امتلاك المواد الخام الأساسية شكّل مصدر كثير من الأطماع ونتجت عن ذلك حروب قاتلة ومآسي بشرية. كثيرة
ويؤكد الخبراء أن المغرب يحق له أن يشعر بالارتياح لأسباب سياسية واقتصادية وبيئية، لكنه يجب أن يظل يقظًا لأن الشهوات تختمر على نطاق واسع، كما أن النرويج، مثل الدول الاسكندنافية الأخرى، هي الآن في حالة تأهب، لأن الرغبات والخلافات حول القطب الشمالي سترتفع مستقبلاً بين القوى العظمىعلى مرمى حجر من حدودها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن المغرب 24 كوم (بتصرف) / مصدر صورة الواجهة: الحدث بريس.