إلحاقاً بمقال سابق: العدو رقم واحد هو الصمت المطبق!! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 20 دجنبر 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 20 دجنبر 2024 م.ع. و.
الآراء والأفكار المعبَّر عنها في هذا الباب لا تُلزِم هذه الجريدة
ما يحدث في سماء نيودجيرزي ونيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي سماء بعض كبريات المدن البريطانية، ليس وليد صدفة من الصُّدَف، ولا هو نتاج ظواهر خارجة عن السيطرة، وعن العلم الدقيق بطبيعتها وتفاصيلها، وبأكثر جزئياتها صغراً وتفاهةً… بل كل ما جرى ويجري في تلك النطاقات الجغرافية الفضائية لابد أنّ له ما يفسره، ويفسّر ظهوره في هذا التوقيت بالذات، وفي تلك الأصقاع دون غيرها، باستثناء بعض الحالات المشابهة في بعض البلاد العربية كالكويت ومصر والمغرب، والتي قد لا تنجو من التكلّف والكذب والاختلاق، وبالتالي فالمشكلة العويصة، في هذا الآن بالذات، هو ذلك “الصمت المطبق”، الذي تصر السلطات الأمريكية على الخصوص، وجهاتها الأخرى المعنية والمختصة، على التمسك به رغم ما ينشأ عن ذلك من شائعات ودعايات لا حصر لها، ولكنها تجتمع على نشر القلق والهلع بين أهالي المناطق المعنية، وعلى جعلهم جميعاً، إلا من رحم ربك، صرعى ظاهرة مرَضية جماعية توشك أن تشكّل في حد ذاتها فتنة، وتوشك أن تصيب كل بقاع المعمور!!
السلطات الأمريكية بما فيها مؤسسة “الإف بي آي”، و”السي آي إي”، و”الإن إس إي” وحتى “لا ناسا” وغيرها… لم تجد أدنى حرج في ادعاء جهلها بطبيعة الأجسام البطلة، التي صارت حديث الألسن في كل أصقاع العالم، وبكل اللغات، مع العلم بأنه لا يوجد فوق هذا الكوكب مَن في وسعه أن يصدّق هذا الصمت الأمريكي المُبْرِح، لأن العالم برمته يوقن بأن عيوناً وآذاناً وحواسيبَ في مثل قوة وجسامة وقدرات عيون الأجهزة الأمريكية وآذانها وقواعدها المعلوماتية يمكن أن تغيب عنها مثل هذه الحقيقة البديهية، والتي تقتضي بالبداهة، وتحت أي ظرف، وتحت كل الظروف، أن يكون الأمريكيون أعلم الناس بما جرى ويجري تحت سمائهم وفي عقر ديارهم، خاصةً وأن الأمر كما جاء في الأخبار الأكثر رواجاً وانتشاراً، يتعلق بالأجواء العليا لقواعد عسكرية ومراكز للبحث النووي يستحيل أن يتجاهل الأمريكيون أي تعريض لها لأي مخاطر مهما كانت درجات خطورتها، وحتى في حدودها الأدنى والأكثر تفاهة!!
المعضلة إذن، لم تعد متمثلةً في الظاهرة ذاتها، بل في الصمت الذي أحاطها به المسؤولون الأمريكيون، باستثناء الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي سبق القول في مقال سابق إنه لم يجد بُدّا تحت ضغط الهرج والمرج من مطالبته مواطنيه الحاملين للأسلحة النارية، وما أكثرهم في ذلك البلد، بإطلاق نيران أسلحتهم على أي جسم يحوم حولهم مهما كان ارتفاعه وشكله وسرعته!!

تعالوا لنتأمل الدوافع المحتمَل كُمونُها وراء ذلك الصمت المريب:
1/ هل يتعلق الأمر بهجومات استطلاعية وليست عدائية، ولا عدوانية، من لدن كائنات فضائية بغرض دراسة الأرض وساكنتها من خلال دراسة أحوال أممها الأكثر قوة وعددا وعُدّة… مما يستدعي علما مسبقاً من لدن السلطات العلمية والعسكرية في البلدان المستهدَفة، ويستدعي بالتالي تعبيرها المُسْبَق بطريقة أو بأخرى عن موافقتها على هذا الأمر، ربما في إطار تبادُلي، مقابل سماح الطرف الآخر بتمكين علماء ومخابرات الدول المعنية في عالمنا الأرضي بالسفر بدورهم إلى أقطار ذلك الطرف الآخر، أو على الأقل، تمكينه إياهم من المعلومات الرقمية والإشعاعية الكفيلة بالتعرف عليه بالشكل الكافي لتيسير التعامل معه عند الاقتضاء، في مختلف الظروف والأحوال؟!
2/ هل يتعلق الأمر بمخطط “الشعاع الأزرق” الذي نظّر له البيلياردير إيلون ماسك والعصابة العاملة معه، والذي سبق الحديث عنه بإسهاب منذ نهايات العام الماضي، والقائم أساساً على إقرار نظام عالمي أكثر جِدّةً يحكمه مجلس أحادي القطبية، وذلك من خلال البدء بنشر حد أقصى من الرعب بذريعة التعرض لغزو كائنات فضائية لا يستطيع مواجهتها سوى القطب الأحادي ذاته، بعد أن ترفع كل الأنظمة وكل الأمم الراية البيضاء، استسلاماً وخضوعاً، فيتحقق بذلك معنى “السجود” (بمفهومه القرآني وهو الامتثال التام والكامل)، بعد أن يستنفذ هذا النظام الجديد كل ما بين يديه من وسائل الإقناع والإفحام والسيطرة، بما فيها الاستعمال الذكي والماكر لتقنيات الهولوغرام، وغيرها مما لا نزال نجهله، أو لا نعلم أساساً بوجوده، ومن ذلك، مشاهدتنا بالعيان لدرونات ومركبات تتحرك بسرعات ضوئية دون أن يملك أحد الوسيلة إلى إصابتها أو وقفها أو إسقاطها، لأنها أصلاً من كائنات العالم الافتراضي غير الخاضع لحواسنا، وبالتالي غير الخاضع لتجهيزاتنا العلمية والعسكرية، التي تصير والحالة هذه في منتهى البدائية؟!!
3/ أم أن الأمر يتعلق بمجرد تجارب علمية جد متقدمة تختبر السلطات العلمية والعسكرية للدول الكبرى مدى قابليتها للدخول إلى الخدمة في مستقبل الأيام، متى كانت الحاجة إليها قائمة، ولذلك تحرص تلك السلطات على ترك الجماهير في غفلة عن حقيقة الأمر، بالرغم مما يثيره لديهم من الخوف والقلق والتوجّس… بل ربما كانت هذه المشاعر أيضاً جزءاً من الدراسة والاختبار سالفَيْ الإشارة؟!!
4/ أم أن كل ما في الأمر أن وسائل التولصل الاجتماعي، المفتقرة بالبداهة إلى الاحترافية اللازمة، هي التي تُضخّم الأمر وتجعله مفتوحاً على مجالات لم تكن ببال أحد من المشرفين على هذا النوع من التجارب العلمية، ولذلك انطلقت قنوات التواصل الاجتماعي منذ البداية في تفاسير غير عارفة، وغير عالمة، فتسببت بذلك في كل ما أثاره هذا الموضوع من المخاوف والوساوس والهلوسات لدى السواد الأعظم من الناس، في كل البقاع، حتى تلك التي لم يصلها شيء من هذه الظواهر غير المعتادة إلاّ على سبيل الإخبار وليس أكثر؟!!
ومرةً أخرى، وكما كان الشأن في مقال سابق حول الموضوع ذاته: أين يوجد الجواب؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر صورة الواجهة: الجزيرة نت.