آراء ومواقف
أخر الأخبار

“السلف الصالح”.. ما له وما عليه!! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 23 يونيو 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 23 يونيو 2024             ع.ح.ي.

الآراء والمواقف المعبَّر عنها في هذا الباب لا تُلزِم هذه الجريدة

بدايةً، أوجه هذا المقال للذين يعتقدون “أن السلف الصالح لولاه لما وصل إلينا هذا الدين”… وهذا اعتقاد في غير محله، ومنشأه أن القائل يحسب أن “الدين” هو ما جاءت به روايات السلف، وتفاسير السلف، التي بتنا نكتشف يوماً بعد آخر أنها متجاوزة وناتجة عن رصيد معرفي ليس بالحجم الذي صوّروه لنا وألبسونا إيّاه منذ نعومة أظافرنا، وهذا التقييم بالمفهوم الإبستيمولوجي للعلم وليس بمفاهيم السلف، التي جعلت من “الحُفّاظ” علماء، ومن “النقّالين الذين أدمنوا على النقل بلا عقل” علماء، ومن “تلامذة هؤلاء جميعاً” علماء، بينما العلم بعيد عن أغلب هؤلاء إلا من رحم ربك… ويكفي أنهم كانوا إذا أرادوا رفع شيخ من شيوخهم إلى أعلى المراتب لقّبوه بالشيخ “الحافظ”… فبأيّ المعايير كان “الحافظ” لكتب التراث من فقه يثير الخلاف والاختلاف، ومن تفاسير وروايات وقواعد نحو وصرف وبلاغة وبيان وبديع ومن أشعار الأوّلين وشروحاتِهم وشروحاتِ شروحاتِهم يرقى إلى لقب “عالِم”؟!
لنتأمّل هذا الأمر من مختلف جوانبه ولنرَ هل سيزيدنا ذلك تقديساً للسلف، أو أنه سيُفضي بنا إلى إعادة النظر في تركته كُلاًّ أو بعضاً.

  1. إنّ القرآن بلّغه “الرسول” عليه أزكى السلام عن ربه، وكان في مقام الرسالة معصوماً من الخطأ ما في ذلك أدنى شك… وتمت كتابة الوحي بإملاء وتصويب من الرسول شخصيا مدعوما في ذلك بالروح الأمين، ثُم تَم نقله من مخطوط إلى آخر تحت النظر المباشر لرب العزة، الذي لم يكن ليسمح بأي تقصير في هذا المجال وهو الذي تعهّد والملأُ الأعلى بحفظه في الغيب (“إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” الحجر-9)، وجَمْعُ المتكلم هنا يقصد به “الملأ الأعلى”، وليس كما قال بعض السلف “تعظيماً لرب العزة”، لأن الحق جل وعلا لا يحتاج إلى ضمير جمع المتكلم ليُعظّم به نفسه كما نفعل نحن البشر، سبحانه وتعالى عن ذلك مطلق العلوّ؛
  2.  إنّ العبادات والشعائر بلّغها “النبي”، المُربّي والمعلم، إلى آلاف ممن عاصروه وأخذوا عنه طوال سنوات الدعوة، إذ قال لهم آمراً: “خذوا عني مناسككم” يقصد الشعائر والعبادات… وتلك هي التي يمكن أن نسمّيها “سُنّةً نبويةً” (وليست أحاديثُه المنقولة بالروايات). فانتقلت منهم بالآلاف، ثم بعشرات الآلاف، ثم بمئات الآلاف، ثم بالملايين عن طريق التّوارُث أباً عن جد، إلى أن وصلت إلينا كما هي تقريباً، مع بعض الاختلافات التي أدخلها بعضٌ من السلف بإيعاز من أولياء أمورهم من الحكام، الذين أمروا بالتعديل والتغيير، وأحياناً بالتحريف والتزوير لأسباب سياسية وغيرها… وهانحن ننقل ذلك بدورنا إلى خَلَفنا، من ملايين الآباء إلى ملايين الأبناء، ولا دخل لـ”لسلف الصالح” في عملية النقل المباشرة هذه إلا إذا كنا نعني بالسلف آباءَنا وأجدادَنا الذين انحدرنا من أصلابهم تحديداً؛
  3. بعد وفاة النبي عليه السلام، ولا أقول الرسول، لأن الرسول انتهت مهمته بانتهاء وظيفة التبليغ، وأقصد التبليغ الكامل لآيات الكتاب الحكيم، الذي كَمُل به الدين وتمت به نعمة رب العالمين مصداقا لقول الله تعالى بهذا المعنى “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” (المائدة-3)…
    كنت أقول: بعد وفاة النبي بدأ الخلاف السياسي بين الصحابة، وقامت بينهم حروب دامية، ليتضح أنهم لم يكونوا كلهم على نفس الدرجة من الفهم ومن الاستيعاب لِما تركه النبي القائد بين أيديهم من المسؤوليات، وليتضح لنا أيضا أنّ “السلف الصالح” علّمنا أن نعتقد عصمة الصحابة، وأن نقدّسهم أكثر من اللازم! واستمرت تلك الخلافات القاتلة حتى أن الخلفاء الراشدين أنفسهم ماتوا مقتولين على أيدي معارضيهم. تصوروا أنهم كلهم ماتوا مقتولين (!!!) وقُتِل عشراتُ الآلاف في حروبهم مع بعضهم، حتى أنّ معركة الجمل وحدها على سبيل المثال أُزهِقَتْ فيها من الأنفس 30 ألفا من المسلمين (تاريخ الطبري)، على أيدي إخوانهم المسلمين، بأمر وتدبير من قادتهم المسلمين!!!
    فأين هو الصلاح في هذا السلف الأوّل، والتأسيسي، الذي هو مَن أسّس للسلف الذي يليه، والذي نصفه نحن الآن بـ”السلف الصالح” وننقل عنه؟!
  4. إنّ هذا السلف الذي نسميه نحن صالحاً، بحسن نية، قال فيهم النبي قبل وفاته إنهم سينقسمون إلى 73 فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة ناجية هي “أهل السنة والجماعة”… وهذا الحديث لا أصدّقه شخصيا لسبب بسيط وهو أن النبي الكريم “لم يكن يعلم الغيب” بشهادة ربه، وقد ذكر الله سبحانه ذلك وأكّده في آيات كثيرة. والغريب أن من نسميهم “سلفاً صالحاً” توزّعوا على كل الفرق بما فيها “الشيعة” و”الإمامية” و”الأباضية” و”الماتريدية” و”الرافضة” و”الأشاعرة” و”المعتزلة” والقدرية والجبرية… وغيرهم، وهم الذين صنعوا هذه الفِرَق، وجميع فقهاء هذه الجماعات يعتبرهم أتباعهم ومريدوهم “سلفا صالحاً”، والله تعالى يقول في محكم إياته: “ولا تكونوا من المشركين من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شِيَعاً* كل حزب بما لديهم فرحون” (الروم 31 و32)… تصوروا أن المسلمين جميعهم انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة النبي، أقول جميعهم، حتى صاروا اليوم آكثر من 300 فرقة فضلا عن الزوايا والإخوانيات داخل الفرقة الواحدة، و”كل حزب بما لديهم فرحون”، ضدّا على ما جاء في الآية أعلاه. أي أنهم قاطبة، خالفوا أمر الله وتشيّعوا في فرق كثيرة كل منها يغني على ليلاه، فصاروا بذلك “من المشركين” بالوصف الرباني في الآية المذكورة!!
    المصيبة العظمى أن هؤلاء رموا في وجوهنا نحن هذا الركام من أسباب الخلاف والاختلاف، فجعلونا بذلك مضطرين إلى الاختيار بين فرقهم، “وإلا فلن يصل إلينا شيء من أمور ديننا”، وهذا بالذات هو الاعتقاد الخاطئ والباطل الذي أدخلوه في لاَوَعْيِنا وعقلِنا الباطن حتى صرنا نعتقد فعلا بأننا لن نستوعب شيئا من ديننا بلا تدخّل هؤلاء، والحقيقة بخلاف ذلك تماما؛ لأن القرآن حي، والله حي، ويخاطب الأحياء، وما دمنا أحياءً فالله سبحانه يخاطبنا نحن جميعا في كتابه الذي بين أيدينا بلا أدنى وساطة أو استثناء أو إقصاء، لأن القرآن صار بمثابة الرسول، وأخذ فعلا مكان الرسول بيننا. ولذلك فالرسول مازال بيننا حياً ولم يمت، من خلال هذا الكتاب الحيّ والحكيم.
    أما محمد بوصفه نبياً، عليه أزكى السلام، فقد مات فكان آخر الأنبياء، ولذلك وصفه الله تعالى: بكونه “رسول الله وخاتم النبيّين”، ولم يقل “خاتم النبيّين والرسل”…
    أما لماذا كان خاتم الأنبياء؟ فلأن العقل الإنساني لم يعد في حاجة إلى نبوة أحد، فقد صار واعيا تمام الوعي، وقادرا على تدبير شؤون دينه ودنياه بنفسه وبقوانينه وأعرافه وقواعده… وبطبيعة الحال، مع وجود المصدر الديني الإلهي بين يديه وهو الرسالة، وتلك هي المهام التعليمية والتوجيهية التي كان الأنبياء يضطلعون بها كقادة للأقوام السابقة، الأقل منا أهليةً وكفاءةً…
  5. إنّ النبي لم يكن يتلقّى أيَّ وحي بعد القرآن أو بموازاته.. ولذلك فالأحاديث القدسية مصنوعة ومفبركة بالكامل، وإلاّ لكان ذلك نوعاً من العبث. فالله “يعلم ما كان وماهو كائن وما سيكون”، وبالتالي فلا يُعقل أن نعتقد أنه كان يوحي لرسوله أمراً، ثم يتذكر أموراً نسيها فيعود ويوحي إليه من جديد خارج الوحي القرآني، تعالى الله عن ذلك علوا مطلقاً. لذا فالقول إن النبي ذو وحيين قول باطل، وبالتالي فالتحجج بالآية: “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” (النجم 3 و4) إنما اتّخذه “السلف الصالح” في غير محله، لأن هذه الآية تعني “الوحي القرآني” وليس أي حديث آخر غيره، وقد فَصَلوها عن سياقها الذي يتحدث عن الروح الأمين ليمرروا بها الروايات التي سموها سُنّة وما هي بسُنة. فسٌنة النبي كما سبقت الإشارة عملية وليست كلامية وبالتالي منحصرة في قوله “خذوا عني مناسككم”، وقوله “صلوا كما رأيتموني أصلي” وليس أكثر.
    نستنتج من هذا أن ما كان النبي يأمر به أو يَنهَى عنه خارج القرآن إنما كان ظرفياً، وله صلة وُثْقَى بزمانه ومجتمعه وبيئته، ولا يُلزمنا من ذلك إلاّ ما بقي منه صالحاً لزماننا هذا كأقواله الحكيمة إن صحّت نسبتُها إليه. وإذا نحن سلّمنا بهذا إزاء النبي عليه السلام، فمن البديهي أن نسلّم به أيضاً إزاء كل أعضاء “مؤسسة السلف الصالح”، لأن كُلاًّ منهم تكلّم فيما يصلح لزمانه ومجتمعه وبيئته وقضاياه، ومن منطلَق فهمه لهذه القضايا وتَعامُلِه معها… وكل هذا لا يخصّنا في شيء إلاّ على سبيل الاستئناس والاعتبار.
    إنّ هذا يزكيه أننا نحن الأحياء نتلقى الرسالة يوميا من رب العزة، الحي الذي لا يموت، ونقف عليها في كتابه الحكيم في كل وقت وحين، وهي مفصّلة فيه وميسّرة لمن يتفكّر ويتدبّر، وهذا ليس كلامي بل هو كلام رب العزة نفسه وقد أودعه في آياته البيّنات وذِكْرِه الحكيم وذَكَّرنا به ومازال يفعل.
    صحيح أن السلف تركوا أفكارا ومقولات يمكن الاستئناس بها، لأن بعضهم لم تكن تعوزه الحكمة، ولكنهم لم يتركوا شيئا ثابتاً لا يجوز تغييره أو تعديله أو تطويره، كالقرآن مثلا، لأن هذا الثبات لا يصحّ إلا للهِ سبحانه وتعالى وكلامِه… فاللهُ وكلامُه وحدهما الجديران بالثبات والتقديس والتنزيه، وسنته في خلقه هي وحدها السنة الثابتة أيضاً، وهي تقتضي أن يخضع كل ما دون ذلك للمراجعة والتغيير والتطوير… وأقوال النبي لا تُستثنى من هذه السنّة الإلهية… أقول النبي وليس الرسول… فالرسول لم ينطق سوى بالقرآن، والقرآن ثابت لأنه كلام الله عز وجل، أما باقي أقوال النبي عليه صلاة الله وسلامه فهي أقوال بشر يُصيب ويُخطئ، وقد قرأنا الكثير عن هذه الطبيعة النبوية البشرية والقرآن الحكيم قدّم لنا منها الشيء الكثير.
    ختاماً.. فالدين إذَنْ لم يصل إلينا عن طريق السلف، بل عن طريق رسوله الصادق الأمين والكتاب الكريم الذي بين أيدينا والذي فصّل الله فيه كل شيء تفصيلا كما أكّد ذلك في تنزيله الحكيم… أما السلف فوصتلنا منهم مواقفهم ومفاهيمهم وتفاسيرهم التي صارت متجاوزة في زماننا، وأغلبها صار باطلاً لأنه لا يستند إلى أسس علمية وإنما إلى الظنّ. ثم وَصَلَنا منهم تشيّعهم وتفرّقهم في الدين والتديّن… فكان ذلك قاتلاً بدليل ما تركه ابن تيمية على سبيل المثال، من إحكام تكفيرية تضمنت القتل في معظمها، حتى أنه “أفتى بقتل من يجهر بنية الصلاة”!!
    إن هذا السلفي بالذات، والذي أطلق عليه السلفية لقب “شيخ الإسلام”، هو المنظِّر المفضّل عند داعش، والقاعدة، وبوكوحرام… وعند كشك، والبنّا، وابن عبد الوهاب، والقرضاوي، الذين قالوا إن من يفجّرون أنفسهم (من الشباب المُغَرَّر بهم) هم شهداء هذا العصر، وكذلك الشعراوي الذي أفتى بقتل تارك الصلاة بعد إتابته رغم كونه مسلماً مؤمناً ومُسالماً!!
  6. ن السلف الصالح احتقروا المرأة وامتهنوها واعتبروها مجرد متعة ومتاع للرجل… وهذا قمة في الإسفاف والخروج عن الدين، حتى أن المذاهب الأربعة وصانعوها أفتوا مثلاً بعدم الإنفاق على الزوجة إن مرضت وصارت عاجزة عن إمتاع زوجها، لأنها بذلك تصبح عالة عليه ولا خير فيها ولا تستحق حتى مصروف الدواء والعلاج، بل أفتوا بعدم دفع زوجها لثمن كفنها عند وفاتها… أقول المذاهب الأربعة، وشخصيا كان هذا من أبرز الأسباب التي جعلتني أكره السلفية، ومن خلالهم السلف عامةً، لأنهم لم يورثونا كما ترون إلا الأوجاع. وشخصيا، وأعتقد أنكم مثلي في هذا بالذات، أكره أن أسمع مثل هذه العبثيات المٌهينة عن والدتي وأختي وزوجتي وابنتي وعمتي وخالتي وكل نساء العائلة وفتياتها… قمة الإسفاف والكِبْر، بينما الدّين ما جاء إلاّ مساوياً بين المراة والرجل في كل الحقوق والواجبات… حتى في الإرث، لولا أن “السلف الصالح” ألغوا “الوصية” من الميراث بحديث ضعيف ومكذوب يقول “لا وصية لوارث”، فنسخوا به تسع آيات قرآنية إلهية تَذْكُر الوصية وتقدمها على تنفيذ الفريضة وتوزيع الميراث… والوصية “كتبها الله” علينا في قوله تعالى: “كُتِبَ عليكم إذا حضر أحدَكم الموتُ إن ترك خيراً الوصيةُ للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين* فمن بدّله بعدما سمعه فإثمه على الذين يبدّلونه”(البقرة-180) وقد شرّعها تعالى ليتحقق بها العدل في توزيع الإرث بحسب حالة كل أسرة وكل نفر من الورثة. وهي وسيلة لتحقيق المساواة بين الذكر والأنثى بحسب أحوال الأسر والورثة المعنيين. وقد ترك الله هذا الهامش لعلمه باختلاف أحوال الورثة في كل العصور والأمم، فألغاه “السلف الصالح” وحذفوه بحديث ضعيف، وغير صحيح بشهادتهم، وفي ذلك ظلم لا يمكن تقدير خطورته على مئات الأجيال من الورثة المستضعفين وخاصةً الإناث!! أعتقد أن هذا يكفي ليبرر لنا لماذا لم يفعل السلف ما يمكن اعتباره نقلاً للدين إلينا، بل هم نقلوا إلينا فهمهم، “هم”، وتصوراتهم، “هم”، وتفاسيرهم ورواياتهم “هم”، التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه من الاختلاف والتشيّع والتفرّق…
    معذرة عن الإطالة، فإنما حاولت لفت النظر إلى جوانب من علاقتنا بمن نسميهم “سلفاً صالحاً”… بينما هم منطقياً إنْ كانوا صالحين فلأنفسهم، أما نحن فلم ننل من أغلبهم إلا المتاعب!!
    وتبقى مشكلة التقديس الذي تربّينا عليه تجاه ذلك السلف، وهي التي جعلت بعضنا يقولون “إن السلف لولاه لما وصل إلينا هذا الدين”… وهذا وحده يتطلب منا شقاء السنين قبل أن نتخلص بعون الله منه ومن تبعاته بحثاً عن الحقيقة التي هي ضالة المؤمن، وليس عن أيّ اختلاف أو تفرّق أو تشيُّع جديد…                      وفي الختام أعتذر لكل من يعتقدون أنّ السلف جزء لا يتجزّأ من الدّين، ويرون بالتالي كل انتقاد للسلف خروجاً عن جادة الدين، سامحهم الله… وللحديث حتماً صلة…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر صورة الواجهة: موضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى