توقيع القاضية الأديبة د ة. أمينة رضوان لمؤلفيها الجديدين: “هيلمان أنثى” و”رقصات امرأة في زمن كورونا” (2022/03/26)
2022/03/26

مغرب التغيير
الرباط 26/03/2022
احتضنت قاعة “نويكة” بقصبة الوداية بالرباط في أمسية يوم السبت 26 مارس 2022 فعاليات التوقيع على مؤلفين جديدين للدكتورة أمينة رضوان الأديبة والباحثة والقاضية لدى المحكمة الابتدائية المدنية بمدينة الدار البيضاء.
المؤلف الأول بعنوان: “هيلمان أنثى”، وهو ترجمة لهذا المؤلَّف إلى اللغة الإنجليزية، والثاني بعنوان: “رقصات امرأة في زمن كورونا”، مترجَما بدوره إلى نفس اللغة.
يشتمل “هيلمان أنثى” وهو عبارة عن ديوان شعري موسوم بالطراوة الشعرية والتلوينات البلاغية الرقيقة، والراقية، على باقة من القصائد يلامس كلٌّ منها خاطرةً من الخواطر الآخذة بلب الشاعرة ومشاعرها، والتي لا شك أنها موضوع اهتمام الناس جميعا، نحو الأم، التي شكلت الحجر الأساس في حياة دة. رضوان؛ ونحو الصديقة، التي استأثرت في فؤاد الشاعرة بزخم وازن من المحبة والمودة؛ ونحو المحيط المباشر، وأهل الحي… غير أن المتلقي لن يفتأ أن يلمس ذلك التعلق الشديد، وربما المثالي، بالأم، كمعلمة ومربية، وكرفيقة طريق يزخر، بلا مغالاة، بنجاحات متتالية عاشتها دة. رضوان وما زالت تعيشها، على صعيد الحياة العلمية والثقافية والمعرفية؛ وعلى مستوى حياة مهنية لها خصوصياتُها وضوابطُها، ولها ارتباطُها الوثيقُ بقيم دينية وإنسانية وكونية، كالعدل، والصدق والشفافية، والقدرة على الإنصات العارف والعميق إلى مشاكل المتقاضين ومتاعبهم وانتظاراتهم، في عالم يشكو منذ ليل التاريخ من الخصومات والمنازعات والمظالِم…
لَكَمْ تبدو هذه المعادلة صعبةً ومحفوفةَ المسالك بالأشواك:
أن تجتمع في قلب إنسانة واحدة خصلتان شديدتا الاختلاف: صرامةُ القاضي وتدقيقُه الشديد والعادل بين حقوق المتقاضين وواجباتهم في ظل قانون ينبغي أن يتساوى أمامه الجميعُ بلا أدنى استثناء، وبلا أدنى محاباة؛
وشاعريةُ الأديب وهو يخاطب أرواح الكائنات والأشياء والأماكن، خارج حسابات الزمان والفضاء، بلُغة بنفسجية الأريج، مَخْمَليّة التراكيب، تُهيمن عليها مشاعرُ العفو والسماحة والقدرة الفائقة على نسج خيوط المحبة والمودة والعفو المُسْبَق عن كل النقائص والهفوات!!!
معادلة في غاية الصعوبة والامتناع فعلاً… وقد استطاعت القاضية/الشاعرة دة. أمينة رضوان أن تصنع منها نسيجا منسجما ومتناغما وقّعت عليه بالصوت والصورة طيلة سويعات تلك الأمسية الرائقة
(أنظر فيديو ماجريات هذه الأمسية في خانة الفيديوهات ضمن هذا الموقع).
الكتاب الثاني، “رقصات امرأة في زمن كورونا”، صاغته المؤلِّفة في شكل خريطة من الأحاسيس والمشاعر، لها تضاريسُها، صعوداً وانحداراً، في أزمنة وأمكنة كان وباء كورونا المقيت يصول فيها ويجول، كما شاء له الله تعالى أن يفعل، ساحبا معه إلى العالم الآخر أنفُساً ذاقت قبل الرحيل من عذابات الألم، وغادرت قبل حتى أن تُشبع البصر والفؤاد بصور الأهل والأحبة والأكباد.. ألبسها الله أرديةَ عفوه وأسكنها فسيح جِنانه…
وكدأب القاضية الأديبة في ديوان شِعرها السابق، جعلت للأهل والأقارب والأصدقاء والجيران ورفاق الطريق، موقعاً بالغَ التميز، فنال كل نفر من هؤلاء في قلب الكاتبة، كامرأة بالذات، حقه من المحبة والمودة ومن الأسى والحسرة من جراء هول الفراق وفُجائِيَتِه… فجاء كل ذلك في شكل تعابير راقصة متمايلة من فرط الألم تحت وطأة زمن كورونا.. كما أنبأ عن ذلك عنوان المؤلَّف!!
تخللت الأمسية فقرات متنوعة المحتوى، تعرَّف فيها الحضور على هُوِية دة. أمينة رضوان ومسارها التعليمي والثقافي والمهني، وعلى مساهماتها في ميادين البحث والكتابة في مجال القانون، وفي مضمار الأدب، وهي مساهمات ثرية ووازنة بالنظر لطَراوة عودِها، مما جعلها تتخطى بمساحات ضوئية فتوتَها إلى مصاف كبار الباحثين والمؤلفين.. حيث أمكن للحضور أن يطّلع على بعضٍ من أبرز أنشطتها في البحث والتأليف، وفي قيادة عدد لا يستهان به من المجلات سواء منها العلمية القانونية والأدبية…
تخللت أمسيةَ التوقيع أيضاً قراءاتٌ، من الكتابين معاً، قدّمَتها القاضيةُ الأديبةُ مشكورةً، أطربت الحضورَ، واستأثرت بالأحاسيس، وبصمت بامتياز، على إصرارها على الحضور الوازن في عمق فضاءات الأهل والأحبة وأهل الحي والوطن… وكل أهل الله عموماً… حضورا يعبّر عن خلجات القلوب وترنيمات المشاعر
شهدت الأمسية موازاة مع كل ذلك، تلاوة قصائدَ وتعابيرَ راقصةٍ مُهداةٍ لأميرة الأمسية، من لدن بعض الحاضرين، الذين جمعوا بين مسؤولين قضائيين ونساء ورجال بحث وعلم وثقافة وأدب.
وبالمناسبة، تلقت القاضية الأديبة بعض الأسئلة حول مختلف أعمالها وانتاجاتها العلمية والأدبية، وكان من بين هذه الأسئلة، على الخصوص، سؤال يتعلق بالسر الكامن في قدرتها المتميزة على التوفيق بين دة. أمينة رضوان القاضية، ودة. أمينة رضوان الأديبة والشاعرة، فكان ردها مغحِما ومثيرا للإعجاب…
قالت إنها كانت ذات ميول أدبية ومعرفية متنوعة، قبل أن تتعمق في دراساتها للقانون، وقبل أن تصبح قاضية، وعلقت على ذلك بكل عغوية بأن هذا التوجه المزدوج مكّنها من تحقيق اندماح إيحابي بين صدقية القاضي من خلال حرصها على تكريس قيم العدل والمساواة؛ وبين رهافة مشاعر الأديب في إنصاتها إلى شكاوي المتقاضين وتفهُّمها لمتاعبهم وانتظاراتهم…
كم هي عسيرة هذه التوليفة، وما أحوجها إلى عقلٍ وقلبٍ ينبضان بالحياة في أبهى معانيها!!!