تحالف دولي من أجل مكافحة ظاهرة تشغيل الأطفال في الزراعة (مغرب التغيير – الدار البيضاء 4 غشت 2023)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 4 غشت 2023
في كل أنحاء العالم.. لا يتوقف الاستغلال اليومي للأطفال في الأعمال الشاقة
قبل نحو خمس سنوات، وقعت سبع منظمات دولية على “إعلان نوايا للتعاون من أجل مكافحة عمل الأطفال في الزراعة”، وذلك بتكثيف الجهود بين منظمة العمل الدولية ومنظمة التغذية والزارعة، والصندوق العالمي للتنمية الزراعية، والمعهد الدولي لأبحاث السياسات الزراعية، والاتحاد الدولي للمنتجين الزراعيين.
غير أن التقارير التي أنجزت بعد ذلك حول هذه الظاهرة العالمية لم تبشّر بخير، وخاصة تقرير منظمة العمل الدولية حول عمل الأطفال، الذي جاء فيه، إن حوالي 250 مليون طفل في العالم يمارسون أعمالا شاقة، من بينهم 180 مليون يعملون في ظروف لا تطاق.

كما رصد التقرير الظروف التي يعمل فيها الأطفال في الزراعة وبعضا من مظاهر معاناتهم، وذلك استنادا لزيارات ميدانية في مزارع بأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
ففي مزارع الكاكاو الموزعة بين الكاميرون وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا يعمل 146ألف طفل تقل أعمارهم عن 15 عاما في 1500 مزرعة و153 ألف يتعاملون مباشرة مع المبيدات الحشرية دون وسائل الوقاية المناسبة، ويتعرض بعضهم للحرمان من الأجر أو الطعام أو كليهما معا كنوع من العقاب.
أما في الإكوادور، فيعمل الأطفال في مزارع الزهور حيث يتم تصنيفهم مساعدين، دون أن يتم تسجيلهم، ولذا يصعب على السلطات والنقابات معرفة أعدادهم الحقيقية. لكن زيارة اللجنة لتلك المزارع كشفت عن ظروف عمل صعبة وقاسية لساعات طويلة إما تحت شمس حارقة، أو داخل بيوت زجاجية، أو في حفر الأراضي استعدادا لزراعتها.
وتمثل نسبة الأطفال العاملين في مزارع قصب السكر حوالي 70% من العاملين في هذا القطاع بالسلفادور حيث تقوم الفتيات بحرث الأرض والفتيان بزراعتها أو رعاية المحاصيل.
وليس الحال أفضل في مزارع الشاي، حيث يعمل حوالي 1000 طفل في أكبر مزرعة للشاي في تنزانيا، وحوالي 2070 آخرين في مزرعة واحدة للشاي في سريلانكا، يعانون رغم صغر أعمارهم من أمراض صدرية وجلدية مختلفة وتشوهات في العضلات والعظام، نتيجة إجبارهم على حمل أوزان تصل إلى 30 كيلوغراما.
ومن أبرز القواسم المشتركة بين الأطفال الذين رصد التقرير حالتهم هي:

– أنهم يعملون في ظروف مناخية صعبة؛
– أن أعمارهم تتراوح بين 5 و 14 عاما؛
– أنهم يعملون في المتوسط بين 8 و 18 ساعة يوميا؛
– أنهم مرغمون على استخدام أجهزة وآلات حادة لا تتناسب مع أعمارهم والتعرض لكيماويات سامة؛
– أنهم لا يتمتعون بأي نوع من أنواع الرعاية الصحية والاجتماعية؛
– أنهم محرومون من التمتع بطفولتهم ويتعرضون لأنواع من الإهانات النفسية والجسدية التي تصل أحيانا إلى حد الاستغلال الجنسي.
وقد شددت منظمة العمل الدولية (OIT)على مسؤولية المجتمع في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، عبر توعية شركات الإنتاج بهذا النوع من الانتهاك الصارخ لحقوق الأطفال، وبضرورة العمل على تحسين ظروف وأوضاع العمال في الدول الفقيرة.
ومن المنتظر أن تجتمع الدول التي وقعت على إعلان النوايا لاحقاً، وبانتظام، للوقوف على ما تم إحرازه في هذا الصدد، وعلى أداء المنظمات المشاركة والصعوبات التي تعترضها في هذا المضمار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الجزيرة – جنيف (ت. أ. ع.).