المغرب وسلوفينيا: اهتمام مشترَك بالمبادرة الملكية “الأفروأطلسية” ودعم للمشروع المغربي للحكم الذاتي (مغرب التغيير – الرباط 16 يونيو 2024)

مغرب التغيير – الرباط 16 يونيو 2024
أشرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة ونظيرته السلوفينية، السيدة تانيا فايون، في غضون الأسبوع الماضي بالرباط، على توقيع إعلان مشترك بين المملكة المغربية وجمهورية سلوفينيا.
وأشادت سلوفينيا، في هذا الإعلان المشترك، بالمبادرة المستنيرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس لتعزيز ولوج دول الساحل الإفريقي إلى المحيط الأطلسي.
وفي هذا السياق، نوهت سلوفينيا، خصوصا، ب هذه المبادرة الرامية إلى تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وذلك بغية جعل الفضاء الإفريقي إطارا جيوإستراتيجيا للتعاون، كما نوهت بمشروع خط أنبوب الغاز الذي سيربط بين المغرب ونيجيريا وصولاً إلى أوروبا. كما أشادت نائبة الوزير الأول، وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية بجمهورية سلوفينيا، بأجندة الاتحاد الإفريقي بشأن الهجرة.
وأكدت سلوفينيا، أيضا، على أهمية الإصلاحات واسعة النطاق التي أطلقتها المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لبناء مجتمع واقتصاد “أكثر انفتاحا ودينامية”، لاسيما من خلال تنزيل النموذج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة، فضلا عن الجهود الحثيثة من أجل تمكين المرأة من حقوقها كاملةً وتحقيق التنمية المستدامة.
من جهة أخرى، هنأت سلوفينيا المملكة المغربية على نجاح المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات الذي تم تنظيمه بمدينة فاس خلال شهر نونبر 2022، وكذا على الريادة الراسخة وطويلة الأمد لجلالة الملك في هذا المجال.
كما عبرت جمهورية سلوفينيا، في هذا السياق، عن انفتاحها من أجل مواصلة المحادثات بخصوص مقترح المغرب بشأن تعزيز التعاون في مجال الحوار بين الديانات.
وعبرت سلوفينيا عن ترحيبها بالدور المتميز الذي يضطلع به المغرب باعتباره شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي. وأكد المغرب وسلوفينيا، في الإعلان المشترك الصادر عقب هذه المحادثات، على الطابع المحوري للشراكة التاريخية والمتميزة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي، مشددين على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية بالنسبة للطرفين.
وأعرب البلدان، مجددا، عن التزامهما بالمساهمة في تعزيز التعاون والحوار والشراكة في المنطقة الأوروبية الإفريقية وبين الاتحاد الأوروبي وجواره الجنوبي، من أجل مواجهة التحديات المشتركة، لا سيما في مجالات الأمن والاستقرار والهجرة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، تبادل الطرفان وجهات النظر حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها التحديات الجديدة التي تواجه السلام والأمن في منطقة الساحل، مؤكدين على دور البلدين الإيجابي والبناء في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلام في منطقتيهما.
كما عبر البيان عن التزامهما بالشرعية الدولية والتسوية السلمية للصراعات والنزاعات، مبرزا إشادة سلوفينيا بالدور الهام الذي يلعبه المغرب من أجل ضمان الأمن في المنطقة، وتثمين التزام المغرب بالاستقرار ومكافحة الإرهاب والتعاون في تدبير الهجرة العابرة للحدود.
وبحث الجانبان إمكانيات التعاون الوثيق في مجال الأمن الداخلي وإنفاذ القانون، ولاسيما في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة، والاستغلال الجنسي للأطفال، والجرائم الإلكترونية، وغسل الأموال، والاحتيال والجرائم الاقتصادية، والفساد، وتدليس الوثائق، والإرهاب.
وبهذه المناسبة، هنأ السيد بوريطة نظيرته السلوفينية على عضوية بلادها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024-2025، معربا عن تقديره وتثمينه للمقاربة الشمولية والإدماجية التي تنهجها سلوفينيا في إطار مساهمتها في أشغال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكذا على الأولويات التي سطرتها لولايتها بهذا المجلس في سبيل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وأكد الجانبان التزامهما، كذلك، بالعمل بشكل وثيق ومواصلة التشاور والتنسيق داخل المنظمات الدولية بشأن القضايا متعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك.
وفي إطار الاتحاد من أجل المتوسط، شجع الوزيران التعاون بين الجامعتين الأورومتوسطيتين أيموني (EMUNI) في بيران بسلوفينيا والجامعة الأورومتوسطية بمدينة فاس، كما اتفقا على تعزيز التعاون الأكاديمي الثنائي والإقليمي في مجالات العلوم والبحث والابتكار والاقتصاد الأزرق لتوفير الفرص من أجل تمكين الشباب من الانخراط في التنمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها.
وبخصوص قضية الصحراء المغربيية، أشادت سلوفينيا بمخطط الحكم الذاتي المغربي باعتباره “أساسا جيدا للتوصل إلى تسوية نهائية ومتوافق عليها” للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي.
وأوضح البيان المشترك أن سلوفينيا، جددت التأكيد على دعمها الثابت للعملية التي تقودها الأمم المتحدة، مشيدة في هذا الصدد بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية من أجل التوصل إلى حل سياسي، وواقعي، وعملي، ودائم، ومقبول من لدن الأطراف، يقوم على التوافق، لقضية الصحراء المغربية.
وأضاف المصدر ذاته، أن الوزيرين أعربا عن موقفهما المشترك إزاء الدور الحصري للأمم المتحدة في العملية السياسية، وأكدا دعمهما لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك القرار رقم 2703 الصادر في 30 أكتوبر 2023.
كما جدد الوزيران التأكيد على دعم البلدين لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الرامية إلى الدفع قدما بالعملية السياسية على أساس قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة، وكذا دعمهما لبعثة “المينورسو”.
ويندرج هذا الموقف البناء لسلوفينيا، البلد الـ 16 في الاتحاد الأوروبي الذي يدعم المخطط المغربي للحكم الذاتي، ضمن دينامية دولية شهدت تقديم أزيد من 100 بلد عضو في الأمم المتحدة دعمها لهذه المبادرة.
ويُشار إلى أنّ نائبة الوزير الأول، وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية بجمهورية سلوفينيا، قدمت إلى المغرب في إطار زيارة رسمية، بدعوة من نظيرها المغربي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية سلوفينيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الخبر وصورة الواجهة: الموقع الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.