من كل الآفاق

العوامل المساهمة في الارتقاء بالسياحة باتجاه المغرب ومتطلبات الحفاظ على مسارها التصاعدي (مغرب التغيير – الدار البيضاء 11 شتنبر 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 11 شتنبر 2024

كشفت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن المغرب استقبل 12,3 مليون سائح، نهاية شهر أكتوبر المنصرم، مسجلا بذلك نموا بنسبة 39 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022.

وأبرزت الوزارة، أن هذا النمو يؤكد “صمود السياحة المغربية على الرغم من التحديات”، مشيرة إلى أنه بعد الأداء القياسي المسجل في شهر شتنبر، تواصلت هذه الدينامية الإيجابية في شهر أكتوبر، من خلال استقبال 1,2 مليون سائح، أي بزيادة قدرها 3 في المائة مقارنة بأكتوبر 2022.

بالنسبة للعوامل التي ساهمت في تنامي عدد السياح بهذه النسبة المرتفعة، وكذلك للحفاظ على هذا الأداء المتحقق، وهذه الاستمرارية في زيادة النشاط السياحي بالمغرب، أوضح الخبير في المجال السياحي، الزوبير بوحوت، جملة من المعطيات في حديث أجرته معه إلكترونية “دوزيم ما” جاء فيه على الخصوص ما يلي:

أنّ  12.3 مليون سائح خلال عشرة أشهر الأولى من سنة 2023 رقم مهم وكان منتظرا أن يتحقق هذا العدد، وذلك بالنظر إلى مجموعة من العوامل: أولها، أن القطاع السياحي كلما مَرَّ من أزمة إلاّ ويعود في السنوات الموالية لها ليسجل تطوراً أكثر من السنوات التي سبقت الأزمة.

لقد عاش العالم جائحة كورونا وحرم الأفراد من السفر نتيجة القيود المفروضة آنذاك، وكذلك بسبب إغلاق الدول لحدودها، غير أنه بعد هذه الأزمة الصحية، ظهر مفهوم أصبح يتداول وهو “السفر الانتقامي”، الذي شكّل محاولة للاستمتاع بالحياة والعودة بكثرة إلى السفر الذي حرم منه سكان العالم طوال فترة انتشار الجائحة.

العامل الثاني، يتمثل في الجهود التي قام بها المكتب الوطني المغربي للسياحة منذ أبريل 2022 عبر الحملات الإشهارية والجولات الدولية والتسويق لوجهة المغرب كأرض الأنوار، وشارك في معارض دولية كبرى، كما عمل على ترسيخ صورة المغرب على المستوى الدولي في الأسواق الدولية التقليدية والمفتوحة (فرنسا، إنجلترا، ألمانيا…).

أما بالنسبة للعامل الثالث، فهناك ذلك الإشعاع الكبير الذي حققه المغرب خلال مشاركة أسود الأطلس في مونديال قطر. وهنا وجب التذكير بأرقام مهمة لها ارتباط بذلك الترويج، وهي أن المغرب خلال شهر مشاركته في منافسات كأس العالم بقطر ورد ذُكره 13 مليون مرة في محركات البحث (عبر الانترنت)، وفي الشهر الموالي وصلنا إلى 17 مليون مرة. وفي المقابل، كان فيما مضى يُذكر 500 ألف مرة على طول سنة كاملة. إذن فالمغرب في تلك المنافسات الكروية كان تحت الأضواء، وبالتالي فإن هذا الإشعاع الكروي الدولي دفع بالكثيرين إلى البحث عبر الانترنت عن المغرب ومنهم من عبر عن رغبته في زيارة المملكة.

Hit Radio

أما الكلمة المفتاح للاستمرار في زيادة النشاط السياحي واستقبال السياح، فهي تقوية الربط الجوي، وتوفير الرحلات بكيفية قوية لجذب السياح الأجانب. وهناك توقيع لاتفاقيات مع شركات الطيران الدولية، لكن إلى حدود الآن يلزمنا العمل أكثر في هذا الجانب.

وبالإضافة إلى النقل الجوي، يجب القيام بعمليات ترويجية كبرى، والاستمرار في الحملة التسويقية “المغرب أرض الأنوار”.

كما ينبغي التركيز أيضا على ضرورة تنويع المنتوج السياحي والترويج له على المنصات الإلكترونية المختصة بالأسفار.

هناك أسواق سياحية لا يزال حضور المغرب فيها ضعيفا ونخص بالذكر أمريكا اللاتينية والسوق الصينية، لذلك وجب الانكباب على هذه الدول لتدارك هذا الخصاص.

من جهة أخرى، ولكي يستفيد المغرب من الحركية السياحية التي تعرفها دول العالم بمناسبة احتفالات رأس السنة الميلادية، فعليه أن يقوي الربط الجوي، بالإضافة إلى أن يستمر في الحملات الترويجية والتسويقية بالاستفادة من تقنيات الرقمنة ووسائطها، وذلك لوضع عروض سياحية تجذب السائح الأجنبي الذي اعتاد على برمجة وجهة سفره لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية على المدى البعيد.

ويبقى السؤال المشروع مطروحاً: “إلى أي مدى سيكون برنامج الترويج السياحي للوجهة المغربية قادراً على الاستجابة للتحديات التي يطرحها في آن واحد التسويق المحموم لاستضافة المغرب على انفرادٍ لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم سنة 2025، ثم لنهائيات كأس العالم في نفس الرياضة سنة 2030، بالتشارك مع دولتيْن مرموقتيْن على صعيد السياحة العالمية هما إسبانيا والبرتغال”؟..

فهل ستنجح السياحة المغربية في رفع هذا التحدّي المزدوج؟.. ذاك هو السؤال.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: دوزيم ما (بتصرف) / مصدر صورة الواجهة: الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى