Page 3 - مغرب التغيير PDF
P. 3

‫توديع الأستاذ عبد الله بوجيدة الرئيس السابق للمحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء‬

‫ومن أبرز من تدخلوا للاحتفاء بالأستاذ عبد الله بوجيدة‪ ،‬بعد‬               ‫تشهد له بالاستقامة سلو ًكا‪ ،‬والكفاءة أدا ًء‪ ،‬والحكمة والتبصر إنتا ًجا‪،‬‬  ‫احتضنت رحاب المحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء أمسية‬
‫كلمة وزير العدل والحريات ذ‪ /‬المصطفى رميد‪ ،‬ذ‪ /‬نور الدين الرياحي‬                                                 ‫والسداد تفكي ًرا وتدبي ًرا‪.‬‬      ‫احتفالية التأم فيها عد ٌد كبير من رجال القضاء ونسائه‪ ،‬ومن مختلف‬
‫المحامي العام بمحكمة النقض‪ ،‬نيابة عن الوكيل العام للملك بهذه‬                                                                                    ‫الهيئات والأجهزة العاملة في مختلف مجالات العمل القضائي‪ ،‬حيث‬
‫الأخيرة‪ ،‬وكذا بصفته رئي ًسا لرابطة القضاة؛ وذ‪ /‬لحسن مطار الوكيل‬         ‫وقد حرص وزير العدل والحريات على انتهاز هذه الفرصة ليعبر‬                 ‫غ ّصت عن آخرها‪ ،‬القاع ُة التي أع�دت في إح�دى ساحات المحكمة‬
‫العام للملك باستئنافية الدار البيضاء؛ وذ‪ /‬عبد اللطيف بوعشرين‬
‫الأمين العام لاتحاد المحامين العرب؛ وذ‪ /‬محمد حيسي نقيب هيأة‬             ‫عن مشاعره كصديق قديم للمحتفى به‪ ،‬وض َّم َن ذلك أب�رز ما علق‬                                                          ‫لهذه الغاية النبيلة‪.‬‬
‫المحامين بالدار البيضاء‪ ،‬وذ‪ /‬محمد الخليفي نائب الرئيس الأول‬             ‫بذهنه من ميزات هذا الأخير ومناقبه‪ ،‬وعلى الخصوص منها ما ُعرف‬             ‫حضر هذه التظاهرة وزير العدل والحريات ذ‪ /‬المصطفى رميد‪،‬‬
‫لمحكمة الاستئناف ب�ال�دار البيضاء‪ ،‬وذ‪ /‬ن�ور ال�دي�ن زك�ري�اء نائب‬       ‫عنه طيلة مساره المهني من انفتاح على جميع طالبي الخدمة القضائية‬          ‫وكل من مدير الشؤون الجنائية والعفو ومدير الشؤون المدنية بنفس‬
‫رئيس المحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء‪ ،‬وذ‪ /‬محمد عناب‬                                                                                   ‫الوزارة‪ ،‬ووالي جهة الدار البيضاء الكبرى ووالي الأمن بها‪ ،‬وثلة من‬
‫رئيس مصلحة كتابة الضبط بهذه الأخيرة‪ ،‬وممثل الاتح�اد الدولي‬              ‫أو العاملين في مختلف مجالاتها‪ ،‬ومن تف ّهم لانشغالات وانتظارات كل‬        ‫أعضاء المجلس الأعلى للقضاء‪ ،‬ومحكمة النقض‪ ،‬وعدد من الرؤساء‬
‫للمفوضين القضائيين‪ ،‬ورئيس جمعية المفوضين القضائيين بالمغرب‪...‬‬           ‫الذين تعاملوا معه أو طرقوا باب مكتبه لغرض أو لآخر‪ ،‬حيث كان هذا‬          ‫الأولين لمحاكم الاستئناف والوكلاء العامين للملك بها‪ ،‬ورؤساء المحاكم‬
‫لتُعط َى الكلمة في نهاية المطاف للمحتفى به‪ ،‬ذ‪ /‬عبد الله بوجيدة‪،‬‬         ‫المكتب مفتوح الباب على مصراعيْه أمام الجميع‪ ،‬مما جعل ال ُع ْر َوةَ بين‬  ‫الابتدائية ووك�ل�اء الملك بها‪ ،‬ورؤس��اء محاكم الاختصاص ورؤس�اء‬
‫الذي عبر عن تأثره وامتنانه لزخم المحبة والمودة‪ ،‬اللتان أبداهما في‬       ‫المحتفى به ومختلف المتعاملين معه أو العاملين تحت إمرته تزداد قوة‬        ‫النيابة العامة بها‪ ،‬ومن النقباء السابقين والحاليين لهيئات المحامين‬
‫حقه المحتفون بشخصه‪ ،‬مؤك ًدا بدوره أن ما تراكم لديه من المعارف‬                                                                                   ‫من مختلف الدوائر والأقاليم‪ ،‬فضل ًا عن أفراد أسرة القضاء المزاولة‬
‫والخ�ب�رات وال�ت�ج�ارب إنم�ا ك�ان نتا ًجا لاحتكاكه ب�ه�ؤلاء جمي ًعا في‬                                          ‫ومتان ًة مع مرور السنين‪.‬‬        ‫بمختلف المح�اك�م بالعاصمة الاقتصادية وغيرها‪ ،‬وك�ذا مساعدي‬
                                                                                                                                                ‫ال�ق�ض�اء والمح�ام�ني والم�وث�ق�ني والمهندسين والم�ف�وض�ني القضائيين‪،‬‬
                                  ‫مختلف مراحل حياته العملية‪.‬‬            ‫بعد كلمة وزي��ر ال�ع�دل والح�ري�ات ه��ذه‪ ،‬تم اس�ت�ع�راض شريط‬            ‫وموظفي الإدارة القضائية بكتابات الضبط وغيرها من الأقسام‬
‫ول�إلش�ارة أي ًضا‪ ،‬فقد اشتمل برنامج الأمسية الاحتفائية على‬
‫تقديم ه�داي�ا ت�ذك�اري�ة ورم�زي�ة للمحتفى ب�ه م�ن ل�دن مجموعة من‬        ‫وثائقي بالصوت والصورة من إع�داد وإش�راف أحد أيقونات القناة‬                            ‫والمصالح التابعة للمؤسسات القضائية سالفة الذكر‪.‬‬
‫الفعاليات والشخصيات السالف ذك�ره�ا‪ ،‬على سبيل التعبير عن‬                                                                                         ‫وبدا جل ًيا أن هذه الفسيفساء الشاسعة‪ ،‬المتعددة والمتنوعة من‬
‫التقدير‪ ،‬وعن الاعتراف له بالأيدي البيضاء التي أسداها طوال عمره‬          ‫الثانية (دوزيم)‪ ،‬عتيق بن الشيكر‪ ،‬ال�ذي أدى دور منشط الأمسية‪،‬‬            ‫حيث الأسماء والوظائف والمناصب والمشارب‪ ،‬تقدم الدليل الملموس‬
‫الوظيفي والمهني للقضاء وأسرته وللوطن بصورة عامة‪ ،‬سواء على‬                                                                                       ‫على الأهمية الكبيرة والمكانة المرموقة‪ ،‬اللتان كان المحتفى به وما زال‬
                                                                        ‫فكان الشريط وسيلة للتعرف عن قرب على أهم مراحل العمر المهني‬              ‫يستأثر بهما ليس على الصعيد المهني فحسب‪ ،‬بل كذلك على مستوى‬
                 ‫الصعيد الداخلي أو الخارجي كما سلفت الإشارة‪.‬‬                                                                                    ‫العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي نمت وتأ ّصلت على امتداد‬
‫وللختم‪ ،‬كانت الأمسية مناسبة أي ًضا لإضفاء ن�وع من البهجة‬                ‫للأستاذ عبد الله بوجيدة‪ ،‬منذ التحاقه بسلك القضاء‪ ،‬كقاض بالمحكمة‬         ‫عمر طويل من العمل القضائي ال�دؤوب بين المحتفى به والفعاليات‬
‫والطرافة على فعالياتها حتى لا يغلب على مناخها الحزن والحسرة‬
‫على مغادرة المحتفى به لسلك القضاء‪ ،‬حيث أُف ِسح المجال ضمن‬               ‫الابتدائية بخريبكة‪ ،‬مرو ًرا بانتقاله من القضاء الجالس إلى القضاء‬                                            ‫القضائية والإدارية المذكورة‪.‬‬
‫برنامج الأمسية الاحتفائية للفنان الكوميدي والمونولوجيست محمد‬            ‫الواقف‪ ،‬وبعودته من جديد إلى فئة قضاة الجلوس‪ ،‬ثم بتعيينه رئي ًسا‬         ‫تميز الحفل بكلمات مع ِّبرة ألقيت بالمناسبة‪ ،‬وفي مقدمتها كلمة‬
‫عاطر الذي أمتع الحاضرين بمجموعة من النكت والطرائف‪ ...‬لنتابع‪.‬‬            ‫أول لمحكمة الاستئناف بنفس الحاضرة‪ ،‬قبل أن يلتحق بمدينة الدار‬            ‫وزير العدل والحريات‪ ،‬الذي توقف عند بعض المحطات التي اجتازها‬
                                                                                                                                                ‫المحتفى به خ�الل عمره المهني‪ ،‬وح�رص بالتحديد على استعراض‬
                                                                        ‫البيضاء كرئيس للمحكمة الابتدائية بعين الشق‪ ،‬قبيْل توحيد محاكم‬           ‫الملاحظات التي ك�ان يد ّونها بملفه الإداري المسؤولون القضائيون‬
                                                                        ‫العاصمة الاقتصادية‪ ،‬وإسهامه في تكريس ذلك التحول الهيكلي في‬              ‫الذين عمل ذ‪ /‬عبد الله بوجيدة تحت إمرتهم‪ ،‬أو بمعيتهم‪ ،‬والتي كانت‬

                                                                        ‫أحسن الظروف وأيسرها‪ ،‬حيث أصبح رئي ًسا للمحكمة الابتدائية‬
                                                                             ‫المدنية في صيغتها الجديدة إلى غاية بلوغه إلى موعد المغادرة‪.‬‬

                                                                        ‫وللإشارة‪ ،‬وكما ألحت على ذلك الكلما ُت التكريمي ُة التي ألقاها‬
                                                                        ‫مختلف المتدخلين‪ ،‬فقد كانت للمحتفى به كذلك إسهامات كثيرة‬

                                                                        ‫ووازنة على مستوى المنظمات والهيئات القضائية الأوروبية والدولية‪،‬‬

                                                                        ‫مما جعله يقوم بمبادرات إصلاحية وتطويرية على صعيد المحكمة‬

                                                                        ‫الابتدائية التي ظل يرأسها إلى غاية نهاية مساره المهني‪ ،‬بفضل ما‬

                                                                        ‫راكمه من الخبرات والتجارب على الأصعدة القارية والدولية المذكورة‪.‬‬

                                                                                                                                                ‫‪4‬‬

‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬
   1   2   3   4   5   6   7   8