Page 8 - مغرب التغيير PDF
P. 8

‫الأستاذ نور الدين الرياحي المحامي العام لدى محكمة النقض‬

‫وهذه وفود القضاة قد بايعت مــــعي‬                           ‫أمير الحيثيات جئ ُت البيضا َء مبايــــعا‬    ‫نوبل هي طاقم النجاة الذي يكرم به كل من قدم خيرا‬                             ‫بسم الله الرحمن الرحيم‪.‬‬
                                                                                                        ‫للإنسانية بعد أن يكون قد وصل إلى شاطئ الأم�ان»‪.‬‬                             ‫السيد وزير العدل المحترم‬
‫وملـدـعــمــأـدـ ِيع‬   ‫عشتها عقود زم��ا ٍن‬  ‫حقيقة‬           ‫وكيف لا يبايع من رفع العدل مقامـــا‬         ‫هكذا كان التكريم عند الفلاسفة والأدباء‪.‬‬                        ‫السيد والي مدينة الدار البيضاء الكبرى‬
                      ‫وعرفتك رئيسا وأن��ا‬   ‫سالب‬                                                        ‫أم�ا أن�ا ف�أق�ول لسيدي عبد ال�ل�ه ب�وج�ي�دة إن هذا‬
‫وكانت أحكامك اجتهاد خزانة يلمـ ِع‬                            ‫عرفتك شابا يافعا نور وجهه ضيـــاء‬                                                                                                 ‫السادة العمال‬
                                                            ‫ورافع ُت نيابة عامة وحكم َت رئاســــ ًة‬     ‫المجمع الذي اجتمعت فيه هذه الفعاليات إنما أتوا ليس‬                        ‫السادة المسؤولون القضائيون‬
                                                                                                                                                                     ‫السادة النقباء السادة المفوضون القضائيون‬
‫مثلي ولم أسمع إل ّا ما يشنف مسمـعـي‬                          ‫ولم تنل من عزمك أم��و ٌر شاهد عليها‬        ‫بطاقم النجاة‪ ،‬وإنما بطاقم حب يجمع بينك وبينهم‪ .‬ولم‬
‫فأنـت الذي ُته َدى إليك القوافي و ُت ْص َن ِع‬               ‫فارفع رأسك أبو نارما َن عاليـــــــــــا‬    ‫أجد ما أق�دم لك زميلي العزيز إلا كلمات نقرتها هذا‬                                    ‫السادة المحامون‬
                                                                                                                                                                                    ‫السادة القضاة والقاضيات‬
‫قلبك الأصمــــــعي‬     ‫تزاحمت موض َع‬        ‫إلا‬                 ‫ما رأي��ت رجولة ولا حسا ولا ابتسامة‬     ‫الصباح‪ ،‬وهي تعبر لك عن مدى الصداقة التي تربطنا‬                               ‫السلام عليكم ورحمة الله‬
‫ترد الكيد وتمنــــ ِع‬  ‫في وقفتك شك‬          ‫وما‬             ‫لما حيكت ضد القضاء مدلهمة وقفـ َت‬           ‫وأنت كنت حاضرا في زفافي‪ ،‬وفي‬   ‫والأخ � � �وة‪،‬‬        ‫أحضر هذه التظاهرة نيابة عن السيد الوكيل العام‬
‫حتى المقابر شهدتها والعين تدمـــــــ ِع‬                      ‫وقفات سيذكرها الأحياء والأمـــــوات‬        ‫ولادة أبنائي‪ ،‬وفي ولادة أبناء‬                        ‫لجلالة الملك لدى محكمة النقض‪ ،‬لأش�ارك زميلا لنا‪،‬‬
                                                            ‫صيحات في وجه كل مستقــــــو على‬             ‫أبنائي‪ ،‬فكنت دائما القاضي‬                            ‫وهو سيدى عبد الله بوجيدة‪ ،‬في هذا العرس القضائي‬
‫قضاء اقسم للكل على أن لا يركــــ ِع‬                                                                     ‫والزميل والأخ الذي رافقني‬                            ‫ال�ذي نظمته مجموعة من أعضاء المنظومة القضائية‪.‬‬
                                                                                                                                                             ‫وأح�ض�ر ك�ذل�ك‪ ،‬ن�ي�اب�ة ع�ن زم�الئ�ي ف�ي راب�ط�ة قضاة‬
‫لا أشد منها ض��راوة ولا أحــــ َّد ولا أروع‬                 ‫وب��ررت بقسمك والكل شهود ملحمات‬             ‫طوال مشوار الحياة‪.‬‬                                   ‫المغرب‪ ،‬الحاضرين هنا من مختلف المدن‪ ،‬وأحضر بصفة‬
‫تجمـــ ِع‬                                                                                                                                                    ‫شخصية‪ ،‬وأع�ي�ده�ا‪ :‬شخصية‪ ،‬للعلاقة الخ�اص�ة التي‬
‫المجمــ ِع‬  ‫الدنيا التفاتة ولا للمال كنت‬            ‫َه َّم‬  ‫ولم يزدك حب أحبتك إلا تواضعا ولم ُت ِع ْر‬                                                        ‫تربطني كما تعرفون بصديقي وأخي وزميلي سيدي عبد‬
            ‫ونصحتهم والدين نصيحة في‬                             ‫وع ّلمت قضا َتك عز َة نفس وكبريا َءها‬                                                        ‫الله بوجيدة منذ ما يزيد عن ‪ 36‬سنة‪ .‬هاته العلاقة‪،‬‬
                                                                                                                                                                ‫التي تذكرني يوم اقتضى العالم أن يكرم فيلسوفا أديبا‬
‫أسرتهم وق ّض ْت نصيح ُت َك كل مضجع‬                          ‫بأنهم إخ��وا ٌن لبعضه ُم وأن المحامـــاة‬                                                                     ‫كبيرا إسمه ب�رن�ارد شو وأن�ال�وا له جائزة‬
                                                                                                                                                                          ‫نوبل لكي يتشرف بها نيابة عن العالَم‬
‫وعون وموثق وعدل للظلم ي ّدعــــــــي‬                        ‫لا فرق بين قا ٍض ومحام وكــــــــاتب‬                                                                            ‫الأدب��ي وال�ف�ل�س�ف�ي‪ ،‬ف�ق�ال ل�ه�م ب�رن�ارد‬
‫رجعت إلى منبـــ ِع‬                                          ‫فالت ّفوا ضد كل بلاء بفضلك وعــــادوا‬                                                                           ‫شو آن�ذاك كلمته الم�أث�ورة‪« :‬إن جائزة‬
‫رابطتي و ُتقطــ ِع‬    ‫كأنـه ُم أشتا ٌت‬      ‫وحد ًة‬
                      ‫مثلك تشد رحال‬         ‫للرجال‬             ‫ما بالغت قولا ولا تجاوزت قدرا وإنمــــا‬

                                                            ‫والسلام عليكم‪.‬‬

                       ‫‪9‬‬

                                                                            ‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13