Page 7 - مغرب التغيير PDF
P. 7

‫أقول لكم بأن هذه المحاكم متميزة في أدائها‪ ،‬إنها ليست محكمة‬                                                   ‫يبقون خالدين‪.‬‬                              ‫الضبط‪ ،‬مفتو ًحا للمحامين‪ ،‬ومفتو ًحا للمتقاضين‪.‬‬
‫الـ‪ 10.000‬أو الخمسة عشر أل ًفا‪ ،‬بل هي محكمة الـ‪،138.000‬‬        ‫وأقول لك وأنا أتحدث بعد خمس وثلاثين سنة من الممارسة‪،‬‬                       ‫وأق�ول لكم‪ :‬ليس المسؤول َمن يس ّير المحكمة عن بُعد‪ ،‬ليس‬
‫ومحكمة ال�دار البيضاء‪ ،‬وما بالدار البيضاء من قضايا معقدة‬       ‫أنك أنت أي ًضا سيتحدث عنك أن�اس آخ�رون بعد أن نغادر هذه‬                    ‫المسؤول َمن يكون آخ� َر من يدخل إلى المحكمة‪ ،‬وأو َل َمن يخرج‬
‫و ُم ْش َكلة‪ ،‬ولكن مع ذلك هناك الأداء الجيد‪.‬‬                   ‫الدنيا‪ ،‬فيقولون إن هذه المحكمة مر منها رئيس كان رئي ًسا جي ًدا‪،‬‬
‫فلكم سيدي الرئيس‪ ،‬ولكافة السيدات القاضيات والسادة‬              ‫كان رئي ًسا متمي ًزا‪ ،‬كان رئي ًسا قو ًيا‪ ،‬وكان رئي ًسا قري ًبا من الجميع‪،‬‬                                                         ‫منها‪.‬‬
‫ال�ق�ض�اة‪ ،‬ول�ك�اف�ة ال�س�ي�دات‬                                                                                                           ‫بفضل هذه الأخلاق الفاضلة سيدي‪ ،‬وبفضل هذه التضحية‬
‫والسادة كتاب الضبط‪ ،‬وأي ًضا‬                                                                     ‫هو سيدي عبد الله بوجيدة‪.‬‬
‫ب�ف�ض�ل زم�الئ�ك�م المح�ام�ني‪،‬‬                                 ‫والأرقام أيتها السيدات والسادة بدورها تتحدث‪ .‬فهذه المحكمة‬                                                    ‫سيدي‪ ،‬لم يشهد مسؤولوك‬
‫وكذلك المفوضين القضائيين‪،‬‬                                      ‫هي الأولى في عدد القضايا‪ ،‬المسجل ‪ 127.416‬قضية‪ ،‬والمحكوم‬                                                      ‫وح��ده��م بم��ا ش��ه��دوا ب�ه‪،‬‬
‫وإخواني الخبراء‪ ،‬ولكل فاعل‬                                     ‫‪ 128.124‬قضية‪ ،‬والمخلف ‪ ،10.814‬والرائج ‪ ،180.946‬لكني‬                                                          ‫ف�م�ا ق�ل�ت�ه ق�ل�ي�ل م�ن كثير‪،‬‬
‫في العدالة‪ ،‬أق�ول‪ :‬هني ًئا لنا‬                                                                                                                                              ‫بفضل هذه الأخ�الق‪ ،‬وهذا‬
‫جمي ًعا‪.‬‬                                                                                                                                                                    ‫السم ّو‪ ،‬وهذا العطاء‪ ،‬وهذا‬
‫ح���ض���رات ال��س��ي��دات‬                                                                                                                                                   ‫البذل‪ ،‬ويشهد بذلك هؤلاء‬
‫والسادة المحترمين‬                                                                                                                                                           ‫الح�اض�رون‪ ،‬ومنهم السيد‬
‫إن لكل شيء نهاية‪ ،‬ولكن‬                                                                                                                                                      ‫الوالي‪ ،‬ومنهم ممثلو الإدارة‬
‫هناك شي ًئا واح� ًدا لا ينتهي‪،‬‬                                                                                                                                              ‫الم��رك��زي��ة‪ ،‬الم�ف�ت�ش ال��ع��ام‪،‬‬
‫اقلذضكائركاملححَ�سدني�‪ً .‬ث�اوسشأرقيو ًفال‬  ‫وهو‬                                                                                                                              ‫وال��ك��ات��ب ال��ع��ام‪ ،‬وم��دي��ر‬
                                           ‫ع�ن‬                                                                                                                              ‫ال�ش�ؤون الج�ن�ائ�ي�ة وال�ع�ف�و‪،‬‬
‫وب�ه أختم‪ ،‬وه�و حديث أذكر‬                                                                                                                                                   ‫وم��دي��ر ال��ش��ؤون الم�دن�ي�ة‪،‬‬
‫م�ع�ن�اه ول�م أع�د أذك��ر نصه‪:‬‬                                                                                                                                              ‫وم�دي�ر ال�ت�ح�دي�ث‪ ،‬ويشهد‬
‫وه��و أن ال�رس�ول ص�ل�ى الله‬                                                                                                                                                ‫ع��ل��ى ذل���ك أي�� ًض��ا ال�س�ي�د‬
‫عليه وسلم كان مع وصحابته‬                                                                                                                                                    ‫ال�ن�ق�ي�ب وال��س��ادة ال�ن�ق�ب�اء‬
‫ف��رأوا ق�و ًم�ا ي�ح�م�ل�ون م�ي� ًت�ا‪،‬‬                                                                                                                                      ‫السابقون‪ ،‬ويشهد على ذلك‬
‫ف��ق��ال��وا ف��ي��ه ك�ل�ا ًم��ا ج��ي�� ًدا‬                                                                                                                                 ‫ك�اف�ة الم�س�ؤول�ني م��ن ك�اف�ة‬
‫حس ًنا‪ ،‬فقال النبي صلى الله‬                                                                                                                                                 ‫المستويات‪ ،‬ويشهد على ذلك‬
‫ع�ل�ي�ه وس��ل��م‪ :‬وج��ب�� ْت؛ وب�ع�د‬                                                                                                                                        ‫زملاؤك في القضاء‪ ،‬الذين‬
‫ذلك مرت جنازة أخرى‪ ،‬فقال‬                                                                                                                                                    ‫أرى أنهم ح�ض�روا بكثافة‪،‬‬
‫الناس في الميت كلا ًما س ِّي ًئا‪،‬‬                                                                                                                                           ‫ومنهم من حضر من أكادير‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وجب ْت‪ .‬فلما ُسئل عن‬                                                                                                                                                  ‫ومن سطات‪ ،‬ومن الجديدة‪،‬‬
‫وج�ب�ت ف�ي الأول��ى وال�ث�ان�ي�ة‬                                                                                                                                            ‫ومن كل إقليم‪ ...‬فهني ًئا لك‬
‫ق���ال‪ :‬ف��ي الأول���ى ذك��رتم��وه‬
‫بخير فوجبت له الجنة‪ ،‬وفي‬                                                                                                                                                                       ‫سيدي‪.‬‬
‫الثانية ذكرتموه بش ّر‪ ،‬فوجبت‬                                                                                                                                                ‫اس�م�ح�وا ل��ي أن أق��ول‬
‫ل�ه ال�ن�ار‪ .‬فأنتم ش�ه�داء الله‬                                                                                                                                             ‫لكم كلمة‪ ،‬أنني دخلت إلى‬
‫فيه‪ .‬وأن�ا أٌق�ول لحضراتكم‪:‬‬                                                                                                                                                 ‫ه��ذه المح�ك�م�ة م�ن�ذ ‪1980‬‬
‫أنتم شهداء الله في هذا الرجل‪ ،‬فقد أبلى البلاء الحسن ف ُجوز َي‬                                                                                                               ‫ف�ي إط��ار الخ�دم�ة المدنية‪،‬‬
‫خي ًرا‪ .‬بارك الله فيك‪ ،‬ومتعك الله بالصحة وبحسن الخاتمة‪...‬‬                                                                                                                   ‫وك���ان ه��ن��اك رج���ل‪ ،‬ولاب��د‬
                                                ‫وشك ًرا‪.‬‬                                                                                                                    ‫أن أذك�ره في هذه اللحظة‪،‬‬
                                                                                                                                          ‫وهو السيد امحمد بناني غفر الله له‪ .‬وبين السيد امحمد بناني‪،‬‬
                                                                                                                                          ‫والسيد عبد الله بوجيدة‪ ،‬مر رؤساء أجلاء أعطوا الكثير للقضاء‪.‬‬
                                                                                                                                          ‫ولكن اسمحوا لي أن أقول‪ ،‬بأنه حينما يكون العطاء كبي ًرا‪ ،‬وكثي ًرا‪،‬‬
                                                                                                                                          ‫وقو ًيا‪ ،‬فإن الكثيرين قد تضيع أسماؤهم في الزحام‪ ،‬ولكن الأقوياء‬

                                                                                                                                          ‫‪8‬‬

                                                ‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12