Page 6 - مغرب التغيير PDF
P. 6
وزير العدل والحريات الأستاذ المصطفى رميد
ت�ص�وروا ،ف�ي سنة 1991بخريبكة ،ك�ان م�ن ورائ�ه�ا آنئذ رئيس وأقول لكم ،وأشهد ،سواء بصفتي المهنية أو بصفتي الحكومية، بسم الله الرحمن الرحيم
المحكمة ذ /عبد الله بوجيدة ،الذي استطاع بفضل حنكته ورزانته أن هذا الرجل كان رئي ًسا بحق ،متمي ًزا غاية التم ّيُز ،وعطاءاته لا الحمد لله رب العالمين وبه أستعين
وحسن تدبيره ،وبما يتوفر عليه من مؤهلات قضائية وقانونية ،أن شك أن الجميع يشهد بها .وحضوركم بهذه الكثافة المتميزة ،وغير والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
يُظهرها بهذا المظهر المشرف. المسبوقة ،يقول إن الرجل رئيس ليس كباقي الرؤساء .إذ ْن ،أقول لك
هذا ،بالإضافة إلى ما يع َرف عنه من الأخلاق الفاضلة ،والسلوك سيدي عبد الله من قلبي ،من صميم قلبي :هني ًئا. حضرات السيدات المحترمات
القويم ،وروعة الأحكام والقرارات والأوامر ،التي يصدرها ،والتي ال�ي�وم ،ح�ض�رات ال�س�ي�دات وال��س��ادة ،ع��د ُت إل��ى صحيفته، حضرات السادة المحترمين
وكذا... كذا ضمت قرا ًرا... وكذا بلغت خلال السنة القضائية كذا وصحيفته هي ما ُس ِّجل عليه في مساره المهني الطويل ،الحافل
الخ .كان هذا في سنة .1991 لهذا الرجل، وال��رائ��ع ،وس�أق�رأ عليكم ك�ل�م�ات ت�ؤرخ سلام الله عليكم ورخمته تعالى وبركاته
وفي سنة 1992يقول نفس الرئيس الأول أنه« :أظهر من الكفاءة ولأدائه ،ولمستوى عطائه. أنا اليوم سعيد غاية السعادة ومتأثر غاية التأ ّثر.
والعطاء والإنتاج وحسن التسيير ما جعله أهل ًا لتحمل المسؤولية، أول م��ا تح�م�ل وج����د ُت أن���ه سعيد ،لأنني أحضر ه�ذا الحفل البهيج ،ال�ذي تحضره هذه
وبفضل ه�ذه الم�ج�ه�ودات أصبحت المحكمة الاب�ت�دائ�ي�ة بخريبكة سنة ،1991 الم�س�ؤول�ي�ة تحملها الوجوه الكريمة ،والمناسبة هي مناسبة الاحتفاء برجل من طينة
محكمة نموذجية ،س�واء في مجال تصفية القضايا القديمة ،أو وك��ان��ت ب�المح�ك�م�ة الاب�ت�دائ�ي�ة
تصفية تنفيذ الأحكام ،إلى غير ذلك». بخريبكة ،فماذا ق�ال الرئيس خاصة ،وبأستاذ من أساتذة أهل القضاء الأجلاء.
بعد ذلك ،يلتحق بالدار البيضاء فيقول رئيسه الأول حينئذ: الأول حينئذ؟ قال« :إن المحكمة ومتأثر ومتأسف ،لأننا سنفتقده من بين صفوف نساء ورجال
«منذ التحاقه على رأس المحكمة الابتدائية بعين الشق ،أبان عن الابتدائية بخريبكة تعد الآن
استعداد كبير للسير بها نحو الأف�ض�ل ،ويبذل في ه�ذا الصدد من المحاكم النموذجية» .وهذه القضاء.
مجهودات جبارة». النتيجة المحمودة التي لقد أعطى هذا الرجل الشيء الكثير ،وأقول لكم جاز ًما أنه كان
بعد ذلك ،سيأتي رئيس أول آخر على صعيد الدار البيضاء، ش���ه���د ب��ه��ا بإمكانه أن يعطي الشيء الكثير .ولا أكتمكم ،بل أصارحكم القول،
ليسجل سنة « :2.000عنصر ج�� ّدي ،وج�ي�د ،وح�ي�وي ،أب�ان عن الجميع، أنني حينما ض َّمن ُت في مشروع القانون التنظيمي للنظام الأساسي
مقدرة كبيرة في التسيير ،وف�ي التعامل مع الآخ�ر ،مما انعكس بعض المقتضيات التي تتعلق بالتقاعد ،وجعلنا هذه المقتضيات تُنَ ّفذ
إيجاب ًيا على صرف الأشغال داخل محكمته وإدارتها بصورة فور صدور القانون التنظيمي في الجريدة الرسمية ،كنا نريد أن
جيدة .يستحق كل التقدير». يبقى سيدي عبد الله معنا ،وآخ��رون مثله في تضحياتهم ،وفي
ثم بعد ذلك ،تتوالى الملاحظات والإش�ادات المتعددة، عطاءاتهم ،وفي إشرافهم وفي مهنيتهم .لكن للأسف الشديد لم
إلى أن نصل مثل ًا إلى سنة ،2004فنقرأ« :يُعتبر من أهم
المسؤولين القضائيين في بناية هذه المحكمة تسيي ًرا، تسر الأمور وفق ما أردنا ،وكان ما أراد الله ،وكان هذا التفاوت.
وإدار ًة ،وإخلا ًصا في العمل ،وبفضل حنكته ودرايته وأقول لكم ،لو كان هذا التقاعد امرأة أو رجل ًا لطلبت من السيد
استطاع أن يجعل من هذه المحكمة محكمة نموذجية، الوكيل العام للملك أن يأمر باعتقاله .ولكن ،كان هذا «المصاب» بين
رغم عدم صلاحية بناية المحكمة.»...
ه�ذه نم�اذج منيرة تبينّ كيف أن ال�رج�ل كان قوسين ،إن كان يصح أن نسميه ُمصا ًبا.
يصنع المح�اك�م النموذجية ،وه�ذا ه�و المسؤول حضرات السيدات والسادة المحترمين
ال��ذي ن��ري��ده .الم��س��ؤول ال��ذي ي�ك�ون الأول من خلال مسيرة قصيرة ،قبل بضع سنوات ،على رأس
ال�داخ�ل إل�ى المحكمة ،والآ ِخ�ر الم�غ�ادر لها، وزارة العدل والحريات ،وخلال حوال ْي ثلاثين سنة من
وال�ذي يحرص على النجاعة فيها ،والذي
ي�ؤط�ر ال�ق�ض�اة ف�ي�ه�ا ،وال��ذي ي�ك�ون قري ًبا الم�م�ارس�ة الم�ه�ن�ي�ة ،اق�ت�ن�ع� ُت شديد
منهم ،ومكتبه مفتو ًحا لهم ،مفتو ًحا لكتاب الاقتناع ،أن المحكمة هي الرئيس،
وأن الرئيس هو المحكمة .تأكدوا
أنه حينما يكون الرئيس رئي ًسا
قو ًيا ،حاض ًرا ،متتب ًعا ،متم ِّك ًنا،
فإن محكمته تكون بخير ،وأ ّن
جميع مؤشراتها تكون جيدة.
وحينما لا يكون الرئيس رئي ًسا،
فلا تسألوا عن النتائج.
7
خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة