Page 4 - مغرب التغيير PDF
P. 4

‫‪4‬‬                                                                                          ‫خاص‬

‫العدد‪ - 50 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬مارس ‪2016‬‬

‫عن طريق الآليات الم�ذك�ورة‪،‬واخ�ت�زال كل ذل�ك في نشرة قضائية‬                                  ‫حضرات السيدات والسادة‪،‬إنني أومن أشد الإيمان أن‬
‫شهرية‪،‬دقيقة ومفصلة‪ ،‬تتبعها قراءة لمعالجة الخلل‪،‬وتوضع رهن‬                                     ‫عمل المسؤول القضائي يختلف من محكمة لأخرى‪،‬فطريقة‬
‫إشارة القضاة والموظفين‪ ،‬ويتم حثهم على تجاوز كل مؤشر عليه‬                                     ‫تدبير الشأن القضائي بمحكمة صغيرة ليست هي نفسها‬
‫باللون الأحمر‪،‬وقد اعتمدنا هذه التجربة باستئنافية فاس‪،‬وكان‬                                    ‫بمحكمة أكبر‪،‬وآفة المسؤولين القضائيين هو النمطية في‬
‫لها الدور الكبير في نجاعة العمل والرقي به‪،‬وتشرفت بعرضه أمام‬                                  ‫العمل‪،‬وقد تنبه المجلس الأعلى للقضاء لهذه النمطية فغذا‬
‫أعضاء اللجنة الأوروبية للنجاعة القضائية ‪ la capej‬فلقي لديهم‬                                  ‫يتبنى التدرج في إسناد المسؤوليات‪ ،‬ومحكمة الإستئناف‬
‫استحسانا بينا‪،‬ووعدوا بتعميمه حتى خارج أرض الوطن ‪،‬مع‬                                          ‫بالدار البيضاء بالنظر لمكانتها وحجمها لن تنفع معها‬
‫ترشيحه لجائزة لديهم يطلقون عليها ‪.la balance de cristal‬‬                                      ‫النمطية المعهودة ولا الممارسات التقليدية العقيمة‪،‬وقد‬
‫وأفكر حاليا في إنشاء كتابة رقمية مستقلة تضم تقنيين‪،‬وتعمل‬                                     ‫رس�م�ت ل�ه�ا ب�رن�ام�ج ع�م�ل ي�س�ت�ق�ي م��ادت��ه م��ن تجربتي‬
‫بم�وازاة كتابة الضبط‪،‬لتترجم ما هو ورقي لما هو رقمي تهييئا‬                                    ‫المتواضعة‪،‬وينهل بالأساس من التوجه الرصين ل�وزارة‬
                                   ‫لتنزيل المحكمة الرقمية‪.‬‬                                   ‫العدل والحريات التي ظل سنام ديدنها الآج�ال المعقولة‬
‫في إطار الآنية دائما لم يعد مقبولا منا ان نباشر التفتيش‬                                      ‫والتحديث‪،‬وأكاد أجزم أننا كماحكم لا نساير إيقاع وزارة‬
‫التسلسلي ب�دائ�رة ه�ذه المحكمة وف�ق الطريقة التقليدية‪ ،‬وذلك‬                                  ‫العدل والحريات على مستوى التحديث رغم النجاح المهول‬
‫أن يركن للتوجه الرصين‬          ‫سلفت وا ْس ًت ْه ِلكت‪ ،‬بل‬  ‫بحصره في سنة‬                       ‫على مستوى تضمين وتحيين المعطيات‪،‬ولا أدل على ذلك‬
‫لا َت َص ًّيده‪،‬واعتماد الآنية‬  ‫الذي يروم رأب الخلل‬        ‫للمفتشية العامة‬                    ‫من تتويج السيد وزي�ر العدل والحريات مؤخرا بجائزة‬
‫في العمل‪ ،‬وذلك بانتقال الرئيس الأول رفقة طاقمه لمحاكم الدائرة‬                                ‫الإدارة الالكترونية‪،‬وأخشى من تنزيل المحكمة الرقمية‬
‫بصفة دورية‪ ،‬ومعالجة الصدع في ذات المحاكم في كل متعلقات‬                                       ‫التي أضحت هذه ال�وزارة جاهزة لها‪،‬وسنت برامج جد‬
‫ع�م�ل�ه�ا‪،‬اب�ت�داء م�ن التحديث وان�ت�ه�اء بتوجيه الم�ل�ف�ات لمحكمة‬                           ‫متطورة لذلك‪،‬ولازلنا نحن القضاة نتردد حتى في معالجة‬
                                                          ‫الاستئناف‪.‬‬
‫كما لم يعد مستساغا أن تعقد اللجنة الثلاثية اجتماعاتها‬                                                                      ‫أحكامنا بواسطة الحاسوب‪.‬‬
‫بصفة دورية وفي أوقات متباعدة‪ ،‬لمناقشة إشكالات طرأت وانتهت‬                                    ‫وسأبين عجزه ش�ذرات مقتضبة مما رسمته لتدبير‬
‫في إبانها‪ ،‬ولا ينفع معها انتظار انعقاد هذه اللجنة‪،‬بل المطلوب‬
‫أن تكون هناك تمثيلية دائمة ومستمرة لأعضائها الثلاثة على‬                                                                             ‫شأن هذه المحكمة ‪.‬‬
‫مستوى كل محاكم الدائرة‪،‬لضمان معالجة آنية لكل طارئ‪،‬على أن‬                                     ‫أولا يجب إدراك أن نجاح المسؤول القضائي يبتدئ‬
‫يعقب ذلك اجتماع هذه اللجنة لمناقشة الحصيلة وتبني المعالجة‬                                    ‫من إعتقاده العميق لجسامة مهمته‪،‬فإذا كان المسؤول في‬
                                                          ‫الصائبة ‪.‬‬                          ‫أية إدارة يضطلع بالعمل الإداري الصرف‪،‬فإن المسؤول‬
‫لم يعد مقبولا أن نمارس تأطير القضاة بطريقة عمودية تجتر‬                                       ‫ال�ق�ض�ائ�ي يضطلع إل��ى ج�ان�ب ال�ع�م�ل الإداري بالعمل‬
‫الموروث الداخلي ولا تجاوزه إلا لماما‪ ،‬بل علينا أن نستقي التأطير‬                              ‫ال�ق�ض�ائ�ي‪،‬ث�م الإدارة القضائية وم��ا أدراك م�ا الإدارة‬
‫من أعلى هرم قضائي ممثل في محكمة النقض‪،‬فكم من الأحكام‬                                         ‫القضائية‪،‬فضلا على أن�ه أضحى مطالبا حتى ب�الإدارة‬
‫والقرارات لا تلتزم بالتوجه الحكيم لهذه المؤسسة بل تناقشها‬
‫طورا وتتطاول عليها أطوارا دونما اعتبار لإلزامها الأدبي وحتى‬                                                                                ‫الالكترونية ‪.‬‬
‫إلزامها القانوني المستقى من الفصل ‪ 369‬من قانون المسطرة‬                                       ‫ك�م�ا ل��م ي�ع�د م�ق�ب�ولا م�ن�ا ك�م�س�ؤول�ني ق�ض�ائ�ي�ني أن‬
                                                          ‫المدنية‪.‬‬                           ‫نقبع في المكاتب ‪،‬ون�وق�ع المراسلات‪،‬ونملي التوجيهات‬
‫وعودا على بدء لم يعد مقبولا منا كقضاة أن نغرد خارج السرب‬                                     ‫التقليدية‪،‬ونسير المحكمة بالعفوية المعهودة‪،‬بل أصبح‬
‫وأن نلازم التحرير الخطي لأحكامنا‪،‬ونحن ننشد المحكمة الرقمية‬                                   ‫مطلوبا منا ان نعمل وفق دفتر للتحملات‪،‬وبرنامج مبين‬
‫والعدالة الآن�ي�ة‪،‬وأن نباشر الملفات بالجلسات فقط‪،‬بل المطلوب‬                                  ‫المعالم يغرف من التوجهات العامة المستقاة من السياق‬
‫أن ننفذ إلى مكنونها ما بين الجلسات‪،‬ونجتز شوائبها‪،‬ونرشد‬
‫آجالها‪،‬ونعالج أحكامها في إط�ار من التوافق الم�ت�وازي ما بين‬                                               ‫العام للدولة‪،‬وبرامج وزارة العدل والحريات‪.‬‬
‫الكم والكيف‪،‬وفي إطار التوجه السائد لمحكمة النقض‪،‬واضعين‬                                       ‫لم يعد مقبولا أن نعمل في تسيير الشأن القضائي‬
‫ن�ص�ب أعيننا أن وزارة ال�ع�دل والح��ري��ات أض�ح�ت ع�ل�ى بينة‬                                 ‫بارتجالية وعفوية تنأى عن التخطيط والتنظيم الممنهج‬
‫بأمد التأخيرات والقضايا القديمة ‪،‬وأم�د المداولات‪،‬وبكل كبيرة‬                                  ‫وتلتزم ثقافة الذاكرة دون ثقافة الإبداع‪،‬بل أصبح مطلوبا‬
‫وصغيرة تهم تصريف القاضي لملفاته‪،‬وذلك عن بعد ووفق برنامج‬                                      ‫منا ان نعمل وف�ق منهجية جلية المعالم ترسم أهدافنا‬
‫معلوماتي متطور‪،‬وتقيم عملنا حتى دون أن نمدها بإحصائياتنا‬
‫التي أصبحت في غنى عنها‪،‬فقد حان الوقت إن لم يكن قد تجاوزنا‬                                      ‫مبدئيا‪،‬وترصد آلياتها وتتحلى بروح المبادرة والإبداع‪.‬‬
‫لننخرط في المعلوميات ونساير إيقاع الإدارة المركزية كما أسلفت‪.‬‬                                ‫لم يعد مقبولا منا بهذه المحكمة أن نشتغل بالعمودية‬
‫كما ل�م يعد مقبولا م�ن المح�ام�ي أن يم�ارس دوره التقليدي‬                                     ‫الم��ع��ه��ودة‪،‬ب��ل س�ن�ش�ت�غ�ل ب�ط�ري�ق�ة أف�ق�ي�ة‪،‬وس�ن�ف�وض‬
‫في الدفاع دون استشعار شراكته في تكريس العدالة ولإسهامه‬                                       ‫اختصاصاتنا لرؤساء الغرف‪،‬فكل رئيس غرفة هو رئيس‬
‫فيها باعتباره ج�زءا من أس�رة القضاء‪،‬فدوره عميق في صناعة‬                                      ‫أول ف�ي غ�رف�ت�ه‪،‬إذ ل�م يعد مقبولا منه ال�ت�داول وإص��دار‬
‫الحكم القضائي‪،‬إذ يساعد في التكييف القانوني للوقائع‪،‬ويصبها‬                                    ‫الأحكام فقط‪،‬بل عليه أن يراقب تضمين وتحيين المعطيات‬
‫للاجتهاد القضائي الواجب‬        ‫افلتيطقبايلبق‪،‬هاوبقودنرصجهاوداةلقاالنطولنبي‪،‬وواُيل ْرد ِفشعد‬  ‫معلوماتيا‪،‬ويحصي القضايا ويرشد منهجيتها ولوحات‬
 ‫تكون جودة الحكم والقرار‪.‬‬                                                                    ‫ق�ي�ادت�ه�ا‪،‬وأن ينفذ إل�ى مكنونها‪،‬ويذلل أمتها‪،‬ويشذب‬
‫لم يعد مقبولا من المحامي أن يقف متفرجا على التحديث‬                                           ‫نتوءاتها‪،‬منذ تسجيل ال�دع�وى‪،‬وم�رورا بمراقبة الآج�ال‬
‫والإدارة المركزية تنشد المحكمة الرقمية‪ ،‬وأن يقف عند حدود‬                                     ‫وأم��ده��ا وت�رش�ي�ده�ا‪،‬وم�س�ار الإس�ت�دع�اء‪،‬و َك�ي�ف الحكم‬
‫المصالح الشخصية لموكله بل عليه أن يستحضر في خضم دفاعه‬                                        ‫و َك�� ِّم��ه وتح��ري��ره وط�ب�ع�ه وت�وق�ي�ع�ه وت�وج�ي�ه�ه لمحكمة‬
‫عن هذه المصالح ناموس العدالة الذي يتأثر ويتفاعل بقدر هذا‬                                     ‫النقض‪،‬وسنوفر له جميع وسائل العمل‪،‬وكأن غرفة محكمة‬
‫الاستحضار‪.‬هذا هو المطلوب ويجب أن يكون ديدن كل مساعدي‬                                         ‫استئناف قائمة الذات‪،‬على أن تعقد اجتماعات رئاسية‬
                                                          ‫القضاء‪.‬‬                            ‫أسبوعيا ل�ت�دارس الحصيلة وتقييمها أس��وة ب��الإدارة‬
‫ل��م ي�ع�د م�ق�ب�ولا أن ن�ت�رك ال�ت�ب�ل�ي�غ ع�ل�ى ع�واه�ن�ه ول�ت�ق�دي�ر‬                      ‫المركزية في هذا الشأن‪،‬وقد أثبتت التجربة في علم الإدارة‬
‫الظروف‪،‬بل سنحدث لجنة خاصة لتتبع التبليغ اقتداء بالسيد‬
‫وزير العدل الذي أحدث لجنة خاصة بالتنفيذ الزجري بمقتضى‬                                                 ‫أن تجزيء العمل يسهم إلى حد كبير في نجاحه‪.‬‬
‫ال�دوري�ة الشهرية ع�دد ‪، 63‬التي ك�ان لها ال�دور الكبير في رقي‬                                ‫سنعمل أيضا بالطرق الحديثة لعلم الإدارة والتي‬
‫التحصيل‪،‬وستضم لجنة التبليغ هاته جميع المتفاعلين بما في‬                                       ‫ت�روم المرحلية ف�ي العمل‪،‬فجميل أن ًتفتح ع�دة ورش�ات‬
‫ذلك السلطات المحلية‪،‬وأناشد السيد الوالي للإسهام معنا في‬                                      ‫للإصلاح‪،‬ولكن رزء الجمال أن لا تنتهي أية ورشة‪،‬فسنعمل‬
‫نجاح هذه اللجنة‪،‬لأننا كسلطة قضائية نؤمن باستقلال التعاطي‬                                     ‫مثلا ف�ي فترة زمنية على التحديث حتى نلحق بإيقاع‬
                                   ‫لا باستقلال التكامل‪.‬‬
‫حضرات السيدات والسادة‪،‬في جعبتي الشيء الكثير‪،‬ولكني‬                                                          ‫الإدارة المركزية‪،‬ثم ننتقل إلى الآجال وهكذا‪.‬‬
‫لا أركن إليه‪،‬أو أتوكل عليه‪،‬بل أجأر دوما للمعية الإلهية من قبل‬                                ‫إضافة لمبدأي التجزيء والمرحلية‪ ،‬سنعمل على مبدأ‬
‫وم�ن بعد‪،‬لاعتقادي الصميم أنها الكفيلة‪،‬حتى من دون ما في‬                                       ‫الآنية والوقتية‪،‬هذا المبدأ ال�ذي أضحى مطلوبا لضمان‬
‫الجعبة‪،‬للرقي بالعمل وجعله في مستوى ما يصبو إليه أمير‬                                         ‫نتيجة ناجعة في أق�ل جهد وأيسر وق�ت‪،‬ع�وض المساطر‬
‫المؤمنين محمد السادس نصره الله وأيده‪.‬‬                                                        ‫التقليدية‪،‬والأمثلة على ذلك كثيرة‪ ،‬سنقتصر على بعضها‬
‫وختاما ‪،‬ف�إن�ي مم�ن تتجافى جنوبهم ع�ن نعومة الكراسي‬
‫ووثيرها‪،‬وأومن بوقتيتها وتقلبها‪،‬ولكني في نفس الآن‪،‬أومن بأن‬                                                                                 ‫لإكراه الوقت‪:‬‬
‫جموح ه�ذه الكراسي وتمردها يتبدد بالبصمة الطيبة‪،‬والعمل‬                                        ‫‪ -‬فمثلا نركن للوحات القيادة وآل�ي�ات للمراقبة في‬
‫الرصين ال�ذي يطبع الذاكرة والتاريخ‪،‬ويكون مناط الج�زاء عند‬                                    ‫تتبع جميع الإج��راءات ابتداء من التحديث والاستدعاء‬
‫مليك مقتدر‪،‬وهذا عز ما نصبوه ونرومه‪،‬ومن هذه المشكاة وهذه‬                                      ‫إلى الأحكام والطبع والتوقيع‪،‬بحيث تقتصد هذه الآليات‬
                                   ‫البوثقة سنشتغل‪.‬‬                                           ‫الج�ه�د وال�وق�ت‪،‬وت�خ�ول الم�س�ؤول القضائي الإلم��ام بكل‬
‫«وم�ا توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب» ص�دق الله‬
‫العظيم‪ .‬والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‪.‬‬                                                              ‫صغيرة وكبيرة بأقل كلفة زمنية وبأقل مجهود‪.‬‬
                                                                                             ‫‪ -‬في إطار الآنية دائما سنحدث قسما لتدبير النجاعة‬
                                                                                             ‫ال�ق�ض�ائ�ي�ة‪،‬ي�ض�م تقنيين لم�س�اع�دة الم�س�ؤول ف�ي الإدارة‬

                                                                                                   ‫الإلكترونية‪،‬وسيضطلع هذا القسم بعدة مهام‪،‬منها‪:‬‬
                                                                                             ‫المواكبة الحثيثة والمستمرة للبرامج المعلوماتية ابتداء‬
                                                                                             ‫م�ن تدبير الم�راس�الت الإداري��ة معلوماتيا إل�ى برنامجي‬

                                                                                                                                       ‫ساج‪ 1‬وساج‪، 2‬‬
                                                                                             ‫ث�م تشجيع الم�ب�ادرات المعلوماتية لهندسي وتقنيي‬

                                                                                                                                                ‫الدائرة‪،‬‬
                                                                                             ‫والأهم هو اهتمام هذا القسم بتدبير الملفات قضائيا‬
                                                                                             ‫ابتداء من تسجيلها إلى الحكم فيها وبعثها لمحكمة النقض‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9