منوعات
أخر الأخبار

مناورات “الأسد الأفريقي” البداية، التطوّر والآفاق * (مغرب التغيير – 5 يونيو 2023)

مغرب التغيير – الدار البيضاء – 5 يونيو 2023

تم تنظيم أولى دورات مناورات “الأسد الأفريقي” بين جيوش كل من الولايات المتحدة الأمريكية والقوات المسلحة الملكية المغربية سنة 2004، واستمر تنظيمها خلال السنوات الموالية بوتيرة كمية ونوعية متصاعدة. وتعد من أكبر العمليات متعددة الجنسيات ومتعددة المجالات وأكثرها تنوعا، بحسب ما صرح به ستيفن تاونسند، القائد السابق للقيادة الأميركية بإفريقيا.

وتنظم مناورات “الأسد الأفريقي” في المغرب بشكل سنوي، مع تمارين موازية في دول أفريقية وأوروبية مختلفة.

أما الأهداف الأساسية لهذه التظاهرات العسكرية والحربية، فتتمثّل بحسب القيادة العسكرية الأميركية لإفريقيا في:

– تطوير مستوى الاستعداد والكفاءة القتالية للجيوش المشاركة؛

– تعزيز قدراتها الدفاعية لمواجهة التحديات والتهديدات العابرة للحدود؛

– التدبير والخطيط الإستراتيجي لمحاربة التنظيمات المتطرفة والعنيفة.

يشارك في مناورات هذه السنة (2023) ما يقارب 8.000 جندي؛ نصفهم  من عناصر الجيش الأميركي، إلى جانب حوالي 4.000 جندي آخر من 18 دولة؛ تشمل بالإضافة إلى الولايات المتحدة والمغرب، كلاًّ من تونس والسنغال وغانا والمملكة المتحدة والبرازيل وكندا وهولندا، ودول أخرى تنتمي لحلف الشمال الأطلسي، حسبما جاء في  بيان للجيش الأميركي بإفريقيا وأوروبا.

في هذا السياق، أعلنت القوات المسلحة الملكية المغربية، ونظيرتها الأميركية، الاثنين الماضي، عن انطلاق الدورة 19 من مناورات “الأسد الأفريقي” بالمغرب، والتي يتوقع أن تستمر إلى غاية 16 يونيو الجاري.

وذكر بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية، أنه تم اليوم الاثنين، تنظيم حفل افتتاح التمرين بمقر القيادة العامة للمنطقة الجنوبية بمدينة أكادير، للإعلان عن الانطلاق الرسمي لهذه المناورات المشتركة متعددة الجنسيات؛ بحضور ممثلين عن البلدان المشاركة.

بهذه المناسبة، تم عرض موضوع التمارين، ومختلف الأنشطة المدرجة في برنامج الدورة الـ19 الحالية، ولا سيما في مجال التخطيط العملياتي لفائدة أطر هيئات الأركان بـ”فريق العمل”.

ويتضمن برنامج هذه السنة، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية:

«- تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية مشتركة، ليلا ونهارا؛

– تمرينا مشتركا للقوات الخاصة، والعمليات المحمولة جوا؛

– إقامة مستشفى عسكري ميداني لتقديم خدمات جراحية طبية لفائدة السكان؛

– وتمارين في مجال مكافحة أسلحة الدمار الشامل».

وبعد أن انطلقت في مايو الماضي المرحلة الأولى من هذه المناورات في تونس، من المقرر أن تنظم التدريبات الموسعة للمناورات ذاتها في سبع مناطق بالمغرب، في كل من أكادير وطانطان والمحبس وتزنيت والقنيطرة وبن جرير وتفنيت، وذلك في الفترة ما بين 5 و16 يونيو الجاري.

وأشار البيان ذاته إلى أن هذه المناورات تشكّل «موعداً سنوياً يسهم في توطيد التعاون العسكري المغربي الأميركي، وكذا تقوية التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان المشارِكة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة«.

وفي السياق ذاته، أفاد بلاغ آخر للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا “أفريكوم”، «أن التدريبات التي ترعاها القيادة الأميركية مع الجيوش الأفريقية وغيرها من القوات الدولية، تروم “تطوير القدرات الدفاعية المشتركة وتقوية أواصر التعاون لمواجهة التهديدات والتحديات المشتركة».

وقال المسؤول بالقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، جويل تايلر، «إن قدرتنا الجماعية على الجمع بين الدول المتشابهة في التفكير، للمشاركة في هذه المناورات أمر جدير بأن يثير الإعجاب حقا«.

وأضاف في بيان خلال انطلاق المرحلة الأولى من المناورات بتونس، الشهر الماضي، أن مناورات “الأسد الأفريقي” «تمثل حجر الزاوية في إستراتيجية تمرين القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا» مؤكّداً أنها «واحدة من أعظم التدريبات الأميركية في جميع أنحاء العالم»، من حيث كونُها «تتيح فرص إجراء تدريب واقعي وديناميكي ومشترك في بيئة صارمة، تشارك فيه القيادات المختلفة للدول المشاركة».

تجدر الإشارة إلى انه خلال شهر مايو الماضي، احتضنت تونس المرحلة الأولى من هذه المناورات، بمشاركة أفراد من القوات المسلحة التونسية وعناصر من الجيش الأميركي، وذلك للمرّة الثالثة على التوالي.

ونظمت التمارين بميدان الرماية ببن غيلوف وقبالة سواحل مدينة قابس التونسية، وذلك بمشاركة وحدات عسكرية من الجيوش البحرية والجوية والبرية والصحّة العسكرية، وعدّة هياكل أخرى من المؤسسة العسكرية، موزعة بين مختلف مراحل التدريب.

وتضمّنت هذه المناورات، حسب ما أوردته وكالة الأنباء التونسية، دروسا نظرية وتمرينات ميدانية وتدريبات مشتركة وعمليات عسكرية بحرية وجوية، وذلك لتعزيز ودعم القدرات العملياتية والقتالية والرفع من الجاهزية للتصدي للجريمة العابرة للحدود، ولتبادل الخبرات في التخطيط العملياتي المشترك بين مختلف القوّات، إضافة إلى التدخلات الطبية والأمن السيبراني.

وقد أوضح مدير التدريب، من الجانب التونسي، أن التمرين العسكري المشترك «أثبت جدوى كبيرة في تحسين القدرات العملياتية للجيش التونسي، كما مثّل مناسبة هامة لدعم مختلف المجالات العسكرية من خلال تبادل الخبرات في مجالات التخطيط العملياتي، الاستعلامات التكتيكية، الهندسة العسكرية، التكامل أرض- جو، الإنزال المظلي، اقتحام السفن، الأمن السيبراني والإسناد الصحي«.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* عن الحرة – دبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى