كيف تتعرف على ثقافة أيّ بلد باعتبارها جسراً أساسيا لتَعَلُّمِ لغتِه الأهلية؟ (مغرب التغيير – الدار البيضاء 25 أبريل 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 25 أبريل 2024
إنّ تعلّم اللغة الأجنبية كان ولا يزال من أهم اهتمامات الإدارات التعليمية في كل الأمصار؛ لما يحظى به من أهمية بالغة لدى فئة الطلاب. فالتفوق في لغات العالم والقدرة على التحدث بأكثر من لغة يُعدُّ من أكثر القدرات التي تميّز الأشخاص سواء داخل أسوار المؤسسات التعليمية، أو كمترشحين لمناصب الشغل داخل أسواق الشغل وطنياً أو دولياً. ونظراً لعمق هذا الموضوع، لا بدَّ من أن يتعرّف المتعلّم على الثقافة التي تحيط باللغة الأجنبية المراد تعلّمها لما لها من صلة قوية مع عملية التعلّم نفسها. وبالتالي، فتعلّم لغة ما لا يقتصر فقط على جمع رصيد كافٍ من المصطلحات، أو امتلاك القدرة على التحدث بها بطلاقة دون ارتكاب أيّ أخطاء إملائية أو لغوية، بقدر ما هو أيضًا إلمام بثقافة بلدها الحاضن، وأهاليها الأصليين.. فكيف يتسنّى ذلك؟.

تابع الأخبار والمستجدات:
إنَّ الطريقة الأساسية التي ستمكّنك من التعرف على بلد ما هي متابعة أخباره ومستجداته عن كثب، سواءً السياسية منها أو غيرها. فالأمر سيساعدك للتعرف بسرعة على ظروف البلد، طبيعة السياسة، عادات الأشخاص، مستوى العيش… وغيرها من المعلومات التي بجمعها ستتكون لديك نظرة شاملة عن بلد اللغة الأجنبية المستهدَفة
إنّ مصدر الأخبار والمستجدات لا بدَّ وأن يكون متنوعًا، فإن كنت مبتدئًا في اللغة فلا بأس من متابعة المستجدات عبر قنوات محلية أو مواقع موثوقة بالعربية، لكن لا تعتمد عليها كليًّا وإنما كنقطة انطلاق وتموقع فقط. وبعد أن تتكون لديك صورة مبدئية عن البلد وثقافته اتجه إلى مصادره الإعلامية الخاصة. وإذا اعتمدت على الترجمة، فمن الأفضل أن تأخذ الثقافة من صُنّاعها ومصادرها الأصلية.
اقرأ وابحث:
مواكبةً للنقطة السابقة، فالبحث والقراءة من أهم الوسائل التي تساعدك على الإحاطة بثقافة بلدٍ ما بسهولة. لهذا، وإلى جانب الأخبار والمستجدات، اقرأ الروايات أو المقالات… سواءً باللغة الأجنبية نفسها إن كنت متمكناً منها، أو عن طريق الترجمة. المهم أن تقرأ وتطالع. ولضمان عدم تزييف الحقائق والثقافات، ينصح بأن تقرأ لكُتَّاب ينتمون لنفس البلد وليس لكُتاب آخرين يكتبون عنه. فمثلًا، إن أردت التعرف على الثقافة الفرنسية لا بدَّ، وأن تبحث عن كتابٍ لأديب فرنسي وليس لعربي يكتب عن فرنسا، فمهما كانت معرفته قوية بثقافة البلد إلّا أنّه يظل مستقبِلًا وباحثًا فقط وليس عنصراً أساسياً.
السينما والترجمة:
تعتبر السينما والمسلسلات من أكثر المراجع المعتمدة للتعرف على ثقافة بلدٍ أجنبي، فالتصوير السينمائي سيمكّنك من التقرب أكثر من طريقة العيش ومن الأحداث الواقعية التي يعيشها البلد المعني، وخاصةً إن كان العمل الدرامي يخص منطقة شعبية أو فئة متوسطة، فسيساعدك ذلك على فهم البلد بشكلٍ أكبر.
أنصحك هنا بالاعتماد على الترجمة بدل الدبلجة لمشاهدة الأفلام والمسلسلات، فالأمر سيساعدك على دمج تعلّم اللغة بالثقافة بطريقة ستضمن لك استفادةً كبيرةً للغاية.
سافر:
إنّ السفر للبلد المحتضن للغة الأجنبية هو الوسيلة المباشرة لتعلّم اللغة والتعرف على ثقافتها عن قرب. فإن كانت الفرصة سانحة أمامك للسفر فلا تتردد أبدًا، فحتمًا ستخوض بسفرك هذا تجربة لا تُنسى، تتعلّم خلالها اللغة وتتعرف في الآن ذاته على السكان الأصليين. الأمر الذي سيمكنك من ربط اللغة بالثقافة بشكلٍ واقعي للغاية، وسيساعدك على التعرف على مصطلحات أو جمل دارجة في اللغة الأجنبية لن تتعلمها أبدًا بجلوسك على المقعد أو أمام الحاسوب في بلدك.
اتجه أيضاً إلى المطبخ!!
قد تستغرب من هذه النقطة، لكنها بالغة الأهمية، فالمطبخ هو المكان الأساسي الذي تنبع منه الثقافة وتستعرض فيه مختلِف مميزاتها بأدق جزئياتها، فالتعرف على مطبخ البلد الأصلي للغة الأجنبية التي أنت بصدد تعلمها من بين أهم الطرق الناجحة التي ستمكّنك من التعرف على ثقافته في أبسط تفاصيلها وبكل سهولة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراجيك arageek هدى فضاض، 23 غشت 2018 https://www.arageek.com/edu/learn-about-foreign-cultures
(مصدر صورة الواجهة: إعلام المستقبل).