من كل الآفاق

المغرب يمأسس استغلال خيرات أقاليمه الجنوبية في ظل وجع إسباني لا مبرر له!! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 25 غشت 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 25 غشت 2024

بمجرد إعلان جلالة الملك محمد السادس عن عزم المغرب على التنقيب عن موارده الطبيعية بالمحيط الأطلسي، عمّت حالة من القلق السياسي لدى الاسبانيين خصوصا بجزر الكناري، نظرا لما تكتسيه هذه السواحل، المقابِلة لسواحل الصحراء المغربية من أهمية إستراتيجية للبلدين.

ولم تناقش مدريد والرباط، خلال القمة “المغربية-الاسبانية”، التي انعقدت في فبراير الماضي، موضوع ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، والتي شكلت فيما مضى نقطة خلاف دبلوماسي وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية حوالي سنتين، والتي انتهت بالاتفاق على خارطة طريق للمصالحة في أبريل 2022، واعتراف حكومة سانشيز الأولى بمغربية الصحراء.

واعتبر عدد من الفاعلين السياسيين الإسبان أن دعوة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء تشكّل تهديدا مباشرا لأولئك المنتمين إلى اليمين المتطرف غير الموافق على السياسة التي نهجتها الحكومة السابقة لبيدرو سانشيز، خصوصا بعد اعتراف هذا الأخير رسميا بمغربية الصحراء، والتي أسفرت عن أشكال تعاون إيجابية في مجالات مختلفة بين البلدين.

وكان  خوسي مانويل ألباريس وزير الخارجية الاسبانية قد طمأن سلطات جزر الكناري، بعد أن أبدت تخوفها من عزم المغرب الشروع في التنقيب عن الموارد الطبيعية بالمحيط الأطلسي التي توجد قُبالةَ هذه الجزر، الموجودة داخل دائرة السيادة الاسبانية.

وفي تصريح صحفي من الدنمارك، عقب مرافقته للملك الإسباني فيليب السادس، كان ألباريس قد أكد أن المغرب شريك استراتيجي لاسبانيا، وأن القرارات التي سيتم الاتفاق عليها ستُؤخذ فيها بعين الاعتبار الشراكة الثنائية، وأنّ هذا يؤكد عدم المساس بمصالح جزر الكناري خاصةً، واسبانيا بصفة عامة.

وأبرز ألباريس ساعتئذٍ في معرض رده على كريستينا فاليدو النائبة البرلمانية لحزب الائتلاف الكناري، أن هناك فِرَقاً مشتركةً للعمل، بين مدريد والرباط، من بينها فريق مهمته ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، مطمئنا بذلك البرلمانية التي أعربت عن قلقها إزاء رغبة المغرب في تطوير التنقيب بالمحيط الأطلسي.

وخلال مداخلة لفاليدو بالبرلمان، طالبت بتقديم توضيحات من وزير الخارجية الاسباني خوسي ألباريس فيما يتعلق بعزم المغرب التنقيب على الموارد الطبيعية الموجودة في الواجهة البحرية بالصحراء المغربية.

ونقلا عن تقارير إعلامية اسبانية فإن طلب فاليدو هذه جاء بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، والذي أشار فيه إلى عزم المغرب على تطوير التقيب عن الموارد الطبيعية في المحيط الأطلسي الموجودة بالقرب من جزر الكناري.

السؤال المتفرع والمطروح الآن هو كالتالي:

“إذا كانت إسبانيا المملكة والدولة، بكل مؤسساتها الدستورية والسياسية، قد اعترفت بسيادة المغرب على كامل ترابه، الذي كان في الفترة الاستعمارية خاضعاً لإدارتها المباشرة، فما الذي يُضيرُها في أن يتصرف المغرب بكامل سيادته على كامل ترابه الوطني؟

وما الذي ستخسره إسبانيا إذا شرع المغرب في استخراج واستغلال ثرواته الطبيعية الجوفية، التي تعرف إسبانيا أكثر من غيرها أن الصحراء المغربية تتوفر عليها دائماً وأبداً؟

أم أنّ لُعابَها الاستعماريَّ ما زال يسيل بينما تُمنّي النفس بنيل حصة غير مستحقَّة من خيرات منطقة تعلم أنها غادرتها إلى غير رجعة؟

أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرّد دورٍ تمثيلي تؤدّيه حكومة الكناري بكل رداءة لعلها تدرك شيئاً يسيراً من كعكة الخيرات المغربية”؟.. مَن يُجيب؟!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: فضاء فبراير (بتصرف) / مصدر صورة الواجهة: Urtrips.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى