المغرب والغابون: أحد النماذج الواعدة لأوجه التعاون المغربي الإفريقي الموسَّع (مغرب التغيير – الدار البيضاء 17 شتنبر 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 17 شتنبر 2024
تشكل العلاقات الإستراتيجية والوثيقة والأخوية التي تربط المغرب بجمهورية الغابون نموذجا متقدّماً للتعاون جنوب -جنوب، القائم على قيم التضامن والتبادل والتقاسم، كما أرادها جلالة الملك محمد السادس والرئيس الغابوني.
وعلى مدى عدة عقود، استمر البلدان الشقيقان في الحفاظ على علاقات عميقة وغنية، مما انعكس إيجابا على كافة المجالات: السياسية والاقتصادية والصحية والتجارية والخدماتية.
تعززت هذه العلاقة الاستثنائية، التي أسس لها المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس عمر بونغو أونديمبا، في ظل القيادة المستنيرة لوريثه المدافع عن الوحدة الافريقية، والرئيس الغابوني السابق، اللذان واصلا إرساء تعاون إفريقي نشط من شأنه جعل القارة قطبا للإقلاع في مختلِف المجالات.
تتقاسم المملكة المغربية وجمهورية الغابون نفس وجهات النظر حول عدد من القضايا المتعلقة بالسلام والأمن على النطاق القاري، وبمكافحة التغيير المناخي وحماية البيئة، وكذلك بالأمن والسيادة الغذائية.
وفي الواقع، فإن الصورة ذات الحمولة الرمزية لجلالة الملك رفقة الرئيس الغابوني، وهو يسلم أكثر من 2000 طن من الأسمدة لفائدة الفلاحين الغابونيين، تترجم، في نواحي كثيرة، المكانة المركزية التي يحتلها الأمن الغِذائي في الرؤية الإفريقية لدى العاهل المغربي. وستسمح هذه الأسمدة الملائمة للتربة وللزراعات الغابونية للفلاحين المحليين بالحصول على مخصِّبات ذات جودة عالية.
وزير الفلاحة والأمن الغذائي الغابوني المكلف بتثمين المجال القروي، تشارلز إم، قال في تصريح له: إن هبة الأسمدة التي أشرف جلالة الملك محمد السادس على تسليمها لدعم الغابون في سعيها لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي تشكل “التفاتة كبيرة للرعاية والدعم لفلاحي البلاد”.
وأكد الوزير الغابوني، في مقابلة كانت قد أجرتها معه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الالتفاتة الملكية تشهد على “الرؤية الأفريقية” لجلالة الملك والدعم القوي ومتعدد الأوجه الذي يقدمه جلالته للبلدان الإفريقية الشقيقة لإرساء أسس أمن غذائي مستدام.
وشدد على أن التعاون جنوب-جنوب في مجال الأمن الغذائي على وجه الخصوص يظل خطوة مهمة مافتئ جلالة الملك يدعمها.
وفي هذا الصدد قال إن مسألة الأسمدة تظل “مهمة للغاية بالنسبة للفلاحين الغابونيين ولفلاحة البلاد”، معربا عن قناعته بأن “إنتاجنا سيستفيد بشكل كبير من هذه المبادرة” على حد تعبيره.
كما أكد على العلاقات الممتازة بين المغرب والغابون، واصفا إياها بـ “العميقة والغنية المبنية على الصداقة والاحترام المتبادل والتفاهم الودي”، تحت رعاية قائدي البلدين.
وقال إنه “عمليا، وفي جميع قطاعات النشيطة، ترتبط المملكة المغربية وجمهورية الغابون بشراكة فاعلة ومتميزة ومفيدة للطرفين معاً”.
وذكّر وزير الفلاحة، بالمناسبة، بمشاركته في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ومباحثاته “المكثفة”، لاسيما مع نظيره المغربي ومسؤولي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط.
وفي هذا الاطار، أشار المسؤول الحكومي الغابوني إلى أن المكتب الشريف للفوسفاط سيساهم في “تعزيز القدرات الفلاحية من خلال خلق تعاونيات غابونية”، مبرزا أن “الغابون بصدد إنشاء مناطق فلاحية ذات إنتاجية عالية، بهدف ضمان 50 في المئة من الإنتاجية محليا”.
وسجل أن المكتب الشريف للفوسفاط بخبرته الكبيرة “سيدعمنا في تكوين الفلاحين وتعزيز قدراتنا وإنشاء زراعات جيدة”.
من جهة أخرى ، أكد المسؤول الغابوني أن توزيع الأسمدة في مقاطعات الغابون التسع يجري بشكل مناسب، بعد أن تلقى الفلاحون تكوينا على كيفية استخدامها، أشرفت عليها مجموعة المكتب الشريف للفوسفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء (بتصرف) / مصدر صورة الواجهة: SRNT News.