من كل الآفاق

ناصر بوريطة: على إفريقيا أن تكون فاعلة في القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي (مغرب التغيير – الرباط 21 مارس 2025)

مغرب التغيير – الرباط 21 مارس 2025

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مساء أمس الخميس بالرباط، إنه يتعين على إفريقيا أن تكون فاعلة في القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لا خاضعة لها.

وشدد السيد بوريطة خلال ندوة صحفية، عقب الاجتماع الوزاري لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي المنعقد عبر تقنية الاتصال المرئي، على أنه “يتوجب على القارة أن تكون فاعلة ومنخرطة في قضايا عالم اليوم على غرار قضايا الذكاء الاصطناعي، لا أن تظل موضوعا للقضايا والأجندات”، مشيرا إلى أن الاجتماع يأتي في إطار رئاسة المملكة المغربية لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي خلال مارس الجاري، وفي سياق الأنشطة والاجتماعات التي تمت برمجتها في ضوء هذه الرئاسة.

وأوضح أن الأمر يتعلق بأول اجتماع ينكب على قضية الذكاء الاصطناعي داخل الاتحاد الافريقي على المستوى الوزاري، مبرزا أنه تميز بحضور 8 أعضاء بمجلس السلم والأمن من أصل 15 عضوا.

وتابع أن الاجتماع يأتي أيضا في إطار رؤية جلالة الملك محمد السادس للنهوض بإفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي، من أجل مواجهة  التحديات التي تطرحها، واستغلال الإمكانات الايجابية والفرص التي تتيحها، مسجلا حاجة القارة إلى التحكم في هذه الآلية بما يعزز الأمن والاستقرار في إفريقيا.

ونبه الوزير إلى أن القارة التي تواجه عددا من التحديات الكلاسيكية على غرار النزاعات المسلحة، والجماعات الانفصالية، ترتسم أمامها تحديات من نوع جديد تتمثل في الذكاء الاصطناعي، لافتا النظر إلى أنّ نسبة 40 بالمئة من الجماعات الإرهابية تستعمل اليوم تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها الإرهابية، وأن 47 دولة في العالم تم استهدافها بتدخلات عبر هذه التكنولوجيا في عملياتها الانتخابية.

وأفاد السيد بوريطة في هذا الاتجاه بأن نسبة مقاطع الفيديو المزيفة ارتفعت بنسبة 900 بالمئة في الخمس سنوات الأخيرة، على غرار الأخبار المضللة التي ارتفعت بدورها في الثلاث سنوات الأخيرة بأكثر من 300 في المئة، وهذه “كلها عناصر تؤكد مدى تأثير هذه التكنولوجيا على الأمن والاستقرار داخل القارة الافريقية”.

وأورد أن هذه التكنولوجيا، بقدر ما تنطوي على عدد من التحديات، فإنها تتيح إمكانات ضخمة، مستشهدا بإيجابياتها في مجال الإنتاج الفلاحي حيث يمكن أن يتطور من 10 إلى 20 في المئة بفضل الذكاء الاصطناعي، في ظل مواجهة القارة لرهانات الأمن الغذائي.

في سياق آخر، أبرز الوزير أهمية انخراط إفريقيا بشكل فاعل من أجل النهوض بقضية الذكاء الاصطناعي، مستحضرا دور المغرب في هذا المجال، سيما من خلال إطلاق مجموعة أصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في إطار الأمم المتحدة.

وعلى صعيد آخر، سجل السيد بوريطة الحاجة إلى تعزيز التكوين والاستثمار في الرأسمال البشري العامل في هذه التكنولوجيات، على اعتبار أن نسبة 1 في المئة من الخبراء والمهندسين في مجال الذكاء الاصطناعي ينحدرون من افريقيا، مشيرا إلى هجرة زهاء 70 ألفا منهم إلى الخارج.

كما أكد الوزير ضرورة تطوير البنيات الأساسية في القارة الإفريقية، من أجل مواكبة التطورات المتسارعة التي يعرفها المجال، ووضع الإطار القانوني الملائم، مبرزا أن المملكة، تحت قيادة جلالة الملك، تضع تجربتها في المجال الرقمي رهن إشارة الإخوة الأفارقة، تنفيذا لمبدأ التعاون جنوب -جنوب الذي تتبناه.

“مغرب التغيير” تربط هذا التصريح  بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في مخاطبته فرنسا والاتحاد الأوروبي بخصوص واجب الرفع من مستوى الشراكة الإفريقية الأوروبية، على أساس الندية والاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، في إطار مبدأ رابح/رابح، الذي أسّس له المغرب منذ عودته إلى البيت الإفريقي سنة 2017.

ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: بوابة المغرب maroc.ma (بتصرف).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى