آراء ومواقف

كيف ينبغي التعامل مع عُبّاد إيران والكوفية.. المغاربة؟! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 4 نونبر 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 4 نونبر 2024          م.ع.و.

الآراء والأفكار المعبَّر عنها في هذا الباب لا تُلزِم هذه الجريدة

بالأمس خرج علينا، من مدينة طنجة، رَهْطٌ محسوبون علينا نحن المغاربة، يتغنّون بشعار جزائري، يعلم ذلك الرهط حق العلم أنه شعار جزائري، يقولون فيه إنهم “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وبطبيعةِ غبائِهم الأكيد، لم يفهم هؤلاء أن ذلك الشعار يعني خلافَ ما يرمون إليه بجعلهم إياه وِرْداً ببغائياً… فكيف ذلك؟!

– إنهم من جهة، لكي يكونوا مع فلسطين مظلومة، فمعنى ذلك أن عليهم أن يُعينوها على رفع الظلم عنها بكل الوسائل المتاحة، ومن بينها ان يكون هؤلاء الرهط رجالاً بالفعل فيعبّروا عن فحولتهم وغيرتهم على فلسطين، أكثر من الفلسطينيين، فيُشَمِّروا عن سواعدهم وسيقانهم ويُسافروا إلى هناك فيُقتَلوا في سبيل “قضية الفلسطينيين الأولى”، أو يعودوا إلى وطنهم كما غادروه أول مرة!!

– أما أن يكونوا مع فلسطين ظالمة، فمعنى ذلك أن عليهم أن يردّوها عن ظُلمِها وعُدوانِها ويُعيدوها إلى الجادة!!

هذا ما يرمي إليه الحديث النبوي المنسوب للرسول الكريم، في قوله: “انصر أخاك ظالما او مظلوماً”، فلما سُئِل عن معنى نصر الأخ الظالم، قال إن نصره ظالماً يتم برده عن الظلم وكف يديه عنه…

فكيف إذن سينصر هؤلاء الببغاوات فلسطين عندما تكون ظالمة بعد نصرهم إياها مظلومة؟

وما هو وجه هذا الظلم الذي يمكن أن تمارسه فلسطين على الغير وهي بالكاد تكافح من أجل البقاء، ومن أجل ضمان قُوتِ أطفالها اليتامى ونسوتها الأرامل وعجائزها الثكالى؟.. منتهى الغباء والبلادة!!

هذه الطغمة من المغاربة الأغبياء، لم يستطيعوا بالأمس أن يصبروا على النصر الذي حققه المغرب، وطنهم يا حسرة، باستضافته لرئيس الجمهورية الفرنسية وهو يخطب في البرلمان مؤكداً دعمه اللامشروط لمغربية الصحراء التي مات من أجلها آلافُ المغاربة الأقحاح، ومجدِّداً عزمَه على المضي قُدُماً جنباً إلى جنب مع المغرب  في طريق التكريس الفعلي لهذا الدعم أوروبياً ودولياً!!

لم يصبر هؤلاء الأغبياء على هذه اللحظات الرائعة من تاريخ قضيتنا الوطنية، فخرجوا يشتمون البرلمانيين على بقائهم صامتين أمام خطاب الرئيس ماكرون وهو يبسط “الموقف الفرنسي الرسمي” من الحرب الدائرة رحاها في الشرق العربي، في غزة ولبنان، ولم ينتبه أغبياؤنا إلى أن الرئيس ماكرون كان يستعرض موقفاً فرنسياً سيادياً لا يلزمنا في شيء، ولا يعنينا في شيء، ًوأنه كان أثناء عَرضِهِ ذاكَ ضيفاً رسمياً، وفي “زيارة دولة”، وأن هذه الصفة تمنحه كل الحق في التعبير عن مَواقفِ دولتِه، وأنّ ذلك لا يُشَكّل أيَّ مَساس بكرامة البرلمانيين المغاربة، ولا حتى مساساَ بالفلسطينيبن أنفسهم لو كانوا حاضِري ذلك الخطاب، لأن البرلمان المغربي وضيوفَه من الشخصيات المغربية وغيرها، ومن السفراء الأجانب، كان دورهم مقتصراً على الإنصات فقط… وفضلاً عن هذا، فقد تفاعل البرلمانيون المغاربة مع الفقرات التي كانت لها صلة بقضايانا الحيوية، وفي طليعتها قضية وحدتنا الترابية، مقابل بقائهم هادئين صامتين إزاء باقي أجزاء ذلك الخطاب، التي لا تعنينا في شيء… فما الذي يريده هؤلاء المغاربة الأغبياء؟!

هل كانوا مثلاً ينتظرون أن ينتفض برلمانيونا في وجه الرئيس الفرنسي ليُصحِّحوا له مَواقف دولته؟! أم كانوا ينتظرون مثلاً أن ينسحب نوابُنا ومُستشارونا فيُفسدوا بذلك “زيارةَ دولةٍ” تاريخيةً ذاتَ وقعٍ تاريخيٍّ أنصف فيها الرئيس ماكرون قضيتَنا، ودعّم من خلالها موقفَنا، ووجّه بالمناسبة ضرباتٍ قاضيةً إلى أعدائنا التاريخيين في شرق الوطن؟!

المصيبة أن تلك الطغمة من الأغبياء، اعتقاداً منهم بخدمة قضية فلسطين، التي يخدمها المغرب ملكاً وحكومةً وشعباً أكثر مما يعتقدون وأكثر مما يفعلون، لم تقف عند ذلك الحد من الخواء، بل انطلقوا ينتقدون “المعرض الدولي للطيران المدني والعسكري”، الذي احتضنته مراكش، لا لشيء سوى لأن إحدى الشركات الصناعية التي شاركت فيه باعت بعض صناعاتها الجوية لإسرائيل، علما بأن عملية البيع لا علاقة لها بجنسيات الزبائن ولا باستخدامات الصناعات المَبيعة، وإلا لكان المغرب ذاتُه مؤاخَذاً بنفس المبرِّر، لأنه يقتني أسلحته الحربية من شركات مختلفة من بينها شركات تقتني منها إسرائيل والجزائر وإيران ككل دول المعمور!!

الحديث هنا لِمَن سيطرح السؤال، هو عن مجموعة من عُبّاد الكوفية الفلسطينية لذاتها، الناشطين بعاصمة البوغاز، من الذين لم يُقدّموا شيئا لقضية فلسطين ما عدا صراخاتهم الهوجاء، وزعيقهم المزعج والمُنْكِر، أما قضيتنا الوطنية الأولى فيقفون منها على مسافة شاسعة… يضاف إليهم زعيم حزب إسلاموي تولى قيادة السلطة التنفيذية في بلادنا طوال عشر سنوات فلم يقدم فيها أدنى خدمة للوطن، باستثناء إسهامه في تهدئة الشارع “الفبرايري”، غداة مظاهرات فبراير المواكبة لأحداث ربيع عربي اتضح لاحقا أنه أفجع من خريف وشِتاءٍ أسْوَدَيْن… أما الرجلُ وحزبُه ففي هذا السَّواد والسَّوْداوِيةِ سواء!!

نهايته… أعتقد أن كثيرين من هؤلاء المتحذلقين يحتاجون إلى جلسات علاج بكل وسائل العلم الحديث، عقليا ونفسيا، وقبل ذلك وبَعده، سياسياً وقانونياً، لأنهم خارج التغطية بكل دلالات الكلمة!!

ولو كان الأمر بيدي، لعرضتهم على العدالة لأنهم يُبْخِسون قضيتَنا الوطنية الأولى عن طريق التغطية والتشويش عليها وإطمارها بقضايا هامشية تافهة لا تخدمنا بأي شكل من الأشكال، مما يشكّل محاربةً صريحةً لقضيتنا المصيرية، ويُشَكّل بالتالي خيانةً كاملةَ الأركان!!

تُرى، هل ستستمر السلطات المختصة في تَغافُلِها عن هؤلاء المضروبين في أدمغتهم ومَفاهيمهم ومَواقفهم؟ أم أن على النيابة العامة، على الأقل، أن تعمل على مُساءلتهم والبحث فيما قد يكون لديهم من التوجيهات والتمويلات من إيران أو من “عدونا الكلاسيكي” أو من أي خَصمٍ أو غَريم آخر… ومن يدري فلعلّ وراء الأَكَمَةِ ما وراءَها؟!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر صورة الواجهة: بديل بريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى