ماذا يجري في الولايات المتحدة الأمريكية؟!! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 18 دجنبر 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 18 دجنبر 2024 م.ع.و.
الآراء والأفكار المعبَّر عنها في هذا الباب لا تُلزِمُ هذه الجريدة
عوّدتنا الجهات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية أن تقدم لنا، في كل مرة يقع فيها حدث جديد غريب، وجهةَ نظرِها وتفسيرها للحدث أو الظاهرة، وتُميط اللثام عمّا يقوله العلم الحديث عنها، بالمقاييس الأمريكية للعلم الحديث، وتَعوّدنا نحن أيضاً، والكلام هنا عن كل الأنظمة والشعوب، أن نتقبل التفسير والتحليل الأمريكيَيْن من منطلق أنهما صادران عن “أختنا الكبرى”، المتميزة عنا جميعاً بالعلم والخبرة والتجربة العلمية الفعّالة، مما يجعل خطابها مُفْحِماً ويكاد لا يقبل التشكيك أو الدحض!!
لكن في هذه المرة بالذات، وقفت الولايات المتحدة فاغرةً فاها ومبحلقةً، مثلنا تماماً، فيما يجري ويدور، دون أن تقدم أي تفسير أو مبرر لما يقع في سمائها ليلاً، في كل من منطقتَيْ نيوجيرزي ونيويورك، وتحديداً فوق المنشآت العسكرية، حيث تتحدث الأنباء القادمة من هناك، مدعومةً بالصور والفيديوهات، عن أجسام تشبه الطائرات المسيرة، أو الدرونز،
ولكنها كبيرة نوعاً ما، تتحرك في الأعالي بسرعات قياسية، الشيء الذي جعل الأمريكيين يطرحون احتمال تعرضهم لهجوم فضائي لم يصل بعد إلى درجة إلحاق الضرر بالبلاد والعباد، ويرجّحون أنه ربما كان جزءًا من برنامج من خارج منظومتنا وعالمنا يهدف إلى جمع قدر كاف من المعلومات والصور عن البشرية من خلال أقوى دولة في المعمور، وتحديدا عن منشآتها العسكرية، دون أن يستطيع أحد تقديم أي مبرر معقول ومقبول لهذه الظاهرة المرعبة والتي أثارت بلبلة وقلقاً عارِمَين على صعيد البلد برمته، ومن خلاله على المستوى العالمي كافة!!
الأغرب من كل هذا الذي يحدث، ولا يزال يحدث إلى غاية ساعة الناس هذه، أن الدولة الأمريكية بقدها وقديدها، سواء بمخابراتها المركزية أو وزارة دفاعها أو مراكزها العلمية المختصة، لم تقدم أي تفسير لما يقع، بل زادت على ذلك بأن أكدت للجماهير القلقة بأن الأمر لا يستحقّ ما نشأ بسببه من الهلع، وأن الأجسام المذكورة “ليست عدوانية”، وكأن ذلك يتم بموافقة من السلطات المختصة، وبالتالي لم تَصدُر أيُّ أوامر عسكرية بالتصدي لها، باستثناء ما قاله الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي توجّه إلى الجماهير الأمريكية طالبا منهم أن يطلقوا نيران أسلحتهم على تلك الأجسام، وهذا ما صار العمل به على قدم وساق، لتتحول الرقعتان الجغرافيتان في كل من نيويورك ونيوجيرزي إلى ما يشبه بلاطوهات أفلام الخيال العلمي، مما أضفى على الموضوع نوعاً من الطرافة رغم ما أثاره ومازال يثيره من الرعب في نفوس معظم الأمريكيين!!
كل هذا، والسلطات الأمريكية تصر على عدم البوح بأي معلومة من شأنها أن تبدد الشكوك والمخاوف، مما يدفع إلى الاعتقاد بأن الأمر ربما يعود إلى تجارب علمية لأحد، أو لمجموعة، من مراكز البحث العلمي المتخصصة في أبحاث الفضاء، أو المنكبّة على مجال توقّع الهجومات الفضائية المحتملة، أو أيضاً، المتخصصة في اختبار القدرات الليلية لأنواع جديدة ومبتكرة من طائرات الدرونز العسكرية، الموجهة للتصوير أو لدراسة المساحات المأهولة، أو لضبط تجهيزات ومعدات القواعد العسكرية، قبل أن يتم إدخال الابتكارات ذاتها إلى الخدمة، واستعمالها بالتالي في مواجهة أي عدو خارجي محتمل!!
الظاهر من كل ما سلف ذكره، أن القوات الأمريكية، أو مراكزها العلمية، هي بصدد تجربة أنواع مختلفة من الدرونات والمركبات الأكثر حداثة، ولكنها لا تجرؤ على إخبار عموم المواطنين هناك بهذا الأمر، لعلمها بما سيثيره ذلك لدى هؤلاء من التذمر والاحتجاج والرفض، لكونه يُقلق راحتهم، ويُجبرهم على الخروج ليلا تحت وطأة التحسّب والتوجّس… وهذا لا يطيقه الأمريكيون في العادة ولا يقبلون به مهما كانت المبررات!!
هناك فرضية أخرى، تجعل لهذا الحدث علاقة بقرب استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمقاليد السلطة، وربما لذلك خرج هذا الأخير ليبرئ ذمته ممّا يجري، فطلب من مواطنيه أن يطلقوا النار على الأجسام والدرونات المعنية، مما يدل على عدم موافقته على ما يجري حتى لو كان عبارةً عن تجارب علمية سلمية وغير مهدِّدة لسلامة البلد وأهله!!
إنّ هذا الأمر، مهما كانت مبرراته، أثار موجة من الرفض والرعب حتى لدى أكثر الناس استئناساً بمثل هذه الظواهر، وقد كان على منظّريها ومبرمجيها ومنفذيها أن يخبروا مواطنيهم بحقيقة الأمر اجتناباً لما يقع الآن من فوضى أقلُّ مَظاهرِها أصواتُ الرصاص وهي تلعلع في جوف الليل في أماكن غير قليلة فرّ النوم من أعين أهاليها إلى إشعار آخر!!
تُرى ما حقيقة الأمر؟ وكيف تسنى للإدارة الأمريكية أن تلزم الصمت على غير عادتها، رغم إدراكها، بالمحسوس والملموس، حجم الضرر المعنوي والنفسي الذي أحدثه وما زال يحدثه هذا الموضوع لدى شرائح واسعة من الأمريكيين؟! تُرى أين هو الجواب؟!
ــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر صورة الواجهة: أندبندنت عربية.