اليوم الإفريقي لقيادات المستقبل” (مغرب التغيير – الدار البيضاء 7 مايو 2025)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 7 مايو 2025
في صبيحة يوم السبت 26 أبريل المنصرم، بمقر المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ENCG، بالدار البيضاء، تم تنظيم “اليوم الأفريقي لرواد المستقبل” (Africa future leaders day) بشراكة بين المدرسة الوطنية المذكورة و”إبيك ليدرز” Epik leaders)) وهي مؤسسة للرواد الشباب أنشئت بالمغرب لتأطير رواد المستقبل المغاربة والأفارقة انطلاقا من المملكة المغربية، بوصفها رائدة في مجال التنمية الإفريقية ومنظِّرة لمبدأ التعاون الإفريقي “رابح/ رابح”، بمشاركة فعلية لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة ابن زهر بأكادير، ومؤسسة تيكنوبارك، وهيئات شبابية تنتمي إلى مجالات دراسية وتخصصية مختلفة، وأخرى منتمية إلى كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية… وكذا إلى مؤسسات إفريقية ذات صلة.
كلمة السر، في هذا اليوم التواصلي، يمكن القول إنها تجلت في صيغ مختلفة ولكنها تصب في نفس البوتقة. من بينها: “الشباب الإفريقي أمل المستقبل“، “طموحات الغد الإفريقي“، “من أجل تغيير نوعي مستقبلي في القارة السمراء“.
تناول الكلمة في البداية الأستاذ إسماعيل القباج مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، الحاضنة لهذه التظاهرة، وتلته الأستاذة “فاطمة أيت موس” بصفتها ممثلة لرئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء مُلقيةً كلمة هذا الأخير، وتلاها السيد محمود الشرقاوي الرئيس المؤسس لجمعية “إيبيك ليدرز”، ثم تناوب على منصة الخطابة مسؤولو وممثلو الهيئات المشاركة، من القطاعين العام والخاص، بكل من المغرب وبعض بلدان القارة الإفريقية، فضلا عن بعض الطلبة والضيوف… وكلهم أكدوا على نفس الشعارات المستقبلية والتي تدعو إلى العمل والكد، على مستوى الشباب، “من أجل إفريقيا متغيرة ومتطورة ورائدة“.
أغلب المداخلات كان ارتجالياً، ومركزاً على التجارب الشخصية للمتدخلين من أجل تقديم القدوة والعبرة، مع نداءات متكررة، باتجاه الشباب رواد المستقبل، إلى التحلي بالصبر والجرأة، وبالإصرار والإلحاح من أجل تكريس التغيير المستقبلي المنشود.
من المتدخلين أيضاً، فاعلون قدموا نُبَذاً عن مقاولاتهم، ونجاحاتهم، قبل أن يتوجهوا بالنصح للشباب المنصتين مغاربةً وأفارقةً، وخاصةً طُلاّب المدرسة المُشْرِفة والمضيفة، الحاضرين بوفرة… وكل تلك المداخلات كانت تنتهي بالنصائح نفسها، وبنفس الدعوة إلى التحلي بالجرأة والإقدام والإصرار… وبالثقة في النفس.
بعض المتدخلين، من جهة أخرى، حرص على الترويج لمقاولاته مع دعوة الرواد الشباب الحاضرين لزيارتها للاطلاع على أنشطتها عن كثب.
فما الذي يعنيه “اليوم الإفريقي لرواد المستقبل”؟
يُشكّل هذا اليوم الاتصالي والإعلامي والتواصلي مبادرة تهدف إلى جمع الرواد الشباب الأفارقة لمناقشة التحديات التي تواجه القارة السمراء، والإمكانات والفرص المتاحة أمام هذه القارة لإسماع صوتها من خلال الجيل الجديد من روادها، ولتحقيق قفزات نوعية قادرة على تكريس التنمية المستدامة.
تهدف هذه التظاهرة أيضا إلى إعداد رواد المستقبل الإفريقي الشباب، بدءًا باكتشافهم من حيث الكفاءات والقدرات والمواهب؛ ومروراً بتكوينهم وتأهيلهم لحمل المشعل في آفاق التطور الإفريقي المنشود… وذلك من خلال الخطوات والآليات التالية:
* إقامة شبكة علاقات واسعة، متعددة ومتنوعة المكوّنات، تتم عبرها مناقشة موضوعات أساسية كالتربية والتعليم والتكوين والاستثمار والتشغيل والتنمية المستدامة؛
* تكثيف المشاركة الشبابية لرواد المستقبل من أجل مناقشة سبل تعزيز التعاون الإفريقي/الإفريقي، أو “التعاون جنوب/جنوب” وكذا “التعاون الإفريقي العابر للقارات”، في آفاق المستقبل بمختلف أمدائه؛
* تنظيم موائد مستديرة وندوات وأيام دراسية وتواصلية لخدمة نفس الأهداف والغايات، بإشراك أكبر عدد من رواد المستقبل الإفريقي بالتركيز على مستقبل التعليم والتكوين والتأهيل، والمقاولة، والتشغيل والاندماج في التنمية؛
ويبقى القول إن الاستثمار في الرصيد الشبابي من الرواد الأفارقة الشباب، من شأنه أن يفتح آفاق المستقبل الإفريقي، وأن يمكّن القارة الإفريقية ليس فقط من إسماع صوتها في الحقل التنموي العالمي والأسواق العالمية، بل أيضاً من اغتنام كل الفرص الممكنة والمتاحة للانخراط في الجهد الإنساني المعرفي، بما تمتلكه من الطاقات الشابة المتمرنة والمؤهلة، وبما تختزنه من الخيرات والموارد الطبيعية، التي من شأنها أن تجعل من القارة الإفريقية أمل الإنسانية في المستقبلَين المتوسط والبعيد، سواء على مستوى دعم الجهد الإنمائي العالمي، أو على صعيد تحقيق الأمن الغِذائي، بما لدى إفريقيا من أراض شاسعة عذراء في وسعها أن تؤمّن الغذاء والبقاء للمجتمع الإنساني قاطبة.
وعلى هذا الأساس بالذات، فقد آن الأوان كي تُسمع إفريقيا صوتها قوياً جهورياً، بواسطة روادها الشباب، حاملي مشاعل الإخاء والمودة، والمؤهلين للانخراط في المشاركة الفاعلة والوازنة في التنمية الشاملة والمستدامة.
يُشار إلى أن هذا اليوم التواصلي شهد توقيع عدة اتفاقيات إستراتيجية بين المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وجامعة ابن زهر (أكادير)، ومؤسسة تيكنوبارك، وذلك من أجل دعم خطط ومشاريع وبرامج عمل جمعية “إيبيك ليدرز” الموجَّهَة لخدمة الأجيال الجديدة من الرواد الأفارقة.
للإشارة أيضاً، فقد اضطرت “مغرب التغيير” في إعدادها لهذا الملف إلى الاقتصار على بعض المداخلات، دون بعضها الآخر، نظرا لوفرة المتدخلين، ولكن أيضاً، لتشابه الموضوعات التي تناولها المتدخلون، والمرتكزات التي انطلقوا منها في معظمهم، والتي تصب جميعُها في الخانات والانشغالات السالف ذكرها أعلاه.