Page 24 - مغرب التغيير PDF

‫الأستاذ محمد حيسي نقيب هيأة المحامين بالدار البيضاء‬

‫يعطي الحق للقاضي حينما يتقاعد بأن يلتحق بمهنة المحاماة‪ ،‬ولك ْن‬ ‫بكل صراحة‪ ،‬وبكل ما يمكن أن يقال عن الأستاذ عبد الله بوجيدة‪،‬‬
‫وفق ضوابط وشروط معينة‪ ،‬وحاليا لا يمكن له ممارسة هذه المهنة‬ ‫أن هذا المسؤول القضائي الف ّذ كان قريبا جدا من المحامين‪ ،‬وتقريبا‬
‫نظرا لضرورة انقضاء سنتين على مغادرته لسلك القضاء إدا أراد أن‬ ‫طوال مدة ‪ 33‬أو‪ 34‬سنة التي عرفته فيها‪ ،‬كان مثال القاضي النزيه‪،‬‬
‫يلتحق بهيأة المحامين بالدار البيضاء التي ترحب به أكبر الترحيب‪.‬‬ ‫المتواضع‪ ،‬القاضي الذي يضع نفسه رهن إشارة الجميع‪ ،‬سواء تعلق‬
‫وللإشارة‪ ،‬ففي هيأة المحامين بالدار البيضاء كانت له علاقات‬
‫ج�د متميزة م�ع ك�اف�ة أع�ض�اء ه�ذه ال�ه�ي�أة‪ ،‬م�ن مختلف الأع�م�ار‪،‬‬ ‫الأمر بالمحامين أو بالمتقاضين‪.‬‬
‫وبالتالي فإنه سيكون موضوع ترحيب من طرف الزملاء‪ ،‬بخلاف‬ ‫لقد أح�د َث في هذه المحكمة عدة أشياء سوف تبقى راسخة‬
‫قضاة آخرين لم يكونوا يتمتعون بنفس المواصفات التي تمتع بها‬
‫في ذهن المحامين والمتقاضين‪ ،‬وبفضل العمل والمجهود ال�ذي قام‬
‫الأستاذ عبد الله بوجيدة‪.‬‬ ‫به أصبحت هذه المحكمة فعل ًا من بين المحاكم النموذجية‪ ...‬هذا‬

‫من جهة‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬وبخصوص فكرة التحاقه بالمحاماة‪ ،‬فالقانون‬

‫تلقت الج�ري�دة وه�ي ماثلة للطبع كلمة عبر‬

‫الهاتف من ذ‪ /‬محمد بو دارة المحامي بهيأة الدار‬

‫البيضاء هذا نصها‬

‫كتبت هذه الكلمة وكنت أود إلقاءها في حضرة‬

‫أخي عبد الله بوجيدة لكني ت�رددت كثي ًرا لكوني‬
‫أيقن ُت أنني لن أتمالك نفسي وأن�ا أودع الرجل‪.‬‬
‫وعلى كل ح�ال‪ ،‬ف�إن القلم واللسان يعجزان عن‬

‫وص��ف ه��ذا ال��رج��ل‪ ،‬ال��ذي ج�م�ع ك��ل الخ�ص�ال‬

‫الحميدة والشيم النبيلة‪.‬‬

‫إن الجهاز القضائي بجميع مكوناته وكل من‬
‫ع�اش�ره ل�م ي�ع�رف عنه إلا الخ�ي�ر‪ ،‬ك�ان ص�اد ًق�ا‪،‬‬

‫م�ق�دا ًم�ا لا ي�خ�اف ف�ي إعل�ان موقفه ل�وم�ة لائ�م‪،‬‬
‫بسي ًطا متواض ًعا‪ ،‬صار ًما في مواقفه‪ ،‬لم يمتد قلمه‬
‫لبسط أي شر‪ .‬رجل متد ّين يقضي جل رخصه في‬
‫زيارة بيت الله وقبر رسوله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬

‫ختم الله له في الدنيا بالحسنى‪ ،‬وكذلك إن‬

‫شاء الله في الآخرة‪ ...‬ودا ًعا أخي عبد الله‪.‬‬

‫‪25‬‬

‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬