Page 21 - مغرب التغيير PDF
P. 21

‫الأستاذة عائشة الناصري رئيسة الجمعية المغربية للمرأة القاضية‬  ‫‪22‬‬
                     ‫وكيلة الملك لدى المحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء‬

‫إن الحديث عن الهرم القضائي سيدي عبد الله بوجيدة فيه‬
‫الكثير مما يمكن قوله‪ ،‬غير أنني سأتناوله معكم من خلال ثلاث‬

                          ‫محطات جمعتني بسيدي عبد الله‪:‬‬
                                         ‫المحطة الأولى‪:‬‬

‫كانت سنة ‪ ،2004‬التي شكلت مرحلة تاريخية في القضاء‬
‫المغربي‪ ،‬تمثلت في أننا كنا على مشارف انتخاب أعضاء المجلس‬
‫الأعلى للقضاء‪ ،‬وصادف ذلك دخول سيدي عبد الله بوجيدة من‬
‫مدينة خريبكة كرئيس للمحكمة الابتدائية بعين الشق‪ ،‬وحينذاك‬
‫لم يكن هناك نص ينظمنا‪ ،‬ولكن كان هناك إحساس بوجود تأطير‬
‫للقاضيات والقضاة بخصوص اختيار الأعضاء الصالحين والذين‬
‫يمكن أن يقوموا بدورهم في حماية القضاة والدفاع عنهم‪ ،‬وكنا‬
‫في نطاق تأطير القاضيات وفي إطار تواصلي معه ّن نعيش نو ًعا‬
‫من التضامن كنا قد أقمناه بين قاضيات ال�دار البيضاء‪ ،‬حيث‬
‫كانت هناك خمس محاكم‪ ،‬وكنت أقول لهن أنه ليس لدينا بديل‬
‫ولا اختيار غير الرهان على العنصر البشري الصالح الذي تتوفر‬
‫فيه صفات الصدق‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬صفات التكوين عالي المستوى‪،‬‬
‫وصفات العطف على القضاة‪ ،‬وكذا صفات الإيم�ان بقضاياهم‬
‫وبعملهم‪ ،‬وذلك في إطار اختيارنا لمن يمثلنا لدى المجلس الأعلى‪.‬‬
‫فلم نجد أفضل من سيدي عبد الله بوجيدة‪ ،‬ال�ذي كانت‬
‫سمعته س ّباقة عليه‪ ،‬وصفقت له القلوب قبل الأي�ادي‪ ،‬وسألنا‬
‫عنه فوجدنا الجميع يثني عليه‪ ،‬وكن ُت شخص ًيا لا أعرفه في‬
‫تلك الفترة وإنما أسمع باسمه لا غير‪ .‬فعقدت اجتما ًعا في إطار‬
‫الحملة الانتخابية في بيتي‪ ،‬حضرته جميع قاضيات مدينة الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬ومجموعة م�ن قاضيات مدينت ْي ال�رب�اط والج�دي�دة‪،‬‬
‫وكان حضو ًرا نسائ ًيا ُمب ِه ًرا لمجرد سماعهن بأن سيدي عبد الله‬

                                         ‫بوجيدة هو المرشح‪.‬‬
‫وفعل ًا حقق نتائج بالأرقام‪ ،‬واجتمعت القلوب حوله‪ ،‬واجتمعت‬

                                      ‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬
   16   17   18   19   20   21   22   23   24   25   26