Page 22 - مغرب التغيير PDF
P. 22
ع�ل�ى ال�ت�ض�ام�ن الإن�س�ان�ي ب�ني القاضيات المحطة الثالثة: الأفئدة حوله« ...وم�ا اجتمعت أمتي على
وال�ق�ض�اة ،وأن�ش�أ ل�ه�ذا ال�غ�رض ص�ن�دو ًق�ا حينما نُ ّصب ُت كوكيلة للملك بهذه المحكمة ،لقي ُت منه الصدر ض�ل�ال» .وه�ك�ذا راه�� ّن��ا ع�ل�ي�ه ،ف�ك�ان في
للتآزر الم�ال�ي ب�ني القضاة ف�ي ح�ال�ة وق�وع الرحب ،ولقي ُت منه كمسؤولة قضائية جميع المساعدات التي مستوى الرهان ،وكان في مستوى انتظارات
وفيات أو نحو ذلك ،من أجل تقديم الدعم تعتمد عليها النيابة العامة ،فكان يقدمها لنا بسخاء .وكان يشجع القاضيات والقضاة ،خلال الفترتينْ اللتينْ
ال��ض��روري ل�ل�ق�اض�ي�ة أو ال�ق�اض�ي ال��ذي القضاة (الجالسين) على التعامل الحسن مع قضاة النيابة العامة، ان�تُ�خ�ب برسمهما لتمثيلنا ل��دى المجلس
يكون في حاجة إل�ى الدعم والمساعدة... وم�ع كتابة الضبط أي� ًض�ا ،وباقي المصالح ،التي كانت بدورها الأعلى ،وكان العضو الممثل للقضاة أحسن
منفتحة على الجميع ،بحيث بنينا بقيادته وترشيده وطيبوبته تمثيل ،فكان يدافع عنهم ،وكانت له شجاعة
باختصار ،فمناقب الرجل كثيرة ج ًدا. وقلبه الكبير علاقات إنسانية في تدبير شؤون هذه المحكمة ،في متميزة عن باقي الأع�ض�اء ،لا يخشى في
أما بخصوص دعوة السي عبد الله من استقبال المواطنين أحسن استقبال ،وفي تقديم الخدمة للمواطن الله لومة لائم ،يعطف على القضاة ،يساند
طرف السادة المحامين للالتحاق بهيأتهم،
فقد رأيتم كيف رحبت به نقابة المحامين في شكل جيد ،وبالصورة التي رسمها لنا جلالة الملك. الضعيف ،ويواكب كل مشاكل القضاة.
وال�س�ادة النقباء ،وكيف وجهوا له الدعوة كانت هناك إذ ْن علاقات إنسانية كبيرة ،وك�ان يسهر أي ًضا المحطة الثانية:
بكل ص��دق ،وم�ص�داق�ي�ة ،وه�ن�ا أق��ول لكم
إن السي عبد الله ق�ا ٍض متم ّرس ،ولكنه اش�ت�غ�ل�ت م�ع�ه ك�رئ�ي�س ل�ه�ات�ه المحكمة
طيلة حياته مارس «الدفاع» ،مارس الدفاع الم�دن�ي�ة ،كقاضية ،فتعلمت منه ف�ي هذه
ع�ن ال�ق�ض�اة ،م�ن خ�الل م�ؤس�س�ة المجلس المحكمة الكثير ،وأض�اف لي رصي ًدا آخر
الأعلى للقضاء ،ومارس الدفاع عنهم كلما إلى ما كنت تعلمته من الرئيس الأول السي
ك�ان أح�د القضاة أو الموظفين ف�ي محنة، سليمان باستئنافية ال�دار البيضاء ،وهذا
وبالتالي فبالرغم من كونه قاض ًيا يصدر رج�ل رائ�ع تتلمذ ُت عليه في بداية حياتي
القرارات فإن له في دمه أنزيمات دفاعية المهنية ،كما تتلمذ ُت على م�ولاي التهامي
قوية ،وأعتقد أنه إذا التحق بسلك المحاماة المتواضع ،الذي كان يفتح قلبه للمواطنين،
فسيكون من أنجح المحامين والمدافعين ،لأن وب�ط�ب�ي�ع�ة الح���ال ،زاد س�ي�دي ع�ب�د ال�ل�ه
مهنة الدفاع مهنة نبيلة أي ًضا ،وتحتاج بالتالي إلى مدافعين من ب�وج�ي�دة ف�ي ه��ذا ال�رص�ي�د ،ح�ي�ث علمنا
الطراز الرفيع ،والسي عبد الله مدافع بطبعه عن الحق أينما النجاعة ،علمنا كيف نتجنب تراكم الملفات وتأخيرها ،وعلمنا
ُو ِج�د ،ومناهض للظلم أينما ُوجد أي ًضا ...وعلى ك� ٍ ّل ،نتمنى له كيف نصدر الأحكام في آجال معقولة ،وكيف نتعامل مع المواطنين
بلباقة ،وبإنسانية ...وتعلمنا منه الكثير كرئيس ،بالإضافة إلى
التوفيق مهما كان اختياره. كونه علمنا أي ًضا التضامن والتعاطف الإنساني ،حيث أقام نو ًعا
نحن نتحدث هنا عن رج�ل استثنائي بكل المقاييس ،سجل من التضامن الإنساني بين القاضيات والقضاة بالمحكمة ،وبين
تاريخ القضاء اسمه في هذه المحكمة وفي كل المحاكم التي مر بها
بمداد من ذهب ،وهو نبراس ومثل يُحتذى به بكل صدق .وأهم ما الموظفين أي ًضا.
يميز السي عبد الله بوجيدة ،لكي أختم كلمتي هذه ،أن له قل ًبا وه�ذا نجده في علاقاته الإنسانية ،وبصورة دائمة ،يعطف
على الكبير والصغير ،دونما تمييز بين هذا قا ٍض أو كاتب ضبط
ط ِّي ًبا لا يعرف الحق ُد إليه سبيل ًا ...وشك ًرا لكم. أو محام أو مجرد موظف بسيط أو عون أو غيره ،حيث كانت
معاملته إنسانية بكل معنى الكلمة.
23
خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة