Page 2 - مغرب التغيير PDF
P. 2

‫‪2‬‬                                                               ‫ملف‬

‫العدد‪ - 67 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬أكتوبر ‪٢٠١٧‬‬

‫إستناسلديمسلسلطاطترائالنسيةابالةن ايالبعاةمالةعاإملةىبيشنخوزاصريةةالععدملوموايلةوكيوالحالدعاةملليلملسكباللدضىرموحركةمأةما ًلرانقمقضل‪:‬قا‬

‫وتوطي ُد مبدأ فصل السل ِط وتواز ِنها وتعمي ُق َد َم ْق َرط ِة‬     ‫وصلنا إليه اليوم هو نتاج الأوراش والإصلاحات العميقة‬                           ‫< إعداد‪ :‬أناس الطاعي‪ -‬شامة عزيز‬
‫وتحـديـ ِث المؤسسات وعقلن ِتها‪ ،‬ألـح على أن النيابة‬               ‫في بنية العدالة ببلادنا وما راكمته من انجازات حقوقية‬
‫العامة «رغــم استقلالها عن السلطتين التنفيذية‬                     ‫وخبرات قانونية وقضائية وفقهية ساهم فيها الجميع‬                  ‫الحـــدث وازن وحمولته السياسية والقانونية‬
‫والتشريعية‪ ،‬باعتبارها مكونا هام ًا من مكونات السلطة‬               ‫بكل مسؤولية ووطنية على امتداد سنوات طوال»‪ .‬وأن‬                  ‫والإداريــة هائلة وغير مسبوقة‪ .‬فلأول مرة في تاريخ‬
‫القضائية‪ ،‬فهي جزء من سلطات الدولة‪ ،‬التي وإن كان‬                   ‫ذلك يدخل في إطار الجهد المبذول من أجل إيجاد نموذج‬               ‫المملكة المغربية تجتمع سلطات قضائية بهذا الحجم‬
‫الدستور ينص على َفصلها‪ ،‬فإ ّنه يقر توازنها وتعاونها لما‬           ‫مغربي تكون السلطة القضائية فيه مستقلة فعل ًا بكل‬                ‫الثقيل في يد شخصية عمومية منفردة‪ ،‬هي شخصية‬
                                                                  ‫مكوناتها وهياكلها‪ .‬ثم ختم كلمته بالثناء على رئيس‬
                            ‫فيه مصلحة الوطن والمواطنين»‪.‬‬          ‫النيابة العامة الجديد‪ ،‬الذي لا يحتاج مساره الوظيفي‬                               ‫الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪.‬‬
‫وكما لو كان يرد بطريقة غير مباشرة على التخوفات‬                    ‫والمهني إلى أن يجتهد المرء في إبراز مزاياه لأنه يتحدث‬           ‫جلسة تسليم السلط من وزير العدل السيد محمد‬
‫التي عبرت عنها بعض الجهات في الساحت ْي السياسية‬                   ‫عن نفسه بما يحفل به من الإنجازات ويستقوي به من‬                  ‫أوجار إلى الأستاذ امحمد عبد النباوي كانت بدورها‬
‫(الأحزاب) والتشريعية البرلمان بغرفت ْيه)‪ ،‬زاد قائل ًا إن‬          ‫المعارف والعلوم والخبرات والتجارب على مدار سنوات‬                ‫استثنائية‪ ،‬إذ تم عقدها بإحدى قاعات المقر الجديد‬
‫النيابة العامة في صيغتها الجديدة «ليست بمنأى عن‬                                                                                   ‫لرئاسة النيابة العامة‪ ،‬التي يبدو أنها أخذت بزمام هذا‬
‫المساءلة والمحاسبة التي نص عليها الدستور‪ .‬والتي وإن‬                                            ‫طوال من العمل الجاد والدؤوب‪.‬‬       ‫التغيير الكبير بالجدية والصرامة المطلوبت ْي‪ ،‬حيث‬
‫كانت لا تتم بنفس الأدوات وبذات الآليات التي تتم بها‬               ‫بعد ذلك تناول الكلمة وزير العدل السيد محمد‬                      ‫عملت ومعها كل الجهات المتد ّخلة على إيجاد مبنى‬
‫بالنسبة للسلطات الأخرى بالنظر لاستقلال السلطة‬                     ‫أوجـــار الـــذي ألــح في كلمته على البعد التاريخي‬              ‫فـاره يستحق احتضان هذه المؤسسة‪ ،‬الجديدة بكل‬
‫القضائية عن السلطتين الحكومية والبرلمانية‪ ،‬كما نص‬                 ‫للمناسبة‪ ،‬حيث شهدت العدالة المغربية تحولات‬                      ‫معنى الملكة‪ ،‬وعلى إعداده الإعداد اللائق وتمكينه من‬
‫على ذلك قرار المجلس الدستوري السابق رقم ‪991.16‬‬                    ‫وتغييرات كثيرة سارت جميعها باتجاه تطوير منظومة‬                  ‫التجهيزات اللازمة لسير العمل به ابتداء من لحظة‬
‫(‪ 15‬مارس ‪ ،)2016‬الذي أضاف أن «الوكيل العام للملك‬                  ‫العدالة والتمهيد لاستقلال السلطة القضائية‪ ،‬حيث‬
‫المعهود إليه بترؤس النيابة العامة‪ ،‬يظل مسؤول ًا عن‬                ‫تعتبر اللحظة محطة فاصلة تكرس بصورة قطعية‬                                                                       ‫التأسيس الأولى‪.‬‬
‫كيفية تنفيذه للسياسة الجنائية‪ ،‬وذلك أمام السلطة‬                   ‫لهذا الهدف‪ ،‬على اعتبار أن استقلال النيابة العامة عن‬             ‫كما أن الحضور كان واز ًنا بدوره‪ :‬مستشار جلالة الملك‬
‫التي عينته المتمثلة في رئيس المجلس الأعلى للسلطة‬                  ‫وصاية السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة العدل تشكل‬                ‫السيد عمر عزيمان؛ بعض أعضاء الحكومة؛ رؤساء‬
‫القضائية (جلالة الملك)‪ ،‬وكذا أمام هذا المجلس الذي‬                                                                                 ‫مؤسسات عمومية كبرى؛ ضباط سامين في مختلف‬
‫يتعين عليه أن يقدم له تقارير دوريـة بشأن تنفيذ‬                                                      ‫تتوي ًجا لهذا المسار الحافل‪.‬‬  ‫أجهزة الدرك والأمن؛ مسؤولون قضائيون من الفئتين‬
                                                                  ‫ولاحظ وزير العدل أن هذا الحدث سيطبع مستقبل‬                      ‫م ًعا؛ القضاء الجالس والـواقـف؛ قضاة وأطـر للنيابة‬
                ‫السياسة الجنائية وسير النيابة العامة»»‪.‬‬           ‫العدالة المغربية‪ ،‬ويعزز التنفيذ الفعال والحاسم‬                  ‫العامة؛ نقباء سابقون وممارسون ومحامون وحقوقيون؛‬
‫وختم رئيس النيابة العامة كلمته بالتأكيد على أنه‬                   ‫للمشروع الذي بشر به جلالة الملك وكرسه الدستور‬                   ‫فعاليات جامعية دارسـة ومهتمة‪ ...‬وحضور إعلامي‬
‫لابد أن يعلم الجميع أنه ومساعديه والعاملين بمعيته‬                 ‫الحـالـي والـــذي يستشرف توفر المـغـرب على سلطة‬
‫هم في هذه الفترة في مرحلة تأسيس الإدارة الجديدة‬                   ‫قضائية مستقلة‪ ،‬قوية‪ ،‬عادلة وشريفة‪ ،‬تضع نفسها‬                                                                          ‫وازن بدوره‪.‬‬
‫لرئاسة النيابة العامة‪ ،‬التي يتطلب اكتما ُل بنا ِئها بع َض‬         ‫قولا وعمل ًا في خدمة المواطن وصون حقوقه‪ ،‬وتسهم‬                  ‫انطلق حفل تسليم السلط بآيات بينات من الذكر‬
‫الوق ِت من أجل إتمام تجهيز المقر ووضع الهياكل الإدارية‬                                                                            ‫الحكيم‪ ،‬تناول الكلمة بعدها مستشار جلالة الملك‬
‫اللازمة لتسيير عمل النيابة العامة بالوطن‪ ،‬وتوفير‬                                               ‫بالتالي في دعم جهود التنمية‪.‬‬       ‫السيد عمر عزيمان ليقدم للمناسبة ويعطي الكلمة‬
‫الموارد البشرية الضرورية لذلك‪ .‬مما يستدعي منه أن‬                  ‫ثم آلت الكلمة إلى الأستاذ امحمد عبد النبوي‬                      ‫بعد ذلك للأستاذ مصطفى فارس الرئيس الأول لمحكمة‬
‫يلتمس من المواطنين تفهم هذه الوضعية الخارجة عن‬                    ‫الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض رئيس النيابة‬                 ‫النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة‬
                                                                  ‫العامة‪ ،‬الــذي عبر في بدايتها عن اعـتـزازه بالثقة‬               ‫القضائية‪ ،‬الـذي عبر عن اعتزازه بالمشاركة في تلك‬
          ‫الإرادة والتي سيتم تجاوزها قريب ًا إن شاء الله‪.‬‬         ‫الملكية السامية‪ ،‬وباللحظة الفاصلة ذاتها‪ ،‬والتي تشكل‬             ‫اللحظة الفارقة‪ ،‬التي تعكس الإرادة الملكية السامية‬
‫وبعد ذلك تمت مراسيم تسليم السلط والتوقيع‬                                                                                          ‫في إقامة أسس قضاء مستقل قوي ونزيه يخدم الوطن‬
‫على وثائق أعدت لهذا الغرض قبل أن يعلن عن رفع‬                                            ‫استكمالا للبناء الدستوري للمملكة‪.‬‬
‫الجلسة والمرور إلى حفل الشاي الذي نظم بالمناسبة في‬                ‫وبعد أن ذ ّكر بالخطاب الملكي لتاسع مارس ‪،2011‬‬                                                                          ‫والمواطنين‪.‬‬
                                                                  ‫الـذي أقـر فيه جلالة الملك سبع مرتكزات للإصلاح‬                  ‫ولم تفت الأستاذ فارس فرصة التنويه بالمستشار‬
                                           ‫عين المكان‪ ...‬لنتابع‪.‬‬  ‫الدستوري ومن بينها المرتكزان الثالث والرابع‪ ،‬اللذان‬             ‫الملكي الـذي تقلب رفي مناصب عـ ّدة من بينها وزارة‬
                                                                  ‫ينصان على الارتـقـاء بالقضاء إلـى سلطة مستقلة‪،‬‬                  ‫العدل‪ ،‬بحيث تكون مساهمته في هذا الحفل امتدا ًدا‬

                                                                                                                                                                             ‫لذلك المسار الحافل‪.‬‬
                                                                                                                                  ‫وقـال إنه لا يخفى على عناية الحاضرين «أن ما‬
   1   2   3   4   5   6   7