آراء ومواقف
أخر الأخبار

جمهورية البرازيل توجه صفعة غير متوقَّعة لنظام العسكر الجزائري فينخرط كعادته في ألعابه النارية!! (مغرب التغيير – الدار البيضاء 10 يونيو 2024)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 10 يونيو 2024         ع.ح.ي.

الآراء والمواقف المعبَّر عنها في هذا الباب لا تُلزِم هذه الجريدة

كما لم يكن حكام الموراديا ينتظرون، ولا يتوقّعون، بدأت أسوار حصونهم في كبريات دول أمريكا اللاتينية تنهار الواحد تلو الآخر، وأخذت الدبلوماسيا المغربية تربح المواقع، الواحد أيضاً تلو الآخر، حيث أخذ بعض دول جنوب القارة الجديدة يُراجع مواقفه بخصوص قضية وحدة المغرب الترابية، فمنها مَن سَحب اعترافه السابق بجمهورية الوهم التي صنعتها الجزائر لتقضي بها أوطاراً توسعية لم تعد تخفى على أحد من العالمين، ومنها مَن اكتفى بالتعبير عن مساندته ودعمه لمشروع الحكم الذاتي الذي وضعه المغرب على طاولة المجتمع الدولي منذ سنة 2007، الأمر الذي شكّل هوساً فاق حدود المرض العقلي والنفسي العُضال لدى نظام عسكري ما زال يعيش في بحبوحة ستينات وسبعينات القرن الماضي.

الصحيفة

من أغرب وأفظع ما قام به ذلك النظام فاستدعى سخرية المجتمع الدولي الرسمي والعالمي المدني، إقامته الدنيا دون أن يُقعدها بسبب وضع لاعبين مغاربة خريطة وطنهم كاملةً، من طنجة إلى الغويرة، على صدريات أقمصتهم الرياضية، معتبراً في ذلك بكل صفاقة، مساساً صريحاً بسيادته الوطنية، وياله من اعتبار في غاية العبث والعته، لأنه يفضح بما لا يدع أدنى مجال للشك والريبة أطماعاً دفينةً في لاوعي ذلك النظام لم تعد ذات صلة بمطمح الحصول على ممر باتجاه المحيط الأطلسي، بقدر ما صارت تنم عن نوايا توسعية خبيثة تجاه الصحراء المغربية ذاتها!!

بعد هذا التذكير العارض ببهلوانيات ذلك النظام، فالأمر وما فيه، أن وزير الخارجية المغربي أجرى مؤخراً مباحثات مع نظيره البرازيلي أسفرت عن بيان مشترك جدّدت فيه جمهورية البرازيل ثناءها على الجهود التي يبذلها المغرب باتجاه تسوية سياسية وسلمية للنزاع المفتعل حول صحرائه الغربية، وتبدي دعمها لمقترح الحكم الذاتي بوصفه واقعياً وذا مصداقية.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى وضع الأسس لتخطيط مغربي برازيلي يهدف إلى إقامة حوار إستراتيجي من شأنه أن يعزز الشراكة والتعاون بين البلديْنّ في كافة المجالات، وخاصة منها قطاع التجارة والتبادل التجاري، فضلاً عن إقامة منتدى للأعمال يهدف إلى تعزيز التكامل بينهما في باقي القطاعات.

من نافلة القول، التأكيد على أن البرازيل تعتبر من الاقتصادات القوية عالمياً، فضلاً عن كونها دولةً ذات تأثير وازن داخل مجموعة “البريكس” وكذا في رحاب تكتلات أخرى اقتصادية لها وزنها على الصعيد العالمي.

كل هذا جيّد وواعد، ولا يمكن اعتباره إلاّ قيمة مضافة في مجال العلاقات المغربية الدولية، إلاّ أن جيراننا الشرقيين لم يجدوا ما يفعلونه أمام هذا الحدث، سوى الإسراع ببعث وزيرهم في الخارجية إلى البرازيل لا لشيء كالعادة، سوى لمحاولة ثنيها عن استمرارها في هذا المنحى التصاعدي من الشراكة مع المغرب تحديداً، ولو بشراء ذمّتها بالمال كالمعتاد، أو بصفقات “بتروغازية” مُجزية ومفرطة السخاء، وهو المسار اللادبلوماسي الفاشل، الذي أصبحت الجزائر تعاني من تعثّره على أكثر من صعيد جهوي وإقليمي عالمي.

والحال أن النظام الجزائري، الذي يصر على البقاء روحاً وسلوكاً رهينَ مفاهيم سياسية ودبلوماسية متجاوزة وغابرة، لا همّ له ولا شغل ولا مَشغلة، سوى تتبع كل الخطوات التي يخطوها المغرب، سواء داخل خريطته الوطنية أو خارجها، في محاولات يائسة لتعطيل مساره الإنمائي من جهة، لأن ذلك النظام فاقدٌ لكل مقومات وشروط التنافس في هذا المضمار، ولإبطاء وتيرة تقدمه وتطوّره الدبلوماسيين من جهة ثانية، لأن النظام ذاتَهُ يفتقر لأي حس دبلوماسي يمكن أن يجعل منه ندّاً للخارجية المغربية، ولذلك يعبّر بفرقعاته الفارغة عن جهل مطْبَق بكل ما له علاقة بهذا المضمار، من قوانين وتقاليد وأعراف دولية.

24saa

ولأنه لا يجد ما يفعله أمام هذه الخيبات المتكررة والمزمنة، فإنّه ككل مرّةٍ يُقفِل راجعاً إلى ترابه لينخرط في مناورات عسكرية على حدوده مع المغرب بالذخيرة الحية صارت كلَّ ما تبقى لديه من ردّات فعل يائسة لا تفعل سوى أنها تثير ضجر العالم وسأَمَه ومَلَلَه… وهذا موضوع آخر يحتاج لوقفة مختلفة!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصدر الصورة الرئيسية: زنقة 20.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى