Page 2 - مغرب التغيير PDF
P. 2

‫‪2‬‬                                                                         ‫ملف‬

‫العدد‪ - 34 :‬من ‪ 01‬إلى ‪ 31‬أكتوبر ‪2014‬‬

‫المغرب وبلجيكا من أجل قضاء نزيه قوي ومتطوّر‬

‫عممته منظمة هيومن رايتس ووتش في إبانه‪ ،‬والذي يفيد بأن المحكمة‬               ‫وف�ي معرض تطرقه لمدونة الأس��رة‪ ،‬عبر الم�س�ؤول البلجيكي في‬              ‫قبل نحو أربع سنوات‪ ،‬تحدث رئيس اللجنة المديرية بوزارة العدل‬
                                                                            ‫نفس المناسبة عن ارتياحه للمبادرة الملكية التي أفضت إلى هذا التغيير‬      ‫البلجيكية‪« ،‬ألان بورلي»‪ ،‬إلى مبعوث وكالة المغرب العربي للأنباء ببروكسيل‬
‫العليا البلجيكية (محكمة النقض) أصدرت قرا ًرا يسمح بالتحقيق في‬               ‫الإيجابي في التعاطي مع قضايا المرأة‪ ،‬مؤكدا أنه تم تنظيم عدة لقاءات‬      ‫(المصدر‪ :‬وكالة المغرب العربي‪ ‬للأنباء‪ )2010 - 02 - 25 ،‬فأكد أن‬
‫مجزرة المدنيين في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين عام‬                ‫جمعت بين قضاة مغاربة وبلجيكيين وهمت تبادل المعلومات حول هذا‬             ‫التعاون بين‪ ‬بلجيكا‪ ‬والمغرب في المجال القضائي يعد «نجاحا حقيقيا»‬
‫‪ .1982‬وزادت أن ذل�ك ال�ق�رار يمثل علامة ب��ارزة ف�ي ت�اري�خ القانون‬                                                                                 ‫س�واء على المستوى المدني أو الجنائي‪ ،‬وأض�اف أن «بلجيكا‪ ‬مرتاحة‬
‫الدولي؛ ومن شأنه أيضاً أن يسمح بالمضي قدماً في دعاوى أخرى ماثلة‬                                                                    ‫القانون‪.‬‬         ‫جدا للتعاون القضائي مع المغرب‪ ،‬من خلال التبادل الدائم للمعلومات‬
                                                                            ‫وأضاف أن «المبادلات بين الجانبين جد مثمرة وقد مكنت القضاة‬               ‫والخبرات وانتظام اجتماعات اللجان المختلطة»‪ ،‬مشيرا إلى أن «هذا‬
‫أمام القضاء البلجيكي‪ ،‬من بينها الدعوى المرفوعة لدى نفس المحكمة‬              ‫البلجيكيين من استيعاب سياق قانون الأس��رة بشكل جيد والوقوف‬
                                                                            ‫على المجهودات الكبيرة التي يبذلها المغرب لإقرار قانون أسرة حداثي‬                            ‫التعاون هو نجاح حقيقي على جميع المستويات»‪.‬‬
                 ‫العليا ضد الدكتاتور التشادي السابق حسين حبري‪.‬‬                                                                                      ‫وأضاف رئيس اللجنة المديرية بوزارة العدل البلجيكية آنئذ (الكاتب‬
                                                                                                                                 ‫ومعاصر»‪.‬‬           ‫العام لوزارة العدل البلجيكية) أن هذا التعاون الثنائي في المجال القضائي‬
‫وكانت قضية صبرا وشاتيلا قد ُرفعت أم�ام القضاء البلجيكي‬                      ‫وبعد ان أشاد بمسلسل إصلاح القضاء الذي أطلقته المملكة المغربية‪،‬‬          ‫«ليس وليد الأمس»‪ ،‬واصفا اتفاق التعاون القضائي بين البلدين بأنه «أداة‬
‫بموجب قانون صادر عام ‪ 1993‬يخول للمحاكم البلجيكية سلطة مقاضاة‬                ‫أكد أن «المغرب انخرط في مسلسل مهم لتحديث القضاء والتشريعات‬              ‫دبلوماسية حقيقية»‪ .‬وأشار إلى أن الأمر يتعلق بأداة دبلوماسية «جد‬
‫الأشخاص المتهمين بارتكاب جرائم الإب�ادة الجماعية‪ ،‬أو جرائم ضد‬               ‫والممارسات القضائية»‪ ،‬واصفا ذلك «بالتجربة الفريدة» على الصعيد‬           ‫هامة» أبرمتها‪ ‬بلجيكا» مع المغرب فقط‪ ،‬حيث أن هذا النوع من التعاون‬

‫الإنسانية‪ ،‬أو جرائم حرب‪ ،‬بغض النظر عن مكان ارتكابها‪ ،‬أو عن كون‬                                           ‫الإفريقي والعالمين العربي والإسلامي‪.‬‬                  ‫المؤسساتي لم يبرم مع الدول المغاربية أو العربية الأخرى»‪.‬‬
                                                                            ‫وبخصوص الآفاق المستقبلية‪ ،‬أكد السيد بورلي أن «بلجيكا‪ ‬تعمل‬               ‫وح�رص المسؤول البلجيكي على التوضيح ب�أن «علاقات التعاون‬
‫المشتبه فيه أو الضحايا مواطنين بلجيكيين أو غيرهم‪ .‬وقد أوضح قرار‬             ‫على تعزيز تعاونها القضائي مع المغرب الشريك المفضل‪ ،‬وذلك عبر تبادل‬       ‫مع‪ ‬الجزائر‪ ‬أو‪ ‬تونس‪ ‬تهم فقط تح�دي�ث الج�ه�از القضائي واللجان‬
‫المحكمة العليا ذاك أن بالإمكان المضي قدماً في التحقيقات حتى إذا كان‬                                                                                 ‫المختلطة‪ ،‬دون أن تكون لدينا معهم أداة دبلوماسية للتعاون الوثيق كما هو‬
                                                                                                  ‫الخبرات والتشريعات والاجتهادات القضائية»‪.‬‬
                                         ‫المشتبه فيه خارج البلاد‪.‬‬           ‫ك�ان ذل�ك منذ نحو أرب�ع س�ن�وات‪ ،‬وق�د ارت�ق�ت ال�ش�راك�ة المغربية‬                                                ‫الشأن بالنسبة للمغرب»‪.‬‬
                                                                            ‫البلجيكية ف�ي مجال القضاء منذ ذل�ك الح�ني إل�ى مستويات أعلى‪،‬‬            ‫وأع�رب بورلي آنئ ٍذ عن سعادته لكونه أحد القضاة الأوائ�ل الذين‬
‫والحال أن هذا الصيت الذائع‪ ،‬والشهرة العالمية الواسعة‪ ،‬هما اللذان‬            ‫تم تتويجها في بدايات سنة ‪ 2013‬بالتوقيع على اتفاقية للتوأمة بين‬          ‫ساهموا في إرساء التعاون القضائي المغربي البلجيكي‪ ،‬والذي يعد «مثالا‬
                                                                            ‫محكمت ْي النقض المغربية والبلجيكية‪ ،‬تتعلق بتبادل المعلومات والخبرات‬
‫دفعا «مغرب التغيير» إلى اتخاذ اتفاقية التوأمة المبرمة بين محكمة‬             ‫وبالتكوين والتأهيل المهنيينْ للقضاة المغاربة في مجالات تخصصية كثيرة‬                                                     ‫للتعاون الناجح»‪.‬‬
                                                                            ‫لا يزال القضاء المغربي يشكو فيها من بعض الخصاص (أنظر العدد ‪17‬‬           ‫وت�ط�رق الم�س�ؤول البلجيكي ف�ي ه�ذا ال�ص�دد إل�ى ع�دد م�ن أوج�ه‬
‫النقض المغربية ونظيرتها البلجيكية ذريعة لإنجاز هذا الملف الصحفي‬             ‫من «مغرب التغيير» بتاريخ ‪ 21‬فبراير ‪ ،2013‬والعدد ‪ 24‬الخاص بتاريخ‬         ‫التعاون الثنائي الوثيق‪ ،‬موضحا أنه بعد تقييم النتائج «الإيجابية جدا»‬
                                                                                                                                                    ‫لمخطط العمل الأول‪ ،‬قرر المغرب‪ ‬وبلجيكا‪ ‬السير قدما في نفس التوجه‬
‫حول هذه الأخيرة‪ ،‬ملتمسة من وراء ذلك إبراز الخصائص التي يتم ّيز بها‬                                                       ‫فاتح نونبر ‪.)2013‬‬          ‫وتعزيز التعاون بشكل أكبر‪ ،‬مضيفا أن الطرفين شرعا‪ ،‬تبعا لذلك‪ ،‬في‬
‫القضاء البلجيكي‪ ،‬والتي جعلت له تلك الشهرة والمكانة العالميتينْ ‪ ،‬سواء‬       ‫وللإشارة‪ ،‬فالقضاء البلجيكي يتمتع بسمعة أوروبية وعالمية واسعة‬            ‫وضع مخطط العمل الثاني‪ ،‬الذي يهم العديد من القضايا المتعلقة‪ ،‬على‬
‫من حيث التأسيس والتنظيم‪ ،‬أو من حيث الهيكلة والأداء المهني‪ ،‬أو على‬           ‫من حيث استقلاليتُ ُه ونزاهتُ ُه واجتهاداتُه المشهودة‪ ،‬مما جعل منه قبلة‬  ‫الخصوص‪ ،‬بسياسات الأسرة والجريمة‪ ،‬وسيشمل أيضا مواضيع أخرى‬
                                                                            ‫للعديد من الهيئات الحقوقية والأشخاص الذاتيين في مشارق الأرض‬
‫مستوى المفاهيم التي تحكم ذلك الأداء والمرجعيات الأساس التي تستند‬            ‫ومغاربها‪ ،‬حتى أن المرء يجد هذا القضاء منك ًبا على قضايا سياسية‬                                      ‫أكثر تقنية لها علاقة بالحقوق البحرية‪.‬‬
                                                                            ‫وأمنية وجنائية ومدنية بين خصوم من أمريكا اللاتينية‪ ،‬أو من الشرق‬         ‫وأض����اف أن «ت��ن��ص��ي��ب ق��ض��اة ال��رب��ط م��ن ال��ب��ل��دي��ن ب�ك�ل‬
                                          ‫إليها أحكامه وقراراته‪.‬‬            ‫الأوسط‪ ،‬يلتمس هؤلاء فيها أحكا ًما منصفة بعيدة عما تعرفه بلدانهم من‬      ‫من‪ ‬بروكسيل‪ ‬والرباط‪ ،‬قد ساهم في تسهيل التبادل وتعزيز التعاون»‪،‬‬
                                                                                                                                                    ‫مؤكدا أن «الأمر يتعلق هنا بتجربة فريدة على اعتبار أن المغرب هو البلد‬
‫وعلى غ�رار الملف ال�ذي خصصته «مغرب التغيير» ضمن عددها‬                                                     ‫التدخل السافر في الشأن القضائي‪.‬‬
‫‪ 25‬بتاريخ فاتح دجنبر ‪ ،2013‬لمراحل تاريخ القضاء العالي المغربي‪،‬‬              ‫من أمثلة هذا التوجه العالمي للقضاء البلجيكي‪ ،‬الخبر الذي كانت قد‬                                 ‫الوحيد الذي أرسينا معه مثل هذا التعاون»‪.‬‬
‫من فترة الحماية إلى المرحلة المعاصرة‪ ،‬مع ذكرها لأعلام ذلك القضاء‪،‬‬

‫وخاصة منهم رؤساء المجلس الأعلى للقضاء ومحكمة النقض ووكلائهما‬
‫العامون‪ ،‬يجد القارئ أدناه تقلي ًبا مماثل ًا لصفحات تاريخ محكمة النقض‬
‫البلجيكية‪ ،‬دون إغفال لوائح رؤسائها الأولين ووكلائها العامين السابقين‪،‬‬

‫مع استعراض سريع ومقت َضب للآراء المعبر عنها من لدن كل من الرئيس‬
‫الأول والوكيل العام الحاليينْ ‪ ،‬والتي يمكن للقارئ أن ي ّط ِلع على تفاصيلها‬

              ‫بين صفحات الشطر الفرنسي من هذا العدد‪ ...‬لنتابع‪.‬‬
   1   2   3   4   5   6   7