Page 15 - مغرب التغيير PDF
P. 15
15 منوعات
العدد - 64 :من 1إلى 31يوليوز ٢٠١٧ العنف ضد المرأة
جريمة لا ينبغي السكوت عنها
بما أن العنف ضد المرأة ظاهرة قديمة وواسعة الانتشار
منذ أن كانت المرأة في العصر الجاهلي تباع وتشترى،
وتــوأد حية ،فلا نتوقع أن يكون حل هذه
الظاهرة أو علاجها آنيا وفي فترة قصيرة،
وإنما لابد أن يكون جذريا وتدريجيا
من أجل القضاء عليه أو الحد من
استفحاله بقدر الإمكان.وان
العنف الـوارد على النساء لا
يختص بفئة معينة أو ثقافة
خاصة أو جنس محدد ،وإنما
يشمل كافة الثقافات والبلدان
بما فيها المتقدمة وكذا البلدان
النامية أو بلدان العالم الثالث .والعنف
ضد المرأة أو ضد النساء هو مصطلح يستخدم
بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس
بشكل متعمد أو غير مقصود تجاه النساء.
ويدخل في هذا السياق ،التمييز العنصري أو
الجنسي ،هو الذي يستند إلى جذور الضحية أو
تكوينها الفزيولوجي.
غير كافية لاسيما مـع غـيـاب أي قانون الاهـــانـــة ،وقـــد يــصــل فــي ذلـــك الـعـنـف تطاولا .وقد تتجلى هذه الحالة أكثر عند كل سنة بمثابة يوم عالمي للقضاء على ع ّرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة
صـريـح وواضــح يـحـمـي المــرأة مـن عنف البدني. فقدان المرأة لمن تلجأ إليه ،ولمن يوفر لها «العنف ضد النساء». «العنف ضد النساء» بأنه «أي اعتداء ضد
وهناك من يعتقد أن العنف هو لغة المـرأة مبني على أسـاس الجنس ،والـذي
الرجل وغطرسته. هــنــاك أفــكــار وتـقـالـيـد فــي ثـقـافـة الحماية الضرورية. التخاطب الأخيرة الممكن استعمالها مع يـتـسـبـب بــإحــداث إيـــذاء أو ألــم جـسـدي،
وبالرغم من ذلك ،فمنذ سنوات أخذت الــكــثــيــريــن تـحـمـل فـــي طــيــاتــهــا رؤيـــة يعتبر جهل مـن العوامل الأساسية الآخــريــن حــن يـحـس المـــرء بـالـعـجـز عن جنسي أو نفسي لـلـمـرأة ،ويشمل أيضًا
الـحـكـومـة المـغـربـيـة عـلـى عـاتـقـهـا مسألة جـاهـلـيـة تـمـيـز الــرجــل عــن المــــرأة ،مـمـا التي تـؤدي إلـى العنف .وهـذا الجهل قد إيـصـال صوته بوسائل الـحـوار الـعـادي، الـتـهـديـد بـهـذا الاعــتــداء أو الـضـغـط أو
التصدي لهذا الأمر بوضع إستراتيجية يؤدي إلى تصغير هذه الأخيرة والتقليل يكون من الطرفين معا الفاعل والضحية. ولكنه يأتي مع المرأة كلغة أولى للتخاطب الـحـرمـان التعسفي مـن الـحـريـات ،سـواء
وطنية لمناهضة العنف ضد المـرأة ،كما مـن شـانـهـا ،وفـي المـقـابـل ،إلـى تضخيم فـجـهـل المــرأة بـحـقـوقـهـا وواجـبـاتـهـا من مـعـهـا’ كـمـا يـسـتـخـدمـه الـبـعـض وكـأنـه حــدث ذلــك فــي إطـــار الـحـيـاة الـعـامـة أو
أنـشـئـت خـايـا لـاسـتـمـاع إلــى الـنـسـاء شـخـصـيـة الـرجـل وتـعـظـيـم دوره ،حيث طــرف ،وجـهـل الآخــر بـهـذه الـحـقـوق من الـوسـيـلـة الـوحـيـدة لـلـتـحـاور مـع المــرأة،
ضحايا العنف في المستشفيات ومراكز يعطى الـحـق دائـمـا للمجتمع الـذكـوري طرف ثان قد يؤديان إلى التجاوز والى ليجعل من هذا العنف كابوسا يخيم على الخاصة».
الـشـرطـة والمــحــاكــم ،لـتـقـديـم المـسـاعـدة لـلـهـيـمـنـة والـسـلـطـنـة ومـمـارسـة الـعـنـف تخطي كل الـحـدود .بالإضافة إلـى ذلك، وجــودهــا ،ويـشـل حـركـاتـهـا وطـاقـاتـهـا، كـمـا نـوه الإعــام» الـعـالمـي لمناهضة
للمتضررات ،غير أن عمل هـذه الخلايا على المـرأة منذ الصغر ،وتعويد الأنثى فـــان تــدنــي المــســتــوى الــثــقــافــي لـأسـر ويـجـعـلـهـا أطــــالا مــن الــكــآبــة والــحــزن كـل أشـكـال الـعـنـف ضـد المـــرأة» الـصـادر
ظل ملتبسا و غامضا ،وهـو الأمـر الذي عـلـى تـقـبـل ذلـك وتـحـمـلـه والـرضـوخ لـه، والأفراد ،والاختلاف الثقافي الكبير بين والإحساس القسري بالخضوع. سـنـة 1993بـأن «هــذا الـعـنـف قـد يرتكبه
ركز عليه تقرير مرصد “عيون نسائية” إذ أنـهـا لا تحمل ذنـبـا سـوى أنـهـا ولـدت الــزوجــن ،خـصـوصـا إذا كـانـت الـزوجـة أحــد الـعـوامـل الـرئـيتــعســتيــ ِةبـلرـانلـمـرشـأةوءنـبفــعـسـهـضا مهاجمون من كلا الجنسين أو أعضاء في
الخاص بالعنف ضد المرأة ،لسنة ،2008 هي الأعلى مستوى ثقافيا ،يولد التوتر أشـكـال العنف الأسرة أو العائلة أو حتى الدولة ذاتها».
حيث شملت التوصيات« :تجهيز خلايا أنثى. ويخل بالتوازن لدى الزوج ،وتصدر عنه والاضـــطـــهـــاد ،وذلـــــك بــســبــب تـقـبـلـهـا وتـعـمـل حـكـومـات ومـنـظـمـات حـول
اسـتـقـبـال الـنـسـاء ضـحـايـا الـعـنـف بكل فــي المــغــرب ،تـتـضـافـر الـجـهـود مـن ردة فـعـل يـحـاول مـن خـالـهـا تـعـويـض الـضـمـنـي لـلـعـنـف ،واتـخـاذهـا الـتـسـامـح الــعــالــم مــن أجـــل مـكـافـحـة الـعـنـف ضـد
الإمكانات اللازمة لأداء عملها في أحسن أجــل الـقـضـاء عـلـى الـعـنـف ضــد المـــرأة، هــذا الـنـقـص بـحـثـا عـن فــرص يـمـكـن أن والسكوت عليه كرد فعل لذلك ،مما يجعل النساء وذلـك عبر مجموعة مختلفة من
الظروف ،ومتابعة هذه الخلايا للتعرف والـذي يوجد بجميع أشكاله في المجال تـسـعـفـه فــي الانـتـقـاص مــن شــان المــرأة الآخـر يـتـمـادى فـي فعله ويــزداد جـرأة و الـبـرامـج ،مـن بينها الـقـرار الأمـمـي الـذي
الـحـضـري والــقــروي عـلـى الــســواء .لكن واسـتـصـغـارهـا مـسـتـعـمـا كـافـة أشـكـال يـنـص عـلـى اتـخـاذ يــوم 25نـوفـمـبـر من
على طبيعة عملها بشكل دقيق». هذه الجهود تظل في العديد من الأحيان
العنف المنزلي ال ُعنف كوسيلة
والإخـاص اقتداء بخصال الأنبياء والرسل ،وفي طليعتهم رسول المحبة يعتبر الـعـنف المـنـزلـي الـسـبـب الـرئـيـسـي فـي إلـحـاق الأذى الـجـسـدي ُااليللــجفسعـمـصاتكرنـ ُقعيـرـوخيتـدييةفمخـاووامالشذللــعاخخلنطــتسـالعيــفئصفـناـيةفـةسضـفميأ’دنيوواأ.لامولمسـورعأهيـمـةنخنلـــيبةسـفةاا.لتـلإعبوتاواخالسبـُـلاهبـ َّورحانـضبهـقراالعـوهعسثُـلايوبلقاـميــاـشتوحفاًـرياهألـرَّةيفنإلـاليصوـلتاـالرىلااجحـقتعنـحـقـتعارـيـسريتبقصةاـبلأامضأـهغـدـوـدكسـريثبلاـ،فرأةسحتـوبضةمجافبـكرننـيرأتثـاددلميـياناصـلرًئلامة ُسرههأاأمَّنوةنءا
والرحمة عليه السلام ،الذي أوصانا بالنساء خيرا وأكد على ذلك و كرره وواالنسفعًاسمينبااللمسرألةوكفايت يجقمويمعبأهناحاالءر اجللعابلهم.د وفالإعخنضفاعضالمدراألمةرلأإةرايدتشهمولإذملاجلاهل ًاا من آدميتها واضطهادها للضغط على الطائفة أو الطبقة أو الدولة التي
وإكـراهـهـا على القيام بأعمال لا ترغب فـي القيام بها وإسـاء ة معاملتها اتلعنرتصمضراةيعلإألخيوهطيار.ر األحاملاعناتلبدّانءحسثأًااوء اعاللانل أوسامتتا ٍغنيلاويلنـحبزيلااحٍةأنأدفنعىنضرلد،يحافمركةهثأينورًافـحرماماراًاييةم.جند انلأعننففس أهمو
في حجة الوداع.
لـقـد اعـتـبـر الـرسـول (ص) حـسـن مـعـامـلـة الـزوجـة والـرقـة مـعـهـا من والتهويل عليها وتخويفها وإيذائها نفسيا وجسديا. مظاهر ال ُعنف
مظاهر اكتمال الشخصية والخلق والإيمان ،فقال عليه السلام «ما أكرمهن وتـنـتـشـر ظــاهــرة الـعـنـف ضــد المـــرأة فـي
إلا كريم ،وما أهانهن إلا لئيم» ،فإهانة المـرأة في نظره خسة ولـؤم ،بينما الـبـلـدان الـغـربـيـة أكـثـر مــن غـيـرهـا ،وتـقـل تتمحور مظاهر العنف ضد المرأة ماديًا ومعنويًا حول ثلاثة أشكال
اعتبر التلطف بها ومداعبتها من خصال الكرماء .وقد ضرب لنا في ذلك هــــذه الـــظـــاهـــرة فـــي الـــبـــلـــدان المـحـافـظـة العنف الجسدي العنف النفسي والعنف الجنسي .فمن المظاهر المادية
مثلا يقتدى بـه فـي حـديـث عائشة رضـي الـلـه عنها أنـهـا قـالـت« :سابقني أخلاقيا واجتماعيا .لان عقائدها تحفظ للعنف :القتل والـحـرق والاغـتـصـاب والـضـرب والـحـرمـان من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ،فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم لــلــمــرأة كـرامـتـهـا وقـيـمـهـا الإنـسـانـيـة الحق المـالـي ...ومـن المظاهر المعنوية للعنف :المـس بالأمن
سابقته فسبقني .فقال هـذه بتلك» .ان على الـزوج ألا يتوقع الكمال من والاجتماعية والأخلاقية .حيث يكون والطمأنينة والحط من الكرامة والاعتبار والإقصاء عن
الـزوجـة ،فـالـكـمـال لـلـه سبحانه وتـعـالـى ،والمــرء غـيـر مـعـصـوم مـن الخطأ، عـلـى الــــزوج أن يـحـسـن مـعـامـلـة السكنى والوظيفة والإخــال بـالـتـوازن والـتـكـافـؤ...
وعليه أن يخشى الله في المـرأة فهي الأم والأخـت والزوجة والابنة ورفيقة زوجـتـه وأن يـظـهـر لـهـا المــودة و ُتذلســتكخمـدـمنكاالـفةشـاتلـمو وساالإئلهــاالمنـتـاةحواةلـلتـتححـققـييـقر
والإســــــــاءة والـــحـــرمـــان والــتــهــديــد
الطريق. والتس ّلط والإيــذاء إلـى غـايـة التصفية
من أبرز النتائج الوخيمة لممارسة العنف ضد المرأة ،ما يأتي: الجسدية.
-تدمير آدمية المرأة وإنسانيتها.
-فقدان الثقة بالنفس والقدرات الذاتية للمرأة كإنسانة.
-التدهور العام في الدور والوظيفة الاجتماعية والوطنية للمرأة. عواقب العُ نف
-عدم الشعور بالأمان اللازم للحياة والإبداع لديها.
-عدم قدرتها على تربية الأطفال وتنشئتهم بشكل تربوي سليم.
-التدهور الصحي الذي قد يصل إلى حد الإعاقة المستديمة.
الـواجـب ـريـة الأس الـحـيـاة بـنـاء فـي تـأزمـا يـو ّلـد مـمـا -نـشـوء الـحـقـد لـديـهـا إزاء الـرجـل
نهوضها على تعاونهما المشترك.