Page 3 - مغرب التغيير PDF
P. 3

‫‪3‬‬                                                               ‫ملف‬

‫العدد‪ - 36 :‬من ‪ 01‬إلى ‪ 31‬دجنبر ‪2014‬‬

                                          ‫الدار البيضاء قبلة عالمية للوسطاء والمح َّكمين‪:‬‬

‫مركزالدارالبيضاءيو ّسعآفاقهالتحكيميةإفريق ًياوعالم ًيا‬
                                                                                                                                    ‫في إطار من الشراكة والتعاون ن ّظم مركز الوساطة والتحكيم‬
                                              ‫ونظمه وقوانينه‬      ‫المغرب‪ ،‬حيث يتم اعتماد فصول وبنود قانون المسطرة المدنية في‬
                                                                                                                                    ‫بالدار البيضاء والقطب المالي بالعاصمة الاقتصادية‪ ،‬ندوة تحت‬
‫التي ينبغي أن تك ّرس ح ّرية جميع الأشخاص في الاختيار بين‬          ‫مجال قضاء التحكيم‪ ،‬بالرغم من المسار التصاعدي الذي يقطعه‬
‫اللجوء في المنازعات إلى القضاء أو إلى الآليات التحكيمية المتاحة‪.‬‬                                                                    ‫ش�ع�ار‪« :‬م�رك�ز ال��دار البيضاء ف�ي عالم م�ت�ح� ِّول»‪ ،‬بحضور قضاة‬
                                                                  ‫هذا الأخير باتجاه تحقيق تم ّيُزه واستقلاليته عن غيره من المجالات‬  ‫ووسطاء ومح َّكمين ومحامين وحقوقيين ورج�ال أعمال ودارس�ين‬
‫«م�غ�رب التغيير» ال�ت�ي ح�ض�رت اف�ت�ت�اح ال�ن�دوة وواك�ب�ت أب�رز‬                                                     ‫القضائية‪.‬‬
                                                                                                                                    ‫ومهتمين‪ ،‬من داخل المغرب‪ ،‬ومن خارجه‪ ،‬من مختلف القارات‪ .‬وقد‬
‫فعالياتها‪ ،‬اختارت من بين العروض التي ألقيت في مختلف جلساتها‬       ‫على هذا الأساس‪ ،‬يتجه المشرع في المغرب‪ ،‬في المنظور القريب‪،‬‬
                                                                  ‫نحو اجتراح نصوص قانونية خاصة بمنظومة التحكيم‪ ،‬ب�دلاً من‬           ‫افتتح أشغال الندوة رئيس الحكومة السيد عبد الإل�ه بن كيران‪،‬‬
‫مداخلة ق ّيمة للأستاذ عبد الرحمان مصباحي‪ ،‬رئيس غرفة لدى‬
‫محكمة النقض بالرباط‪ ،‬الذي مثل هذه الأخيرة في أشغال الندوة‪.‬‬        ‫الاكتفاء بسد الثغرات التي يشكو منها قانون المسطرة المدنية في‬      ‫ال�ذي ألقى كلمة جد قصيرة عبر فيها عن أهمية عقد مثل هذا‬

‫وك�ان عنوان مداخلته «مواكبة القانون المغربي والعمل القضائي‬                                                        ‫هذا المضمار‪.‬‬      ‫المنتدى العالمي في مغرب يبذل جهو ًدا جبارة في مجالات التنمية‬
                                                                  ‫وللإشارة أي ًضا فإن هذه الندوة العالمية كانت مناسبة لتسليط‬        ‫الاقتصادية والاجتماعية‪ ،‬ويتطلع إلى أن يكون له الموقع اللائق به‬
‫للتحكيم»‪ .‬كما أجرت هذه الصحيفة معه حوا ًرا مقتض ًبا حول نفس‬
                                            ‫الموضوع‪ ...‬لنتابع‪.‬‬    ‫الأض�واء على واق�ع التحكيم الدولي في المغرب‪ ،‬وعلى مؤسساته‬         ‫في المنظومة الاقتصادية العالمية عن طريق تكريس انتمائه المست َحق‬
                                                                                                                                                                        ‫إلى الاقتصادات الصاعدة‪.‬‬

                                                                                                                                    ‫المتدخلون في فعاليات الندوة‪ ،‬أكد جلّهم أ ّن مركز الدار البيضاء‬
                                                                                                                                    ‫للوساطة والتحكيم راك�م‪ ،‬خلال السنوات الماضية‪ ،‬تج�ارب وفيرة‬
                                                                                                                                    ‫تجعله مؤ َّهل ًا للب ّت في قضايا ونزاعات تجارية ومالية غير قليلة‪،‬‬
                                                                                                                                    ‫تكون موضوع اتفاقيات وعقود ثنائية ومتعددة الأط��راف‪ ،‬قائمة‬

                                                                                                                                    ‫بين مؤسسات رسمية أو مقاولات وشركات عمومية أو خاصة‪ ،‬من‬

                                                                                                                                    ‫داخ�ل المغرب وخارجه‪ ،‬وللمساهمة بذلك في التخفيف من حجم‬
                                                                                                                                    ‫النزاعات المعروضة على المحاكم‪ ،‬حق ًنا للجهد والوقت والمال‪ ،‬التي‬
                                                                                                                                    ‫يُعتبر ضياعها ُكل ًّا أو جز ًءا سبيل ًا إلى الإف�الس‪ ،‬وإلى كل ما يجر‬
                                                                                                                                    ‫إليه الإفلاس من تبعات لا يمكن أن تكون إلا على درجة عالية من‬

                                                                                                                                                                                       ‫الخطورة‪.‬‬

                                                                                                                                    ‫وتناول جل المتدخلين قضايا التحكيم على المستوي ْني الوطني‬
                                                                                                                                    ‫والدولي‪ ،‬وتطرقوا لمختلف المع ّوقات والعراقيل التي ينبغي تذليلها‬
                                                                                                                                    ‫وطن ًيا ودول ًيا حتى يتط ّور التحكيم كآلية موازية لفض النزاعات‪،‬‬
                                                                                                                                    ‫بعي ًدا عن تعقيدات الإدارة‪ ،‬وعن المصاعب التي يجدها القضاء في‬
                                                                                                                                    ‫طريقه بسبب الحاجة الملحة إلى تكوين وتأهيل ملائم نْي في مجال‬
                                                                                                                                    ‫الوساطة والتحكيم‪ ،‬من أجل أن يكون القضاء الرسمي صن ًوا وعامل ًا‬
                                                                                                                                    ‫مساع ًدا على إنجاح تجربة التحكيم الدولي في جميع المراكز المؤ َّهلة‬
                                                                                                                                    ‫لجمل هذا العبء الوازن‪ ،‬ومن بينها مركز الدار البيضاء‪ ،‬السائر نحو‬

                                                                                                                                                                         ‫آفاق دولية وعالمية أوسع‪.‬‬

                                                                                                                                    ‫للإشارة‪ ،‬يعتبر جل الدارسين والمهتمين آلية الوساطة والتحكيم‬

                                                                                                                                    ‫بمثابة «ق�ض�اء خ�اص» أو «ق�ض�اء م��وا ٍز» مساعد ومكمل لقضاء‬
                                                                                                                                    ‫الدولة الرسمي‪ ،‬مما يستوجب تخصيصه بنصوص قانونية مؤ ِّسسة‬
                                                                                                                                    ‫ومن ِّظمة تُخ ِرجه من دائرة التبعية للقضاء المدني‪ ،‬كما هو الحال في‬

                                          ‫مواكبة القانون المغربي والعمل القضائي للتحكيم‬

‫•أجاز بأن ينشأ التحكيم عن علاقة‬                                        ‫مواصلها‪ ،‬بما فيها الفعالية والسرعة‬                           ‫ق��دم ذ‪/‬ع�ب�د ال�رح�م�ان المصباحي‬
       ‫قانونية تعاقدية أو غير تعاقدية‪.‬‬                                 ‫في الانج�از‪ ،‬وأن تكون القوانين تسهل‬                          ‫رئ�ي�س ال�غ�رف�ة التجارية ل�دى محكمة‬
                                                                       ‫م��أم��وري��ت��ه��ا‪ ،‬ل�ك�ن الم��ط��ل��وب ف��ي ه�ذه‬           ‫النقض مداخلته تح�ت ال�ع�ن�وان أع�لاه‬
‫•أجاز إبرام اتفاق التحكيم في جميع‬                                      ‫ال�ظ�رف�ي�ة ال�ص�ع�ب�ة ال�ت�ي ت�ع�رف�ه�ا جل‬
    ‫الحقوق التي يمكن التصرف فيها ‪.‬‬                                     ‫الاق�ت�ص�ادي�ات ال�ك�ب�رى المح�رك�ة للنمو‬                           ‫وفيما يلي موجز عن مضامينها‪.‬‬
                                                                       ‫والحركية والازدهار‪ ،‬أن يزيح رأس المال‬                        ‫الم�ن�اس�ب�ة‪ :‬ان�ع�ق�اد الم�ؤتم�ر ال�دول�ي‬
‫•أعطى الاختصاص لغرفة بالمحكمة‬                                          ‫عنه ما اتصف به من ج�بن‪ ،‬وأن يغامر‬                            ‫للتحكيم بالدار البيضاء يومي الجمعة‬
‫الإدارية لإضفاء الصيغة التنفيذية على‬                                   ‫في ح�دود‪ ،‬وإلا ظلت الأزم�ة الاقتصادية‬                        ‫والسبت ‪ 28‬و‪ 29‬نونبر ‪ 2014‬المنظم‬
‫الحكم التحكيمي المتعلق بم�ادة إداري�ة‬                                  ‫جاثمة على قلوبنا لأحقاب لا ندري متى‬                          ‫ب�ش�راك�ة م��ع الم��رك��ز ال��دول��ي للتحكيم‬
‫الصادر بدائرة نفوذها‪ ،‬ولما يكون التنفيذ‬                                                                                             ‫وال�وس�اط�ة التابع للقطب الم�ال�ي للدار‬
‫وط�ن�ي�ا ينعقد الاخ�ت�ص�اص للمحكمة‬                                                                   ‫ستنتهي ‪.‬‬                       ‫ال�ب�ي�ض�اء‪ ،‬وراب��ط��ة المح�ام�ين ال�دول�ي�ة‪،‬‬
                                                                       ‫وخ�ل�ص م�ن ذل��ك إل��ى أن��ه لاب��د من‬                       ‫والم��رك��ز ال��دول��ي ل�ت�س�وي�ة ال��ن��زاع��ات‪،‬‬
                      ‫الإدارية بالرباط ‪.‬‬                               ‫الإق����رار ب��أن منطق ال�ت�ج�ارة ال�دول�ي�ة‪،‬‬                ‫وم��ح��ك��م��ة ل��ن��دن ل�ل�ت�ح�ك�ي�م ال��دول��ي‪،‬‬
‫•أجاز التحكيم في النزاعات التي‬                                         ‫ي�ت�ج�اف�ى م��ع ق��ان��ون ال�ق�اض�ي المتسم‬                   ‫ومؤسسة «‪ ‬لترز كلوبر»‪ ،‬ومركز التحكيم‬
‫يكون أحد طرفيها إحدى المقاولات العامة‬                                  ‫بالرتابة والتعقيد والتعسف في اللجوء‬                          ‫الدولي بهونغ كونغ‪ ،‬وإدارة المنازعات‬
                                                                       ‫لسيف النظام العام‪ .‬لذلك اتجه الطموح‬
   ‫الخاضعة لقانون الشركات التجارية‪.‬‬                                    ‫ال��دول��ي لكسر الح��واج��ز وال�ق�ي�ود بين‬                                  ‫العابرة للحدود الوطنية‪.‬‬
‫•أجاز التحكيم في النزاعات التي‬                                         ‫الدول لأجل فض نزاعات التجارة الدولية‬                         ‫ت��ط��رق ف���ي الم���دخ���ل إل����ى ال�ط�ف�رة‬
                                                                                                                                    ‫الاق��ت��ص��ادي��ة ال��ت��ي أص�ب�ح�ت تعرفها‬
      ‫يكون أحد طرفيها مؤسسة عامة ‪.‬‬                                              ‫عن طريق تحكيم تجاري دولي‪.‬‬                           ‫بعض دول المعمور‪ ،‬حيث عرفت المملكة‬
‫•أجاز أن يبرم اتفاق التحكيم ‪ :‬بعقد‬                                     ‫وتطرق لبعض مزايا قانون التحكيم‬                               ‫المغربية بدورها نموا اقتصاديا مشهودا‬
‫أو محضر أمام محكم أو هيئة تحكيمية‬                                      ‫المغربي الجاري به العمل في باب أول؛‬                          ‫واكبه تدفق ظاهر للاستثمارات الأجنبية‬
‫‪ ،‬أو رسائل متبادلة بين طرفي النزاع‪،‬‬                                    ‫وفي باب ثان الى مواكبة الغرفة التجارية‬                       ‫وحركة نشيطة للاستثمارات الداخلية ‪.‬‬
‫أو عن طريق الطيليكس ‪ ،‬أو بواسطة‬                                        ‫بمحكمة النقض لقضاء التحكيم من‬                                ‫وكما هو معروف في أدبيات رجال‬
‫برقيات ‪ ،‬أو أي وسيلة اتصا 	ل • سمح‬                                     ‫خلال بعض التطبيقات القضائية التي‬                             ‫الاق�ت�ص�اد‪ ،‬ف��إن رؤوس الأم����وال ع�ادة‬
‫بإبرام الاتفاق على اللجوء للتحكيم ولو‬                                  ‫جرى به عملها لأهم التوجهات في هذا‬                            ‫م�ا تتسم ب�الج�بن‪ ،‬وه�ي لا جنسية لها‬
‫خ�لال دع��وى ج�اري�ة‪ ،‬وت�ص�در المحكمة‬                                                                                               ‫ولا يستقر لها ح�ال‪ ،‬وشروطها عنيدة‬
                                                                                                       ‫المجال ‪.‬‬                     ‫وق�اس�ي�ة ف�ي أح�ي�ان ك�ث�ي�رة‪ ،‬تصل إلى‬
    ‫حكما بمثابة اتفاق تحكيم مكتوب ‪.‬‬                                    ‫فحول مزايا قانون التحكيم المغربي‬                             ‫المطالبة بأن يكون الاستقرار السياسي‬
‫•أوجب ع�ل�ى المح��ك��م أو ال�ه�ي�ئ�ة‬                                   ‫ذك�ر جملة م�ن المعطيات الإيجابية من‬                          ‫تاما‪ ،‬وأن تكون الشفافية الإدارية في كل‬
‫التحكيمية ان تحترم دائما حقوق الدفاع‬
‫‪•.‬ابتكر فكرة تقييد الأشخاص المعتادين‬                                               ‫بينها على الخصوص‪ ،‬أنه‪:‬‬
‫على التحكيم بلائحة ممسوكة من طرف‬
‫الوكيل العام للملك بمحاكم الاستئناف‬
   1   2   3   4   5   6   7   8