Page 18 - مغرب التغيير PDF
P. 18

‫‪18‬‬                                                                                                                         ‫خاص‬

‫العدد‪ - 37 :‬من ‪ 01‬إلى ‪ 31‬يناير ‪2015‬‬

                                                                                                                                                                                                                                    ‫< ضمانات الحضور هي تلك التي‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ذك�رتم�وه�ا ب�ال�ف�ع�ل‪ ،‬غ�ي�ر أن الح�راس�ة‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ال�ن�ظ�ري�ة ل��م ي�ت�ك�ل�م ف�ي�ه�ا الم��ش��رع عن‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ضمانات الح�ض�ور بم�ف�رده�ا‪ ،‬ب�ل تكلم‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫أي� ًض�ا ع�ن «خ�ط�ورة ال�ف�ع�ل»‪ ،‬فأحيا ًنا‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫وبالنظر لخطورة الفعل‪ ،‬تكون الحراسة‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ال�ن�ظ�ري�ة وس�ي�ل�ة لح�م�اي�ة ال�ش�خ�ص‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫الموضوع رهنها قبل أن تحمي غيره‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫> أنا أتفهم الاتجاه الذي قصدتموه‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ول�ك�ن�ن�ا أح��ي��ا ًن��ا ن��ض��ع ش��خ�� ًص��ا في‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫الحراسة النظرية‪ ،‬بناء على هذا التصور‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫الذي ينطلق من خطورة الفعل‪ ،‬ونقدمه‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫للسيد وكيل الم�ل�ك‪ ،‬فيقرر المتابعة في‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫حقه‪ ،‬ويحال على الجلسة فتبرئه هذه‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫الأخ�ي�رة‪ .‬إذ ْن‪ ،‬لم�ن يقول ه�ذا الشخص‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫«حماري ض�اع»؟ ذل�ك أنني بعد إضاعة‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫يومينْ أو ثلاثة في الحراسة النظرية فإن‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫جيراني ومعارفي سيقولون إنني «كنت‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫في السجن»‪ ،‬لأن ه�ذا هو كل ما يعرفه‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫هؤلاء عن الاعتقال‪ ،‬ولأن الجهل في هذا‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫الباب ما زال مستشر ًيا‪ ،‬والناس لا تعرف‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ب�أن الحراسة النظرية مجرد إج�راء أو‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ت�دب�ي�ر استثنائي م�ؤق�ت‪ ،‬ولا ي�ري�دون‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫أن يعرفوا شي ًئا من هذا ال َقبيل‪ ،‬وإنما‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫يعتقدون أنني كن ُت في السجن‪ ،‬مع ما‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫توحي به ه�ذه العبارة من أفكار تفعل‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫فعلها في الثقافة الشعبية‪ ،‬وهذا يسري‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫حتى على الاعتقال الاحتياطي؟‪..‬‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫< ه�ذا معقول‪ .‬لكن عندما نتحدث‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫ع�ن ضمانات الح�ض�ور‪ ،‬فإننا نتحدث‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫أي� ًض�ا ع�ن خ�ط�ورة الفعل‪ ،‬وف�ي البحث‬
                                                                                                                                                                                                                                    ‫التمهيدي يكون هناك شهود في بعض‬
‫عدم وجود أي معت َقل يشكو من وضعية‬               ‫تلك ال�ص�ورة ال�ت�ي تنظر إليها ال�دول‬                                       ‫بالإجراءات القانونية اللازمة‪.‬‬                           ‫ث��م ه��ن��اك ن�ق�ط�ة أخ����رى‪ ،‬أري����د أن‬     ‫الأح���ي���ان‪ ،‬وت�س�ت�م�ع إل�ي�ه�م ال�ض�اب�ط�ة‬
‫يم�ك�ن أن ت�ؤث�ر ع�ل�ى ح�ي�ات�ه س��واء من‬       ‫الديمقراطية بكوننا يغلب علينا الجانب‬                                        ‫> لأن الضابط يقول له‪ :‬ض ْع توقيع َك‬                     ‫أناقشها معكم‪ ،‬وه�ي أنني ح�ني أتكلم‬              ‫القضائية‪ ،‬ولا نقول «ش�ه�ود» بل نقول‬
‫الناحية القانونية أو الصحية‪ ،‬وبالتالي‬           ‫الحقوقي في إط�ار المنظومة المتكاملة‪،‬‬                                                                                 ‫هنا؟‪..‬‬         ‫عن خطورة الفعل وضمانات الحضور‪،‬‬                  ‫«م��ص�� ِّرح�ي�ن» لأن ال�ش�ه�ود ه��م ال�ذي�ن‬
‫ف�أي معتقل ف�ي السجن تنظر النيابة‬               ‫أي الج�ان�ب الح�ق�وق�ي م�ع حماية أمن‬                                        ‫< لا في هذه الحالة ينبغي عليه أن‬                        ‫فإنني أتح��دث ع�ن ذل�ك الشخص ال�ذي‬              ‫يشهدون في الجلسة بعد أداء اليمين‪،‬‬
‫ال�ع�ام�ة إل��ى وضعيته الآن�ي�ة باتصال‬          ‫ال���دول���ة‪ .‬ل�ك�ن�ن�ا ح�ي�ن ن��أت��ي ون�ن�اق�ش‬                            ‫يقرأ المحضر‪ ،‬وأن يتلوه عليه الضابط‬                      ‫حين نضعه في الحراسة النظرية حماية‬               ‫وه�ن�ا تتخذ ال�ن�ي�اب�ة ال�ع�ام�ة ق�رارات�ه�ا‬
                                                ‫المعطيات الحقوقية نج�د أن�ن�ا م�ن بين‬                                                                                ‫المح ِّرر‪.‬‬     ‫له وحفا ًظا على سلامته‪ ،‬فإننا نفعل ذلك‬          ‫بناء على تصريحات ه�ؤلاء المصرحين‬
         ‫مباشر مع السيد مدير السجن‪.‬‬             ‫الدول التي انخرطت في التزامات الدولة‬                                        ‫> وإذا ك��ان أم�� ًي��ا‪ ،‬م�ع ال�ع�ل�م ب�أن‬              ‫أي ًضا خو ًفا من اندثار بعض الأدل�ة أو‬          ‫ومعطيات وملابسات القضية‪.‬‬
‫إذن ف�الم�ل�ف�ات ال�ن�وع�ي�ة تنجز في‬            ‫بالحفاظ على الحقوق والحريات الفردية‬                                         ‫الأم�ي�ة ف�ي الم�غ�رب تشكل نسبة وازن�ة‬                  ‫التغيير فيها‪ .‬ففي بعض الأحيان تكون‬              ‫> ولذلك فهي عندما تش ّك تعتقل؟‬
‫حينها ولا يبقى أي معتقل في وضعية‬                ‫والجماعية‪ ،‬وبالإجابة على كل الشكايات‬                                        ‫حيث تتجاوز ‪ 30‬في المائة؟‬                                ‫ه�ن�اك أدل��ة إذا تركنا المتهم ف�ي حالة‬         ‫< لا‪ ،‬ه�ذا مفهوم تقليدي لسلوك‬
‫الاعتقال إلا بعقوبة تمت فيها إجراءات‬            ‫التي تحال عليها من الجهات الحقوقية‪،‬‬                                         ‫< إنه حين يكون هناك تزوير‪ ،‬وهذا‬                         ‫س���راح ف�س�ي�ك�ون ف�ي وس�ع�ه أن يعبث‬           ‫النيابة العامة‪ ،‬وبالمناسبة أق�ول الآن‬
‫ش�ك�ل�ي�ة م�ض�ب�وط�ة وس�ل�ي�م�ة‪ ،‬وت�ك�ون‬        ‫سواء المجلس الوطني لحقوق الإنسان‪،‬‬                                           ‫نادر ولم ُي َث ْر أمام هذه النيابة العامة إلى‬           ‫بها‪ ،‬أو يؤثر على أحد الشهود‪ ،‬أو يقو َم‬          ‫إن النيابة العامة يمكن لها أن تستجمع‬
‫بالتالي عقوبة سليمة‪ ،‬وبعد ذلك ننخرط‬             ‫أو الم�ج�ال�س الج��ه��وي��ة‪ ،‬أو الم�ج�ال�س‬                                  ‫تاريخ ه�ذا اللقاء‪ ،‬فإنه بطبيعة الحال‬                    ‫أي عمل آخر يؤثر على مجرى القضية‬                 ‫«جتممياعلا الستعنمااعصإر‪،‬ل�ىوما�لمنصبرينحهيان»‪،‬مثلوًاف‪ ،‬أضنل ًاه‬
‫في الإدم��اج‪ ،‬في إط�ار السياسة العامة‬           ‫المحلية‪ .‬وهنا عندنا‪ ،‬لا نتخطى ظرف‬                                           ‫ُي�ح�ال على السيد الوكيل ال�ع�ام‪ ،‬وأن�ا‬                 ‫وي�غ�ي�ر اتج�اه�ه�ا‪ .‬وه��ذا ن�ح�رص عليه‬
                                                ‫يومينْ في الإجابة عليها‪ ،‬بعد استجماع‬                                        ‫أتكلم هنا ع�ن الأم��ور ال�ت�ي تصل إلى‬                   ‫بطبيعة الحال حماية للمجتمع‪ ،‬وحماية‬              ‫عن تصريحات المصرحين هناك «بعض‬
               ‫لوزارة العدل والحريات‪.‬‬                                                                                       ‫علمنا‪ ،‬ولكننا نقوم بالبحث والتحري‬                                   ‫لحقوق المواطنين والضحايا‪.‬‬           ‫ال�ق�رائ�ن» ال�ت�ي يتم التوصل إليها من‬
‫وهناك نقطة سبق أن نبهنا إليها‬                                  ‫كافة العناصر الأساسية‪.‬‬                                       ‫في الوقائع قبل اتخاذ القرار‪.‬‬                            ‫> السؤال الثاني‪ ،‬السيد الوكيل‪،‬‬                  ‫خلال الاستنطاق لديها‪ ،‬ثم يأتي هؤلاء‬
‫ض�ب�اط ال�ش�رط�ة ال�ق�ض�ائ�ي�ة‪ ،‬وتتعلق‬          ‫المعطى الثاني‪ ،‬فيما يتعلق بالتعامل‬                                          ‫مل�ثايل ًاس�ح ًيي�اد‪.‬يكناالفوكيينلدأونة‬  ‫> اسمحوا‬       ‫ه���و‪ :‬بم��ا أن��ك��م ت�ك�ل�م�ت�م ع��ن تنبيهكم‬  ‫المصرحون إلى الجلسة لأداء شهاداتهم‪،‬‬
‫ببعض الإش��ك��الات المتعلقة بمحاضر‬              ‫مع الفئات الهشة والاجتماعية والم�رأة‬                                                                                 ‫أقاطعكم لأسوق‬  ‫لضباط الشرطة القضائية إلى الأخطاء‬               ‫وي���ؤدون اليمين ال�ق�ان�ون�ي�ة‪ ،‬وبطبيعة‬
‫الاستنطاق‪ ،‬ما دمتم تكلمتم عن الحجية‪،‬‬            ‫إل�ى غير ذل�ك‪ ،‬لدينا خلية ت�واك�ب هذه‬                                       ‫نظمتها وزارة العدل والحريات بنادي‬                       ‫التي يرتكبها بعضهم عن طريق إنجاز‬                ‫الحال ُي َذ ِّكرهم رئيس الجلسة بالعقوبة‬
‫ك�ان لدينا اجتماع ناقشنا فيه مسائل‬              ‫الأم�ور باجتماعات متواصلة وبشهادة‬                                           ‫بنك الم�غ�رب ب�ال�رب�اط لمناقشة مشروع‬                   ‫م�ح�اض�ر م�ن�س�وخ�ة ع��ن ب�ع�ض�ه�ا مما‬          ‫الدنيوية وك��ذا الأخ�روي�ة ال�ت�ي تنتظر‬
‫الإك�راه ومسائل أكبر من الإك�راه‪ ،‬وهي‬           ‫الفاعلين‪ ،‬وفي وسعكم أن تتواصلوا مع‬                                          ‫م�س�ودة ال�ق�ان�ون الج�ن�ائ�ي‪ ،‬وحضرها‬                   ‫يلحق ضر ًرا بكثير من المتقاضين‪ ،‬وبما‬            ‫شاهد ال��زور‪ ،‬وهنا يأتي عنصر قناعة‬
‫مسائل التعذيب أث�ن�اء الاس�ت�م�اع إلى‬           ‫الفاعلين الاجتماعيين في ه�ذا المجال‪،‬‬                                        ‫قضاة من جميع أنحاء المغرب‪ ،‬وترأسها‬                      ‫أن النيابة العامة لها الح�ق ف�ي إث�ارة‬          ‫المح�ك�م�ة‪ .‬وه�ن�ا أ َي�ض�ا يتضح إن ك�ان‬
‫الأش��خ��اص الم�ش�ت�ب�ه ف�ي�ه�م‪ ،‬فن ّبهناهم‬     ‫وأن الشكايات المتعلقة بالمرأة والطفل‬                                        ‫وزي���ر ال��ع��دل والح��ري��ات بم�ع�ي�ة وزي��ر‬          ‫المتابعة من تلقاء نفسها‪ ،‬فلماذا لا تتابع‬        ‫ال�ت�ص�ري�ح أم���ام ال�ض�اب�ط�ة القضائية‬
‫إل��ى أن�ن�ا سنحيل أي ض�اب�ط للشرطة‬             ‫لا يتجاوز البت فيها خمسة عشر يو ًما‬                                         ‫الات�ص�ال‪ ،‬فتناول الكلمة ضابط شرطة‬                      ‫الضابط الذي ارتكب تلك الأخطاء‪ ،‬التي‬             ‫مطاب ًقا للشهادة أم��ام المحكمة‪ ،‬أو أن‬
‫القضائية على الغرفة الجنحية لارتكابه‬            ‫لكي ي�ح�ال ملفها على المح�ك�م�ة‪ ،‬التي‬                                       ‫قديم متقاعد‪ ،‬عميد ممتاز على ما أعتقد‪،‬‬                   ‫تعتبر في حكم التزوير‪ ،‬ما دام تغيير‬              ‫ف��ج��اءت ال�ش�ه�ادة‬  ‫الأول ك���ان ن�اق� ًص�ا‬
‫لهذه الأفعال‪ .‬حتى أننا نبهناهم إلى أننا‬                                                                                     ‫ألف كتا ًبا ذا صلة بهذه المجالات‪ ،‬فق ّدم‬                ‫ولعيل ّي؟س‬  ‫تصريحاتي يعتبر بمثابة تزوير‬         ‫وأح�ي�ا ًن�ا يتراجع‬    ‫لتكملته وتتميمه‪،‬‬
‫أحلنا م�ذك�رة على ال�س�ادة ال�ن�واب من‬                   ‫بدورها تفرد لها جلسة خاصة‬                                          ‫كتابه للحاضرين‪ ،‬وتدخل في الوقت ذاته‬                                 ‫ولم�اذا نكتفي باستبعاد المحضر‬       ‫الشاهد أو يفيد بأشياء أخرى لم يقلها‬
‫أجل أن يعملوا على إجراء الفحوصات‬                ‫وف�ي�م�ا ي�ت�ع�ل�ق ب��الاع��ت��ق��ال‪ ،‬ال��ذي‬                                ‫بخصوص المحاضر‪ ،‬وقال ما مفاده أنه‬                        ‫أكثر‪ ،‬تاركين المشتكي لمصيره‪ ،‬دون أن‬             ‫في تصريحه السابق س�واء في البحث‬
‫الطبية‪ ،‬ولو لم يطلب الشخص المعني‬                ‫كنتم تتحدثون عنه‪ ،‬فإن النيابة العامة‬                                        ‫جيء إليه ذات يوم بمحضر فوقع عليه‬                        ‫نعلم هل لديه إمكانية تقديم شكاية ضد‬             ‫التمهيدي أو في الاستنطاق أمام النيابة‬
‫ذلك ‪ ،‬إذا تبين لهم أن هذا الأخير يحمل‬           ‫بانخراطها ف�ي توجهات وزارة العدل‬                                            ‫دون أن يعرف المعطيات ال��واردة فيه‪،‬‬                     ‫ذلك الضابط أم أنه لا علم له بالمساطر‬            ‫العامة‪ ،‬ربما لأنه أغفلها ولم يصرح بها‪.‬‬
‫آثار عنف متزامنة مع وجوده في مخفر‬               ‫والحريات وكذلك مع الرؤية التي أخذت‬                                          ‫وزاد أن��ه وق�ع�ه ب�اس�م�ه‪ ،‬وأن المحضر‬                  ‫المتعلقة بهذا الأمر‪ ،‬أو أنه لا يعلم أسا ًسا‬     ‫وه���ن���اك ن�ق�ط�ة أخ������رى وه����ي أن‬
‫ال�ش�رط�ة‪ ،‬وذل��ك س��واء ط�ال�ب ب�ذل�ك هو‬       ‫بها في هذا المجال‪ ،‬استطاعت أن تحقق‬                                          ‫أنج�زه مفتش شرطة لا يتمتع بالصفة‬                        ‫أن القانون يخول له ذلك الح�ق؟‪ ..‬لماذا‪،‬‬          ‫الشاهد أمام المحكمة يشعر بالاطمئنان‪،‬‬
‫شخص ًيا أو دفاعه أم لم يفعل‪ .‬وبطبيعة‬            ‫نسبة ‪ 11‬في المائة (وهذه نسبة متد ّنية)‬                                      ‫الضبطية‪ ،‬ثم علق على ذلك بقوله‪« :‬راه‬                     ‫عندما تستبعد النيابة العامة محض ًرا‬             ‫إذ بعد أدائ��ه اليمين القانونية يشعر‬
‫الحال أن يتخذوا الإجراء المناسب بناء‬            ‫من ما مجموعه ‪ 6500‬مق َّدم‪ ،‬حيث تم‬                                           ‫هناك تقادم»‪ ،‬بمعنى أن هذا الفعل فات‬                     ‫من محاضر الضابطة القضائية إذا ثبت‬               ‫ب�أن ل�ه مسؤولية أم�ام ال�ق�ان�ون‪ ،‬وقبله‬
‫على ذل�ك تماش ًيا مع التزامات المملكة‬           ‫اعتقال ‪ 11‬في المائة لا غير‪ .‬وه�ؤلاء لا‬                                      ‫أوان المحاسبة عليه‪ .‬والغريب أن هذا‬                      ‫لها ال��زور ف�ي مضامينه أو لأن�ه منجز‬           ‫أم��ام ال�ل�ه ع�ز وج��ل‪ .‬بمعنى أن�ن�ي حين‬
‫المغربية دول� ًي�ا ف�ي ش�أن مناهضة كل‬           ‫ي�رج�ع اع�ت�ق�ال�ه�م إل��ى غ�ي�اب ضمانات‬                                    ‫قيل أمام وزير العدل والحريات‪ ،‬ووزير‬                     ‫بوسيلة الستانسيل‪ ،‬لا تقوم في الوقت‬              ‫أقوم بتصريح فإنني في الفترة الممتدة‬
                                                ‫الح�ض�ور ف�ق�ط‪ ،‬ب�ل إل�ى خ�ط�ورة الفعل‬                                      ‫الاتصال‪ ،‬وأم�ام قضاة وممثلين للنيابة‬                    ‫نفسه بمتابعة الضابط المرتكب لذلك‬                ‫بين البحث التمهيدي ال�ذي أدلي ُت فيه‬
                       ‫أشكال التعذيب‪.‬‬           ‫الجرمي‪ .‬وكل هذا لم يتم إصدار أي براءة‬                                       ‫ع�ام�ة م�ن مختلف الأن�ح�اء وال�درج�ات‪،‬‬                  ‫الفعل‪ ،‬في حين أنها تقوم بهذه المهمة‬             ‫بتصريحي ذاك‪ ،‬وب�ني لحظة حضوري‬
‫> وب�ط�ب�ي�ع�ة الح���ال ي�ت�م ف��ي ه�ذه‬         ‫فيه‪ ،‬بل صدرت فيه أحكام نافذة‪ .‬لماذا؟‬                                        ‫وك��ذا أم��ام ال��رأي ال�ع�ام‪ ...‬إذ ْن‪ ،‬ك�م من‬          ‫ب��إزاء أش�خ�اص آخ�ري�ن‪ .‬ه�ذا م�ع العلم‬         ‫أم�ام المحكمة وأدائ��ي لليمين القانوني‬
                                                ‫لأن سياسة ترشيد الاعتقال الاحتياطي‬                                          ‫مسؤول ارتكب هذا الفعل؟‬                                  ‫بأن دورها هو حماية المجتمع‪ ،‬وحماية‬              ‫وت�ذك�ي�ري بمصير ش�اه�د ال��زور س�واء‬
            ‫الحالات استبعاد المحضر؟‪..‬‬           ‫مبدأ يجب أن يأخذ به كل قاض من قضاة‬                                          ‫< اس�ت�س�م�ح‪ ،‬ف�ض�اب�ط ال�ش�رط�ة‬                        ‫القانون بالدرجة الأول�ى‪ ،‬والسهر على‬             ‫وض�ع� ًي�ا أو أم���ام ال�ل�ه س�ب�ح�ان�ه‪ ،‬ف�إن‬
‫< ب�ال�ف�ع�ل‪ ،‬والمح�ك�م�ة ه��ي ال�ت�ي‬           ‫النيابة العامة‪ .‬وهناك دوريات ومناشير‬                                        ‫القضائية بصفته القانونية ليس له‬                                     ‫تطبيق القانون؟‪..‬‬                    ‫روح تلك المسؤولية الملقاة على عاتقي‬
‫تستبعده‪ ،‬غير أن ات�خ�اذ ق�رار النيابة‬           ‫للسيد وزير العدل والحريات تحث على‬                                           ‫الح�ق ف�ي إث��ارة م�س�أل�ة «ال�ت�ق�ادم» بل‬              ‫< ص�ح�ي�ح‪ ،‬ل�ك�ن ب�ال�ن�س�ب�ة ل�ه�ذه‬            ‫تحضر‪ ،‬وهنا نتحدث عن الأحكام التي‬
‫العامة يكون له في مثل هذه الحالات أثر‬                                                                                       ‫يعود الأم�ر للجهات القضائية المخول‬                      ‫النقطة‪ ،‬فعملية «الستانسيل» ُيع َمل‬                                    ‫تصدر بالبراءة‪.‬‬
                                                            ‫ترشيد الاعتقال الاحتياطي‪.‬‬                                       ‫لها قانو ًنا بالتأكد من واقعة التقادم أو‬                ‫بها بصفة مجملة في مخالفات السير‬                 ‫إ ّن ال�ن�ي�اب�ة ال�ع�ام�ة لا يم�ك�ن لها‬
                                  ‫كبير‪.‬‬         ‫> هذا من شأنه أن يحد من ظاهرة‬                                                                                        ‫عدمها‪.‬‬         ‫إلى حد علمي لم يسبق أن عاينت هذه‬                ‫أن تعتقل ب�ن�اء على حجج واه�ي�ة‪ ،‬بل‬
‫وخ��ت��ا ًم��ا‪ ،‬أو ّد أن أت��ق��دم بالشكر‬                                                                                   ‫وأقول إنه من بين المنجزات القائمة‪،‬‬                      ‫ال�ن�ي�اب�ة ال�ع�ام�ة أي واق�ع�ة ت�زوي�ر في‬     ‫تستجمع ال�ع�ن�اص�ر‪ ،‬وال�ف�ي�ص�ل يبقى‬
‫الج�زي�ل لج�ري�دة «م�غ�رب التغيير» على‬                              ‫اكتظاظ السجون؟‪..‬‬                                        ‫أننا نتب ّنى السياسة الجنائية بمنظورها‬                  ‫م�ح�ض�ر م��ن م�ح�اض�ر ض�ب�اط ال�ش�رط�ة‬          ‫دائ ًما للمحكمة‪ ،‬التي يبقى لها المجال‬
‫اهتمامها المتواصل بالشأن الحقوقي‬                ‫< بالفعل‪ .‬وه�ذا يجعلنا في إطار‬                                              ‫الدولي الحديث‪ ،‬لأننا نرى في المغرب‬                      ‫القضائية‪ ،‬وإذا ثبت ذلك فإنها ستقوم‬              ‫لتقضي بناء على قناعاتها‪.‬‬
‫والقضائي باعتبارها منب ًرا ح ًّرا منفت ًحا‬      ‫من التواصل الدائم‪ ،‬حيث أننا نحرص‬
‫ع�ل�ى الح��ق��ل ال�ق�ض�ائ�ي وال��ق��ان��ون��ي‪،‬‬  ‫على تف ّقد وزي��ارة المؤسسة السجنية‬
‫ولكونها ُتعت َبر إضاف ًة نوعي ًة للأبحاث‬        ‫لزش�ياخ�رةصا�ل ًيم�اؤ‪،‬سوسم�ةراالمف�ذق�كةوراةل‪،‬لوجتنأة ّكدالفإقعلل ًايممينة‬

                    ‫العلمية والقضائية‪.‬‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23