Page 3 - مغرب التغيير PDF
P. 3

‫‪3‬‬                                                                                                  ‫خاص‬

‫العدد‪ - 40 :‬من ‪ 23‬فبراير إلى ‪ 22‬مارس ‪2015‬‬

‫الكلمة الافتتاحية للسيد رئيس ابتدائية ابن جرير الاستاذ رشيد بوسكري‬

                                               ‫القانون العجوز أشاخت التجاعيد نصوصه‬

‫قرارات سلطة الوصاية في هذا المجال‬              ‫المغرب تعاملت جميع الإمبراطوريات‬                      ‫التسمية‪.‬وبهذه الفلسفة نبسط هذه‬               ‫ل�ي�س�وا آلات ل�ت�ف�ري�خ الأح��ك��ام ب�ل هم‬       ‫ال��س��ي��د ال��رئ��ي��س الأول لمح�ك�م�ة‬
                                       ‫؟‬       ‫ال��ق��ديم��ة م���ع الأرض ع��ل��ى أس���اس‬             ‫المائدة العلمية لكل من أضناه السغب‬           ‫ك��ف��اءات لا ي�س�ت�ه�ان ب�ه�ا ول��م يلجوا‬                           ‫الاستئناف بمراكش‬
                                               ‫الان�ت�ف�اع ون�ظ�رة الاس�ت�غ�الل‪ ،‬فمنحت‬               ‫المعرفي دونم��ا حاجة إل�ى شكلية في‬           ‫م��ح��راب ال�ق�ض�اء إلا ل�ك�ف�اءت�ه�م ت�ل�ك‪،‬‬
‫ـ وه�ل هناك فعلا ض�رورة حتمية‬                  ‫ج���زءا لم�وال�ي�ه�ا وم�ن�ع�ت م�ع�ارض�ي�ه�ا‬                                                        ‫وعلى عاتقهم ي�رزء حمل الملائمة بين‬                ‫السيد الوكيل ال�ع�ام لجلالة الملك‬
‫لتصفية ال�وع�اء العقاري الجماعي ؟‬              ‫وهو الشيء الذي خلق أنظمة عقارية‬                                                     ‫الحضور‪.‬‬        ‫النصوص ومستجدات ال�واق�ع‪ ،‬وذلك‬                                ‫لمحكمة الاستئناف بمراكش‬
‫وم�ا ه�ي الإك�راه�ات والتحديات التي‬            ‫متحركة بقدر ال��ولاء للحاكم ف�ي مدة‬                              ‫أيها السيدات والسادة‬              ‫ب�ت�ط�وي�ع ال�ق�واع�د الج��ام��دة وان�ط�ل�ق‬
                                               ‫معينة وهو ما أفرز عدة أنظمة عقارية‬                    ‫إن ح�س�اس�ي�ة الم��وض��وع ن�اج�م�ة‬           ‫روح��ه��ا وق�ي�اس�ه�ا ع�ل�ى واق���ع متغير‬         ‫السيد عامل صاحب الجلالة على‬
                 ‫تواجه هذه التصفية ؟‬           ‫أب�رزه�ا الأراض��ي السلالية أو الاثنية‬                ‫ع�ن ت�داخ�ل ع��دة ع�ن�اص�ر وتقاطعها‪،‬‬         ‫س��ري��ع‪ ،‬وه����ذا ال��ن��وع م��ن ال��ل��ق��اءات‬                          ‫إقليم الرحامنة‬
‫ـ وما هي وضعية أراضي الجموع‬                    ‫أو أراض���ي الج��م��وع‪ ،‬وه��ي م�ن أعقد‬                ‫العنصر القانوني والعنصر العرفي‬               ‫ي�دخ�ل ف�ي ه�ذا الإط��ار م�ن أج�ل تنمية‬
‫في إقليم الرحامنة ال�ذي تناقش بين‬              ‫العقارات من حيث نظامها القانوني‬                       ‫وال�ع�ن�ص�ر الإت��ن��وغ��راف��ي وال�ع�ن�ص�ر‬  ‫الم�دارك وتحيينها ومناقشة الضوابط‬                 ‫ال��س��ي��د ن��ق��ي��ب ه��ي��ئ��ة المح��ام�ي�ن‬
                                               ‫بسبب هيمنة ال�ع�رف وت�أث�ي�ره على‬                     ‫الإنتروبولوجي‪ ،‬ذلك أن الارتباط بين‬           ‫والإش���ك���الات ال��ط��ارئ��ة م��ن خ�ل�ال ما‬                                    ‫بمراكش‬
              ‫أحضانه هذه الإشكالية ؟‬           ‫مجمل الم�ع�ام�الت وال�ت�ص�رف�ات التي‬                  ‫الإنسان وأرضه قد يجعله ثائرا في أي‬           ‫سيتخلله م�ن ع��روض ومناقشات من‬
‫ه�ذه ه�ي المح��اور ال�ت�ي سيحاول‬               ‫تقع عليها ومع فرض الحماية لاحظت‬                       ‫لحظة على اعتبار أن الأرض لصيقة‬               ‫مهتمين وفاعلين لا يقلون كفاءة‪ ،‬وفي‬                ‫ال��س��ادة ال��ض��ي��وف الأف��اض��ل كل‬
‫ه��ذا ال�ل�ق�اء الإج��اب��ة ع�ن�ه�ا م�ن خ�الل‬  ‫سلطاتها م�ا ي�س�ود ال�ن�ظ�ام العقاري‬                  ‫بالشرف خاصة عند الإنسان البدوي‬               ‫ه�ذا ال�س�ي�اق ج�اء الاخ�ت�ي�ار واشتقت‬                                     ‫باسمه وصفته‬
‫العروض التي سيلقيها أمامكم ثلة من‬              ‫م��ن ف��وض��ى وأص������درت ت��رس��ان��ة من‬            ‫ال�ذي تؤطره الأع�راف والتقاليد‪ ،‬وفي‬
‫الأس�ات�ذة ق�ض�اة ومحامين ومهتمين‪،‬‬             ‫ال�ق�وان�ني لحمايتها ببسط سيطرتها‬                                                                                                                                  ‫أيها الحضور الكريم‬
‫آملين أن يكون النقاش الذي سيجرى‬                ‫ع��ل��ى الأراض�������ي الخ��ص��ب��ة والأك��ث��ر‬                                                                                                      ‫السلام عليكم ورحمة الله تعالى‬
‫بشأنها نقاشا قانونيا‪ ،‬عمليا ومعرفيا‬            ‫م�ردودي�ة‪ ،‬وس��ارع سكان القبائل إلى‬
‫ب��ع��ي��دا ع���ن أي ت��وظ��ي��ف س�ي�اس�وي‬     ‫إقامة رس�وم الملكية في إط�ار الانتفاع‬                                                                                                                                                ‫وبركاته‬
‫أو اي�دي�ول�وج�ي ح�ت�ى تعمم ال�ف�ائ�دة‬         ‫الناجم عن القسمة القبلية بل وحتى‬                                                                                                                     ‫ب�داي�ة‪ ،‬أت�ق�دم لكم بخالص الشكر‬
‫ون�س�ت�ج�ل�ي ال��غ��م��وض ون���ح���اول فك‬      ‫على الأراض��ي ال�ت�ي لا يتصرف فيها‬                                                                                                                   ‫وب�أس�م�ى ع��ب��ارات الام�ت�ن�ان باسمي‬
‫بعض الحبال من شباك هذه الإشكالية‬               ‫أح�د ويبقى الظهير ال�ش�ري�ف الم�ؤرخ‬                                                                                                                  ‫الخ���اص وب��اس��م ال�س�ي�د وك�ي�ل الم�ل�ك‬
‫ال�ش�ائ�ك�ة بعقلية الم�م�ارس�ني وبنظرة‬         ‫في ‪ 1919/04/27 :‬والمعدل بظهير ‪:‬‬                                                                                                                      ‫وزم�ل�ائ��ي أع�ض�اء ال�ه�ي�ئ�ة القضائية‬
‫المتلهفين لم�ا ق�د ي�ن�ج�م ع�ن الأم��ر من‬      ‫‪ 63/02/06‬والذي يطلق عليه «القانون‬                                                                                                                    ‫رئ��اس��ة ون�ي�اب�ة ع��ام��ة‪ ،‬وك���ذا أع�ض�اء‬
‫توصيات نساهم بها ف�ي لبنة ح�وار‬                ‫العجوز» هو الإط��ار القانوني المنظم‬                                                                                                                  ‫هيئة كتابة الضبط مسؤولين إداري�ني‬
‫عرف مخاضا عسيرا وربم�ا قد يعرف‬                 ‫لهذه الأراضي الجماعية‪ ،‬إن الممارسة‬                                                                                                                   ‫وموظفين بهذه المحكمة على تلبيتكم‬
‫ولادة قيصرية م�ن رح�م معاناة ذوي‬               ‫ال��واق��ع��ي��ة أث��ب��ت��ت ف��ع�ال ع����دم ق���درة‬                                                                                                 ‫دع��وة الح�ض�ور ل�ه�ذا ال�ي�وم ال�دراس�ي‬
‫الحقوق السلاليين ينجم عنها مولود‬               ‫ه�ذا الظهير على م�واك�ب�ة ال�ت�ط�ورات‬                                                                                                                ‫ال��ذي نعتبره م�ائ�دة قانونية دسمة‪،‬‬
                                               ‫السريعة التي عرفها المجتمع المغربي‬                                                                                                                   ‫متنوعة وغنية‪ ،‬مائدة دسمة بموضوعها‬
   ‫جديد هو «مدونة أراضي الجموع»‪.‬‬               ‫طيلة القرن ‪ 20‬ومطلع القرن ‪ 21‬ليتأكد‬                                                                                                                  ‫الذي يعتبر من الرهانات القوية الآنية‬
           ‫أيها السيدات والسادة‬                ‫أن التجاعيد أش�اخ�ت نصوصه رغم‬                                                                                                                        ‫وم�ت�ن�وع�ة ب�ك�م أن�ت�م ال�ل�ذي�ن ت�ؤث�ث�ون‬
                                               ‫عمليات التجميل التي أجريت له عبر‬                                                                                                                     ‫فضاءها م�ن رج�ال ق�ان�ون‪ ،‬ممارسين‪،‬‬
‫أس�ت�س�م�ح�ك�م ع��ن الإط���ال���ة لكن‬          ‫عدة ظهائر تعديلية ودوريات ومناشير‬                                                                                                                    ‫ق�ض�اة وم�ح�ام�ني وأس��ات��ذة جامعيين‬
‫المقام يفرض وأج�دد لكم واف�ر الشكر‬             ‫صدرت في الموضوع‪ ،‬وأن هناك ضرورة‬                                                                                                                      ‫ورجال سلطة ومهتمين بالمجال‪ ،‬وغنية‬
‫والامتنان بحضوركم‪ ،‬وما نبتغي من‬                ‫ملحة على تثبيت هذا الإطار القانوني‬                                                                                                                   ‫بمواضيعها التي نتمنى أن تزداد غنى‬
‫تنظيم هذا اللقاء إلا أن نجعل المحكمة‬           ‫الهام وهذا ما يفرضه الارتباط الوثيق‬
‫في خدمة المرتفق في أحكامها وحتى‬                                                                                                                                                                                 ‫بمناقشاتكم وإسهاماتكم ‪.‬‬
‫ف�ي اجتهاداتها ومشاركته م�ا تحمل‬                      ‫بين القاعدة القانونية والواقع‪.‬‬                                                                                                                            ‫أيها السيدات والسادة‬
‫من هموم وهواجس قانونية وقضائية‬                 ‫ـ ف�م�ا ه��ي ال�ض�واب�ط ال�ق�ان�ون�ي�ة‬                                                                                                               ‫إن أه�م�ي�ة ال�ل�ق�اء ت�ف�رض م�ن�ا أن‬
‫ح�ت�ى ن�ك�ون ج�م�ي�ع�ا ع�ن�د ح�س�ن ظن‬                                                                                                                                                               ‫نضعه ف�ي س�ي�اق�ه وإط���اره الزمكاني‬
‫ال�ق�اض�ي الأول‪،‬ض��ام��ن ال�ع�دل وراع�ي‬                    ‫المنظمة لأراضي الجموع ؟‬
‫ال�ع�دال�ة ص�اح�ب الج�الل�ة الم�ل�ك محمد‬       ‫ـ وما هي الإشكالات القانونية التي‬                                                                                                                                            ‫الذي ورد فيه ‪:‬‬
                                               ‫أفرزتها مسطرة التقاضي أمام المحاكم‬                                                                                                                   ‫ـ فمن حيث الزمان ‪ :‬لقد تم اختيار‬
     ‫السادس دام له النصر والتمكين‪.‬‬                                                                                                                                                                  ‫توقيت هذا اللقاء بحكم طبيعته إذ أن‬
‫«إن يعلم ال�ل�ه ف�ي قلوبكم خيرا‬                               ‫بشأن أراضي الجموع ؟‬                                                                                                                   ‫إشكالية أراضي الجموع فرضت نفسها‬
                                               ‫ـ وما هي الشرعية التي تكتسبها‬                                                                                                                        ‫على الساحة منذ عقود لما لهذا الوعاء‬
                         ‫يؤتيكم خيرا»‬                                                                                                                                                               ‫العقاري م�ن تأثير ق�وي على مختلف‬
                 ‫صدق الله العظيم‬                                                                                                                                                                    ‫المناحي الاجتماعية والتنموية‪ ،‬فمنذ‬
‫والسلام عليكم ورحمة الله تعالى‬                                                                                                                                                                      ‫س�ن�ة ‪ 1995‬ال�ت�ي ان�ع�ق�دت فيها آخ�ر‬
                                                                                                                                                                                                    ‫مناظرة وطنية حول أراض�ي الجموع‪،‬‬
                               ‫وبركاته‬                                                                                                                                                              ‫ط�غ�ت ع�ل�ى ال��س��اح��ة ع���دة تج��اذب��ات‬
                                                                                                                                                                                                    ‫وتقاطعات م�ن ط�رف جميع الفاعلين‬
                                                                                                                                                                                                    ‫من سلطات الوصاية والمجتمع المدني‬
                                                                                                                                                                                                    ‫آخ�ره�ا الح��وار ال�وط�ن�ي ال��ذي نظمته‬
                                                                                                                                                                                                    ‫وزارة ال�داخ�ل�ي�ة عبر ل�ق�اءات جهوية‬
                                                                                                                                                                                                    ‫خ�ل�ال ش�ه�ري أب��ري��ل وم���اي م��ن سنة‬
                                                                                                                                                                                                    ‫‪ 2014‬في أفق الإعداد لمناظرة وطنية في‬
                                                                                                                                                                                                    ‫الموضوع‪ ،‬فكان من الطبيعي أن يساهم‬
                                                                                                                                                                                                    ‫القضاء في هذا الحراك باعتباره آلية‬
                                                                                                                                                                                                    ‫أساسية من الآليات الضامنة للاستقرار‬

                                                                                                                                                                                                            ‫عبر التطبيق السليم للقانون‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                    ‫ـ أما من حيث المكان ‪ :‬فإن اختيار‬
                                                                                                                                                                                                    ‫ت�ن�ظ�ي�م ه���ذا ال��ل��ق��اء ف��ي رح����اب ه�ذه‬
                                                                                                                                                                                                    ‫الم�ؤس�س�ة ل�م يكن م�ن محض الصدفة‬
                                                                                                                                                                                                    ‫ب�ل ه�و تأكيد وإق��رار على أن القضاء‬
                                                                                                                                                                                                    ‫لابد أن يكون فاعلا في محيطه منفتحا‬
                                                                                                                                                                                                    ‫عليه ومواكبا لكل ما يدور في فلكه‪ ،‬ولم‬
                                                                                                                                                                                                    ‫تكن للاختيار أي�ة خلفية فنحن ننأى‬
                                                                                                                                                                                                    ‫بأنفسنا عن كل المزايدات والحسابات‬
                                                                                                                                                                                                    ‫الضيقة التي أريد لهذا اللقاء أن يقحم‬
                                                                                                                                                                                                    ‫فيها‪ .‬فالمحكمة لم تكن أب�دا مجرد دار‬
                                                                                                                                                                                                    ‫مخاصمة وف�ض المنازعات فحسب بل‬
                                                                                                                                                                                                    ‫إل��ى ج�ان�ب وظيفتها ال�س�ام�ي�ة فإنها‬
                                                                                                                                                                                                    ‫تنهض بمسؤولية الاجتهاد‪ ،‬فالقضاة‬
   1   2   3   4   5   6   7   8