Page 12 - مغرب التغيير PDF
P. 12
ملف 12
العدد - 44 :من 1إلى 30شتنبر 2015
مكافحة الجرائم الإلكترونية محور أساسي في مؤتمر الأمم المتحدة
محور مكافحة الجرائم الإلكترونية يبرز بقوة في «مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة وتكريس العدالة الجنائية»
تضمن الم�ؤس�س�ات الأمم�ي�ة بالتعاون كثافتها وتواترها تتباين بين بلد وآخر. الرئيسية ف�ي الإن�ت�اج ق�د طلت علينا من الجرائم ،على الرغم من التشريعات ي��ب��رز م��ح��ور م�ك�اف�ح�ة الج��رائ��م
م�ع منظمات المجتمع الم�دن�ي تحقيق أم�ا ي��وري فيديتوف الأم�ي�ن العام منذ ث�ورة الاتصالات والمعلومات ،مما المحلية والدولية التي تشدد العقوبات الإل�ك�ت�رون�ي�ة وال�ت�ص�دي ل�ه�ا ب�ق�وة في
الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا الحديثة ل�ل�م�ؤتم�ر ،ف�ق�د ت��ط��رق إل���ى م�وض�وع ح�ول المجتمعات ب�أس�ره�ا ،حيث بات «مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع
والتقنيات الرقمية ،وضمان الحماية الج�ريم�ة بصفة عامة وتفشيها بشكل م�ن الم�م�ك�ن ان ن�ت�ق�اس�م ال�ل�ح�ظ�ات في على مرتكبيها. الج�ريم�ة وال�ع�دال�ة الج�ن�ائ�ي�ة» ،ال�ذي
من الاستخدامات الجنائية لتكنولوجيا ظ���اه���ر خ��ل��ال ال���س���ن���وات الأخ���ي���رة، ث�وان م�ع�دودة ،غير أن عملية التحول ف�ي كلمته الاف�ت�ت�اح�ي�ة لأول أي�ام احتضنته عاصمة دول�ة قطر ،الدوحة،
المعلومات ،لأن الهدف من هذه البرامج وخصص حيزا مهما من كلمته للحديث إل��ى ال�ع�ولم�ة وتكنولوجيا الات�ص�الات المؤتمر ،حذر الشيخ عبد الله بن ناصر والذي حضر مراسيم جلسته الافتتاحية
هو ضمان وصول التكنولوجيا لجميع ع�ن الج�رائ�م الإل�ك�ت�رون�ي�ة ،وأل��ح على والم��ع��ل��وم��ات ق���د راف��ق��ت��ه��ا تح��دي��ات ب��ن خ�ل�ي�ف�ة آل ث��ان��ي ،رئ��ي��س مجلس الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ،أمير دولة
البلدان أعضاء المنتظم الدولي بطريقة أن ه��ذا الم�ؤتم�ر بمختلف دورات���ه من ومخاطر جسيمة ،ووضعت على مسار ال���وزراء ووزي��ر الداخلية ب�دول�ة قطر، قطر ،وشخصيات دول�ي�ة وأمم�ي�ة على
آمنة ،وأيض ًا الترويج لحماية التجارة ش�أن�ه أن يعمل على تعزيز إج��راءات ورئ�ي�س الم�ؤتم�ر ،م�ن ت�زاي�د وان�ت�ش�ار رأسها بان كي مون الأمين العام للأمم
الال�ك�ت�رون�ي�ة ،وض�م�ان ح�م�اي�ة حقوق ال�ت�ص�دي للجريمة الال�ك�ت�رون�ي�ة التي العولمة مخاطر إجرامية جديدة. الج�ريم�ة ب�ك�اف�ة أن�واع�ه�ا وأش�ك�ال�ه�ا، المتحدة ،وسام كوتيسا رئيس الجمعية
الإن���س���ان وخ�ص�وص�ي�ت�ه ،وال�ت�ص�دي يتعاظم خطرها ،حيث يمكن مواجهتها وأض���اف أن الأف���راد وال�ع�ص�اب�ات وال�ت�ي ت�ؤث�ر سلبا على تحقيق الأم�ن العامة للأمم المتحدة ،ومارتن سادجيك
ل�ل�ج�ريم�ة الإل�ك�ت�رون�ي�ة ب�ك�ل أش�ك�ال�ه�ا بفعالية ،من خلال تعزيز العمل الدولي، الإج���رام���ي���ة أص��ب��ح��وا ي�ت�ق�اس�م�ون الإن�س�ان�ي ال��دول��ي ب�ك�اف�ة أب��ع��اده في رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي
والمساعدة التقنية ،وبناء القدرات ،وكل الم�ع�ل�وم�ات ف�ي أن�ح�اء ال�ع�ال�م .وس�واء مجال السلم والأم��ن ال�دول�ي�ني ،وكذلك الأمم�ي ،وي�وري فيدوتوف الأمين العام
وطرق ارتكابها. هذا يعطي للجميع فرصة ،شاملة لكل ك�ن�ا ن�ت�ح�دث ع�ن ال�ع�ن�ف الم�س�ل�ح ال�ذي ف�ي بلوغ التنمية لأهدافها المنشودة. للمؤتمر والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم
والح���ال أن ه��ذا الم��ؤتم��ر اكتسب الأط�راف ،للنهوض بسياسات واضحة ت�رت�ك�ب�ه ع�ص�اب�ات الج��ريم��ة وتج���ارة ف�ال�رواب�ط ب�ني منع الج�ريم�ة والعدالة المتحدة لمكافحة الم�خ�درات والجريمة،
أهميته في أنه يعقد كل خمس سنوات، الم�خ�درات والاتج���ار بالبشر والاتج��ار الجنائية والتنمية المستدامة ،لم تكن وم�ش�ارك�ة أك�ث�ر م��ن 110م��ن رؤس��اء
ويتم الإع�داد له على المستوى الدولي وجهود مشتركة وف ّعالة لمنع الجريمة. ب��الأع��ض��اء ال�ب�ش�ري�ة أو الإره�����اب أو أكثر وضوحا كما هي في يومنا هذا، الحكومات ووزراء الخارجية والداخلية
من خلال عدد من الاجتماعات السنوية ه���ذا الم��ع��ط��ى ،ش�� ّك��ل ب�ع� ًض�ا من الجريمة الإلكترونية ،أو غير ذل�ك من والعدل ،ون�واب العموم ،ونحو خمسة
التي تعقد في فيينا ،عاصمة النمسا، ال�ت�وص�ي�ات ال��ت��ي خ���رج ب�ه�ا م�ن�ت�دى أشكال الجريمة المنظمة عبر الوطنية، وبقدر لا يمكن إنكاره. آلاف مشارك من 142دولة من مختلف
ب��ال��ت��وازي م��ع الاج�ت�م�اع�ات ال��دوري��ة ال�ش�ب�اب ،ال��ذي نظمته م�ؤس�س�ة قطر ف��إن ه�ن�اك م��ا ي�دع�ون�ا إل��ى الإص���رار م��ن ج�ه�ت�ه ،تح��دث س��ام ك�اه�ام�ب�ا
ل�ل�ت�رب�ي�ة وال��ع��ل��وم وت�ن�م�ي�ة الم�ج�ت�م�ع على تعزيز العمل الدولي لمكافحة هذه ك��وت��ي��س��ا ،رئ��ي��س الج�م�ع�ي�ة ال�ع�ام�ة جهات العالم.
المحلية. بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لمؤتمر ال�ش�ب�ك�ات وتفكيكها ،وه��ي الشبكات ل�ألمم المتحدة ح�ول التقدم المح�رز في وت��ض��اف م�ن�اق�ش�ات ه���ذا المح��ور
وللإشارة ،فقانون مكافحة الجرائم الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعصابات التي ترتكب هذه الجرائم، تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التي خ�ل�ال الم��ؤتم��ر ال���دول���ي إل���ى سلسلة
الإلكترونية ،دخ�ل حيز التطبيق في وال�ع�دال�ة الجنائية ،حيث أوص�ى بأن وإن كانت الجريمة واقع ًا مؤسف ًا في كل كانت من العناصر الرئيسية المحركة اللقاءات والندوات المحلية التي نظمت
عدد كبير من ال�دول ،من بينها المملكة البلدان في أنحاء العالم ،ف�إن درج�ات ل�ع�م�ل�ي�ة ال�ع�ولم�ة ،وق���ال أن الخ�دم�ات في قطر بشأن قانون مكافحة الجرائم
المغربية كما سبق التلويح إلى ذلك في والم��ؤس��س��ات الج���دي���دة وال��ت��ط��ورات الإل�ك�ت�رون�ي�ة ب�رس�م ال���دورة 14لسنة
مكان آخ�ر من ه�ذا الملف ،ويبقى على ،2014والتي بادر مركز الدوحة لحرية
المنفذين والمطبقين لمقتضياته وك�ذا الإعلام وعدد من المؤسسات التعليمية
ال�دارس�ني والباحثين أن يتأكدوا من والجامعات إلى استجلاء مضامين هذا
م�دى تحقيقه للحماية المطلوبة لكل القانون ،وخلق نقاش مجتمعي موسع
مجتمع دون الم�س�اس بخصوصيته، ح�ول�ه ،لم�ع�رف�ة ك�ن�ه ال�ت�ش�ري�ع�ات التي
خ�اص�ة وأن الج��رائ��م الال�ك�ت�رون�ي�ة يتضمنها وح��دود تطبيقها ،وه�و ما
أصبحت تحديا كبيرا أمام الحكومات سيمكن من توسيع دائ�رة التعريف به
وال�دول في الوقت ال�راه�ن ،وجميعها
س��ن��ت ت��ش��ري��ع��ات تح��م��ي وت�ت�ص�دى محليا ودوليا.
ل�ه�ذا ال�ن�وع م�ن الج�رائ�م ال�ت�ي تطور وق���د ت�ض�م�ن�ت م�خ�ت�ل�ف ال�ك�ل�م�ات
أساليبها ،وت�غ� ِّي�ر ِج�ل�دات�ه�ا ،و ُت�ن� ِّو ُع الافتتاحية ل�رؤس�اء ال�وف�ود المشاركة
طرق تنفيذ غاراتها المتخفية والمب َّيتة ال�ت�ش�دي�د ع�ل�ى الخ��ط��ورة ال�ت�ي ب�ات�ت
ت�ه�دد الم�ج�ت�م�ع�ات ب�س�ب�ب ه��ذا ال�ن�وع
باستمرار. م�ن الج�رائ�م التي تنوع م�ن أساليبها
وق�د ط�رح بعض الحكومات فكرة باستمرار ،وتفرض تحديات جمة على
ت�وق�ي�ع ات��ف��اق دول����ي ج��دي��د يتعلق الج��ه��ات ال�ق�ان�ون�ي�ة والم��س��ؤول�ني عن
ب�الج�ريم�ة الإل�ك�ت�رون�ي�ة ،بينما ارت�أى إن�ف�اذ ال�ق�ان�ون ،ح�ي�ث ت�ؤك�د التقارير
بعض ال��دول الأخ��رى الاك�ت�ف�اء حال ًيا الأمم��ي��ة ال��دوري��ة ع�ل�ى ت�ع�اظ�م نسبة
بتفعيل ما يوجد اليوم من اتفاقيات الضحايا الذين يتعرضون لهذا النوع
أمم�ي�ة ق�ب�ل الم���رور إل��ى أي إج���راءات
أخ��رى دول�ي�ة .غير أن ه�ذا ال�ن�وع من
الج�رائ�م يبقى محط اهتمام بالغ من
ق�ب�ل ال�����دول والح��ك��وم��ات وم�خ�ت�ل�ف
هيئات الأمم الم�ت�ح�دة لتفعيل جميع
الأدوار الكفيلة بمواجهتها ،واستعمال
جميع الممكنات التي يتيحها التعاون
الدولي في هذا المجال.