Page 17 - مغرب التغيير PDF
P. 17

‫‪17‬‬                                                                                                                                                                                           ‫رأي‬

‫العدد‪ - 44 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 30‬شتنبر ‪2015‬‬

                                                                                                       ‫ماهوالتموقعالإيديولوجيلأحزابنا السياسية‬

                                                                                                       ‫وما هي أسسه التطبيقية؟‬

                         ‫الاستعمار‪.‬‬                                                                                                                                                                                                            ‫ق�وة التغيير وق�وة محافظة‪ .‬وفي‬                     ‫بعد م�رور أزي�د م�ن نصف قرن‬
‫إنها هي أحزاب تقول بالتنمية‬                                                                                                                                                                                                                    ‫ه�ذا الإط���ار‪ ،‬تم الإت�ف�اق ف�ي نهاية‬             ‫على استقلال المغرب‪ ،‬بدأت نخبتنا‬
‫تحت راية الاستقلال مع العمل على‬                                                                                                                                                                                                                ‫اللقاء السابق‪ ،‬أن نخصص جدول‬                        ‫السياسية على ما يظهر‪ ،‬تفكر في‬
‫اس�ت�م�رار الاق�ت�ص�اد الاس�ت�ع�م�اري‬                                                                                                                                                                                                          ‫إجتماع ال�ي�وم لمناقشة ‪ :‬التموقع‬                   ‫قضايانا الوطنية الكبرى المطروحة‪،‬‬
‫الموروث‪ ،‬مما يشوه مدلول استقلال‬                                                                                                                                                                                                                ‫الإيديولوجي للأحزبنا السياسية‪،‬‬                     ‫بطريقة عقلانية متبصرة بمعنى‬
‫نبك �لاحم �دمونايط‪�،‬ان�ولملناي‪،‬يصابلج��عحللناكال�امن �تسمجت�تعرعدمابر َإخي��حة َّم��ساماقَسا�س�بنةا‪.‬ل‬                                                                                                                                          ‫وأسسه التطبيقية؟ ومن خلال هذه‬                      ‫أن�ه�ا ان�ت�ق�ل�ت م��ن ف�ت�رة الح�م�اس‬
‫بقائنا واسترزاقنا‪ ،‬بدلا من تغيير‬                                                                                                                                                                                                               ‫المناقشة سنجيب عن مجموعة من‬                        ‫والان�دف�اع والم�زاي�دات‪ ،‬والعبارات‬
‫تلك المصالح باختيارات تحريرية‬                                                                                                                                                                                                                  ‫التساؤلات التي يطرحها الموضوع‬                      ‫النارية‪ ،‬إلى مرحلة العقل والتعقل‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫لكن لم�اذا نشعر اليوم أكثر من أي‬
                ‫تخدم الأمة بر ّمتها‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                         ‫منها‪:‬‬                ‫وق�ت مضى‪ ،‬وب�إلح�اح كبير لتبني‬
‫وم�ن خ�الل ه�ذه الح�ق�ائ�ق تجد‬                                                                                                                                                                                                                 ‫مفهوم الإيديولوجيا من مرحلة‬                        ‫خ�ط�ة م�ع�ي�ن�ة‪ ،‬م�ب�ن�ي�ة ع�ل�ى العقل‬
‫الأح�����زاب الم�غ�رب�ي�ة ن�ف�س�ه�ا أم��ام‬                                                                                                                                                                                                     ‫اللاوعي إل�ى درج�ة الوعي؟ أو من‬                    ‫بدلا من الحماس؟ لأننا بدأنا نهتم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫بالقضايا الكبرى لبلادنا‪ :‬إلى أين‬
                ‫اختيارين رئيسيينْ ‪:‬‬                                                                                                                                                                                                                   ‫الطفولة إلى درجة الرجولة؟‬                   ‫يسير المغرب؟ هل اتجاهه سليم؟‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫م���ا ه���و المح���ت���وى الح�ق�ي�ق�ي‬              ‫هل اختياراته الكبرى سليمة؟ إن‬
 ‫الاختيار الشعبي التحرري‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                      ‫ل�إلدي�ول�وج�ي�ا؟ ه��ل ه��و ج�دل�ي أو‬              ‫مثل هذه التساؤلات نابعة بالأساس‬
‫الاختيار الاستعماري الجديد‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                    ‫مادي؟ الإيديولوجيا ووحدة التفكير‬                   ‫من الواقع المغربي؟ ذلك أن الواقع‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫المغربي‪ ،‬بعد الاستقلال أصبح يقوم‬
‫ذل������ك أن الأح�����������زاب ت��خ��ت��ار‬                                                                                                                                                                                                                           ‫كيف تتكون؟‬                  ‫على تفاوتات طبقية كبيرة ومهولة‬
‫إيديولوجياتها‪ ،‬استجابة لظروف‬                                                                                                                                                                                                                   ‫وكيف تتناسل الإيديولوجيا ؟‬                         ‫‪ ،‬جعلت الأغنياء فيه يزدادون غنى‪،‬‬
‫م�ج�ت�م�ع�ي�ة م�ع�ي�ن�ة‪ ،‬ول��ك��ي ي�ك�ون‬                                                                                                                                                                                                       ‫كيف يمكن لأحزابنا السياسية أن‬                      ‫والفقراء يزدادون فقرا ‪ ...‬ولقد نتج‬
‫إخ�ت�ي�اره�ا الإي�دي�ول�وج�ي ص�ادق�ا‪،‬‬                                                                                                                                                                                                          ‫تستفيد من واقعنا المجتمعي‪ ،‬ومن‬                     ‫ع�ن ه�ذا ال�واق�ع المختل والمجحف‬
‫ي�ج�ب أن يسعى لتحرير الشعب‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                    ‫شخصيتنا المغربية الغنية بقيم‬                       ‫ان�ع�ك�اس�ات سلبية ع�ل�ى تركيبات‬
‫ُاتل�علنص�ع�صبراعلحةى‬  ‫م �ن‬  ‫م���ادام أن��ه ب��ات‬                                                                                                                                                                                              ‫إيجابية‪ ،‬لإعادة النظر في تموقعها؟‬                  ‫ال���ه���رم الم�ج�ت�م�ع�ي‪ ،‬إذ أص�ب�ح�ت‬
                       ‫أن‬    ‫أي�ة إيديولوجيا‬                                                                                                                                                                                                   ‫إذن‪ ،‬وف���ي إط���ار الإج��اب��ة عن‬                 ‫تركيباته متفاوتة‪ ،‬مغشوشة حيث‬
‫بأنها تريد استعباد الشعب‪ ...‬كما‬                                                                                                                                                                                                                ‫ه�����ذه ال����ت����س����اؤلات‪ ،‬ن��ن��ط��ل��ق ف�ي‬  ‫أصبحت الأم�ة تتجسد في ‪ 6%‬من‬
‫نج�د أن�ف�س�ن�ا أم���ام أح���زاب أخ�رى‬                                                                                                                                                                                                         ‫البداية بالتعريف بالمفهوم العام‬                    ‫المجتمع التي تستفيد من خيرات‬
‫ت�دع�ي ال�ت�غ�ي�ي�ر‪ ،‬ل�ك�ن أي تغيير؟‬                                                                   ‫عبد الغني برادة‬                                                                                                                         ‫ل�إلي�دي�ول�وج�ي�ا‪ :‬ف�م�ا ه��ي ي��ا ت�رى‬
‫تغيير أح�وال�ه�ا؟ أو عشيرتها؟ أم‬                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫الاستقلال و ‪ 94%‬مهمشة؟!‬
‫تريد تغيير أح�وال الشعب؟ وتحت‬                                                                          ‫ج�دل�ي ع�ل�ى م�س�ت�وى ال�ك�الم فقط‪،‬‬                                                    ‫الج��زاري��ن؟ ولا يم�ك�ن�ه�ا أن ت�ك�ون‬                                ‫الإيديولوجيا ؟‬                ‫وهنا يحق لنا أن نتساءل ‪« :‬هل‬
‫التستر خلف ش�ع�ارات فضفاضة‬                                                                             ‫ول�ك�ن ج��دلا ي�رت�ك�ز ع�ل�ى م�س�ت�وى‬                                                  ‫م�ح�اي�دة‪ .‬لأن المح�اي�د يضع نفسه‬                ‫إذا أخ�ذن�ا ع�ل�ى سبيل الم�ث�ال‪،‬‬                   ‫من حق النخبة الواعية في المجتمع‬
‫وغير مضبوطة‪ ،‬يتوارى العدي ُد من‬                                                                        ‫العناصر المادية التي يتكون منها‬                                                        ‫خ�ارج التقسيم الطبقي للمجتمع‪.‬‬                    ‫م�وق�ف�ا ع�ام�ا ات�خ�ذت�ه ج�م�اع�ة من‬              ‫أن تقبل هذه النتائج؟ أو أن تسكت‬
‫الإيديولوجيات‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬                                                                             ‫ه�رم�ن�ا الم�ج�ت�م�ع�ي‪ ،‬ال���ذي ي�ت�رك�ب‬                                               ‫وب�ال�ت�ال�ي ي�ط�رد نفسه بنفسه من‬                ‫الشعب‪ ،‬تج�اه اخ�ت�ي�ارات أساسية‬                    ‫عن هذا الغش والغبن؟ وهل داخل‬
‫الان�ت�ه�ازي�ة‪ :‬ويم�ك�ن تصنيفها‬                                                                        ‫م�ن إيديولوجيا ‪ 94%‬م�ن الشعب‬                                                           ‫المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬ويصبح‬                     ‫وط�ن�ي�ة‪ ،‬ف���إن ه���ذا الم��وق��ف يتخذ‬            ‫ه��ذه ال�ك�ت�ل�ة ال�ب�ش�ري�ة الم�ك�ون�ة ما‬
‫م�ع الأح���زاب الان�ت�ه�ازي�ة اليمينية‬                                                                 ‫المح��روم��ة وإي�دي�ول�وج�ي�ا ‪ %6‬من‬                                                    ‫مجرد ن�ك�رة‪ .‬وكيف والح�ال�ة ه�ذه‪،‬‬                ‫مظهرين‪ :‬مظهر واعي وآخر لا واعي‪.‬‬                    ‫بين ‪ 35‬و ‪ 40‬مليون نسمة‪ ،‬والتي‬
‫أو اليسارية أو المحافظة‪ .‬ذل�ك أن‬                                                                       ‫المح�ظ�وظ�ني‪ .‬ف�اع�ت�م�ادا ع�ل�ى ه�ذا‬                                                  ‫أن يضع الشعب مصير الأم��ة في‬                     ‫ف�الم�ظ�ه�ر ال�ل�اوع��ي وال�الش��ع��وري‪،‬‬           ‫ت�ع�ي�ش وس��ط خ�ل�ي�ط م�ن ال�ف�وارق‬
‫الأح����زاب الان�ت�ه�ازي�ة ه��ي أح��زاب‬                                                                ‫التفاوت ال�ص�ارخ‪ ،‬يمكن لأحزابنا‬                                                        ‫يد عناصر غريبة ومجهولة الهدف؟‬                    ‫ي�ع�ي�ش ف�ي خ�الي�ان�ا الم�خ�ي�ة‪ ،‬دون‬              ‫وال�ت�ف�اوت�ات‪ ،‬أن ي�ك�ون داخ��ل هذا‬
‫تكتيكية‪ ،‬أي لها صبغة تكتيكية‪،‬‬                                                                          ‫السياسية أن تبني رؤي�ة فلسفية‬                                                          ‫وم����ن خ��ص��ائ��ص الإي��دي��ول��وج��ي��ا‬       ‫أن يستطيع التعبير ع�ن أف�ك�اره‪،‬‬                    ‫الخليط البشري وجود تفكير واحد؟‬
‫ول�ي�س�ت ل�ه�ا إس�ت�رات�ي�ج�ي�ة ثابتة‪،‬‬                                                                 ‫لمواجهة الفوارق الاجتماعية‪ ،‬وذلك‬                                                       ‫أنها تعكس حالة الإيديولوجيين‪:‬‬                    ‫غير أن ه�ذه الج�م�اع�ة ال�الواع�ي�ة‪،‬‬
‫وت�ت�ن�اس�ل ب�س�ه�ول�ة ف��ي ال�ش�ع�وب‬                                                                  ‫من خلال تحديد وتجديد تموقعها‬                                                           ‫فإما مع الشعب وإم�ا مع الإقطاع‪.‬‬                  ‫عندما تكون أم�ام فئات اجتماعية‬                                    ‫أو تيار فكري واحد؟‬
                             ‫المتخلفة‪.‬‬                                                                 ‫الح��زب��ي لخ��دم��ة ق�ض�اي�ا ال�ش�ع�ب‬                                                 ‫ف�ه�م ي��س��دون ال��ب��اب ف��ي وج��ه كل‬          ‫م��ي��س��ورة‪ ،‬ت�ش�ع�ر وتح���س ب�أن�ه�ا‬             ‫إن ال�واق�ع يؤكد ب�أن ك�ل واح�د‬
‫الأح�زاب اليمينية‪ :‬هذه أحزاب‬                                                                           ‫وتح���ري���ر ط��اق��ات��ه‪ .‬غ��ي��ر أن ه��ذه‬                                            ‫التسترات والخلفيات ‪ ...‬غير أن‬                    ‫محل استغلال‪ ،‬بل تعبر أحيانا عن‬                     ‫انطلاقا من ظروف وشروط معاشه‬
‫ق�اب�ل�ة لج�م�ي�ع الأل��ع��اب والأل����وان‬                                                             ‫التركيبة الهرمية للمجتمع المغربي‪،‬‬                                                      ‫تحديد الإختيار الإيديولوجي على‬                   ‫رفضها لهذا الاس�ت�غ�الل‪ ،‬ويتجلى‬                    ‫يعكس واقعه‪ :‬فالغني والميسور‪ ،‬لا‬
‫السياسية‪ ،‬فإيديولوجيتها كثيرا‬                                                                          ‫ت��ض��ع أح��زاب��ن��ا ب�ي�ن اخ�ت�ي�اري�ن‬                                               ‫ال���ورق لا ي�ك�ف�ي‪ ،‬ون��ت��رك للتاريخ‬           ‫ذلك‪ ،‬من خلال تعابيرها‪ ،‬وحركاتها‪،‬‬                   ‫يمكنه أن يحس بإحساسات الفقير‪،‬‬
‫ما تفقد قيمتها‪ ،‬وتسقط بالتالي في‬                                                                                                                                                                                                               ‫وسلوكها الرافض للأوضاع‪ .‬وهذا‬                       ‫المح������روم والم��ض��ط��ه��د‪ ،‬وال�ع�ك�س‬
                             ‫الانتهازية‪.‬‬                                                                                     ‫إيديولوجيين‪:‬‬                                                                          ‫مهمة التعبير‪.‬‬               ‫الرفض من خ�الل الحياة اليومية‪،‬‬                     ‫بالعكس صحيح ‪ ...‬ذلك أن التفكير‬
‫الأح�زاب التحررية ‪ :‬تحركاتها‬                                                                           ‫إما الإيديولوجيا المحافظة‪ ،‬أو‬                                                          ‫ذل��ك أن الإش�ك�ال�ي�ة ال�ت�ي تبدأ‬               ‫ي��دل بكيفية لا واع�ي�ة ع�ل�ى طبقة‬                 ‫ه�و م�ج�رد ان�ع�ك�اس ل�ل�واق�ع ال�ذي‬
‫ت�خ�ض�ع لح��س��اب��ات ع�ل�م�ي�ة‪ .‬فهي‬                                                                   ‫الهروب إلى إيديولوجيات متلونة‬                                                          ‫ب�ع�د أن ي��ح��دد الح����زب اخ�ت�ي�اره‬           ‫إيديولوجية راف�ض�ة‪ .‬غير أن هذه‬                     ‫تعيشه ك�ل ف�ئ�ة‪ .‬فكلما ك��ان هناك‬
‫م�ب�دئ�ي�ا ت�ل�ت�زم بتحليل الأح���داث‪،‬‬                                                                 ‫ب��أل��وان وأش��ك��ال م�ت�ن�وع�ة ت�ن�درج‬                                               ‫الإيديولوجي في تقريره المذهبي‪،‬‬                   ‫الطبقة لا تستوعب عقليا معنى‬                        ‫ت�ف�اوت ف�ي الم�ص�ال�ح والإس�ت�ف�اذة‬
‫وبالخط التكتيكي‪ ،‬الذي ينبغي أن‬                                                                         ‫مابين أقصى اليمين وأقصى اليسار‬                                                         ‫هي كيفية نقل هذه الإيديولوجيات‬                   ‫ه�ذا التيار‪ ،‬لأن وعيها لم يسعفها‬                   ‫الخ��اص��ة‪ ،‬ك��ان ه�ن�اك ت�ع�ارض في‬
‫لا يتعارض مع الخط الإستراتيجي‪،‬‬                                                                         ‫والوسط‪ ،‬مع إضافة نعوت وأسماء‬                                                           ‫من مرحلة اللاوعي إلى درجة الوعي‪.‬‬                 ‫في بلورة مدلول محدد لسلوكاتها‪،‬‬                     ‫ال��وص��ول إل��ى ف�ك�رة م��وح��دة‪ ،‬في‬
‫قبل الوصول إلى تحقيق هدفها‪.‬‬                                                                            ‫عديدة‪ ،‬تعدل‪ ،‬وتغير اللون الحقيقي‬                                                       ‫بمعنى م��دى ق�درت�ن�ا ع�ل�ى تحويل‬                ‫ف�ي�س�ت�ق�ر ال��رف��ض داخ���ل أذه�ان�ه�ا‬
‫أح�����زاب ال��ت��ط��رف ال��ي��س��اري‪:‬‬                                                                 ‫للإيديولوجيا‪ ،‬وتلفها في ضبابية‬                                                         ‫‪ %94‬من المواطنين إل�ى مناضلين‪،‬‬                   ‫لأن��ه��ا ط�ب�ق�ة م�ح�روم�ة ب��الم��رة من‬               ‫تغيير هذه الأوضاع المتفاوتة‪:‬‬
‫ه�ي أح���زاب تعتبر ان�ح�راف�ا نحو‬                                                                      ‫ح�ت�ى لا ت�ب�ق�ى ل�ه�ا وح����دة جلية‬                                                   ‫واع�ي�ن بمسؤولياتهم التاريخية‪،‬‬                   ‫التعليم والتنظيم السياسي العام‪،‬‬                    ‫فالمستفيدون‪ ،‬يفضلون أن تبقى‬
‫الانتهازية‪ ،‬أصحابها ثوريون أكثر‬                                                                                                                                                               ‫ش�اع�ري�ن ع��ن وع���ي‪ ،‬ب��دوره��م في‬             ‫وبالأحرى الحزبي!‪ ..‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬                   ‫الأوضاع مجمدة‪ ،‬على ما هي عليه‬
‫من الثورة‪ .‬لقد لعبت هذه الحركات‬                                                                                                  ‫وواضحة‪.‬‬                                                      ‫تغيير الهياكل والبنيات التحتية‬                   ‫ه��ذه ال�ط�ب�ق�ة تبقى ب��دون ع�الق�ات‬
‫التطرفية عبر العالم أدوارا أساسية‬                                                                      ‫وتجنبا لكل ان��زلاق ف�ي اتج�اه‬                                                         ‫القائمة ببنيات أفضل‪ ،‬توفر ظروف‬                                                                                           ‫من تفاوتات ‪...‬‬
‫الأزم��������ات‪ ،‬وتج�م�ي�د‬   ‫�مو�ي�ش ّلق‬  ‫ف���ي ت�ع‬                                                    ‫هذه التلوينات‪ ،‬يمكن وضع مقاييس‬                                                         ‫وش����روط ع�م�ل أس���رع وأح��س��ن‪...‬‬               ‫تكاملية‪ ،‬مع باقي أفراد المجتمع‪.‬‬                  ‫والمحرومون يفضلون التغيير‪،‬‬
‫ذاكرته‪ .‬إنها تريد أن‬                      ‫التاريخ‬                                                      ‫موضوعية ومضبوطة لتلافي كل‬                                                              ‫ون�ظ�را لصعوبة عملية التحويل‬                     ‫وم��ن ث�م�ة ف��إن ه��ذه الفلسفة‪،‬‬                   ‫ويكونون أصدق في التزاماتهم من‬
‫تسبق الأح�داث‪ ،‬وتصر على القيام‬                                                                         ‫خلط‪ ،‬ويسهل علينا فرز التموقعات‬                                                         ‫م��ن ال�ل�اوع��ي إل��ى درج���ة ال�وع�ي‪،‬‬          ‫وق�������درة ال��ت��ع��ب��ي��ر ع��ن��ه��ا ي�س�م�ى‬
‫بالثورة الموجودة في ذهنها‪ ،‬حتى‬                                                                         ‫الحزبية من خلال الإجابة عن هذين‬                                                        ‫ف�إن مسؤولية ه�ذا التحويل تقع‬                    ‫ب��الإي��دي��ول��وج��ي��ا‪ .‬وب��ال��ت��ال��ي ف�إن‬                                ‫غيرهم‪.‬‬
‫ول�و كانت ال�ظ�روف وال�ش�روط غير‬                                                                                                                                                              ‫بالدرجة الاولى على كاهل العناصر‬                  ‫الإيديولوجيا ليست مجرد كتب تقرأ‬                    ‫وم��ن الم�ع�ل�وم أن ه��ذا التباين‬
                             ‫ناضجة‪.‬‬                                                                                              ‫السؤالين‪:‬‬                                                    ‫الحية المكونة لهيكلة الح�زب وفي‬                  ‫ويعجبنا هندامها وشكلها‪ ،‬بل هي‬                      ‫الطبقي‪ ،‬ينعكس‪ ،‬ويظهر جليا في‬
‫الأح���زاب ال�ث�وري�ة‪ :‬ه�ي عملية‬                                                                       ‫اَمل�إيصد�‪-‬ايل�إوليحدوي َمج�و�لينو؟هجبويااالعأتبِساضارَّد أسَم‪،‬ننل؟ااالولتجشوخكدهلمر‪.‬‬  ‫طليعتها العلماء‪ ،‬والمثقفين‪ ،‬والأطر‬               ‫تعبير خارجي عما تكنه مشاعرنا‪،‬‬
‫حسابية‪ ،‬قبل أن تكون شيئا آخر ‪...‬‬                                                                       ‫وهكذا نجد الأحزاب السياسية‬                                                             ‫ال�س�ي�اس�ي�ة‪ ،‬والج�م�ع�ي�ات الم�وازي�ة‬          ‫ومخاوفنا وطموحاتنا المستقبلية‪.‬‬                                   ‫شتى مجالات الحياة‪:‬‬
‫إن أحزابنا السياسية المغربية‬                                                                           ‫التي اختارت الدفاع عن المستفيدين‬                                                       ‫لنشاط الح��زب‪ .‬فعلى كاهل ه�ؤلاء‬                  ‫وب�ك�ي�ف�ي�ة أدق ق��ل إن ش�ئ�ت ب�أن‬                ‫في أسلوب التفكير‪ ،‬في مجالات‬
‫أخذت من كل طبق من هذه الأطباق‬                                                                          ‫م�ن م�خ�ل�ف�ات الاس�ت�ع�م�ار‪ ،‬وال�ذي�ن‬                                                 ‫تقع مسؤولية تطوير الإيديولوجيا‬                   ‫الإيديولوجيا هي تحمل مسؤولية‬                       ‫الإنتاج الفكري‪ ،‬كما تظهر في نتائج‬
‫ط��رف��ا‪ ،‬ح�ي�ث اخ�ت�ل�ط�ت الم�ف�اه�ي�م‬                                                                ‫راك��م��وا م�ص�ال�ح ق��وي��ة‪ :‬ض�ي�ع�ات‪،‬‬                                                ‫م���ن م��رح��ل��ة ال��ط��ف��ول��ة إل����ى ط��ور‬  ‫التعبير عن أحداث المجتمع وويلاته‬
‫والرؤى‪ ،‬واندمج اليمين في اليسار‪،‬‬                                                                       ‫استغلالات معدنية‪ ،‬مكاتب للتجارة‬                                                                                                         ‫بصدق‪ .‬وهذا التعريف يضعنا أمام‬                                     ‫الانتخابات النزيهة‪:‬‬
‫والوسط في الأطراف‪ .‬وهذا الوضع‬                                                                          ‫والصناعة‪ ...‬الخ‪ .‬فهذه أحزاب ضد‬                                                                                    ‫الرجولة‪.‬‬              ‫ع���دة إي��دي��ول��وج��ي��ات وت�ف�رع�ات�ه�ا‬        ‫‪ 94%‬م���ن المح����روم�ي��ن وه��ي‬
                                                                                                       ‫تح��رر الاق�ت�ص�اد ال�وط�ن�ي‪ ،‬أح��زاب‬                                                  ‫ل�ك�ن أي إي�دي�ول�وج�ي�ا؟ وب��أي‬                 ‫وف�ي مقدماتها‪ :‬إيديولوجيا ‪6%‬‬                       ‫تم�ث�ل الم�ع�ارض�ة خ���ارج ال�ب�رلم�ان‪،‬‬
                                                                                                       ‫تريد الاحتفاظ بالخط ال�ذي رسمه‬                                                         ‫مفهوم؟ وما هو محتواها الحقيقي؟‬                                                                      ‫أم�ا م�ع�ارض�ة داخ��ل ال�ب�رلم�ان فهي‬
                                                                                                                                                                                              ‫لا نريد إيديولوجيا تحمل معنى‬                                     ‫وإيديولوجيا ‪.94%‬‬                   ‫مجرد معارضة وظيفية – تقنية‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫ف��الأح��زاب السياسية ف�ي مثل‬                      ‫تساند سياسة ‪ 6%‬المستفيدين من‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫ه�ذه الح�ال�ة‪ ،‬عليها أن تختار أحد‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫الم��وق��ف�ي�ن‪ :‬م��ع ال�ض�ح�اي�ا أو مع‬                            ‫الأوضاع الراهنة ‪...‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ب��ال��ط��ب��ع ف�����إن ه�����ذا ال���واق���ع‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الطبقي يفرز ق�وت�ان متعارضتان‪:‬‬
   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22