Page 7 - مغرب التغيير PDF
P. 7

‫العرض الخاص بمحكمة النقض‬

             ‫تقديم ابتسام مودن المستشارة رئيسة مركز النشر والتوثيق القضائي بمحكمة النقض‬

                                           ‫التأسيس ومراحل التطور‬

‫الإدارية‪ ،‬مع إمكانية تقسيم الغرف إلى أقسام دون أن يُعت َرف لها قانونا‬                                          ‫لمحة تاريخية‬
                                                   ‫بالاستقلالية‪.‬‬       ‫إن تأسيس المجلس الأعلى سنة ‪ 1957‬أتى في إطار بناء المؤسسات‬
                                                                       ‫الوطنية للدولة بعيد حصول المغرب على استقلاله‪ ،‬وبإحداثه تم توحيد‬
                          ‫‪ -‬من حيث التنظيم الإداري‪:‬‬                    ‫مجال الطعن بالنقض‪ ،‬الذي كان يتسم بازدواجيته بسبب وجود نوعين‬
‫بإحداث ثلاث مصالح تشكل نواة للإدارة القضائية وتميز المجلس‬
                                                                                                                         ‫من المحاكم‪:‬‬
‫الأعلى عن غيره من المحاكم وهي‪ :‬كتابة الضبط‪ ،‬القسم الإداري‪ ،‬مكتب‬        ‫أ‪ -‬المحاكم العصرية‪ :‬ك�ان الفصل ‪ 14‬من ظهير ‪ 12‬غشت‬
                                                                       ‫‪ 1913‬المتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة يجيز الطعن بالنقض‬
                                                       ‫الترجمة‪.‬‬        ‫أم��ام محكمة النقض الفرنسية ف�ي ال�ق�رارات ال�ت�ي تصدرها‬
‫وبصدور قانون المغربة والتوحيد والتعريب سنة ‪ ،1967‬تقرر على‬              ‫محكمة الاستئناف بالرباط طبقا للشروط المنصوص عليها في‬

                                           ‫صعيد المجلس الأعلى ‪:‬‬                                               ‫التشريع الفرنسي‪.‬‬
                                                                       ‫ب‪ -‬المحاكم الشرعية‪ :‬أصبحت المحكمة العليا الشريفة‬
                    ‫‪ -‬الاستغناء تدريجيا عن القضاة الفرنسيين؛‬           ‫تحتوي بمقتضى ظهير ‪ 14‬نونبر ‪ 1956‬على غرفة للنقض‬
                                                                       ‫والإبرام تختص بالنظر في الطعون ضد الأحكام الصادرة‬
                                       ‫‪  -‬تعريب لغة القضاء‪.‬‬
‫وأ ّرخ�ت سنة ‪ 1967‬لميلاد مجلة ”قضاء المجلس الأعلى“‪ ،‬والتي‬                                                ‫عن القضاء العادي‪.‬‬
‫أتت في إطار جهود تعريب القضاء‪ ،‬وتأ ّتَى إصدارها بفضل هبة ملكية‬         ‫تَش َّكل التنظيم الإداري والقضائي لمحكمة النقض‬
‫سامية‪ ،‬وأصبحت تسمية هذه المجلة ابتداء من العدد ‪« 74‬مجلة قضاء‬
                                                                            ‫عبر عدة محطات تاريخية يمكن رصدها كالآتي‪:‬‬
                                                ‫محكمة النقض»‪.‬‬                     ‫ـ ‪  1974 ← 1957‬مرحلة التأسيس؛‬
                 ‫‪ :1997 ← 1974‬مرحلة تدبير الأزمة‬
‫تمتد هذه المرحلة من تاريخ إصدار قانون جديد للتنظيم القضائي‬                    ‫ـ ‪  1997 ← 1974‬مرحلة تدبير الأزمة؛‬
‫للمملكة سنة ‪ 1974‬إل�ى غاية سنة‪ 1997  ‬تاريخ الشروع في تنفيذ‬                     ‫ـ ‪  2010 ← 1997‬مرحلة التحديث؛‬

                                                ‫برنامج التحديث‪.‬‬        ‫ـ سنة ‪  2011‬بداية الهيكلة الإدارية الجديدة‪.‬‬

‫إذا كان المجلس الأعلى منذ إنشائه مغبوطا بوجود مقره في المشور‬            ‫‪ :1974 ← 1957‬مرحلة التأسيس‬
‫السعيد‪ ،‬فإن سنة ‪ 1974‬شكلت انتكاسة معنوية له بنقل مقره إلى مكان‬         ‫تم�ت�د ه��ذه الم�رح�ل�ة م�ن ت�اري�خ إح��داث‬
‫آخر لا رمزية له (ساحة الجولان بوسط الرباط)‪ ،‬ولا يتلاءم مع وضعه‬         ‫المجلس الأعلى بمقتضى ظهير ‪ 27‬شتنبر‬
                                                                       ‫‪ 1957‬إلى غاية إعادة التنظيم القضائي‬
‫كمحكمة عليا (قاعة جلسات واحدة‪ ،‬عدم وجود مكاتب كافية للقضاة‬
                                                                                        ‫للمملكة سنة ‪.1974‬‬
                               ‫وملفات قضائية مهملة في الممرات)‪.‬‬        ‫وكان تنظيم المجلس الأعلى يتميز‪:‬‬
                                                                       ‫‪ -‬م���ن ح��ي��ث ال�ت�ن�ظ�ي�م‬
‫عرفت هذه المرحلة تدنيا كبيرا في نشاطه القضائي‪ ،‬من مؤشراته‬
‫أن المخلف من القضايا ‪ -‬أي حجم العمل غير المنجز‪ -‬بلغ سنة ‪1974‬‬                             ‫القضائي‪:‬‬
‫ما يفوق ‪ 76‬ألف قضية أي‪ 4 ‬أضعاف مخلف سنة ‪ 18( 2010‬ألف‬                   ‫ب��إح��داث أرب���ع غ��رف دون‬
                                                                       ‫ت�س�م�ي�ت�ه�ا ب�اس�ت�ث�ن�اء ال�غ�رف�ة‬
                                                         ‫قضية)‪.‬‬

                                          ‫وكان تنظيمه يتسم‪:‬‬

                         ‫‪ -‬من حيث التنظيم الإداري‪ :‬‬
‫اع�ت�ب�ار الم�ج�ل�س الأع�ل�ى كبقية المح�اك�م ب��إدم��اج تنظيمه ضمن‬
‫المقتضيات القانونية الج�دي�دة للتنظيم القضائي لسنة ‪ 1974‬مما‬

                                                                                                                                        ‫‪8‬‬

‫‪����.indd 8‬‬                                                                                                                                ‫‪18/10/15 19:11‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12