Page 13 - مغرب التغيير PDF
P. 13
الأستاذ نور الدين زكرياء نائب رئيس المحكمة الابتدائية المدنية بالدار البيضاء
في إتاحة المعلومة للسادة المحامين والمتقاضين داخل أوقات العمل وخارجها، وتحضرني الآن تجربة فريدة شهدها قطاع العدل ،وأخص بالذكر مرحلة بسم الله الرحمن الرحيم
على مدار الساعة ،وطيلة أيام الأسبوع .ولعل هذا المجهود الجبار ،الذي قام توحيد المحاكم ،وأستحضر كيف أشرف السيد الرئيس على هذا الورش الكبير، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
به أستاذنا الفاضل الجليل عبد الله بوجيدة ،هو ما جعل من هذه المحكمة وكيف اجتمعت تحت رئاسته محاكم جهة الدار البيضاء الكبرى التي حولها
أيها الحضور الكريم
محكمة نموذجية ومثالا يُحتذى به. بإدارته وحنكته وتمرسه وريادته في التسيير إلى جهاز واحد ،وجعل من أيتها السيدات ..والسادة الأفاضل كل باسمه وصفته
وإنه لشرف عظيم أن نجتمع اليوم في هذا الحفل البهيج ،لنحاول محكمة الدار البيضاء نموذ ًجا للائتلاف والتلاحم ،وسار بها بتعقل
بما تجود به الكلمات ،أن نعبر لكم سيدي الرئيس عن مدى فخرنا بالعمل وحكمة حتى رسا بها ببر الأمان ،ولم يُغ َمض له جفن حتى جعل منها أرحب بكم أجمل الترحيب وأحييكم بتحية الإسلام
معكم ،ومدى شكرنا وامتناننا على كل السنوات الجميلة التي أمضيناها محكمة نموذجية على الصعيد الوطني ،وأدرجها في لائحة المحاكم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
معكم كفريق عمل متكامل ،وأسرة واحدة .وحق علينا أن نقول اليوم ،أن المنخرطة في الأوراش التي تهم إصلاح العدالة ،في إطار برنامج
ت�ع�اون�ي مشترك ل�التح�اد الأورب��ي ومجلس أوروب��ا المتعلق إن أسوار هذا السقف القضائي الشامخ تستشعر اليوم مهابة هذا الحفل
نقول لكم بكل فخر واعتزاز :شكرا ثم ألف شكر. بتحسين أداء العدالة .وأص�ر على الإش�راف الفعلي على ال�ك�ريم ،حفل نجتمع فيه لتكريم رج�ل عالي ال�ش�أن ،رفيع ال�ق�در ،ه�رم من
لقد خضتم مسيرة معطرة بعرق الجهد والعطاء ،ولن أهم المشاريع ،كمشروع إدارة الوقت القضائي بالمحكمة
أك�ون مغاليا إن قلت لكم إنكم تستحقون العلامة الكاملة، الابتدائية المدنية ،بما يليق بأهمية ه�ذه الأوراش في أهرامات القضاء ،عا ِلم في المهنة ،وعليم بإدارتها وتسييرها.
وكلمة ال�ث�ن�اء ال�ت�ي ت�خ�رج م�ن أف�واه�ن�ا تحمل ال�ع�دي�د من تعميق التعاون بين اللجنة الأوروبية وإذا كانت لحظات الوادع قاسي ًة تُخضع القلوب ،مر ِغم ًة على أصعب سنة
المشاعر ،التي نود التعبير عنها .فلقد أن�رتم لنا دربنا، لفعالية العدالة ،وتحسين ظروف من سنن الحياة ،فإن إيماننا راسخ بأن استأذنا الفاضل عبد الله بوجيدة اسم
وعلمتمونا حب أداء الواجب ،وأديتم الأمانة على أت ّم العمل بالنسبة لكل العاملين بقطاع وإن غادر فضاء المحكمة ،فإنه لن يغادر القلوب والأرواح ،ولن يغادر ذاكرة كل
وجه ،وأسهمتم بدور فعال في بناء صرح قضائي وزارة ال��ع��دل ،وج�م�ي�ع ال�ف�اع�ل�ني من التقى به أو عمل معه أو تتلمذ على يديه .ولعل التقدير والاحترام اللذين
ُش� ِه� َد ل�ه ب�ال�ت�م� ّيُ�ز .ف�ط�وب�ى ل�ك�م بالصيت ال�ذي المعنيين بهذا القطاع .وأس�وار هذا يلقاهما في حله وترحاله ،لخير دليل على المنزلة الرفيعة التي اكتسبها في
اكتسبتم ،وطوبى لكم بالسمعة الط ّيبة التي صنعتم، ال�ه�رم القضائي ش�اه�دة ،وذاك�رت�ن�ا تشهد
وتسجل ت�اري�خ ه�ذا ال�رج�ل العظيم ،ال�ذي قلوبنا جميعا.
وطوبى لكم بحب كل من عرفتم. أنهى مسيرته رئيسا لهذه المحكمة ،وترك وأن�ا ال�ي�وم ،باسمي وباسم زملائي ال�س�ادة قضاة ه�ذه المحكمة ،نقف
ماذا أقول سيدي الرئيس؟ بأي أسلوب أحدثكم؟ ص ًدى طيبا في نفوسنا جميعا ،وترك على بإجلال بحثا عن كلمة مع ِّبرة نُ َح ِّملُها جميع معالم الوفاء والعرافان بالجميل،
لا أخفيكم س�را بأنني لو خاطبتكم بجميع لغات العالم فإنني ج��دران المحكمة بصمات واقعية ملموسة وتقف على شفاهنا صغار الكلمات عاجزة أم�ام ضخامة المعاني واختلاط
لن أرقى إلى مستوى ما قدمتم من خدمات جليلة لفائدة مرفق تشهد على عبقرية رجل سخر فكره وجهده المشاعر والأم�ن�ي�ات ،وكيف لا يعجز اللسان أم�ام وص�ف أستاذ جليل ،وأب
لخدمة الآخرين. روحي ،ورجل اجتمعت فيه كل صفات المودة والإنسانية والحنان ،صفات الرجل
القضاء ومن خلالها لفائدة بلدكم الكريم. وم�ن منا لا يتملكه الفخر ح�ني يقرأ المسؤول الواعي بثقل المسؤولية .عرفناه عن قرب ،وعشنا معه يوميات العمل
لاحظوا معي أنني أرى أمامي جميع الفعاليات الحقوقية مقالا صحفيا يمدح حسن سيرة المحكمة القضائي عن كثب ،ولمسنا فيه القاضي المتمكن المحنك ،والمسؤول الإداري
أبت إلا أن تحضر ،أبت إلا أن تقول نعم ،أبت إلا أن تشاركنا هذا ال�ت�ي ي�ع�م�ل ب�ه�ا؛ أو م�ق�الا ي�ح�م�ل ص�ورة المتمرس ،رج ٌل من خيرة رجالات القضاء ،س ّطر مشواره المهني المشرف بحبر
مشرفة للعالم عن مرفق عمومي يحرص
الحفل البهيج. على جودة الخدمات التي يقدمها ،ويجعل من ذهب ،وكتب سيرته الذاتية بمداد من الفخر والاعتزاز.
أرى جميع الأل�وان وجميع الأطياف وجميع شرائح المجتمع. من الولوج للقضاء أمرا ميسرا وبسيطا؛ لقد خاض غمار مهنة نبيلة ،وأبدع في تطبيق المساطر القانونية وتذليل
أرى المح��ام��ي ،أرى ال�ق�اض�ي والم�ه�ن�دس والم��وث��ق وال��ع��دل ،أرى أو م�ق�الا يفصل ف�ي م�ق�ام رئ�ي�س مبدع الصعاب ،أخضع يوميات الواقع الصعب للعمل بالمحكمة للقانون الإنساني،
جميع رجال الإب�داع ،أرى أمامي لوحة فنية جميلة تجسدت فيها وخلاق؟ وجعل م�ن تحقيق ال�ع�دال�ة هدفا ومنهاجا ،وخ�اض غمار المسؤولية م�رات
كل مظاهر الخلق والإب��داع .لقد تربعتم على ع�رش قلوبنا ..إننا وال�ش�ب�اك الأوت�وم�ات�ي�ك�ي واح��د من عديدة أبان فيها في كل مرة عن حس قانوني رفيع ،ومستوى عال من الحنكة
أبرز الأفكار العملية التي أنجزها السيد وال�ت�م�رس ،وتمكن م�ن إدارة الم�رف�ق ال�ع�ام بحرفية كبيرة ،وو ّف��ق ب�ني العمل
نحبكم ..ونحبكم سيدي الرئيس. الرئيس المح�ت�رم ،وال�ت�ي تحمل ح�ال له ٍ ّم القضائي والعمل الإداري بانسيابية وعفوية منقطعت ْي النظير ،ثم طوق نفسه
وختا ًما ،أس�أل الله العلي القدير أن يكفل جهودكم السابقة حمله قبل أن يحله ،إذ يرجع له الفضل بأمانة تمثيل السادة القضاة بالمجلس الأعلى للقضاء ،وك�ان في ذل�ك خير
بالسعي المشكور ،والأج�ر والثواب ،وأن يديم عليكم نعمة الصحة
والعافية ويمتعكم بعزه ورعايته ويبارك في عمركم ،إنه ولي ذلك مسؤول.
الكل يشهد له بسعة الصدر ،وبقدرته على الدفاع عن الحق لا فرق بين
والقادر عليه ...والسلام عليكم. هذا وذاك ،غايته وضع الأمور في سكة صحيحة ،وتحقيق مبدأ الإنصاف من
خلال التطبيق السليم للقانون ،وكلنا مدينون لهذا الرجل المتميز الذي كرس
حياته لخدمة القضاء وخدمة القاضي والمتقاضي بإخلاص وتفان مشهودين.
14
خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة