Page 14 - مغرب التغيير PDF

‫عبد العزيز فوكني نائب رئيس الاتحاد الدولي للمفوضين القضائيين‬

‫مع وزارة العدل والحريات ومع الحكومة المغربية‪ ،‬حول إصلاح‬ ‫صدقة جارية لأجيال القضاء المغربي‪ ،‬بهذه الهدية وبهذه الأفكار‪.‬‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫العدالة‪.‬‬ ‫سيدي عبد الله بوجيدة لاعب‪ ،‬كان يمارس لعبة كرة القدم‪،‬‬ ‫سيدي عبد الله بوجيدة‬
‫وكان قلب الهجوم‪ ،‬وبالتالي يعرف كيفية تسجيل الأهداف وطنيا‬ ‫زوجته المحترمة وعائلته الكريمة‬
‫فالمحكمة الابتدائية المدنية برئاسة الأستاذ عبد الله بوجيدة‪،‬‬ ‫ودول�ي�ا‪ .‬فعلى المستوى الوطني ت�ب�ارك الله فقد تكلم ف�ي ذلك‬ ‫السيد وزير العدل والحريات‬
‫منذ قدم إليها في سنة ‪ 1998‬وأنا أعتبر نفسي آخر َمن التحق‬ ‫المسؤولون عن القضاء المغربي‪ ،‬وليس لدي ما أضيفه‪ .‬ولكنه على‬ ‫السيد والي صاحب الجلالة‬
‫بمعرفتكم‪ ،‬بدأت تتجلى ظواهر التجديد من خلال محكمة عين‬ ‫المستوى الدولي أعطى الشيء الكثير‪.‬‬ ‫السادة رجال السلطة القضائية ورجال السلطة المحلية‬
‫الشق الحي الحسني‪ ،‬دون الرجوع إلى النص‪ .‬فقد عرف كيف‬ ‫المجلس الأوروب�ي‪ ،‬الذي‬ ‫فهل تعلمون دوره في‬
‫يك ّيف النص دون اللجوء إلى وزارة العدل أو استصدار تعليمات‬ ‫ك�ب�ي�رة ج��دا‪ ،‬فليس‬ ‫يحظى ف�ي�ه بأهمية‬ ‫زميلاتي زملائي‬
‫وزارة ال�ع�دل‪ ،‬وإنم�ا فقط‪ ،‬ك�ان يكتفي باستشارة ه�ذه الأخيرة‪.‬‬ ‫ص�ح�ي�ح أن ذل��ك‬ ‫حبا فيه كشخص‪،‬‬ ‫أيها الحضور الكريم‬
‫وكذلك طبق أحسن تطبيق المنشور ‪ ،98/1‬ال�ذي يعرفه السادة‬ ‫ال��ع��ال��ي��ة وح�س�ن‬ ‫وارد نظ ًرا لأخلاقه‬ ‫باختصار شديد‪ ،‬وحتى لا يدب الملل في القاعة‪ ،‬فأنا سأتكلم‬
‫المسؤولون القضائيون وطبقوه كثي ًرا‪ ،‬وهو ما أكد عليه الأستاذ‬ ‫ولكن ك�ذل�ك‪ ،‬وأن�ا‬ ‫تعامله مع الغير‪،‬‬ ‫عن الأستاذ عبد الله بوجيدة من خ�الل عمله ال�دول�ي‪ .‬بعد أن‬
‫عمر عزيمان وزير العدل آن�ذاك‪ ،‬من أن المحكمة هي عبارة عن‬ ‫الإتح��اد ال�دول�ي‬ ‫أم�ارس الآن في‬ ‫سمعنا م�ن جميع المتدخلين ج�ازاه�م الله خ�ي� ًرا ع�ن عمله على‬
‫مقاولة‪ ،‬وبالتالي يجب استشارة كل الفاعلين‪ ،‬وكذلك السلطات‬ ‫القضائيين وأعلم‬ ‫ل � �ل � �م � �ف � �وض �ي�ن‬
‫وأس���رار الإتح��اد‬ ‫ج���ي���دا خ��ب��اي��ا‬ ‫المستوى الوطني‪.‬‬
‫المحلية‪.‬‬ ‫الأوروب������ي‪ ،‬لأن��ه‬ ‫الأوروبي والمجلس‬ ‫فمن خلال عمله الدولي‪ ،‬في إطار اللجنة الأوروبية لفعالية‬
‫ل�ق�د ق��ام بتفعيل ه��ذا الم�ن�ظ�ور ف�ي ع�ني ال�ش�ق‪ ،‬وب�ع�د ذل�ك‬ ‫ف�ي إط�ار البرنامج‬ ‫أبدى تعاو ًنا ج ًّما‬ ‫العدالة‪ ،‬أسدى خدمات كثيرة لوطننا الحبيب وللعدالة المغربية‪.‬‬
‫بالمحكمة الابتدائية المدنية‪ ،‬وذلك بالاتصال بالسلطات المحلية‬ ‫ال� � �دول� � �ي‬ ‫وبالمناسبة‪ ،‬كن ُت مؤخرا في لاهاي وأبلغك سيدي الرئيس تحيات‬
‫فيما يخص الولوج إلى المعلومة‪ .‬هذا كله جميل‪ ،‬وسوف نستفيد‬ ‫رئيس هذه اللجنة‪ ،‬الذي قال لي بالحرف‪ :‬إن المحكمة الابتدائية‬
‫منه نحن‪ ،‬وكذلك الأجيال المقبلة ستستفيد منه في المستقبل‪ .‬وهذا‬ ‫المدنية بالدار البيضاء نم�وذج‪ ،‬وفعلا نم�وذج‪ .‬وق�ال لي‪ :‬إننا قد‬
‫كله تطوير دون الرجوع إلى الجهات المسؤولة‪ .‬فكيف أن هذا السيد‬ ‫اقتصر دورنا فقط على التمويل‪ ،‬بينما الأفكار كانت للسيد عبد‬

‫لديه هذه الأفكار؟‬ ‫الله بوجيدة‪ .‬هذه شهادة لله أقولها‪.‬‬
‫أنا لم أكن أعلم أنه قضى مدة ‪ 6‬أشهر في فرنسا‪ ،‬فلا‬ ‫فالإصلاحات الحالية‪ ،‬والسيد وزير العدل والحريات يعلم‬
‫عجب إذن أننا استفدنا منه فعلا‪ .‬وحتى لا أطيل‪ ،‬فأنا‬ ‫أن لدينا معضلة التبليغ والتنفيذ‪ ،‬وبالفعل بدأ حلها بما يسمى‬
‫أرجو منك السيد الرئيس عن العذاب الذي كنا نسببه لك‪،‬‬
‫بتجربة تبليغ الق ِّيم‪ ،‬التي أشرف عليها شخصيا تحت رعاية‬
‫لن أتحدث عن فضلك على مهنة المفوضين القضائيي‬ ‫السيد وزير العدل وهذه اللجنة الأوروبية‪ .‬وفعلا فقد أعطت‬
‫ن بشهادة جميع المسؤولين القضائيين‪ ،‬فقد كنت‬
‫أكبر مدافع على مهنة المفوضين القضائيين‪ ،‬نعم‪،‬‬ ‫أُكلها وضمنت بدفاعه‬
‫أكبر م�داف�ع‪ .‬وأو ّد هنا أن أطلب المسامحة‬ ‫في لجنة تعديل قانون‬
‫م�ن زوج�ت�ك الم�ص�ون�ة‪ ،‬أم أولادك‪ ،‬وأق��ول‬ ‫الم�س�ط�رة الم�دن�ي�ة‪ ،‬في‬
‫لك سيدتي ج�ازا ِك الله خيرا‪ ،‬ولك منا كل‬ ‫الم���ادة ‪ .57‬وبطبيعة‬
‫الاح�ت�رام لأن�ك فعلا س�اه�م� ِت سيدتي في‬ ‫الح���ال‪ ،‬إن��ش��اء ال�ل�ه‪،‬‬
‫توفير الوقت وي ّسر ِت أسباب البذل والعطاء‬ ‫س���ي���ص���ادق ع�ل�ي�ه�ا‬

‫لهذا الرجل العظيم‪ ...‬وشكرا‪.‬‬ ‫ال��ب��رلم��ان الم��غ��رب��ي‪،‬‬
‫أتمنى ذلك‪.‬‬

‫ف��الأج��ي��ال ال�س�اب�ق�ة‬
‫ت��رك�� َت ل�ه�م الح��ل��ول الم�ن�اس�ب�ة‬
‫لمعضلة ال�ت�ب�ل�ي�غ‪ ،‬وب�ع�ده�ا التنفيذ‪،‬‬
‫وكذلك ال�ول�وج إل�ى المعلومة‪ .‬فلك أجر‬

‫‪15‬‬

‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬