Page 15 - مغرب التغيير PDF
P. 15

‫الأستاذ عبد اللطيف بوعشرين الأمين العام لاتحاد المحامين العرب‬

‫داخ�ل ه�ذا ال�زخ�م‪ ،‬ولكن‪ ،‬يشهد تاريخ السي عبد الله أن جميع‬        ‫البيضاء تحتل دائما الصدارة في إحصاءات وتقييمات المسؤولين‬                                                              ‫السيد الوزير‬
‫هذه الخلافات قد تمت تسويتها على مستوى رفيع من قبل رجل‬             ‫المركزيين‪ ،‬خاصة وأننا وقبل قليل كنا في استماع لكلمة السيد وزير‬                                     ‫الحضور الكريم كل باسمه وصفته‬
‫الحكمة‪ ،‬والنضج‪ ،‬والتبصر‪ ،‬بهدوء‪ ،‬وتذويبه الجليد‪ ،‬وامتصاص‬           ‫العدل المحترم‪ ،‬الدي أستعير منعه عبارة «صحيفة السيد عبد الله‬              ‫كلمات تقاطعت لتجسد وتشكل مزهرية متنوعة ومزركشة‬
‫غضب أصحابها بلباقة ولياقة‪ .‬وبالتالي كان رجل المصالحة بامتياز‪،‬‬     ‫بوجيدة» في مساره القضائي‪ .‬أكيد أن من استمع بإنصات واهتمام‬                ‫وجميلة الأل�وان ومتعددتها‪ ،‬قدمت للمحتفى ب�ه‪ ،‬الرجل الفاضل‬

      ‫ساهمت في ذلك شخصيته القوية وكاريزما الرجل المسؤول‪.‬‬          ‫لهذه «الصحيفة» يدرك أن المسار كان أبيض‪ ،‬ومن هنا تأتي المقولة‬                                                   ‫السيد عبد الله بوجيدة‪.‬‬
‫س�أس�ق�ط الكثير م�ن ال�ك�الم وأخ�ت�م‪ ،‬وه��و ن��داء للمسؤولين‬      ‫الشعبية المتواترة «الله يخرجنا من دار العيب بلا عيب» ‪.‬‬                   ‫أود في مستهل هذه الكلمة‪ ،‬بدوري‪ ،‬أن أرفع امتناني وتقديري‬
‫القضائيين‪ ،‬ونحن نحظى اليوم بحضور السيد وزير العدل معنا‪.‬‬           ‫أكيد أن هذا الخروج من الإدارة بهذه الانطباعات‪ ،‬وفي مقدمتها‬               ‫واع�ت�زازي لرفيقة درب السيد عبد الله بوجيدة‪ .‬أكيد أن ُح ْس َن‬
‫غيرتي كمغربي وأنا أتجول بالقاهرة واستطلع عن نادي القضاة‪،‬‬          ‫الرجل الأول في مظلة العدالة‪ ،‬أن يقول في حقه كرونولوجيا تتسم‬              ‫الزوجة‪ ،‬وتناغمها وانسجامها وتعايشها‪ ،‬تجسد نصف نجاح الرجل‪.‬‬
‫كناد للقضاة‪ ،‬وأنا أعلم أن هذا العنوان يحمل مؤشرا نضاليا‪ ،‬الآن‬     ‫بالبياض‪، ،‬تتسم بالبراءة‪، ،‬تتسم بالأناقة‪ ،‬فنقول ولا يسعنا إلا أن‬          ‫أكيد أن هذه السيدة قد عانت الأمرين خلال مسار دربها الزوجي‪،‬‬
‫يعتبر نضاليا‪ ،‬ولكنني وأنا ألج لهذا النادي‪ ،‬بصراحة‪ ،‬ولا أخفيكم‬     ‫نقول له هنيئا لك السي عبد الله‪ ،‬هنيئا‪ ،‬لأن الله هيأ لك الأجواء‬           ‫خاصة وأن السيد عبد الله بوجيدة رجل المجاملات بامتياز‪ ،‬وعندما‬
‫س�را‪ ،‬أنني فوجئت لم�اذا؟ لأن كل الأط�ر التي تشرف على تسيير‬        ‫م�رف�وع ال��رأس‪ .‬فألف‬                ‫لتغادر أسل�اك ال�ع�دال�ة وأن�ت‬      ‫يحضر لأي لقاء أو أية محطة لا يغادرها‪ ،‬وتلك خصلة من خصاله‪،‬‬
‫وتدبير هذا النادي هم من السيدات والسادة القضاة‪ .‬وتساءلت‬           ‫لشخصك النبيل‪.‬‬                        ‫تح��ي��ة ب��ق��ب��ع��ة ع��ال��ي��ة‬  ‫بل يبقى لآخر لحظة وآخر مغا َدرة‪ .‬أحييها من خلالكم أحييها وأقدم‬
‫لدى السيد المشرف بنادي القضاة بالقاهرة‪ ،‬فأبلغني أن الدولة قد‬      ‫وال� � � � �ت� � � � �واف� � � � �ق‬  ‫رج������ل ال����وف����اق‬
‫خصصت منذ عهد جمال عبد الناصر مساحة كبيرة تم التشييد بها‪،‬‬                                               ‫والم��ص��ارح��ة‪ ،‬ك�ث�ي�رة‬                                         ‫لها تقديري واعتزازي مرة أخرى‪.‬‬
‫تشييدا بسيطا في بداية الأمر‪ ،‬ولكن الآن لكم ان تعاينوا‪ ،‬وقد تأتي‬                                        ‫ه�����ي الأح���������داث‬            ‫سأكون مختزلا‪ ،‬لأنني وما شاء الله‪ ،‬لا أعرف كيف أختزل‪ .‬أقول‬
‫الفرصة لذلك‪ ،‬أنه عبارة عن بناء ضخم مشيد بشكل جد عصري‪.‬‬                                                  ‫ال�ت�ي ع�رف�ت�ه�ا ال��دار‬           ‫القاطرة تسير والرجال تغادر مغادرة بالحياة‪ ،‬وأخرى بالممات‪ ،‬وتلكم‬
‫مطاعم‪ ،‬ملاعب رياضية‪، ،‬خزانات ومسابح‪ ...‬وكل هذه الولوجيات‬                                               ‫البيضاء ف�ي خضم‬                     ‫هي سنة الحياة‪ .‬منهم من غادرنا بصمت‪ ،‬ومنهم من ترك بصمات‬
‫هي بمقابل‪ ،‬إما اشتراك‪ ،‬وإما زيارة عابر‪ .‬ومن هذا الوعاء الضخم‪،‬‬                                          ‫أج�وائ�ه�ا الساخنة‬
‫الهائل‪ ،‬أنشئ إلى جانبه هناك‪ ،‬وهو ما راقني السيد الوزير المحترم‬                                         ‫م��ن اص�ط�دام�ات‬                          ‫تذكره‪ ،‬وصدقات جارية نستحضره من خلالها حيا أو ميتا‪.‬‬
‫والسادة القضاة والسادة المسؤولون القضائيون والسادة النقباء‪،‬‬                                            ‫عنيفة بين سائر‬                      ‫اليوم‪ ،‬لا أقول يغادرنا‪ ،‬بل يغادر د ّكة القضاء إلى دكة سيكون لنا‬
‫وأنا أعرف أن لكم بعد النظر في هذا الباب‪ ،‬مرصد للاستشارة‬                                                ‫ال � �ش � �رك � �اء‪،‬‬                ‫فيها قو ٌل ثا ٍن‪ .‬يغادر أسلاك العدالة‪ ،‬وبالتالي نودع رجل من رجالتها‬
‫والفتوى داخل هذا النادي‪ ،‬وأن كل القاضيات الممارسات والقضاة‬                                             ‫وهي مسألة‬                           ‫الذين صنعوا الحدث‪ ،‬وهم يتحملون المسؤولية المخيفة‪ ،‬في المدينة‬
‫الممارسين كلما َع ُس َر أمر في التسيير‪ ،‬يحتكمون لهذا المرصد من‬                                         ‫ط��ب��ي��ع��ي��ة‬                    ‫المخيفة‪ ،‬ال�دار البيضاء‪ ،‬فكان النموذج الأمثل‪ ،‬والقدوة‪ ،‬والسلف‬
‫أجل استقصاء الفتوى والإحالة على الاجتهاد بمقابل‪ .‬الاستشارة‬                                                                                 ‫الصالح‪ ،‬إن على مستوى القيم‪ ،‬أو على المستوى التسيير والتدبير‬

                           ‫والفتوى داخل المرصد بمقابل‪.‬‬                                                                                                                                         ‫المحكم ‪.‬‬
‫أكيد أنكم عندما تتاح الفرصة لكم لزيارة هذا النادي‬                                                                                                                   ‫مناقبه غير قابلة للحصر‪ ،‬ولكننا‬
‫المهني‪ ،‬ستعاينون ما َصنَ َع ُه المتقاعدون‪ ،‬ستعاينون أن هذا‬                                                                                                           ‫سنحاول ملامستها في كلمتين اثنتين ‪:‬‬
‫الفضاء قد أنساهم عالم الفتنة‪ ،‬أي أنه أن َسى القضاة‬                                                                                                                   ‫‪ -‬تكلمت ع�ن اللحمة القضائية‬
‫المتقاعدين عالم الفتنة‪ ،‬وأه�دى لهم من خلاله شبابا‬
‫يافعا وحياة جديدة نتمناها لمك َّر ِمنا السي عبد الله‬                                                                                                                          ‫داخل مدينة الدار البيضاء؛‬
                                                                                                                                                                      ‫‪ -‬وتكلمت عن النادي في إطار ما‬
                                          ‫بوجيدة‪.‬‬
‫وأخ�ي�را‪ ،‬لقد أدي� َت شوطا ناجحا السي عبد الله‪،‬‬                                                                                                                                        ‫تم تسجيله مرئيا؛‬
‫وأن�ت ترتدي وزرة القضاء‪ ،‬فكنت القدوة الربانية التي‬                                                                                                                  ‫ول�ك�ن�ن�ي أود أن أش�ي�ر إل��ى كلمة‬
‫تحقق لها ذلك‪ .‬ونحن نشرئ ّب كمحامين بأن نحظى بشرف‬                                                                                                               ‫ثانية على مستوى التسيير الإداري والتدبير‬
‫الانتماء لنا‪ ،‬وأن وترتدي وزرتنا كمحا ٍم للدفاع عن العباد‪ ...‬شكرا‬
                                                                                                                                                                                                ‫بامتياز‪.‬‬
                                              ‫لك‪ ،‬وهنيئا لك‪.‬‬                                                                                            ‫الإدارة والتدبير علم وفن‪ ،‬وقد أولاه الله لمن شاء‬
                                                                                                                                                        ‫من عباده‪ ،‬والسيد الرئيس كانت له آليات وفنيات‬
                                                                                                                                                        ‫وتقنيات حديثة‪ ،‬مواكبة لعالم العولمة‪ ،‬وأعتقد أن‬
                                                                                                                                                        ‫المناط الأول ال�ذي جعل المحكمة الابتدائية بالدار‬

                                                                                                                                           ‫‪16‬‬

‫خاص بتكريم الاستاذ عبد الله بوجيدة‬
   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20