Page 6 - مغرب التغيير PDF
P. 6

‫‪6‬‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫آفاق‬

     ‫العدد‪ - 64 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪٢٠١٧‬‬

                                                                                                 ‫ذ‪ /‬عبد العالي المصباحي رئيس غرفة لدى محكمة النقض‪:‬‬

     ‫من أبرز المصادر المعتمدة في صياغة «منظومة القيم القضائية» رسالة‬
        ‫الخليفة عمر بن الخطاب إلى القاضي أبي موسى الأشعري*‬

‫مدعما بالحجة والتجارب والمصداقية‪.‬‬                                                                ‫مـن أجــل إقـنـاع الآخـريـن بــأن الـغـايـة هي‬                                                                                                                                           ‫وإنما هو تكريم‪.‬‬                                                                       ‫سيدنا عمر بـن الخطاب كـان يسمي‬                                                                                                                                                     ‫لا بد من إحداث قنوات للوصول إلى‬
‫مـن غـيـر المـقـبـول ســرد الـكـام عـلـى‬                                                                 ‫إيصال رأي الحق العام إلى الجميع‪.‬‬                                                                                                             ‫وبــإلــقــاء نــظــرة ســريــعــة عــلــى هــذه‬                                                                          ‫القضاة بـ»نواب الله سبحانه وتعالى في‬                                                                                                                                               ‫االلمأعمــلـرومكـةمـباطكــرـاقن‪،‬مفقـ ّنتـنةحـ‪،‬دثوـلناـايعـمـكننالأـنو يصبـقولى‬
‫رغـبـة‬   ‫األمـنيـهلـ ـنـبــاقـكضأـيـحـ ـةيـإـلاـ ًنـ ـىا‬  ‫معـــووااطهـــننــهيـ‪،‬رإيـل ّاد‬        ‫نفس الشيء يقال للمحامي‪ :‬عليه أن‬                                                                                                                      ‫المــدونــة‪ ،‬وأريـــد مــن خــال مــدونــة الـقـيـم‬                                                                       ‫عـاجـل رزقــه وخـزائـن رحـمـتـه»‪ .‬والمـبـادئ‬
‫اتـجـاه‬                                                                                          ‫يـدافـع وهـو واقـف‪ ،‬لكي يـدافـع عـن موكله‬                                                                                                            ‫الـقـضـائـيـة أن أتــحــدث عــن مــدونــة قـيـم‬                                                                                    ‫التي تستخرجها الوثيقة‪ ،‬هي‪:‬‬                                                                                                                                                ‫إلـى المعلومة بطرق مختلفة حتى تسمح‬
‫مـعـن‪ .‬هــذا لـيـس بـتـصـحـيـح لـخـطـأ أو‬                                                        ‫يـنـأى‬  ‫تبــهبـ ًاعـلـاتـلـفـاحـهـقـايـتقـ اةلـتوـوايقــيـمعكالمنــلـأـنف‪،‬ينوأجنر‬                                                                    ‫أخـاقـيـات الـصـحـافـة‪ ،‬أو مـدونـات أخـاق‬                                                                                 ‫الناز ـلةأفول ًها‪،‬مأانجنيدطال؛ب من القاضي أن يفهم‬                                                                                                                                  ‫الــطــرق لـتـجـنـيـب الـصـحـفـي مـتـاعـب مع‬
‫مـشـاركـة طـيـبـة لـلـنـزاهـة لأنـنـا لـو سرنا‬                                                   ‫إليها‬                                                                                                                                                ‫الصحافة كما سمى ذلك أحد المتدخلين في‬                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫القضاء‪ ،‬ونفسح الأبــواب بطرق قانونية‬
‫في هذا الاتجاه لوفرنا مواطن للقضاء‪.‬‬                                                              ‫العنصر الغاضب‪ ...‬وكذلك المتهم‪ ،‬الطرف‬                                                                                                                                                     ‫هذا اللقاء‪.‬‬                                                                           ‫أي‬  ‫به‪،‬‬  ‫متك َّفل‬  ‫أن يكون الحق‬                            ‫ثانيا‪،‬‬   ‫ـ‬                                                                                                                                        ‫لكي نثبت المعلومة‪.‬‬
‫وما الذي سيحدث مقابل هذا؟ سينزل‬                                                                  ‫المدني الغاضب بدوره‪ ،‬لما يقف فهو يعرب‬                                                                                                                ‫أول مـبـدأ سـأتـحـدث عـنـه هــو مـبـدأ‬                                                                                                       ‫قابلة للتنفيذ؛‬                          ‫النازلة‬  ‫تكون‬                                                                                                           ‫يـريـد المعلومة‪،‬‬  ‫وهذا الصموحيضحو أع ّنيهالمم مجدتومنعة‬
‫مــواطــنــون إلـــى الـــشـــارع‪ ،‬ســيــأخــذون‬                                                 ‫عن وجـود نـزاع ويحاول أن يسمع صوته‬                                                                                                                   ‫الاستقلالية‪ ،‬وطبعا هـذه تجعل السلطة‬                                                                                       ‫ـ وطلب سيدنا عمر بن الخطاب من‬                                                                                                                                                      ‫القيم القضائية‪.‬‬
‫حقوقهم بأيديهم‪ ،‬وسنصبح أمام غاب‬                                                                  ‫بـنـبـرة عـالـيـة‪ ،‬وبـإكـبـار فـي الـشـخـصـيـة‪،‬‬                                                                                                      ‫الـقـضـائـيـة مـسـتـقـلـة عــن جـمـيـع الـسـلـط‪،‬‬                                                                          ‫القاضي أن يساوي من الناس في النظرة؛‬                                                                                                                                                ‫هـذه المـدونـة‪ ،‬الـتـي كـانـت قـد نـشـأت سنة‬
‫وأمام قانون غاب‪ ،‬وسنفر من المحاكم‪،‬‬                                                               ‫فعلى القضاة فـي هـذه الحالة وإن كانوا‬                                                                                                                ‫عــن المــؤثــرات الـداخـلـيـة‪ ،‬وعــن المــؤثــرات‬                                                                        ‫بــأن يـنـظـر بـالابـتـسـام لـآخـريـن‪ ،‬ولـيـس‬                                                                                                                                      ‫‪ 1999‬من طرف الودادية الحسنية للقضاة‪،‬‬
‫ولـيـس لنا فـي الـواقـع مفر مـن المحاكم‪.‬‬                                                         ‫اليبسذلتةمالعمواصلنهوبعنةفمون السمث ّهلادجائة‪،‬ت‬  ‫يلبسون تلك‬                                                                                          ‫الخارجية‪ ،‬مع العلم أن دستور ‪ 2011‬نص‬                                                                                       ‫نظرة ابتسامة لهذا وللآخر نظرة تجهم‪.‬‬                                                                                                                                                ‫ولـم تكن آنــذاك جمعيات قضائية‪ ،‬كانت‬
‫حتى البدائل لن تنجح بالشكل الجيد‪.‬‬                                                                                                                 ‫والمبردات أن‬                                                                                        ‫بصراحة على الضمانات المخولة للقضاة‬                                                                                        ‫ـ وألــح عـلـى ضــــرورة المــســاواة بين‬                                                                                                                                          ‫فقط الـوداديـة الحسنية للقضاة‪ ،‬بمجرد‬
‫إن الــتــخــصــص فــــي الــقــضــايــا‬                                                         ‫طـيـبـة‪ ،‬دون انـفـعـال‪ ،‬والـقـاضـي يتحدث‬                                                                                                             ‫فــي الـفـصـول مــن ‪ 107‬إلـــى ‪ 110‬وكــرس‬                                                                                                                                            ‫الخصوم؛‬                                                                                                                 ‫تسمية من طرف المكتب المركزي‪ ،‬وتعيين‬
‫ضــروري‪ ،‬وهـو مـن الـنـزاهـة‪ ،‬لمــاذا؟ لأن‬                                                       ‫الـتـوازن بين‬      ‫املرطتريفنيلنرالدمتفوخاضصىمأْوي‪.‬لإوعـهادذةه‬                                                                                       ‫الدستور في هذا المجال استقلال السلطة‬                                                                                      ‫َأي«ْنا َْلكَ َبص ِّريب»ـَن ُحبةوا َلعهـعـنَللـوسمىاـلبهمَـةمـدقْـلـنلعـواماَّيددعَــععـودَيـىىاللـ َإعوزثالـْمـلـي َبـيلهـــ ِاإمهــذتاذُانفنـأـ َفعقـنَـلعايىبلثن َلبـمف ْهن‪:‬عت‬  ‫رئيسها ذ‪ /‬مصطفى الـفـارس‪ ،‬الـذي هو‬
‫المـتـخـصـص يــخــاف مــن الــخــطــأ‪ ،‬ولــه‬                                                     ‫هي الأسباب‬                                                                                                                                           ‫الـقـضـائـيـة‪ .‬ولــو أتـيـنـا بـنـصـوص الدنيا‬                                                                                                                                                                                                                                                                ‫الآن رئــيــس مـحـكـمـة الـنـقـض مــن طـرف‬
‫بف ّالتتفيخهاصولاص‬  ‫سوابق في قضايا سبق أن‬                                                        ‫التي جعلتنا لا نكتب أسماء القضاة في‬                                                                                                                  ‫كـلـهـا مـن قـانـون «حـمـو رابـــي» إلــى الآن‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                              ‫صـاحـب الـجـالـة‪ ،‬تـم الاتــفــاق عـلـى عمل‬
                    ‫يستطيع أن يغيرها‪ .‬إذن‬                                                        ‫ُاايمللــنققعــ ّاداصللضـةةا«ائإـلعنتيقمااليـوالعاءـض»ديايل‪،‬ـمهـلةثأولنعأـانـنلمـفـهقياـااسـلءهاض‪.».‬تيورلويـفممـهـعثعـذالنعـاأيليىـو ًسن«لأضـهّااكن‬  ‫فسنجد أن القاضي لن يسمه مكروه وأنا‬                                                                                                                                                                                                                                                                           ‫تشاركي يجتمع فيه جميع قضاة المملكة‬
         ‫مهم جدا في تحقيق النزاهة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                    ‫أؤكـد على ذلـك لـن يمس الـقـاضـي مكروه‬                                                                                                                                                        ‫دفعه؛‬                                                                                                          ‫لـوضـع مـدونـة لـلـشـأن الـقـضـائـي والـقـيـم‬
‫والابتعاد عن الرشوة كذلك‪ ،‬بنشر‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫شريطة أن يحترم استقلاليته‪.‬‬                                                                        ‫ـ كــذلــك‪ ،‬طـلـب مـنـه أن يـعـتـمـد على‬                                                                                                                                                             ‫القضائية سنة ‪.2009‬‬
‫ابـلـماتلــعنـلـقةشــرب‪،‬الإنذزاالـهـةنــ‪،‬شــورب ُميـبـادشخــرةل‬  ‫البحوث‬                                                                                                                                                                               ‫سيمسه مكروه إن كـان هشا‪ ،‬أو كان‬                                                                                           ‫الشهود واشـتـرط عليه أن يكون الشاهد‬                                                                                                                                                ‫قبل تلك الجولة‪ ،‬اخترنا المبادئ التي‬
                                                                 ‫الأمــــــور‬                    ‫إلـى أطـراف الـنـزاع ولا تنظر لأشكالهم أو‬                                                                                                            ‫لديه خوف من ماضيه‪ ،‬وإن لم يقم بواجبه‬                                                                                      ‫من النوع الذي يظهر حقيقة الشهادة وأثر‬                                                                                                                                              ‫يجب أن نتبعها‪ ،‬وكـانـت المـبـادئ تسعة‪.‬‬
‫إيــحــاء ات إيـجـابـيـة فـي الـعـقـل الـبـاطـن‬                                                  ‫لوضعياتهم الاجتماعية‪ ،‬أو إلى كون هذا‬                                                                                                                 ‫المـهـنـي‪ ،‬وإن خـــان الأمــانــة المـلـقـاة على‬                                                                                                                                     ‫الشهادة؛‬                                                                                                                ‫وأول محور بدأنا به هو استخراج المبادئ‪،‬‬
‫وينعكس إيجابا على سلوك القاضي‪.‬‬                                                                   ‫توصف كذلك‬          ‫ووااللـععـدلـا ّلوة‬  ‫أو غيره‪.‬‬    ‫إذن فلان‬                                                                                         ‫عـاتـقـه‪ ...‬وهـذا المـبـدأ يشاركنا فيه رجـال‬                                                                              ‫ـ وطلب منه أن يعتمد على بينات وأن‬                                                                                                                                                  ‫واستخرجناها من الأصـول العليا للقيم‬
‫طـــالـــب الـــبـــعـــض أثــــنــــاء الـــحـــوار‬                                             ‫لـيـس بالمعنى‬                           ‫«عـلـيـا»‪،‬‬  ‫بـكـونـهـا‬                                                                                       ‫الـصـحـافـة‪ .‬لـهـذا فـرجـل الـصـحـافـة يعتبر‬                                                                                                     ‫يأخذ مقولة منها؛‬                                                                                                                                            ‫الـقـضـائـيـة‪ ،‬واسـتـخـرجـنـاهـا مـن رسـالـة‬
‫الــقــضــائــي قــيــام المـــدونـــة الـقـضـائـيـة‬                                             ‫الـعـلـيـاء‪ ،‬ولـكـن بمعنى أنـهـا ليس لها ما‬                                                                                                          ‫لرالـجتـلازاممـاستـتهقلواأخعـنااقـليـاجمتيعمهمناتهدا‪.‬مومنحختتلر ًمفا‬                                                          ‫ـ وطلب منه أن يعتمد على اليمين؛‬                                                                                                                                                ‫سيدنا عمر بن الخطاب إلى القاضي إبي‬
‫بتحديد الـجـزاء ات ونـحـن لا نمانع في‬                                                            ‫تـخـفـيـه‪ ،‬وأنــهــا تــرى بـحـيـاديـة‪ ،‬وتـعـمـل‬                                                                                                                                                                                                                               ‫ـ وطــلــب مــنــه أن يـحـكـم بـالـظـاهـر‬                                                                                                                                          ‫مـوسـى الأشــعــري‪ ،‬واسـتـخـرجـنـاهـا من‬
                                                                                                 ‫بشفافية‪ ،‬وتكتب على سبورة من زجاج‪،‬‬                                                                                                                    ‫الاستقلالية في شيء‬                  ‫ممععيالن‪ :‬فصكحمااف ُييـيعـنرففي‬                                                                              ‫ويتوصل عليه؛‬                                                                                                                                                ‫وثيقة الرياض التي كانت في سنة ‪،2007‬‬
‫هــذا‪ ،‬ولا نــرى فـي ذلــك عـيـبـا أن يـكـون‬                                                     ‫وتـقـرأ مـن جـمـيـع الـجـوانـب ذات الأبـعـاد‬                                                                                                         ‫فـي المـيـدان القضائي‪،‬‬                                                                                                    ‫ـ وطـلـب مـنـه أن يـتـطـلـب وأن يـعـرف‬                                                                                                                                             ‫وهي الوثيقة التي تتحدث عن أخلاقيات‬
‫كـل مـبـدأ أمـامـه جـزاء لمـن خـالـفـه‪ .‬كـذلـك‬
‫ايـلــقطـــلــضبـــاوئـنيـةبـ‪،‬ــأونهـُـتــــذهصـاــلماــغدومــنـــدةومنـــــوة لـجــلـوقـديـة‪،‬م‬  ‫الأربـعـة‪ .‬والـحـيـاديـة الـتـي تـقـال كـذلـك عن‬                                                                                                     ‫نحن لا نتغلغل في المجتمع‪ ،‬ولا نصاحب‬                                                                                       ‫مـعـرفـة جـيـدة عـن عــادات وتـقـالـيـد الـقـوم‬                                                                                                                                    ‫القضاة بمناسبة اجتماع رؤسـاء المحاكم‬
                                                                                                 ‫دور الـصـحـافـي‪ ،‬فيها حـمـايـة للحيادية‬                                                                                                              ‫الناس بكثرة ومـا إلـى ذلـك‪ ،‬أمـا الصحفي‬                                                                                            ‫الذين سيصدر أحكامه عليهم؛‬                                                                                                                                                 ‫العليا للقضاء‪ ،‬واستخرجناها كذلك من‬
                                                                                                 ‫الـسـيـاسـيـة‪ ،‬حـيـث لا حـق لـه الـتـحـدث عن‬                                                                                                         ‫فلا‪ ،‬فهو يدخل إلى أعماق المجتمع‪ ،‬ويمكنه‬                                                                                   ‫ـ وطلب منه أن يعتمد النص في الحكم‪،‬‬                                                                                                                                                 ‫مـبـادئ بـنـكـلـود‪ ،‬مـن وثـيـقـة ‪ ،2006‬وهـي‬
‫والاخــتــاف المـــوجـــود فـيـهـا هــو أنـنـا‬                                                   ‫القضية الرائجة‪ ،‬ولا حق له أن ينقل الخبر‬                                                                                                              ‫أن ينتمي سياسيا‪ ،‬لكن في هذا العامل هو‬                                                                                     ‫وعند غياب النص أن يعتمد القياس‪ ،‬عند‬                                                                                                                                                ‫مستمدة مـن حـقـوق الإنـسـان الأسـاسـيـة‪،‬‬
‫أضــفــنــا مــــبــــادئ أخـــــــرى‪ .‬لمــــــاذا تـلـك‬
‫الإضــافــات؟ هــو الــتــكــرار الـــذي يـتـعـلـم‬                                               ‫بـتـرجـيـح كـفـة طـــرف عـلـى آخـــر‪ ،‬وهـنـاك‬                                                                                                        ‫بـدوره كصحافي ينشد الاستقلالية لا بد‬                                                                                      ‫غياب النص والقياس أن يعتمد الاجتهاد‪،‬‬                                                                                                                                               ‫دون تمييز‪ ،‬وهذه المبادئ أيدتها آنذاك في‬
                                                                                                 ‫كبــثاليأرمـةـ فسي‪...‬هذاولاللموصحضاوفيعيُذنِكـارلتبعحدضث‬  ‫أمثلة‬                                                                                      ‫لـه مـن احـتـرام مـواثـيـق شـرف الصحافة‪،‬‬                                                                                  ‫وفي هذه العملية أن يميل بما هو أقرب من‬                                                                                                                                                                       ‫قرار سنة ‪.80/1985‬‬
‫مـنـه الـشـطـار‪ .‬هـو مـبـدأ يـقـرأ مـن زوايـا‬                                                                                                              ‫منها‬                                                                                       ‫ولا بد له من النزاهة‪ ،‬وصدقية الخبر‪ ،‬ولا‬                                                                                                          ‫عدالة الإنصاف؛‬                                                                                                                                              ‫هـذا التمييز هـنـا سـتـكـون مجموعة‬
‫مـتـعـددة لـكـي يـدخـل وجــدان الـقـاضـي‬
‫الـبـاطـنـي‪ ،‬ويـنـعـكـس عـلـيـه إيـجـابـا إن‬                                                     ‫فـي الــشــؤون الـعـامـة لـلـقـضـاء للمطالبة‬                                                                                                         ‫بد له من الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬ولا بد له‬                                                                                    ‫ـ وطلب منه ألا يكون قلقا وأن لا يكون‬                                                                                                                                               ‫مـن تدعيم نـزاهـة الـقـضـاء واعـتـبـرت هذه‬
                                                                                                 ‫بـتـخـفـيـض الـعـقـوبـات فـي حــدود معينة‬                                                                                                            ‫من الالتزام بالموضوعية‪ ،‬وبإنجاز العمل‬                                                                                     ‫ضـجـرا‪ .‬بحيث لا يـكـون للقلق والضجر‬                                                                                                                                                ‫المجموعة بأن القضاء عهدة شعب نسميه‬
                                                          ‫شاء الله‪.‬‬                              ‫ابلـابلـ ّنت‪.‬ظ‪..‬ر‬  ‫بذاتها‪ ،‬وحـول مطلب الحياد في‬                                                                                                      ‫حسب قواعد المهنة‪ ،‬وأن يصاحبه ضمير‬                                                                                         ‫قــامــوس الـقـاضـي‬    ‫موالهـمغـا كـضاـنـبتوالـجــــظـو ٌردوفــف‪،‬ي‬                                                                                                                 ‫الشأن العام‪ ،‬والشأن المجتمعي‪ ،‬ونعتبره‬
‫بـالـنـسـبـة لـلـمـبـدأ الــعــاشــر‪ ،‬الــذي‬                                                                        ‫ودون النظر لملف بعينه‪ ،‬ولا مانع‬                                                                                                                                                                                                                             ‫ومـهـمـا كـان أمـامـه‬
‫لــم يـتـفـق حــولــه الـجـمـيـع‪ ،‬وهـــو مـبـدأ‬                                                                                                                                                                                                       ‫حي‪ ،‬يحترم الحياة الشخصية للأفراد‪...‬‬                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫آنذاك عهد عمومية تستهدف تعزيز الثقة‬
                                                                                                 ‫لفئة الصحافة أن تنبه للخروقات التي قد‬                                                                                                                ‫وتـوجـد هـنـاك مـبـادئ نـشـتـرك فيها‬                                                                                                             ‫ذلك الشخص؛‬                                                                                                                                                  ‫في الجهاز القضائي‪ .‬ومن هذه الأصول تم‬
‫التضامن‪ ،‬ماذا ظن الإخوان بالتضامن؟‬                                                               ‫تطرحها حقوق الإنـسـان‪ ،‬سـواء من طرف‬                                                                                                                  ‫ووواألهـجـذحمهيـالاـلدمـهـبدـاااائلدًـمتـائحوـهـأّلـب ًيدياق‪،‬بـطاولبـبانـلاللزاأياعهــقةمـةاوواقاللـملتأـسخاجــوراادةق‪،.‬‬  ‫ـ وطلب منه احـتـرام المتراضي وأن لا‬                                                                                                                                                ‫استخراج المبادئ التي ذكرت لكم‪ .‬مبادئ‬
‫ظـنـوا بـالـتـضـامـن أن يـتـضـامـن الـقـضـاة‬
‫فـي كتلة واحـدة ضـد جهة معينة‪ ،‬هذا‬                                                               ‫القاضي أو المحامي أو ممثل للحق العام‬                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫يعاقبه وأن لا يؤذيه‪...‬‬                                                                                                                                      ‫الـسـلـك الـقـضـائـي الـتـي اعـتـبـرنـاهـا نحن‬
                                                                                                 ‫أو الـخـصـوم‪ ،‬مـمـا يـدعـم عـلـى أحـد أسـس‬                                                                                                                                                                                                                                     ‫ـ وطلب منه طلبا أخيرا وهو مهم جدا‬                                                                                                                                                  ‫فـي المـنـظـومـة الـقـضـائـيـة تـسـعـة مـبـادئ‪،‬‬
‫الولقا ُيض ِاعئيني‪.‬كاتللقةاضضدي‬  ‫لا يجوز فـي العمل‬                                                                                                   ‫النزاهة‪.‬‬                                                                                         ‫الــقــضــاء وأخــــاق الــصــحــافــة‪ .‬ومــبــادئ‬                                                                        ‫وهو عدم التراجع عن حكمه الخاطئ ولو‬                                                                                                                                                 ‫مـبـادئ‬  ‫سـ ّتـة‬  ‫بنكلود‬  ‫مـبـادئ‬  ‫واعـتـبـرتـهـا‬
                                 ‫يحكم ولا يتضامن‪،‬‬                                                ‫والــنــزاهــة هــي أســاســيــة لمـمـارسـة‬                                                                                                          ‫مــذكــورة فـي مـنـظـومـة الـقـيـم الـقـضـائـيـة‪.‬‬                                                                         ‫أدت الظروف إلى اكتسابه حجيته المطلقة‪.‬‬                                                                                                                                                                                       ‫فقط‪.‬‬
‫جـهـة مـعـيـنـة‪ ...‬نـحـن قلنا إن التضامن‬
‫ممــبـنداألإوخقــاوئـة اي‪،‬لقويـضاطـةلـانبـ محــنرـافلمـاعـننـرمىباأدًخئـها‬                       ‫المـنـصـب الـقـضـائـي‪ .‬الـنـزاهـة هـنـا تـقـع‬                                                                                                        ‫ونـظـرا لتضامنها سـأمـر عليها بسرعة‬                                                                                       ‫ونـحـن فـي قـانـون الـشـرع فـي التنفيذ إن‬                                                                                                                                          ‫قـلـت‪ ،‬بـعـد تكثيف المـشـاركـة مـن لـدن‬
                                                                                                 ‫على عـاتـق الـقـاضـي أمـام المـواطـن حتى‬                                                                                                                                                 ‫وسأهتم بالحياد‪.‬‬                                                                       ‫اكتسب الحكم حجته لا يمكن أن يتراجع‬                                                                                                                                                 ‫جـمـيـع قـضـاة المـمـلـكـة‪ ،‬تــم الاتــفــاق على‬
                                                                                                 ‫يعلم المواطن في دياره أن القاضي فوق‬                                                                                                                  ‫للمقمراجتتهماعفقـي ًيمابكنابيراى‪،‬ت‬  ‫الحياد يعطي‬   ‫إن‬                                                                      ‫فيه ولو كان فيه خطأ جسيم‪ .‬رسالة عمر‬                                                                                                                                                ‫الكتابة والصياغة النهائية‪ ،‬الـتـي كانت‬
‫التسعة أن نتضامن نحن مجموعة من‬                                                                   ‫الـشـبـهـات‪ ،‬وأن الـقـاضـي هــو شـخـص‬                                                                                                                                                    ‫المحاكم تقام‬  ‫فدائما‬                                                                  ‫ابن الخطاب تقول لا يمكن أن تتراجع عن‬                                                                                                                                               ‫فــي هــذا الـشـكـل المـبـسـط لـلـغـة الـعـربـيـة‪،‬‬
‫الـعـقـاء والـحـكـمـاء ونـتـجـه إلـيـه ونـرده‬
‫عـن انـحـرافـه ذاك‪ .‬فـالـقـضـاء سلطة تـرد‬                                                        ‫أكـثـر مـراقـبـة‪ ،‬يـراقـبـه ضـمـيـره‪ ،‬يـراقـبـه‬                                                                                                      ‫عالية‪ ،‬وكانت خـارج البلد حتى لا يتأثر‬                                                                                     ‫حكمك إن لم تقرأ الوثائق قـراءة جيدة إن‬                                                                                                                                             ‫وكذلك بالفرنسية‪ .‬بعد الكتابة‪ ،‬كان هناك‬
                                                                                                 ‫المـجـتـمـع بـأكـمـلـه‪ ،‬يـراقـبـه المـتـقـاضـي‪،‬‬                                                                                                      ‫الـقـاضـي والأطـــراف بـالأهـل والأصــدقــاء‪،‬‬                                                                             ‫سمعت شاهدا أخطأ في شهادته وما إلى‬                                                                                                                                                  ‫اختلاف حول التسمية أن نسميها «مدونة‬
‫عـن‬  ‫الم ـظ ـل ـوم‬  ‫وعــهنذهظـلـهمـيها‪،‬لغواتــيـةر‪ّ.‬د‬            ‫ال ـظ ـال ـم‬                    ‫يـراقـبـه رئـيـس المحكمة‪ ،‬يـراقـبـه الـزمـاء‬                                                                                                         ‫وبما يروج في محيط المحكمة‪ .‬ولهذا فإن‬                                                                                                                                                          ‫ذلك‪...‬‬                                                                                                         ‫الأخـــاق الـقـضـائـيـة» أم «مــدونــة الـسـلـك‬
                                                                 ‫الخطأ‪،‬‬
‫وكـذلـك لــدي حـديـث عـن الـشـجـاعـة‬                                                             ‫وكــتــاب الــضــبــط‪ ،‬يــراقــبــه المـفـتـشـون‪،‬‬                                                                                                    ‫القضاء‬  ‫افلقعاليهض أينعينقدتمناعيروأغنب ُيـفديِخـملزافوـلةي‬                                                               ‫ثبـاننـيكـالـ‪ :‬اولدح‪6‬يافـد؛قـثطا‪،‬لثوا‪:‬هاــلنيزأاوهل ًةا‪،:‬‬  ‫مـبـادئ‬                                                                                                                 ‫القضائي» أم «مدونة القيم القضائية» وتم‬
                                                                                                 ‫يـراقـبـه الــوزيــر‪ .‬ولـذلـك إذا كــان يـوجـد‬                                                                                                       ‫قناعته‬                                                                                                                                                                               ‫الاستقلالية؛‬                                                                                                            ‫الاتـفـاق عـلـى اسـتـعـمـال عـبـارة «منظومة‬
‫والـلـيـاقـة‪ ،‬فـهـنـاك َمـن طـالـبـوا بالتحلي‬                                                    ‫شـخـص مـتـعـفـن فـإنـه يـمـكـنـه أن يـمـس‬                                                                                                            ‫بـأنـه لـه رابـطـة واحــدة مـع الـحـق سبحانه‬                                                                              ‫رابعا‪ :‬اللياقة‪ ،‬خامسا‪ :‬المساواة‪ ،‬سادسا‪:‬‬                                                                                                                                            ‫القيم القضائية»‪ ،‬لأن كلمة القيم تستغرق‬
‫بـمـنـظـور الـقـضـاة الـصـلـحـاء‪ ،‬ولاحـظـوا‬                                                                                              ‫شريحة بعفنه‪.‬‬                                                                                                 ‫وتعالى وليس إلا‪ .‬وإن اقتنع بهذا الموقف‬                                                                                                       ‫الاختصاص والحواس‪.‬‬                                                                                                                                               ‫جميع المفاهيم بجميع الأبـعـاد ودون أن‬
‫أن هـــنـــاك قـــضـــاة ذهــــبــــوا إلـــــى دول‬
‫مـتـعـددة وظــهــروا فـيـهـا بـمـظـاهـر غـيـر‬                                                    ‫إذن كــيــف يـمـكـنـنـا أن نــحــل هــذه‬                                                                                                             ‫افلوـمإهعنـذمهها ارسلـيقيـدلالجـلـمسةبحايعكـلسـمتيـفمهيدنـهبوانًعاأـيياا ًتمـضهانا اامللـنقـحادلقايشقسـكية‪،‬لة‬             ‫المدونة المغربية عندها خصوصيات‬                                                                                                                                                     ‫يـكـون هـنـاك إحـــراج‪ ،‬لأنــه الآن لمـا نـذهـب‬
                                                                                                 ‫المـعـضـلـة؟ وأخـطـر مـن وجــود الـنـزاهـة‬                                                                                                                                                                                                                                     ‫مغربية تضم ‪ 9‬مبادئ وليس عشرة‪ .‬ذلك‬                                                                                                                                                  ‫للمعهد القضائي يتوجه السادة الملحقون‬
‫معروفة‪ ،‬ولم يشرفوا القضاء المغربي‪،‬‬                                                               ‫وجـود الـرشـوة‪ .‬والـرشـوة قديمة‪ ،‬وهي‬                                                                                                                                                                                                                                           ‫أن مبدأ التضامن مبدأ خاطئ سنزيله إن‬                                                                                                                                                ‫الـقـضـائـيـون لـيـقـبـلـوا عـلـى جـمـيـع المــواد‬
‫ونطلب منهم بدورنا أن يكونوا واعين‬
‫ومتزنين وحازمين في تصرفاتهم دون‬                                                                  ‫كـلـمـة يـعـاقـب عـلـيـهـا فــي مـجـتـمـعـاتـنـا‬                                                                                                     ‫الـتـي تشبه المـعـابـد‪ ،‬لأن مـن يـدخـل المعبد‬                                                                                                                                        ‫شاء الله‪.‬‬                                                                                                               ‫بسهولة‪ ،‬ولـكـن عندما تـريـد أن تدرسهم‬
                                                                                                 ‫بـــالإبـــعـــاد وبــالــعــقــوبــة الــحــبــســيــة‪،‬‬                                                                                             ‫يريد أن يصلي‪ ،‬والعدالة جزء من الصلاة‪.‬‬                                                                                     ‫نـحـن نـتـفـق بــن المـــدونـــة والمــبــادئ‬                                                                                                                                      ‫المــدونــة الأخـاقـيـة يـكـون هـنـاك نــوع من‬
                                                          ‫استعلاء‪...‬‬                             ‫والمـجـتـمـعـات الـرومـانـيـة كـانـت تـعـاقـب‬                                                                                                        ‫الـهـقـذاا ُيـضـلـزي‪،‬م‬  ‫وداخــل المـحـاكـم الـكـل مـحـمـي‪.‬‬                                                                ‫السالف ذكرها في الاستقلال‪ ،‬في النزاهة‬                                                                                                                                              ‫الاعــتــراض‪ ،‬لـذلـك أسـمـيـنـاهـا بمنظومة‬
                                                                                                 ‫عليها بسلخ الجلد مثل الخروف‪ .‬آنذاك‬                                                                                                                                           ‫المـحـامـي‪ ،‬الأطـــراف‪ ،‬المـتـهـم‪ ،‬كـل‬                                                            ‫والـتـجـرد‪ ،‬فـي الـحـيـاد‪ ،‬فـي المـسـاواة‪ ،‬وفي‬                                                                                                                                     ‫القيم‪ ،‬لأن القيم هي الشيء السامي العالي‪.‬‬
           ‫‪------------------------------‬‬                                                        ‫كانوا ينظرون للرشوة وإلى خطورتها‬                                                                                                                     ‫ُايـللقـازمـضهيبــبأأننيـيبـرعدـ ادلادلأفاطــعـ ارلاكاف اململـنلـأحـصازحةابعه‪،‬ن‬                                           ‫الكفاءة واللياقة‪ .‬والإضافات التي أتت بها‬                                                                                                                                           ‫إذن بعد هـذه اللمحة التاريخية عن‬
‫* مقتطف مـن مـداخـلـة سابقة ضمن‬                                                                  ‫ولمحاربة آفات الرشوة لابد من مشاركة‬                                                                                                                                                                                                                                            ‫المـدونـة هـي الـشـهـادة الأدبـيـة‪ ،‬والتحفظ‪،‬‬                                                                                                                                       ‫منظومة القيم القضائية‪ ،‬لا بد وأن أرجع‬
                                                                                                 ‫المـجـتـمـع المـدنـي والـصـحـافـة لـفـضـح من‬                                                                                                         ‫المشاركة في أدوات الإثـبـات‪ ،‬ولكي يحقق‬                                                                                    ‫والسلوك القضائي‪ ،‬ثم أضافت التضامن‪،‬‬                                                                                                                                                 ‫إلـى الأصـل الأول‪ ،‬رسـالـة سيدنا عمر بن‬
    ‫ندوة حول علاقة الصحافة بالقضاء‪.‬‬                                                              ‫يــجــب فــضــحــه‪ ،‬عــلــى أن يــكــون الأمـــر‬                                                                                                     ‫الحياد يلزم لممثل النيابة العامة أن يرافع‬                                                                                 ‫والـتـضـامـن شــيء آخــر‪ ،‬وهــو لـيـس مـبـدًأ‬                                                                                                                                               ‫الخطاب لأبي موسى الأشعري‪.‬‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11