Page 4 - مغرب التغيير PDF
P. 4

‫‪4‬‬                                                                                                       ‫ملف‬

‫العدد‪ - ٦٥ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬غشت ‪٢٠١٧‬‬

                                                                                                                                                                                                                        ‫الأشــاوس عـن طـريـق إيـجـاد‪ 470‬طن‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫من الغازات الكيماوية السامة و‪530‬‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫طـائـرة مصنوعة فـي فرنسا وألمانيا‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫والـــدانـــمـــارك ‪ ،‬يــقــودهــا طــيــارون‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫مــتــطــوعــون مــرتــزقــة مـــن أوروبـــــا‬

                                                                                                                                                                                                                                         ‫وأمريكا الشمالية‪.‬‬

                                                                                                                                                                                                                           ‫‪4‬ـ أنواع الغازات السامة المستعملة‬
                                                                                                                                                                                                                                 ‫في حرب الريف‪:‬‬

‫‪ ،‬وكــانــت لــهــا أيــضــا انــعــكــاســات‬        ‫لإرغامها على الاستسلام والخنوع‬                       ‫حمو بـن حـدو ممثل محمد بـن عبد‬                      ‫طائرات مستوردة من فرنسا وألمانيا‬                          ‫اسـتـعـمـل الإســبــان فـي الـعـدوان‬
‫وخـيـمـة عـلـى الــرأي الـعـام الإسـبـانـي‬           ‫بـعـد أن تـضـآلـت فـعـالـيـة الــغــازات‬             ‫الكريم على المستوى الخارجي الذي‬                     ‫والدانمرك كطائرة كولياث ‪،Goliath‬‬                          ‫الـكـيـمـاوي ضــد الــريــف الـعـديـد مـن‬
                                                     ‫السامة الأخـرى التي استخدمت في‬                       ‫اسـتـشـار الأمـيـر فـي شــراء مجموعة‬                ‫وطــــائــــرة فــــارمــــان ‪،FarmanF-60‬‬                 ‫الـغـازات الـسـامـة والمــواد الـكـيـمـاويـة‬
               ‫وحكوماته المتعاقبة‪.‬‬                                                                        ‫مـن الـكـمـامـات الـوقـائـيـة مـن وهــران‬           ‫وبريگيت ‪ ، Breguet XIV‬و‪ ، DH-9‬و‬                           ‫الـجـرثـومـيـة بــرا وبـحـرا وجــوا‪ .‬كما‬
‫ويعني هـذا أن المـقـاومـة الريفية‬                                           ‫صد المقاومة‪.‬‬                  ‫لاسـتـعـمـالـهـا وقــايــة مــن الــغــازات‬                                                                   ‫استخدمت الطائرات الخاصة لرمي‬
‫فـي هــذه المـرحـلـة حـقـقـت انـتـصـارات‬             ‫وعـلـى الـعـمـوم‪ ،‬فـــإن‪ ”:‬ضـخـامـة‬                  ‫الـسـامـة الـتـي سيستخدمها الأعـداء‬                                              ‫‪.DH-4‬‬                        ‫الـسـمـوم الـكـيـمـاويـة بـالـريـف لأول‬
‫فائقة على قـوات الـعـدو عـددا وعـدة‪،‬‬                 ‫حـــــرب الــــريــــف وحــجــم اســتــعــمــال‬      ‫ضد الريفيين بكثافة بعد هزيمتهم‬                      ‫وتـــنـــطـــلـــق هـــــــذه الــــطــــائــــرات‬        ‫مــرة فــي الــتــاريــخ الــعــالمــي‪ ،‬بـعـد أن‬
‫وأسـرت الكثير من الأسـرى بمافيهم‬                     ‫أسلحة الدمار الشامل فيها وخاصة‬                       ‫بأنوال‪ .‬وهناك من كان يداوي قروح‬                     ‫فــــي إقـــاعـــهـــا وتــحــلــيــقــهــا قـصـد‬         ‫كـانـت تستعمل بـرا بـواسـطـة المـدافـع‬
‫الجنرال نيفارو‪ ،‬واستطاعت المقاومة‬                    ‫الأسلحة الكيماوية من غـاز الخردل‬                     ‫هـذه الـغـازات السامة بوسائل الطب‬                   ‫الــقــنــبــلــة والــتــدمــيــر مــن مــطــارات‬
‫الريفية أن تحصل على غنائم كثيرة‬                      ‫عـبـر قـنـابـل الـكـاربـونـت والإلـكـتـرون‬           ‫الشعبي التقليدي ‪ ،‬وهـنـاك مـن كان‬                   ‫الــــنــــاظــــور(تــــاويــــمــــة)‪ ،‬وتــــطــــوان‪،‬‬                 ‫والرشاشات الغازية‪.‬‬
‫عـلـى مـسـتـوى الـعـدة الـعـسـكـريـة‪ ،‬إذ‬             ‫انطلاقا من ‪ 533‬طائرة وبحجم ‪400‬‬                       ‫ينفذ تعليمات الأمير في تفادي هذه‬                    ‫والـــعـــرائـــش‪ ،‬وتــســتــخــدم الـــغـــازات‬          ‫ومـن الـغـازات المـوظـفـة فـي حـرب‬
‫حصلت على الكثير مـن الـرشـاشـات‬                      ‫طــن مــن غــاز الـلـوسـت‪ ،‬حـيـث وصـل‬                ‫الــغــازات الـسـامـة عــن طـريـق اتـخـاذ‬           ‫المصنعة بمليلية ‪ ،‬أوالمحملة بالسفن‬                        ‫الــريــف نــذكــر‪ :‬غـــاز الــلــوســت (غــاز‬
‫والــدبــابــات مــن مـخـتـلـف الـعـيـارات‬           ‫حجم القنبلة الواحدة ما بين ‪ 20‬إلى‬                                                                        ‫إلى مدينة سبتة‪ ،‬أو المصنعة بمعمل‬                          ‫الـــخـــردل أو الأبــرايــت أو الأصــفــر)‬
‫فـضـا عـن الأسـلـحـة الـحـديـثـة تقنيا‬               ‫‪100‬كلغ‪ ،‬يعد من أخطر الجرائم التي‬                          ‫مجموعة من التدابير الوقائية‪.‬‬                                                                             ‫الـذي كـان لـه آثـار تدميرية قـويـة في‬
‫بـمـا فـيـهـا ‪ :‬الــبــنــادق‪ ،‬والــطــائــرات‪،‬‬                                                           ‫بـيـد أن إمـكـانـيـة الــهــرب ‪ ”:‬هـي‬                            ‫بلامر إينوسا بمدريد‪.‬‬                         ‫الـريـف وتـأثـيـرا سـلـبـيـا عـلـى صحة‬
‫والـسـفـن‪ ،‬والمــدرعــات‪ ،‬والمـصـفـحـات‪،‬‬              ‫تدخل في حرب الإبادة الجماعية‪”.‬‬                      ‫الــوســيــلــة الــوحــيــدة المــتــاحــة أمــام‬  ‫وقد ‪ ”:‬بلغت كمية غاز(اللوست)‬                              ‫المـواطـنـن وبـيـئـتـهـم‪ .‬كـمـا اسـتـخـدم‬
‫والـــقـــنـــابـــل‪ ،‬ورصــــــاص الـــبـــنـــادق‪،‬‬  ‫ومـــن هــنــا‪ ،‬فــإنــنــا نـسـجـل بــأن‬            ‫القبائل الريفية والاختباء في مغاور‬                  ‫المـحـصـل عـلـيـهـا مـن طــرف إسـبـانـيـا‬                 ‫الإســبــان الــكــبــريــت‪ ،‬والــكــاربــونــت‪،‬‬
                                                     ‫إسبانيا والـدول التي تحالفت معها‬                     ‫تحت الأرض عند كـل عملية قصف‪،‬‬                        ‫‪110‬طـــن اسـتـعـمـلـت لمـفـردهـا لقنبلة‬                   ‫ومـادة الكلوروبكرينا ‪،Cloropicrina‬‬
    ‫والمتفجرات بمختلف أنواعها…‬                       ‫قــد ارتـكـبـت جـرمـا تـاريـخـيـا كـبـيـرا‬           ‫ويـزيـد تـنـاثـر الــغــازات وانـتـشـارهـا‬          ‫الـقـرى الريفية؛ مما خلف المـئـات من‬                      ‫وغــاز لاكـريـمـوجـن ‪،lacrymogènes‬‬
‫بـيـد أن ظــروف الـحـرب ستتغير‬                       ‫وخــطــأ عــســكــريــا فـــادحـــا لايـغـتـفـر‬      ‫فـي الـهـواء بـسـرعـة‪ ،‬فـي انـتـقـالـه إلـى‬         ‫القتلى من جراء الاختناقات والإصابة‬                        ‫وغـاز الـدك‪ ،‬وغـاز ‪ ، BN‬والفوسجين‬
‫مـن سنة ‪1923‬م إلـى غاية ‪1927‬م‪ ،‬إذ‬                    ‫عندما التجأت إلى استعمال الغازات‬                     ‫مـسـاحـات واسـعـة‪ .‬بـالـرغـم مـن توفر‬               ‫بتسممات جماعية وحـروق مختلفة‬                              ‫‪ ، fosgeno‬والإبــبــريــت ‪،l’ypérite‬‬
‫ستستعمل القوات الغازية الأسلحة‬                       ‫الـكـيـمـاويـة وأسـلـحـة الـدمـار الشامل‬             ‫المــجــاهــديــن عــلــى وحـــــدة صـحـيـة‬         ‫فـــي الــجــلــد وقـــــروح عــلــى مـسـتـوى‬             ‫والـكـلـور‪ ،‬والأوكــســول‪ ،‬والـفـوسـفـور‬
‫الكيماوية الفتاكة والـغـازات السامة‬                  ‫للقضاء على المـقـاومـة الريفية التي‬                  ‫ومــعــدات طـبـيـة حـصـلـوا عـلـيـهـا من‬            ‫المعدة والأمعاء والتهابات مزمنة في‬                        ‫الأصـفـر‪ ،‬والإلـكـتـرون وهـو مـزيـج من‬
‫فـي مـجـابـهـة الـريـفـيـن لـلـقـضـاء على‬            ‫كانت مقاومة مشروعة في مبادئها‬                        ‫غنائم أنـوال سنة ‪ ،1921‬فإنها غير‬                    ‫الحلق والأنف وعلى مستوى الجهاز‬
‫المقاومة الريفية بشكل نهائي وإبادة‬                   ‫وأهـــدافـــهـــا تـــدافـــع عـــن ســيــادتــهــا‬  ‫قـادرة على تحقيق غـرض العلاجات‬                      ‫التنفسي بالإضافة إلى التشويهات‬                                         ‫المغنزيوم والألومنيوم‪.‬‬
‫الـسـكـان إبـادة جماعية ليسهل على‬                    ‫وكينونتها وخيراتها‪ .‬وبذلك‪ ،‬دخل‬                       ‫لأن الإصـابـة بـالـغـازات تـحـتـاج إلـى‬             ‫الجسمانية والإصـابـة بالعمى‪ ،‬كما‬                          ‫هــذا‪ ،‬وقـد قـال المـهـنـدس الألمـانـي‬
‫المحتل الاستيلاء على منطقة الريف‬                     ‫الــريــف سـجـل الأمــجــاد والـبـطـولات‬             ‫مـعـالـجـة فــائــقــة الــعــنــايــة والــدقــة؛‬  ‫اجــتــاح الــريــف صــيــف ‪ 1925‬وبــاء‬                   ‫شـتـولـتـسـبـرغ المـشـرف عـلـى تصنيع‬
                                                     ‫الـشـريـفـة‪ ،‬فـي حـن دخـلـت إسـبـانـيـا‬              ‫ويـضـطـر الأهــالــي إلـــى الاسـتـعـانـة‬           ‫التفويد الذي أهلك العديد من السكان‬                        ‫الـــغـــازات الــســامــة بـإسـبـانـيـا سـنـة‬
  ‫قصد استغلالها استغلالا شاملا‪.‬‬                      ‫وحليفاتها سجل الإجـرام الكيماوي‬                      ‫بـــمـــواد طـبـيـعـيـة وتــقــلــيــديــة مـثـل‬    ‫وكان له دور مباشر في تهجير قرى‬                            ‫‪1924‬م عـن غـاز الـلـوسـت‪ ”:‬إن واحـدا‬
‫ولـم يكن هـذا التنفيذ إلا إرضـاء‬                                                                          ‫الأعشاب للتداوي بها‪ .‬وصب الزيت‬                      ‫بأكملها‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى‬                           ‫على خمسمائة‪ 500/1‬من نقطة غاز‬
‫لـلـضـغـوطـات الـسـيـاسـيـة والإعـامـيـة‬                           ‫ضد الإنسانية قاطبة‪.‬‬                    ‫الحار على الجروح للحد من تعفنها‪.‬‬                    ‫اسـتـعـمـال الــغــازات الـسـامـة المـلـوثـة‪،‬‬             ‫اللوست تكفي لتوفير شـروط تعفن‬
‫وانتقاما مـن الريفيين الـذيـن حققوا‬                                                                       ‫أمـام هـول الـكـارثـة وازديــاد عـدد‬                ‫حــيــث زاد جــهــل الـــنـــاس بـطـبـيـعـة‬
‫انـــتـــصـــارات مــظــفــرة عــلــى حـسـاب‬          ‫‪5‬ـ مراحل حرب الغازات السامة بالريف ‪:‬‬                ‫الــجــرحــى بــالإصــابــات الـخـطـيـرة‪،‬‬           ‫هــذا الــغــاز وقــدرتــه عـلـى الانـتـشـار‬                    ‫اللسان الذي يؤدي إلى الموت”‬
‫الـكـتـائـب الإسـبـانـيـة فـي الـكـثـيـر من‬                                                               ‫اضــطــرت الـحـكـومـة الـريـفـيـة صـيـف‬             ‫فـي حـصـد المـزيـد‪ ،‬فـهـو ذو خـاصـيـة‬                     ‫وقــد أشــار خــوان بــانــدو أيـضـا‬
‫مــنــاطــق الـــريـــف‪ ”:‬فـــأمـــام وحـشـيـة‬       ‫مـــرت حـــرب الــريــف بـمـرحـلـتـن‬                 ‫‪ 1925‬إلـى طلب المساعدة من اللجنة‬                    ‫شـديـدة الالـتـصـاق بـكـل مـايـحـيـط به‬                   ‫فـي كـتـابـه ‪ ”:‬الـتـاريـخ الـسـري لحرب‬
‫الحرب التي كان الطرفان المتنازعان‪،‬‬                   ‫أسـاسـيـتـن‪ :‬مـرحـلـة اسـتـعـمـل فيها‬                ‫الـدولـيـة لـلـصـلـيـب الأحــمــر بـجـنـيـف‬         ‫من الملابس والمواد الغذائية ومحيط‬                         ‫الـريـف ” إلـى مـجـمـوعـة مـن الـغـازات‬
‫بـشـق الـنـفـس يـحـصـان فـيـهـا عـلـى‬                ‫الأعــــداء الأسـلـحـة المـرخـصـة دولـيـا‬            ‫لـلـتـدخـل بـشـكـل مـسـتـعـجـل لـتـوفـيـر‬           ‫المــــنــــزل‪ ،‬ويــســبــب ضــعــفــا وهــــزالا‬         ‫الـسـامـة الـتـي كـانـت تـركـب بـطـريـقـة‬
‫الأســرى‪ ،‬وأمــام الـتـمـاطـل والـتـأخـيـر‬           ‫كــاســتــعــمــال الـــدبـــابـــات والمـــدافـــع‬  ‫الإعـــانـــة الـطـبـيـة لــصــالــح ضـحـايـا‬                                                                 ‫كـيـمـاويـة مهجنة ‪ ،‬وكــان لـهـا تأثير‬
‫فـي تـكـويـن جـيـش قــادر عـلـى الـقـتـال‬            ‫والـرشـاشـات والمـدرعـات والـطـائـرات‬                ‫الغازات الخانقة‪ .‬لكن دون أن يؤخذ‬                               ‫شديدين وعياء ملازما‪.”.‬‬                         ‫سلبي وخطير على صحة الريفيين‬
‫ومداهمة الجبهات بقوة‪ ،‬وأمام عجز‬                      ‫والسفن الحربية المـدمـرة‪ .‬وقـد بدأت‬                                                                      ‫ولـتـفـادي هــذه الــغــازات الـسـامـة‬                    ‫وبـيـئـتـهـم الـطـبـيـعـيـة الـفـطـريـة‪ ”:‬في‬
‫الــقــيــادات ومــعــانــاة الـجـيـش‪ ،‬طـلـب‬         ‫هذه الفترة من سنة ‪1914‬م إلى سنة‬                                     ‫الأمر بمحض الجد‪”.‬‬                    ‫الــخــطــيــرة‪ ،‬الــتــجــأ الــريــفــيــون إلــى‬       ‫تركيبة تعتمد أساسا على كبريتور‪-‬‬
‫الـبـرلمـان اسـتـعـمـال الـغـازات الـسـامـة‪.‬‬         ‫‪1921‬م مع انهزام الإسبان في معركة‬                     ‫وإلـــى جـانـب الــغــازات المــذكــورة‬             ‫الكهوف والمغارات والمخابئ‪ ،‬فنلفي‬                          ‫كـلـور‪ ،‬ولــدت هــذه الــغــازات الـسـامـة‬
‫وبهذه العبارات كان الحديث يجري‬                       ‫أنــوال المـظـفـرة‪ .‬كـمـا تـلـقـت إسـبـانـيـا‬        ‫سابقا‪ ،‬كثفت إسبانيا من استعمال‬                      ‫من كان يختار الهجرة إلى الشرق أو‬                          ‫تـشـكـيـلـة مـمـيـتـة‪ ،‬إذ إن تـأثـيـراتـهـا‬
‫بين كل من سـولانـو‪ Solano‬وكرسبو‬                      ‫في هـذه المرحلة عـدة خسائر بشرية‬                     ‫غـاز الأكـسـول الــذي تسلمت مـنـه ‪20‬‬                ‫الغرب أو الجنوب‪ ،‬و من كان يستعمل‬                          ‫كـانـت خـطـيـرة جــدا‪ ،‬فـهـي تستهدف‬
                                                     ‫ومادية في عدة مواقع حربية كجبل‬                       ‫طـنـا مـن ألمـانـيـا عـلـى وجــه الـسـرعـة‬          ‫الـكـمـامـات الـوقـائـيـة الـتـي اشـتـراهـا‬               ‫الــــغــــشــــاء ات المـــخـــاطـــيـــة لــلــخــايــا‬
            ‫دي لارا‪Crespo de Lara .‬‬                  ‫العروي‪ ،‬وكبدانة‪ ،‬وسلوان‪ ،‬وأظهار‬                      ‫لقنبلة الريف ومحاصرتها عسكريا‬                       ‫محمد بن عبد الكريم من الفرنسيين‬                           ‫الـتـنـفـسـيـة فـتـدمـرهـا‪،‬مـحـدثـة بـذلـك‬
‫جاء الطلب على هذه الغازات في‬                         ‫ء وبــران‪ ،‬والـنـاظـور…مـمـا أثـر سلبا‬               ‫وتــطــويــقــهــا مـــن جــمــيــع الــجــهــات‬    ‫عـبـر الـتـهـريـب أو المـتـاجـرة كـمـا تبين‬               ‫اخـتـنـاقـات حــادة ‪،‬وبـالـتـالـي‪ ،‬المـوت‪.‬‬
‫العشرين من غشت ‪1921‬م‪ ،‬وهو نفس‬                        ‫عـلـى مـعـنـويـات الـجـيـش الإسـبـانـي‬                                                                   ‫ذلـك الوثيقة الـتـي وردت على لسان‬                         ‫أعــــراض تـجـلـت فــي ظــهــور(قــروح)‬
‫التاريخ الذي طلبت فيه غازات سامة‬                                                                                                                                                                                        ‫خطيرة على الـجـلـد‪ ،‬أو التسبب في‬

                                                                                                                                                                                                                                    ‫العمى الجزئي أو الكلي‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫هذا ‪ ،‬وقد كانت اتفاقيات لاهاي‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫المـوقـعـة مـا بـن عـامـي ‪1899‬و‪1907‬م‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫(التي وقعت عليها إسبانيا في عهد‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫المــلــك ألـفـونـصـو) لـتـؤكـد عـلـى هـذا‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫الخطر‪ .‬لكن اليأس الذي تسببت فيه‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫مـجـازر الإسـبـان فـي كـل مـن أعــروي‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫‪ ،‬والـكـبـدانـي‪ ،‬والـنـاظـور‪ ،‬وسـلـوان‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫قــضــى عــلــى كـــل أشـــكـــال الــحــواجــز‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫الأخلاقية التي تمنع استعمال هذه‬

                                                                                                                                                                                                                                                  ‫الغازات”‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫وكــانــت الــقــنــابــل الــتــي تـرمـى‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫عـلـى الـريـف تـزن ‪ 20‬كـلـغ ‪ ،‬و‪50‬كـلـغ‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫و‪100‬كــلــغ‪ ،‬وتــتــرك آثــــارا تـدمـيـريـة‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫مــــروعــــة عــبـــر مـــســـح الــعــديــد مـن‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫الـكـيـلـومـتـرات المــربــعــة‪ ،‬أي إن كـل‬
                                                                                                                                                                                                                        ‫قـنـبـلـة تــدمــر ‪2500‬م‪ .2‬وتـحـمـلـهـا‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9