Page 5 - مغرب التغيير PDF
P. 5

‫‪5‬‬                                                                                                            ‫ملف‬

‫العدد‪ - ٦٥ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬غشت ‪٢٠١٧‬‬

‫الـجـوي‪ ،‬الـذي كانت تقوم بـه أسـراب‬                    ‫الــريــف نـتـائـج بـشـريـة واجـتـمـاعـيـة‬              ‫وآنـــذاك مـقـيـمـا عـامـا عـلـى أيـثـبـورو‬    ‫تـحـريـم اسـتـعـمـال الــغــازات الـسـامـة‬             ‫لشحن القنابل والمتفجرات المناسبة‪.‬‬
‫مــن طــائــرات الــقــوتــن الـحـلـيـفـتـن‪،‬‬           ‫وعسكرية وبيئية وصحية ونفسية‬                             ‫‪ ، Aizpuro‬إن الـرعـب الــذي أحـدثـتـه‬          ‫فـي الـحـروب‪ ،‬أصـبـحـتـا أول دولـتـن‬                   ‫لكن المواثيق الدولية أجهضت هذه‬
‫والتي كانت تلقي بالغازات السامة‬                                                                                ‫سابقا التجارب البسيطة التي تمت‬                 ‫في العالم تدشنان الحرب بالغازات‬
‫والمحرقة‪ ،‬فتلحق أضرارا مهولة بكل‬                                                 ‫وأخلاقية‪.‬‬                     ‫فـي تـيـزي عــزى بـاسـتـعـمـال قـذائـف‬         ‫الــكــيــمــيــائــيــة عــــن طــــريــــق الــجــو‬            ‫المحاولة ‪ ،‬فمرت سنتان”‪.‬‬
                                                       ‫ففيما يخص النتائج البشرية‪،‬‬                              ‫المـدفـعـيـة‪ ،‬وطـلـب سيلفيلا بـانـعـقـاد‬       ‫بـالـطـائـرات‪ ،‬وبـشـكـل مـمـنـهـج يـرمـي‬               ‫وابـتـداء من سنة ‪1923‬م‪ ،‬ستقرر‬
                       ‫ما هو حي”‪.‬‬                      ‫فـقـد سـاهـمـت هــذه الــغــازات الـسـامـة‬              ‫اجــتــمــاع غــــدا بـمـجـلـس الــــــوزراء‪،‬‬  ‫إلــى تـلـويـث المـنـطـقـة تـلـويـثـا شـامـا‬           ‫إســبــانــيــا بــنــاء مـعـمـلـن لـتـصـنـيـع‬
‫ومـــــن ثـــــم‪ ،‬يـــعـــود فــشــل ثــــورة‬          ‫فــي قـتـل أكــثــر مــن ‪ 3000‬قـتـيـل بـرا‬              ‫والعمل على حل الملف العالق‪ ،‬والذي‬              ‫بــالــغــازات‪ ،‬خـاصـة وأن المـخـتـصـن‬                 ‫الأسلحة السامة والمواد الكيماوية ‪،‬‬
‫عـبـد الـكـريـم الـخـطـابـي واسـتـسـامـه‬               ‫وجـوا وبـحـرا‪ ،‬كما أثـبـت ذلـك محمد‬                     ‫يـخـص شــراء وإرســـال خـمـسـة آلاف‬            ‫فـي آثــار الـغـازات وتـأثـيـرهـا أقـنـعـوا‬            ‫الأول فـي ‪ ”:‬سـان مـارتـن دي لافيغا‬
‫إلــى الاســتــخــدام المـكـثـف لـأسـلـحـة‬             ‫سلام أمزيان صديق عبد الكريم في‬                          ‫مـن قـنـابـل الــغــازات الـسـامـة‪ .‬وبـعـد‬     ‫الـقـيـادة الإسـبـانـيـة أولا‪ ،‬ثـم الـقـيـادة‬          ‫(في الجنوب الشرقي لمدريد)‪ ،‬أطلق‬
‫الـكـيـمـاويـة الـخـطـيـرة فـي كـل مناطق‬               ‫الـقـاهـرة‪ .‬ولـم تقتصر هـذه الـغـازات‬                   ‫الــتــشــاور مــع الــجــنــرالــن كـاسـتـرو‬  ‫الفرنسية ثـانـيـا‪ ،‬بـأن منطقة الريف‬                    ‫عليه اسـم” ألفونصو الثالث عشر”‪.‬‬
‫الريف من الناظور شرقا إلى طنجة‬                         ‫عـلـى إبــــادة الـريـفـيـن فـحـسـب‪ ،‬بـل‬                ‫جـيـرونـا ‪ ،‬ومارتينيث أنيدو‪،‬اعتبر‬              ‫ذات الـتـضـاريـس الــوعــرة‪ ،‬هـي أكـثـر‬                ‫لـكـن وأمــام ضـعـف الإنـتـاج‪ ،‬تـم ربـط‬
‫وتــطــوان غــربــا مــــرورا بـالـحـسـيـمـة‬           ‫أصابت حتى الجنود الإسبان بسبب‬                           ‫سيلفيلا أن الحل السريع يكمن في‬                 ‫مـاء مـة لإستراتيجية التلويث‪ ،‬لأن‬                      ‫الاتــصــال بـمـجـمـوعـة سـتـولـزيـنـبـرغ‬
‫وترگيست ‪ .‬وفـعـا ‪ ،‬فقد أخـمـد غاز‬                      ‫الـــريـــاح الــتــي كــانــت تــجــري عـكـس‬           ‫استعمال هـذه الـوسـيـلـة‪ ،‬وستسمح‬               ‫مـفـعـول الــغــازات الـسـامـة بـالـوهـاد‬              ‫‪ Stolzenberg‬الألمانية‪ ،‬التي اقترحت‬
‫الــلــوســت الــثــورة الـريـفـيـة بـعـد أن‬           ‫مايشاؤون‪ ،‬أو أثناء تحطم طائراتهم‬                        ‫هـذه المـبـادرة بـإنـقـاذ حـيـاة رجـالـنـا‪.‬‬    ‫والــوديــان يــدوم مـدة أطــول مـن تلك‬                ‫تـصـنـيـع الـكـبـريـت بمليلية بطريقة‬
‫استلمت” إسبانيا ‪ 110‬طـن مـن غاز‬                        ‫بـفـعـل الأخـطـاء الـتـقـنـيـة والـضـربـات‬              ‫وكيفما كان الحال فهذا أفضل من أن‬               ‫الــتــي يـسـتـغـرقـهـا بــقــاؤه بـــالأرض‬            ‫تــقــلــيــديــة‪ ،‬تـعـتـمـد عــلــى مـعـالـجـة‬
‫الإيبريت(اللوست) لاستعمالها في‬                         ‫المـضـادة مـن قـبـل المـجـاهـديـن ‪ ،‬ومـن‬                ‫يـروع الـرأي العام بمنظر اشتباكات‬              ‫المنبسطة التي تبعدها الرياح عنها‬                       ‫المـادة الأولـيـة‪ -‬ديجلكتول‪ -‬بحامض‬
‫حـرب الـريـف‪ ،‬فتم لها بـذلـك القضاء‬                    ‫أمـثـلـة ذلــك مـا وقــع بـمـطـار تـاويـمـة‬                                                                                                                   ‫الــهــيــدروكــلــوريــك‪ .‬وتــمــت الـعـمـلـيـة‬
                                                       ‫بـالـنـاظـور‪ ،‬ومــا حــدث مـن تـسـربـات‬                                             ‫دامية‪”.‬‬                                       ‫بسرعة‪”.‬‬                     ‫بشراء أطنان من الديجلكتول‪ ،‬كانت‬
               ‫على التمرد الريفي”‪.‬‬                     ‫غـازيـة مــرات كـثـيـرة داخــل مـصـانـع‬                 ‫واستعملت هذه الغازات السامة‬                    ‫وقـد تـرتـب عـن ذلـك أن تعرضت‬                          ‫الوحيدة من نوعها في العالم بأسره‪،‬‬
‫وإذا انــتــقــلــنــا إلـــــى الــنــتــائــج‬                                                                ‫في التجمعات الكبرى كالأسواق كما‬                ‫أمـاكـن كـثـيـرة بـشـمـال المـغـرب لـهـذه‬              ‫وتــم تـهـريـبـهـا مــن ألمـانـيـا‪ .‬كــل هـذه‬
‫الـصـحـيـة‪ ،‬فـقـد سـبـبـت هـذه الـغـازات‬                                ‫الغازات الكيماوية‪.‬‬                     ‫وقــع فــي ســوق شــفــشــاون‪،‬وأســواق‬         ‫الـغـازات الـسـامـة بما فيها الـنـاظـور‪،‬‬               ‫الأنـبـاء والمـعـطـيـات وردت فـي برقية‬
‫السامة فـي قتل الكثير مـن الريفيين‬                     ‫وقـد دفعت هـذه الـغـازات السامة‬                         ‫غمارة حيث تسببت غـارة واحـدة أو‬                ‫وتــمــســمــان‪ ،‬والــحــســيــمــة‪ ،‬وبــنــي‬          ‫عثر عليها بين وثائق رومانوس‪ .‬أما‬
‫وتـشـويـهـهـم عــضــويــا وإصـابـتـهـم‬                 ‫على المستوى الاجتماعي كثيرا من‬                          ‫غـارتـان فـي عـمـي أكـثـر مـن ‪ 80‬فـردا‪.‬‬        ‫وريــاغــل‪ ،‬وتـارگـيـسـت‪ ،‬وشـفـشـاون‪،‬‬                  ‫عن المصنع الذي كان إيزا يريد بناء ه‬
‫بـــالـــعـــمـــى واســــــــــوداد جـــلـــودهـــم‪،‬‬  ‫الريفيين إلى هجرة منازلهم وقراهم‬                        ‫وأطلقت الطائرات على سوق الأربعاء‬               ‫وتـطـوان‪ ،‬وطنجة ‪ ،‬والـعـرائـش‪ .‬بيد‬                     ‫بمليلية‪ ،‬فقد تأتى له ذلك‪ .‬فالمصنع‬
‫وإصـابـتـهـم بـمـرض الـسـرطـان‪ ،‬فقد‬                    ‫وحقولهم ليتجهوا نحو الجزائر‪ ،‬أو‬                         ‫تـوريـرت بـوادي نكور بآيت ورياغل‬               ‫أن المناطق التي تلقت ضربات غازية‬                       ‫حسب خريطة أنجزتها شركة مناجم‬
‫صـرح أطـبـاء الإنكولوجيا بـأن ‪50%‬‬                      ‫إلى المناطق الغربية القريبة كتطوان‬                      ‫غازات سامة من نوع الإيبريت ضمن‬                 ‫كـثـيـرة هــي مـنـاطـق الــقــيــادة بـبـنـي‬           ‫الـريـف للمنطقة سـنـة ‪1934‬م بسلم‬
‫مــن مـرضـى الـسـرطـان بـالمـغـرب مـن‬                  ‫وطـنـجـة والـعـرائـش‪ ،‬أو إلـى مناطق‬                     ‫‪ 100‬قـنـبـلـة مـن ‪20‬كـلـغ ‪ .C5‬ودمــرت‬          ‫وريــاغــل وتـمـسـمـان ‪ .‬ويـعـنـي هـذا‬                 ‫‪ 20.000/1‬كـان يقع بـمـوازاة الخيمة‬
‫منطقة الريف ‪ ،‬وأغلبهم من الأطفال‬                       ‫الـنـفـوذ الـفـرنـسـي كـفـاس ومـكـنـاس‬                  ‫كذلك بهذه الغازات السامة قرى بني‬               ‫أن الـقـنـابـل الـكـيـمـاويـة كـانـت هـادفـة‬           ‫الـثـانـيـة‪ ،‬فــي الـكـيـلـومـتـر‪ 7.400‬مـن‬
                                                                                                               ‫زلـيـعـة وواد لاو فـي نـاحـيـة غـمـارة‪.‬‬        ‫وانـتـقـائـيـة تـخـتـار أمــاكــن المـقـاومـة‬          ‫الطريق المؤدية إلى الناظور‪ ،‬وسمي‬
                 ‫والنساء والعجزة‪.‬‬                                          ‫ووجدة وبركان‪.‬‬                       ‫ويـعـنـي هـذا أن إسـبـانـيـا استعملت‬           ‫والــقــيــادة الــعــســكــريــة والأســـــواق‬
‫وقـد نتج عن الـغـازات المستعملة‬                        ‫أمــــا فــيــمــا يــتــعــلــق بــالــنــتــائــج‬     ‫هـذه الـغـازات الـسـامـة ضـد الريفيين‬                                                                     ‫بشكل واضح بمصنع الغازات‪”.‬‬
‫مـن قـبـل الأعــداء فـي سـقـوط الـشـعـر‪،‬‬               ‫الـعـسـكـريـة‪ ،‬فـقـد أدت هــذه الـغـازات‬                ‫وضــد جــبــالــة‪ ،‬وضــد بـنـي عــروس‬                                       ‫العامة‪.‬‬                   ‫وقــد شــاركــت فــي قـنـبـلـة الـريـف‬
‫وتــســاقــط الــجــلــد بـفـعـل الــحــرائــق‬         ‫الـسـامـة إلـى عرقلة المـقـاومـة الريفية‬                ‫الـسـاكـنـن بــمــحــاذاة مـديـنـة طـنـجـة‬     ‫وتعد تيزي عزى المنطقة الريفية‬                          ‫كـيـمـاويـا مـجـمـوعـة مــن الــطــائــرات‬
‫الفسفورية‪ ،‬وكثرة الحروق‪ ،‬وارتفاع‬                       ‫والـتـأثـيـر عـلـى مـيـزان المـعـركـة بعد‬                                                              ‫الأولـــى الـتـي تـلـقـت هـجـومـا عـنـيـفـا‬            ‫الـحـديـثـة الـخـاصـة بـحـمـل الـقـنـابـل‬
‫درجـة الـحـمـى‪ ،‬والإصـابـة بـالأوجـاع‬                  ‫أن كـان الانـتـصـار حـلـيـف الـريـفـيـن‪،‬‬                                           ‫وتطوان‪.‬‬             ‫بالأسلحة الغازية السامة المحظورة‬                       ‫الـغـازيـة الـثـقـيـلـة مـن حـجـم ‪50‬كـلـغ‪،‬‬
‫المعوية‪ ،‬والتأثير سلبا على الجهاز‬                      ‫فــبــاســتــعــمــال المــــــواد الــكــيــمــاويــة‬  ‫ولم تنته إسبانيا من إطلاق هذه‬                  ‫دولــيــا بـعـد أن أظــهــرت تـيـزي عـزى‬               ‫و‪100‬كـلـغ‪ ،‬يـقـودهـا كـمـا قلنا سابقا‬
‫الـتـنـفـسـي بــمــافــيــه الـــصـــدر والــفــم‬      ‫تغيرت الكفة لتكون من حظ الأعـداء‬                        ‫الغازات الكيماوية إلا في سنة ‪1927‬م‬             ‫مــقــاومــة شــرســة كــــادت أن تـقـضـي‬              ‫طيارون مرتزقة من الولايات المتحدة‬
‫والأنــف‪ ،‬بـلـه عـن الأجـهـزة العضوية‬                  ‫الـغـزاة؛ لأن المـجـاهـديـن الـريـفـيـن لم‬              ‫عـنـدمـا أعـلـن الـجـنـرال سـان خـورخـو‬        ‫بشكل نهائي على القوات الإسبانية‪:‬‬                       ‫الأمريكية و فرنسا وألمانيا‪ .‬ويتضح‬
‫الأخــرى كـالـجـهـاز الـدمـوي والـجـهـاز‬               ‫يـسـتـطـيـعـوا أن يـقـفـوا فـي وجـه هـذه‬                ‫‪Sanjurjo‬مــن بـاب تـازة بشكل رسمي‬              ‫” وجـــاء هـــذا الــقــرار الــدمــوي بـعـد‬           ‫هـذا الأمـر جليا مـن خـال مـاجـاء في‬
                                                       ‫الـغـازات الـسـامـة الـتـي كـانـت تسمى‬                                                                 ‫الاســتــيــاء عـلـى تــيــزي عـــزى‪ ،‬جـنـة‬            ‫تـقـريـر لـطـيـاريـن ألمـانـيـن كــانــا قـد‬
       ‫التناسلي والجهاز الهضمي‪.‬‬                        ‫عـنـدهـم بـلـفـظـة ” أرهــاج‪ /‬الـسـم”‪” .‬‬                    ‫نهاية الحرب في منطقة الريف‪.‬‬                ‫الـريـف‪ ،‬فـتـبـددت كـل المـخـاوف‪ ،‬ففي‬                  ‫شاركا إلى جانب الجيش الإسباني‬
‫وكـــان الــريــفــيــون يـــــداوون هـذه‬              ‫وقــد سـاهـمـت هــاتــه الــضــربــات فـي‬                                                              ‫يــــوم الــخــامــس عــشــر مـــن يــولــيــوز‬        ‫فــي حـــرب الــريــف يــولــيــوز ‪1925‬م‪،‬‬
‫الأمــــــراض الــنــاتــجــة عـــن المــبــيــدات‬     ‫إضـــعـــاف المــقــاومــة الــريــفــيــة وبــث‬             ‫‪ - 6‬نتائج العدوان الكيماوي‪:‬‬               ‫‪1923‬م‪ ،‬تــحــدث لــويــس سـيـلـفـيـا‬                   ‫” عـنـدمـا ظـهـرت الــحــالات المـرضـيـة‬
‫الكيماوية باستعمال الـزيـت الحار‪،‬‬                      ‫الـفـزع فـي صـفـوف الأهـالـي الريفيين‬                                                                  ‫الــذي كــان وزيــرا سـابـقـا لـلـبـحـريـة‪،‬‬            ‫الأولــــــى ‪ ،‬الــنــاجــمــة عـــن الـقـصـف‬
‫والـنـبـاتـات الـتـقـلـيـديـة والـلـجـوء إلـى‬          ‫خـصـوصـا بـعـد أن تـكـثـف الـقـصـف‬                      ‫كـــان لــلــعــدوان الــكــيــمــاوي عـلـى‬                                                           ‫بـواسـطـة قـنـابـل الـغـاز(الـلـوسـت) من‬
‫الـطـب الـشـعـبـن ولـكـن بــدون جـدوى‬                                                                                                                                                                                ‫دون أن يـتـمـكـن ســكــان الــريــف مـن‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫الــوقــوف عـلـى أسـبـابـهـا الـحـقـيـقـيـة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫ظـهـر لـــدى الـقـبـائـل الــتــي تـعـرضـت‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫للقصف الجوي ميل واضح للهجرة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫إلا أنـه(مـحـمـد بـن عـبـد الـكـريـم ) كـان‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫قـد وجـه إليها نـداء يحثها فيه على‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫اتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫المضادة للغازات التي تستعمل فيها‬

                                                                                                                                                                                                                                        ‫الغازات السامة”‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫مــن هـنـا‪ ،‬نـسـتـنـتـج بــأن دولـتـي‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫فـرنـسـا وألمـانـيـا لـم تلتزما باتفاقية‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫فــرســاي لـسـنـة ‪1919‬م الــتــي كـانـت‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫تـحـظـر اسـتـخـدام الأسـلـحـة الـفـتـاكـة‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫‪ ،‬فـالـتـجـأتـا إلـــى بـيـعـهـا لإسـبـانـيـا‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫قصد استعمالها بطريقة تجريبية‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫مـخـبـريـة فــي جــبــال الــريــف ‪ ،‬بـعـد‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫أن اسـتـعـمـلـت بــضــراوة فــي الـحـرب‬

                                                                                                                                                                                                                             ‫العالمية الأولى سنة ‪1917‬م‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫وعــلــى الــرغــم مــن تـــردد ألمـانـيـا‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫وفــرنــســا فــي بــدايــة الأمـــر بـتـمـريـر‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫صفقة بيع هذه الغازات إلى إسبانيا‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫فـإنـهـمـا ‪ ،‬بـعـد ذلـــك‪ ،‬قـبـلـتـا بـتـنـفـيـذ‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫الـصـفـقـة فـي إطــار حــرب بـراگـمـاتـيـة‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫عـنـصـريـة صـلـيـبـيـة لـلـقـضـاء عـلـى‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫المقاومة الريفية الإسلامية لتحقيق‬

                                                                                                                                                                                                                                     ‫مصالحهما المادية‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫ومــــن ثــم فــقــد ســجــل الــتــاريــخ‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫الـعـسـكـري الـحـديـث ‪ ،‬يـقـول الـدكـتـور‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫عـلـي الإدريـــســـي‪ ”: ،‬بـــأن إسـبـانـيـا‬
                                                                                                                                                                                                                     ‫وفــرنــســا المـوقـعـتـن عـلـى مـعـاهـدة‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10