دراسات وأبحاث
أخر الأخبار

التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري والجهد الدولي لتلافي الكوارث البيئية (مغرب التغيير – الدار البيضاء 28 شتنبر 2023)

مغرب التغيير – الدار البيضاء 28 شتنبر 2023

كان أول مؤتمر عالمي حول التغيرات المناخية قد انعقد بجنيف (سويسرا) فيما بدأت أولى المفاوضات لتعزيز الاستجابة لمتطلبات مواجهة التغيرات المناخية في برلين سنة 1995.

ومنذ ذلك الحين، تم تنظيم 27 مؤتمرًا في نفس السياق، وكان أبرزها مؤتمر كوبنهاغن للتغيرات المناخية برسم سنة 2009، الذي تم خلاله الاتفاق على الهدف المشترك للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري لأقل من درجتيْن مئويتيْن، ولكن دون أن يوقع أطراف المؤتمر على أي اتفاق دولي جديد، بينما التزمت الدول المتقدمة بتخصيص 100 مليار دولار سنويًا بحلول سنة 2020 لفائدة الدول النامية، بغرض مساعدتها على التعامل الإيجابي مع التغيرات المناخية، التي تتسبب فيها الأنشطة الصناعية للدول المانحة.

ويكيبيديا

وكذلك، كان المؤتمر السابع عشر لقمة أطراف الاتفاقية الدولية حول التغيرات المناخية الذي انعقد بمدينة ديربان، بدولة جنوب إفريقيا،  من الدورات البارزة في هذه السلسلة من الدورات، حيث تم فيه إقرار منهاج (سمي بمنهاج ديربان) للتوصل إلى اتفاق قانوني يتم اعتماده ابتداء من سنة 2015 (الكوب 21 واتفاق باريس) ، ويتم تنفيذه ابتداء من سنة 2020، وكانت قد تمت صياغة اتفاقات كانكون والموافقة عليها خلال فعاليات الدورة 16 لمؤتمر الأطراف، وتم التأكيد على عدم تجاوز درجتيْن مئويتيْن من الانبعاثات، وكان قد سبق ذلك أيضًا إنشاء “صندوق المناخ الأخضر” في دورة 2010.

وفي سنة 2014، تم عقد الدورة 20 لمؤتمر قمة الأطراف بمدينة ليما، عاصمة جمهورية البيرو، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم فيه الإعلان عن تبرعات من لدن الدول المساهمة على الصعيد الوطني (INDC) للحد من انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري قبل انعقاد فعاليات الكوب 21 بباريس. واختتمت تلك الدورة بما سمي بإعلان ليما للعمل من أجل المناخ، مع التأطير الدقيق للمساهمات الوطنية التي يتوجب على كل دولة التواصل بشأنها في إطار التحضير لمؤتمر باريس/2015.

وفي سنة 2015، انعقدت الدورة 21 لقمة أطراف الاتفاقية الدولية حول التغيرات المناخية، وخرجت باتفاق باريس، الذي تم التوقيع عليه في نيويورك بتاريخ 22 أبريل 2016.

ويكيبيديا

وللتذكير، فقد سبق لمدينة مراكش أن استضافت فعاليات دورة 2001 لمؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية، وبالتالي فاستضافتها الأخيرة للدورة 22 لقمة الأطراف لم تكن بمحض الصدفة، وإنما جاءت في سياق اهتمام المغرب بالرهانات العالمية في مجال مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، لكونه أحد البلدان المتضررة من تبعات تلك الظاهرة، كما جاءت هذه الاستضافة في إطار اعتراف عالمي بما يبذله المغرب من جهود جادة وجسيمة جعلته يتبوأ موقع الصدارة إقليميًا وجهويًا وقاريًا بفضل مشاريعه الخلاقة في مجال استثمار الطاقات البديلة، وخاصة المشاريع المتعلقة باستغلال الطاقتيْن الشمسية والريحية، وهي المشاريع التي جعلت المغرب ضمن طليعة البلدان العاملة فعلاً في مجال محاربة الاحتباس الحراري باستعمال وسائل الطاقة النظيفة.

وكان آخر مؤتمر عالمي للمناخ كاب 27 بشرم الشيخ بجمهورية مصر العربية في نونبر 2022. وكان من بين أبرز محاوره أزمة الطاقة الناجمة عن حرب أوكرانيا، وتقاعس القوى العظمى، كعادتها، عن تحمل مسؤولياتها كاملة من أجل اجتناب كوارث بيئية تنذر بمستقبل في غاية الاسوداد، ولحد الساعة، وبينما العالم على أعتاب الدورة 28 من هذا الكاب، ما زالت الأسئلة نفسها مطروحة بنفس الزخم من القلق والتوجس من غد بيئي لا يبشّر بخير، ويكفي للتأكيد على ذلك ما شهده العالم في مختلف أصقاعه من تقلّبات طبيعية غير مسبوقة، من موجات برد وصقيع قياسية، إلى أعاصير عاتية لا تبقي ولا تذر، إلى ظواهر التسونامي، التي كنا بالكاد نسمع عنها بين الحين والآخر في قصص العجائز!!!

ترى ما الذي أعده إنسان العشرية الثالثة من الألفية الثالثة من إجابات على أسئلة لم تبارح مكانها منذ مؤتمر “الكاب 1” ببرلين سنة 1995، إلى غاية مؤتمر الأطراف، “الكاب 28″، الذي ينتظر أن ينعقد بعد نحو شهر ونيف بالإمارات العربية المتحدة؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى