Page 4 - مغرب التغيير PDF
P. 4
4 ندوة
العدد - 53 :من 1إلى 31يوليوز 2016
«العنف المجتمعي» أو «العدالة الخاصة»...
الأسماء تتعدد وتتنوع والهم الاجتماعي والأمني واحد
إعداد :أنس الطاعي
تلك كانت مميزات العدالة الخاصة في زم�ن كانت السلطة المركزية عهود التاريخ الحديث بهيمنة العدالة الخاصة ،القائمة على اعتماد المفاهيم َع�رف المغرب في بديات تاريخه الحديث عه ًدا كانت الدولة فيه شبه
فيه غير ق�ادرة على تحمل أعبائها كاملة بكل ما تحمله العبارة من دلالات والمعايير الق َبلية ،والمذهبية ،والفردية أحيا ًنا ،في تقييم الأم�ور وإص�دار غائبة على أرض الواقع ،بالرغم من وجودها في الوجدان الجمعي:
الأحكام على النوازل ،وفي إحقاق الحقوق ،وفرض أداء الواجبات ،بعي ًدا عن
وتستوجبه من وسائل وأدوات وإمكانات. تدخل سلطة الدولة ،وعن أعين وأذ ُرع إدارتها التي كانت ،وربما لا يزال ذلك فالبلاد كانت لها حدودها المعترف بها وسيادتها غير المستباحة حتى من
أما اليوم ،ونحن في بحبوحة ألفية لا ككل الألفيات السابقة ،وقرن زاخر حالها إلى غاية يومه ،غارقة في أتون مشاكل ونقائص وهموم لا تنتهي إلا لدن أعتى الدول وأكثرها تج ّبُ ًرا وإثخا ًنا في المعمور؛
بكل أشكال التطور والرقي في التفكير والتنظير والتخطيط والتدبير العملي لتبدأ من جديد ،وفي طليعتها مشكلة صدقيتها ،وشفافيتها ،في التعامل مع
لكل شؤون الحياة ،داخل حدود البلاد وخارجها ،وفي إطار عالمي كوني جامع، ونظام الحكم قائم بدوره بكل شروطه ،من بيعة ،وفروض ولاء؛
فإ ّن مجرد ذكر «العدالة الخاصة» أصبح وصمة يندى لها جبين الوطن ،أي المواطنين وطالبي الحماية والعناية والخدمة. وإدارة الدولة باسطة سلطتها الافتراضية بواسطة الجيوش ،وال�ولاة
وطن؛ ومدلول «العنف المجتمعي» أو «العدالة الموازية» ،أو ما يسميه المغاربة صحيح أن «العدالة الخاصة» آنئذ ،وربيبها «العنف الاجتماعي» كانا
تن ُّد ًرا واستهزا ًء «دار شرع ي ّديه» ،أصبح ُس ّب ًة تتدنى بحاملها والموصوف بها يؤشران على تهالك أجهزة الدولة وتذبذب قواها وهوان قدرتها على تحمل والعمال والباشوات والق ّياد وشيوخ القبائل وأعيانها النافذين...
إلى أسفل سافلين في سلم الرقي الإنساني ،ليس في هذا العصر فحسب ،بل مسؤولياتها كاملة ،وخاصة في مجال تدبير الشأن العام ،وهذه نقيصة كبرى ولكن ذلك كله لم يكن كاف ًيا لتكريس هيمنة الدولة على صعيد الواقع
لا تشرف مغرب ومغاربة تلك العهود ،ولكن تلك العدالة وذلك العنف الجمعي اليومي الم�ع�اش ،وعلى مستوى مختلف الإي��الات وال�رب�وع والمناطق قريبها
بمعايير كل عصور التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه. كانا منبنيينْ على أسس اجتماعية وإنسانية وعقدية تنأى بهما عن الجور
من هنا جاءت أهمية موضوع الندوة التي نظمها ،مشكو ًرا ،الفرع الجهوي والبغي بمختلف أشكالهما ،لأنهما كانا ملتزمينْ برعاية منظومة من القيم وبعيدها على السواء.
للودادية الحسنية للقضاة بالرباط ،تحت شعار« :العنف المجتمعي ،العدالة والمثل والأخلاق السامية والفاضلة المستقاة من تعاليم الإسلام أولاً ،وال ّناهلة فالقبائل كانت لها الكلمة الفصل ،واليد الطولى ،في التعامل مع السلطة
الخاصة وضمانات حقوق الإنسان ،أ ّي مقاربة» والتي تناولت فيها ثلة من ثان ًيا من معين التراث الحضاري والثقافي المغربي الأصيل ،بمكوناته وروافده المركزية ،والتمرد كان عملة متداولة على ألسنة زعمائها وقياداتها ،المحافظة
المتدخلين من ذوي الاختصاص والتخصص مختلف مكامن ومظاهر وأسباب المتعددة والمتنوعة (الأمازيغي والعربي والصحراوي الحساني والإفريقي بكل معنى الكلمة ،والتي كانت ترى في كل تغيير مفاجئ أو قسري في أساليب
ومس ّببات العنف الفردي والجماعي ،ال�ذي يحاول الفاعلون من خلاله أن والأندلسي الأيبيري والمتوسطي )...مما كان يجعل اللجوء إلى العنف خارج الحكم وإدارة شؤون البلاد مدعاة لإعلان الخروج عن طاعة الحاكم ،محل ًيا
يقوموا مقام الدولة في إحقاق الحق ورد المظالم ،ويتخطى بعضهم ذلك إلى إط�ار عدالة الدولة النظامية محا ًطا بخطوط حمراء متجدرة في الوعي وإقليم ًيا ،وفي أحايين كثيرة كان ذلك يمتد إلى الصعيد الوطني ويستدعي
التدخل خارج القانون لخدمة أغ�راض خاصة أو لتحقيق مكاسب ما أنزل الشعبي ،ترفض الظلم والج�ور ،وتحفظ الكرامة ،وتصون ال�ذوات والأموال تدخل السلطة المركزية في ص�ورة « َح� ْرك�ات» سلطانية أو موفدة من لدن
الله ولا الشرع ولا القانون بها من سلطان ،في وقت تنخرط الدولة فيه في والممتلكات ،وترعى الذمة ،وترنو فوق كل ذلك إلى إحقاق الحق ورده لأهله، السلطان ،كانت تجند لها الآلاف المؤلفة من المحاربين والفرسان ويُثار فيها
جهود إصلاح عدالتها ،وتجويد أداء قضائها ،وإحكام صياغة ودبج قوانينها ورد المظالم بردع مرتكبيها ،كل ذلك ،دون هدم جسور التسامح والعفو وجبر نقع مهول قلما تاهت عنه أو تجاوزته أق�الم المؤرخين من مشارق الأرض
وتشريعاتها ،وتقويم ما اعوج من أمر إداراتها ومرافقها ،مما يجعل أي نزوع الأضرار بما يُرضي جميع الأطراف ،وبما يحفظ لكل طرف َد َم وجهه وسمعته ومغاربها ،وهي ظاهرة صحية من منظور مغربي ق ّح ،لأنها كانت دائ ًما مفتا ًحا
إلى العدالة الخاصة محض افتراء على الحق والقانون ،ومحض جنوح خارج لتغييرات ولقفزات نوعية غير قليلة جنت من ورائها البلاد والعباد أيما فائدة
وكبريائه.
جادة الدين والخلُق القويم واللائق بإنسان هذا العصر ...لنتابع. بالرغم مما أسالته من الدماء وخلّفته من الفواجع.
ذاك ك�ان عهد «السيبة» ،كما ت�ع�ارف على وصفه الم�ؤرخ�ون ،المغاربة
وأغيا ُرهم ،ومناسبة استحضاره في هذا المقام أنه كان يتميز عن غيره من
ذ /عبد الرحمن اللمتوني حول جرائم العنف خلال العشر سنوات الأخيرة
أااأاللققببيمموو76عللقييرححححك�ن.سسسستلا%ي�رن�0نتيييحرعثنن�يلرو2ضض2فاتنتحاسرسةتنس�0او�فياخلتتث%صأ2فابقققالموي��2ت%ةفجي�يخ6مفعلةاوء0ل�.ع1بيا�ناقظفعنل�0نبننس.2ضحإساب4ضضالاحر��ق9لاغل0لض%ا0مللضااحخأ�1أج��0يحسوج�2حا2يضييل0اىيع2نفاتر��تلابل0ح2يضو��4ارلاارشق60ةساها��.رتن2ثرتياتفظلاحيمخنثياايم50ت�لق0ف��ال�لل�وةخض.ووك�ي��سفتو0اواتً1عايممناسام.ب9مبيبلللا55نايسضأةقا4شفمش3ح،ق�ضضصة�%يلا11نم��ريااخكل�اتك�ع3ر5لصهةة�رر7لل0ك.0قي،ضهل8.للي6ن�اذتتبمقنضي322ذساتاببا080لااا5مبةلنط�ن�3عاإل93ضا0فللع1%اضللو�ووجو�.الوامن�حولخااااا2ليققسحس1ن0يرري�دميقىني.ةجلبلل�تطل�نيو�2تم��س1واةأ0بثجججزض0كضصسف،���5نع�د�ا��%ووق�1ع��3ياةياةإلتجا0ا9أبملولل3رررةة�ق��9م.اقنعمح0.ا.مت1س�و�مرتض�.تح.ححلياا�وس3ىنسا�4نتلنسس8لكجان4نيهع7لصهثي3لنممباابيبةام1ة��امذ2ا�أللذ2ة.ةةميللاواقاتععقققعأوور2عاققسلب�ا352تجدااحةل5رألخلع�ععمض.111سجضضضشإوطفينكرريضضس�لااا�يلوم1000كققتججروينيطظيييةةىاةة،تارمعفتاةلامةزز،نرة2212 ،أممونقبنولوتاقهف2ةعي5صكجت8يالر3لاشعئكنقهملذافهلضي%عاةلن3إض2دفحساامنللأةصنتائيم5صي�ات1جوع0متل2طواهلع�إينلذااملىكيقؤبا5شنضع4راتاي5قاض.لت8 ابتهلاحملذعونهتلشاسرلسببقةجعسيلضنللاوضيجااتراالتتمئصتااعملطأعاطلوديمخراريعتربتدكة،دحبالةوإياحليحيضيؤثدصنااشنلئرأسيسبةشةعجلخلاىخ%لأأ1انصهلن1 لاأااأأاااااأاال«بكمممووووواللللللللا�ظ�يجخ����سللااللننننت�تت�اانفارمهللحعفارتلأد��بلححهد��ئوا���سانيثبهديصظيوديذل�دولاهفزودجتمهاررلواو�سيوولظقضص�نرثةيووا�،ععلمةا��رمضفاس�طكروةم�،لخ��هللعنةض��ن�ةع��إةيي�جمنتكحنركعثو»�نااا�اللمع.فعالتلونفىوراسودأو�ىبظلحنل.إه»ك�بوبتتاع�لايلنيماراعدنحفياالإف�واتلبنل�اانضفلينا�ر�لوضهـيولول��اوااًضمحفنةياىايب»نها�ع�لالينرهتتم�ح�افللجا�لكهلارتم��نعجباوهنح�ا�ذ�سح�رعونىماللحعدةت�ا�اتلومذاهخ�ذإوم�ك�«ومن.ةصر�يا��ا�لتاقكر�اهببهامرفتان��لةنرال�قذتروهةل�ماايوبريرفوقواضيهالعلاعا�ذادقداف�راام�ايلبلمونالف�لراهالسههلح�ادإةا��دواعقإيحئيفلعبرلرايحلرده�صيعاذربل�نايدميفبضاكةماحال«ةرهإ�ننا.همر�ألاال.حةيىةورلل�ة�ألا�تتثم.سنان�لطتب�شبةأ،أشيافاعااإ،تاععدأيال�صثا�لعاإنمتنبا�م�رلنيا�ل�ضدنلبفنلعنوا�ذإايو��نيمداهوضمحلدنفردهساف�ْف�ءااةة�ي�مانناتااي�ييهاة�،اح،فترت،يل�كظ.ليل�ناةاومااأمخمشنرب�فرلةفةت�أحلف�كوضسةفلأو�ماةش�يصتأهونلةاعاا�تييساضن�رلبةج�اررينإي�انل�ةانئفمناإئاال�م�ل�،رنءان�أقليلاب�لا«يتىدجزترمالهمم�انللا�ل،قيلتآةى»�جسفسكحريدرعوسئ،ا.دد�دعداايدياشقلمبباسععافظخيونبننل�ااحورل�يفللفتئيبأأه�يصاتيلميييلس»مرىةتةمىنفرمىمي.وة،ةمءنةتسقيرة.اي ااااأأألل«نبتببرت�مممل�ووووو�لههللآل��ااجمنسللااوإلانملغ�قلتلنخذنعدولدوينح�كالم��فرزههظراوساحظأوقاتسنظنا��يضتمبةيأاىد�وادا�ةدلنهًاوىلتضخقرمالو.مج�ح�ااممفسوا�رلماحاحلديظ،ثض�ئللطنا�تدل�دب�واةض�جةنعمحيه،،يي�هافح�ا�أ�نامضعاإ�ععتمذتمنىدتجةهع�بوواقسفدرف�ضخعم،لل�عهوتهن�ااوديتمقالوححى�ل�للاانحانيوم�اشدمففةعرتقداأفلل�اًرفتلطيلايمودلب»ى�ييي�فيهلاباةواخ�نيةبلتقكما،تقةمقعستت����ل�لل���سقدتوحلد،ت�اععاةاوقبلقااالذأتهملاالة�ا،الوسرلوتشأاي�يطتمرفنل،اأسوس�راا.نةسياتررنتي�ةلتنط�نميذذ�اتءاج�وشت�عف،رأيبا�النيلدوأ�دلعًيليجنخئلًع�صؤربمىامااد�هة�يتذي��شا�ممهقحت�هي,ئ�و،واقراهيورسفبةوحطالاونت�ويطجللمريدا،خلن�يد�مل�ومشههتالل،إةأيأ�لفمغلااه�اقةةوا�.هذلاما�د�,أتويغقامسبمنمجا�هلجمدألمذإايمربشومج�هعمفئردلشنياي�هجلوق�ر�تباااع�ضرلخإمهاسارمسينلق�لامسما�غلب�ملافاسجاببوف����و.د�تذلأل�ةميلشافدخشاليدئمبباف،ذوةتتعلاحزكاتتر�يكىيوةلكدً�تق�اضا؛قياب�رحعاأوةراممولوأ�ةعلتاأيليلكيلي�ةةفبموت�ننةكعخ،اوأ�منوايسدققملواابسثقلكحتمعلظره�ين�لقلدةاألرلعوثعافايرحصرجادةبععقعيرنيضني،نمأععهزكيك�ضنوداأفعفاخكروسللضوماينعجلورريمنملليووةةةمنةف،عة،ىتم،اديلهةيا،هنتمةىدر،ه