Page 8 - مغرب التغيير PDF
P. 8

‫‪8‬‬                                                                                                               ‫ندوة‬

‫العدد‪ - 53 :‬من‪ 1‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2016‬‬

‫وسائل الاتصال برمتها‪ ،‬فنقل إلينا عنفا‬              ‫لا تطبق ال�ق�ان�ون‪ .‬فعدم إع�ط�اء الدولة‬                        ‫السيبة راس�خ�ة ف�ي س�ل�وك�ات ال�ن�اس‪،‬‬                                   ‫ال�ت�ي بنيت عليها ه�ي الإس�ل�ام‪ .‬فكيف‬            ‫من المشترك القيمي والأخلاقي والعقدي‬
‫وأن�وع شتى من تمييع الأش�ي�اء‪ .‬يعني‬                ‫نم��وذج ال�ص�رام�ة ف�ي تطبيق ال�ق�اع�دة‬                        ‫بحيث ي�ح�اول ه�ؤلاء اقتضاء الحقوق‬                                       ‫م��ا ت�س�أل�ون ف�ه�ذه ه��ي الأس���س ال�ت�ي‬       ‫والإيديولوجي‪ ...‬وما إلى ذلك‪ ،‬وبالتالي‬
‫أ ّن أشياء كانت تبدو لنا خطرة‪ ،‬ولكنها‬              ‫القانونية ينعكس على المجتمع‪ .‬مثلا‬                              ‫بأنفسهم؟ فمجتمع السيبة هذا‪ ،‬كثي ًرا‬                                     ‫بنيت عليها الدولة المغربية‪ .‬فهل يوجد‬             ‫يتشكل مفهوم واح�د للعدالة‪ ،‬ومفهوم‬
‫بدأت الآن تبدو لنا بسيطة لكثرة تكرار‬               ‫ي��رى الم��واط��ن ش�خ� ًص�ا ي�س�رق ول�دي�ه‬                     ‫ما كان الناس فيه يمارسون الوحشية‬                                        ‫مكان للعدالة الخاصة في ه�ذا البناء؟‬              ‫واح�د للخروج ع�ن النظام ال�ع�ام‪ ،‬وعن‬
‫رؤيتها ط�وال اليوم‪ .‬نأخذ مثل ًا‪ ،‬يعني‬              ‫نفوذ وضغط على هرم السياسة كحزب‬                                 ‫ف�ي المعاقبة خ�ار ًج�ا ع�ن الج�م�اع�ة‪ ،‬أو‬                               ‫أنا شخصيا كباحثة يعجبني أن أتنقل‬                 ‫النسق المتوافق عليه‪ ،‬وبالتالي نكون‬
‫الأفلام التي يراها الشعب‪ ،‬الأفلام التي‬             ‫سياسي أو مسؤوليات سياسية‪ ،‬فأعتقد‬                               ‫خار ًجا عن قواعد الجماعة‪ ،‬فكانوا مثلا‬                                   ‫في التراث وفي تكاثر الثقافات‪ .‬وفي‬                ‫بصدد الدخول فيما أصبحنا نسميه الآن‬
‫تقتل فيها العديد من الأشياء‪ ،‬وتمُ َّرر من‬          ‫أنه يأخذ النموذج من هذا‪ ،‬وبالتالي فإذا‬                         ‫يهشمون رأس ال�زان�ي أو ال�زان�ي�ة أو‬                                    ‫الأنظمة القانونية القديمة والحديثة‪،‬‬              ‫دول�ة الح�ق والقانون‪ ،‬بتفاوت بطبيعة‬
‫خلالها أشياء خطيرة تقتل فينا ع�د ًدا‬               ‫سرق فلأن الآية انقلب ْت‪ ،‬وهكذا فبدل ًا من‬                      ‫يجرونه بحصان‪ ،‬فكان هناك ن�وع من‬                                         ‫ه�ن�اك اع�ت�ب�ار ب���أن الإس�ل��ام ك���ان أول‬    ‫الحال فيما بين ال�دول والح�ق‪ ،‬ومفهوم‬
‫من القيم التي كنا نؤمن بها‪ .‬هذا العنف‬              ‫نموذج الاستقامة وما إلى ذلك‪ ،‬يصبح‬                              ‫الوحشية نعتبر أنها مازلت تطفوا بين‬                                      ‫الشرائع التي تب ّنت العدالة الخاصة‪،‬‬              ‫ال�ع�دال�ة ال�ع�ام�ة‪ ،‬ب�ع�ي� ًدا ع�ن ك�ل فلسفة‬
‫لدى القرن ‪ ، 20‬هو ال�ذي ينم عن عنف‬                 ‫ال�ن�م�وذج ه�و خ�رق ال�ق�اع�دة القانونية‬                       ‫الفينة والأخ��رى‪ ،‬ولكن لا نذهب بعي ًدا‬                                  ‫وه ّيأت لدولة كي تحتكر العدالة العامة‪.‬‬
‫عند الغرب لم يكن في ثقافتنا كمسلمين‪،‬‬               ‫بشكل أك�ب�ر‪ ،‬وبعد ذل�ك سنجده ي�دوس‬                             ‫ف�ي ه��ذا الات��ه��ام‪ ،‬لا ن�ق�ول أن المجتمع‬                             ‫ف�الآي�ة «يأيها ال�ذي�ن أم�ن�وا أطيعوا لله‬           ‫تنعت بالسفسطائية‪ ،‬أو ما سواها‪.‬‬
‫يعني أننا من دعاة السلام‪ ،‬ولكن الغرب‬               ‫على القانون كما يشاء‪.‬‬                                          ‫م�ازال فيه ش�يء من ه�ذا التوحش بعد‬                                      ‫وأط�ي�ع�وا ال�رس�ول» ه�ذا أع�ت�ب�ره عمل ًا‬       ‫ال�ع�دال�ة ال�ع�ام�ة لا يم�ك�ن تعريفها‬
‫ُعرف عبر التاريخ بأنه الغرب العنيف‪،‬‬                ‫إن كثرة الاجتراء على المال العام‪،‬‬                              ‫الاس�ت�ق�الل‪ ،‬ال��ذي س�ار بنا إل�ى ال�دول�ة‬                             ‫ك�ب�ي� ًرا ف�ي ب�ن�اء دول��ة ال�ق�ان�ون ودول��ة‬  ‫ف�ي معنى ميكانيكي‪ ،‬إذا أحببتم‪ ،‬أو‬
‫فهناك حروب البروتيستانت والكاثوليك‪،‬‬                ‫هذه أعتبرها أيضا من المفسدات‪ .‬يعني‬                             ‫الح�دي�ث�ة‪ ،‬ح�ي�ث ب��دأ ب�ن�اء الم�ؤس�س�ات‬                              ‫المؤسسات‪ ،‬دول�ة يطاع فيها ول�ي أمر‪،‬‬              ‫ثقني‪ ،‬أو سموه كما شئتم‪ ...‬والتي هي‬
‫وهناك محاكم التفتيش‪ ...‬وما إلى ذلك‪.‬‬                ‫أنها تم�س الثقة ف�ي ال�ق�ان�ون‪ ،‬و نظرة‬                         ‫والمنظومة القانونية‪.‬‬                                                    ‫وول��ي أم��ر ل�ي�س ه�و ال�ش�خ�ص‪ ،‬وإنم�ا‬          ‫التطبيق الجيد والمنصف للقانون فقط‪.‬‬
‫فهذه الثقافة الغربية‪ ،‬ماذا يقول بوتش‬               ‫المواطن إلى القانون‪ ،‬ثم يمكن لنا أن نذكر‬                       ‫لقد تبنا شي ًئا فشي ًئا‪ ،‬لأن الجسد‬                                      ‫هو المؤسسات والقوانين التي تصنعها‬                ‫عندنا منظومة قانونية توافقنا عليها‬
‫مثلا للتعبير عن هذا؟ يقول إننا نشعر‬                ‫مشكل ًا أخر ينخرط في نفس الدينامية‬                             ‫القضائي بتاريخه مثخن‪ ،‬ذلك أنه كما‬                                                                                        ‫ووج�دن�ا أن�ه�ا منظومة نحتكم إليها‪،‬‬
‫بارتياح كبير حين نرى الآخرين يتألمون‪،‬‬              ‫بعي ًدا شيئا م�ا‪ ،‬وه�و مشكل التجانس‬                            ‫تتعرفون جميعا‪ ،‬فإن الفضاء قد أستغله‬                                                                   ‫للمجتمع‪.‬‬           ‫وبالتالي فالعدالة العامة‪ ،‬عدالة الحق‪،‬‬
‫ونشعر بارتياح أكبر حينما نؤلمهم‪...‬‬                 ‫ب�ني ال�ق�اع�دة ال�ق�ان�ون�ي�ة وال�ق�ي�م‪ .‬فهنا‬                 ‫المستعمر من قبل من أجل إحداث شروخ‬                                       ‫أم�ا ع�ن ال�ق�ص�اص‪ ،‬نحن ن�ق�ول إن‬                ‫هي التطبيق الجيد و المنصف والمتكافئ‬
‫إنها حقيقة قاسية‪ ،‬لكنها قديمة وقوية‬                ‫القيم نؤمن بها‪ ،‬ولكن لا نراها مجسدة‬                            ‫في الجسد المغربي‪ ،‬فورثنا قضا ًء يعني‬                                    ‫الشريعة الإسلامية أضافت إلى الشرائع‬              ‫والم�ت�س�اوي لقواعد ال�ق�ان�ون المتعارف‬
                                                   ‫بالقواعد القانونية‪ .‬إن هذا يخلق شر ًخا‬                         ‫لا أق��ول متشائما‪ ،‬وع�ل�ى أي ح�ال كان‬                                   ‫السابقة بأن سحبته من أيدي َمن كانوا‬              ‫ع�ل�ي�ه�ا‪ ،‬وه��و ت�ط�ب�ي�ق م�وح�د تحتكره‬
                             ‫وسياسية‪.‬‬              ‫داخل ًيا لدى الإنسان‪ ،‬الذي لا يعود يعرف‬                        ‫بعضه يم�ي�ل إل��ى الأع���راف أو تطبيق‬                                   ‫يمارسون الثأر أو القصاص‪ ،‬ووضعته‬                  ‫ال��دول��ة‪ ،‬ال�ت�ي ت�وح�د آل�ي�ات التطبيق‬
‫لكن ال��ذي وق��ع ف�ي ال�غ�رب‪ ،‬خلال‬                 ‫م�اذا يتبع‪ ،‬ه�ل يتبع القيم التي تربى‬                           ‫ال�ش�ري�ع�ة الإس�الم��ي��ة‪ ،‬وب�ع�ض�ه يطبق‬                               ‫في دائرة احتكار القاضي وأولي الأمر‪.‬‬              ‫وآليات التنفيذ‪ .‬لكن‪ ،‬من الممكن أن نقول‬
‫الح��رب العالمية ال�ث�ان�ي�ة‪ ،‬أن�ه�م عقدوا‬         ‫ونشأ عليها‪ ،‬أو يتبع القانون؟ يعني أنه‬                          ‫ال�ق�ض�اء أو ال�ق�ان�ون ال�ع�ص�ري‪ ،‬نحن‬                                  ‫وب�ال�ت�ال�ي‪ ،‬ف�ال�ق�ص�اص ل�م ي�ع�د ب�أي�دي‬      ‫في العالم بأسره وليس فقط في العالم‬
‫اتفاق بأنهم لن يقتلوا بعضهم البعض‪،‬‬                 ‫لا ينسجم مع هذه القيم‪ .‬أو أحيانا في‬                            ‫بدأنا هذا البناء مند الاستقلال إلى الآن‪،‬‬                                ‫الأش��خ��اص ال��ع��ادي�ي�ن‪ ،‬وإنم����ا أص�ب�ح‬     ‫النامي‪ ،‬كيلا نوغل في جلد ال�ذات‪ ،‬في‬
‫فماذا يفعلون‪ ،‬وهم يتج ّدر فيهم العنف؟‬              ‫ظل استشراء الأمية والجهل و الإيمان‬                             ‫وأعتبر أن�ه وق�ع�ت ه�ف�وات‪ ،‬وأن��ا أك�رر‬                                ‫القاضي هو الذي يقيمه‪ .‬والأكثر من هذا‪،‬‬            ‫الغالب‪ ،‬نحن في المجتمع العربي أو في‬
‫سيص ّدرون العنف‪ ،‬ويذهبون ويقتلون‬                   ‫بالخرافة وما إلى ذلك‪ ،‬نجد أن الشرخ‬                             ‫ه�ذه منذ ‪ 20‬سنة‪ ،‬وأردده ف�ي ك�ل مرة‬                                     ‫أن ال�دع�وة إل�ى العفو أت�ت مقرونة مع‬            ‫المجتمع المسلم إل�ى آخ�ره‪ ،‬هناك تأخر‬
‫ال�ن�اس ف�ي م�ن�ازل�ه�م‪ ،‬وه���ذا ه�و ال�ذي‬         ‫لا يقع بين القانون ومنظومة الأخ�الق‬                            ‫أستفز به آباء صانعي القرار‪ ،‬يعني كان‬                                    ‫كل أية تتحدث عن القصاص‪ .‬فكل مرة‬                  ‫ف�ي ال�ع�دد‪ ،‬ع��دد م�ن الم�س�ت�وي�ات‪ ،‬وأن�ا‬
‫يحصل منذ الحرب العالمية الثانية وإلى‬               ‫والقيم‪ ،‬وإنم�ا ب�ني معتقدات الإن�س�ان‪،‬‬                         ‫المغرب في سرعات متعددة‪ ،‬فهنا المغرب‬                                     ‫هناك دعوة أن يعفو ولي الأمر‪ ،‬وبالتالي‬            ‫أق�ول إن العنف المجتمعي يوجد حتى‬
‫الآن‪ .‬ومنذ حرب الاستقلال والوحدة‪ ،‬في‬               ‫ال�ذي يعتقد أشياء يعتبر بأنها يعني‬                             ‫يتقدم‪ ،‬وه�و ال�ذي نعيش فيه بالرباط‬                                      ‫ففي هذا بناء آخر للمؤسسات باحتكار‬                ‫في المجتمعات المتحضرة جدا‪ ،‬وسأقول‬
‫القرن ‪ 19‬بأمريكا وإلى الآن‪ .‬هذه الديار‬             ‫هي الحق وهي الصلاح ولكنها تبقى في‬                              ‫وال�دار البيضاء و الم�دن الكبرى‪ ،‬ولكن‬                                                                                    ‫هذا لاحقا‪ .‬فالارتقاء إذن رهين بجودة‬
‫لم تعرف حربا على بلدها وإنما ص ّدرت‬                ‫لا انسجام مع القانون‪ .‬وبالتالي فهذا‬                            ‫عندما نخرج بنحو ‪ 5‬كيلومتر تقريبا‪،‬‬                                                        ‫العدالة من قبل الدولة‪.‬‬          ‫الم�ؤس�س�ات‪ ،‬وره�ي�ن بتحقيق ال�ع�دال�ة‪،‬‬
                                                   ‫ُيح ِدث شرخا‪ .‬وإذا أردنا أن نعطي مثل ًا‬                        ‫عين ع�ودة‪ ،‬نجد أنه ليس هناك حضور‬                                        ‫وع�ن�دم�ا ن�رج�ع إل���ى ه���ذا ال�ت�راث‬          ‫وكسب الطمأنينة‪ ،‬وتكريس ثقة المواطن‬
                  ‫ذلك إلى بلدان غيرها‪.‬‬             ‫يمكن أن نأخذ من أي مجتمع‪ ،‬فالنماذج‬                                                                                         ‫للدولة‪.‬‬     ‫ال�ث�ق�اف�ي ال��زاخ��ر‪ ،‬ن�رج�ع إل��ى دس�ت�ور‬     ‫في نظام القضاء أو نظام العدالة‪ ،‬وهو‬
‫إن���ه���ا ت��ص��ن��ع الأس��ل��ح��ة ب�ك�ث�اف�ة‬     ‫متعددة جدا‪.‬‬                                                    ‫إذن نجد الإهمال في المجال القروي‪،‬‬                                       ‫المدينة‪ ،‬الذي هو أول دستور في التاريخ‬            ‫ره�ني بفعالية ه�ذه المؤسسة‪ ،‬وتدخلها‬
‫وت�ص�دره�ا إل�ى أراض�ي�ن�ا‪ ،‬بمعية أف�الم‬           ‫ف�إذا أخدنا المثل الأخير ال�ذي تكلم‬                            ‫ال�ذي ظل كمنبع أو منجم لكل المشاكل‬                                      ‫أقر الحقوق‪ ،‬نجد فيه ‪ 57‬مبد ًأ ‪ 27‬مبدأ‬            ‫السريع من أج�ل الح�د من الانحرافات‬
‫وت�وج�ي�ه وت�أط�ي�ر وإي�دي�ول�وج�ي�ا‪ .‬فهي‬          ‫عنه السيد الرئيس الأول‪ ،‬فإنه ك�اف‪.‬‬                             ‫التي تعاني منها المدينة‪ ،‬ويعاني منها‬                                    ‫للمسلمين‪ ،‬و‪ 25‬م�ب�دأ لغير المسلمين‪،‬‬              ‫ومن النشوز عن القواعد المتعارف عليها‪،‬‬
‫التي تؤطرنا‪ ،‬ونحن مستعدون أيضا‬                     ‫فمجرد وج�ود شكوك ت�دور ح�ول فتاة‪،‬‬                              ‫المجتمع برمته‪ .‬فبقية الناس لا يستفيدون‬                                  ‫وبالتالي ف�إن�ه أق��ام الح�ق�وق للبشرية‬          ‫وه��و ع�رب�ون ان�خ�راط ال�ن�اس ف�ي هذه‬
‫بسبب الهشاشة المعرفية والثقافية‪.‬‬                   ‫يمكن أن تجعلنا نعطي لأنفسنا كافة‬                               ‫من خدمات الدولة‪ ،‬من الصحة‪ ،‬والتعليم‪،‬‬                                    ‫جمعاء من دون ما تمييز بين المسلمين‬               ‫المنظومة‪ ،‬أي العدالة العامة‪ ،‬والابتعاد‬
‫ف��إذن ه��ذه الح��رب ال�ت�ي ُص���� ِّدر ْت إلينا‬   ‫الح��ق��وق لم�ع�اق�ب�ت�ه�ا‪ .‬ف���إذن ه�ن�اك ع�دد‬                ‫والتنشئة الاجتماعية‪ ،‬وكل ما إلى ذلك‪...‬‬                                  ‫وغ��ي��ر الم�س�ل�م�ني‪ ،‬واع��ت��ب��اره الج�م�ي�ع‬  ‫ع�ن ال��رؤي��ة الخ�اص�ة ل�ل�ع�دال�ة‪ .‬فكلما‬
‫قطعت مراحل ووصلت الآن إلى مراحل‪.‬‬                   ‫من مظاهر ع�دم التجانس بين القاعدة‬                              ‫ك��ل الخ��دم��ات ال�ت�ي ت�ق�دم�ه�ا ال��دول��ة‪.‬‬                          ‫يشكلون أمة واحدة‪ ،‬يتآزرون في السلم‬               ‫اقتربنا من العدالة العامة كلما ابتعدنا‬
‫أل�ي�س م�ن الم�ت�ع�ة ال�س�ي�اس�ي�ة أن تقتل‬         ‫وال�ق�واع�د القانونية بشكل ع��ام وبين‬                          ‫وه��ذا ُيبقينا ف�ي مجتمع مم�زق س�واء‬                                    ‫وف��ي الح���رب‪ ،‬وي�داف�ع�ون ع�ن بعضهم‬            ‫عن العدالة الخاصة والرؤية ال ُأحادية‪،‬‬
‫ع�دوك ب�ي�دك؟ ولكن عندما يقتل ع�د ُّوك‬             ‫ال�ذه�ن�ي�ات ال��ت��ي ل��م ت��واك��ب ال�ت�ط�ور‬                 ‫على مستوى التنمية‪ ،‬أو على مستوى‬                                         ‫البعض بشكل منظم ومنتظم‪ .‬وهو أول‬                  ‫وإلا فإننا سننتكس ونرتد إلى العدالة‬
‫نفسه بنفسه أو بيد أخ�ي�ه ف�إن المتعة‬               ‫القانوني بفعل هذه السرعة المتعددة في‬                           ‫المعرفة‪ ،‬ومستويات أخرى متعددة‪.‬‬                                          ‫ش�رع أق�ر بإنسانية الإن�س�ان‪ ،‬ا ًي�ا ك�ان‪،‬‬       ‫الخاصة التي تأخذ حاليا شكل العنف‬
‫تكون أكبر‪ .‬هذه هي سياستنا الجديدة‪،‬‬                                                                  ‫التنمية‪.‬‬      ‫وأري���د أن أن�ت�ق�ل ه�ن�ا إل��ى مشاكل‬                                  ‫م�ن غير م�ا تمييز ذي أس�اس عقلي أو‬
‫أن يكون العدو هو القاتل والمقتول‪ .‬ولكن‬             ‫وهناك نقطة أخ�رى أساسية‪ ،‬وهي‬                                   ‫أخ����رى أس��اس��ي��ة‪ ،‬لأن��ن��ي ح��اول��ت أن‬                           ‫عرقي أو غيره‪ .‬ونرجع الآن إل�ى بيعة‬                                            ‫المجتمعي‪.‬‬
‫أنا دائما أرفض هذه المؤامرة‪ .‬أقول‪ :‬إذا‬             ‫نتيجة العولمة‪ .‬وسنرجع لنتكلم عنها إذا‬                          ‫أستسقي من التاريخ بعض الإشكاليات‬                                        ‫عقبة الأولى‪ ،‬وبيعة عقبة الثانية‪ ،‬وبيعة‬           ‫إذن‪ ،‬ن��ري��د أن ن��خ��رج ب�خ�الص�ة‬
‫كانوا يتآمرون علينا فذلك يعني أننا‬                 ‫سمح الوقت بذلك‪ .‬ولكن‪ ،‬هناك مخرجات‬                              ‫التي أعتبرها تجنح بالإنسان إلى العنف‬                                    ‫ال�رض�وان‪ ،‬وأس�س بناء ال�دول�ة‪ ،‬وجعل‬             ‫فيما يتعلق ه��ذه ال�ت�ج�ارب‪ ،‬أو بهذه‬
‫مستعدون لأن يتـأمروا علينا‪ .‬يعني نحن‬               ‫ومنتجات لدى المجتمع العصري دخلت‬                                ‫المجتمعي‪ ،‬أو في قرارات أنفسنا نشعر‬                                      ‫السلطة بأيدي من يمثلون الدولة‪ .‬فإذن‬              ‫العدالة الخاصة ونظيرتها العامة‪ .‬كنا‬
‫ضعاف‪ ،‬ونحن الذين س ّلمنا أنفسنا لكي‬                ‫إلينا‪ ،‬ولكنها دخلت بمعزل عن قواعد‬                              ‫بأنها ن�وع من العدالة الخاصة‪ .‬أنتقل‬                                     ‫نج�د أن الشريعة الإس�الم�ي�ة كما قلت‬             ‫نقول أن العدالة العامة أصبحت ح َقا‬
                                                   ‫تضبطها وتنظمها‪ .‬وس�أع�ط�ي أمثلة‬                                ‫الآن إلى نقطة أخرى أساسية‪ ،‬وهي أنه‬                                      ‫انتقلت من المجتمع الق َبلي‪ ،‬إلى المجتمع‬          ‫وواج ًبا للدولة تقيمه على أحسن وجه‬
                         ‫يتآمروا علينا‪.‬‬            ‫بسيطة‪ :‬دخ��ل الكمبيوتر‪ ،‬ول��م تدخل‬                             ‫أتناء ه�ذا البناء منذ الاستقلال‪ ،‬وإلى‬                                   ‫المتم ّدن‪ ،‬ثم إلى مجتمع الدولة‪ ،‬ونقلت‬            ‫بما يضمن كما قلت‪ ،‬الثقة والطمأنينة‬
‫م�ن ه�ن�ا س�ي�ك�ون الم�دخ�ل لتوظيف‬                 ‫م�ع�ه ال�ق�وان�ني ال�ت�ي ت�ض�ب�ط�ه وال�ق�ي�م‬                   ‫الآن‪ ،‬ل�م نركز الثقة ف�ي ال�ق�ان�ون‪ ،‬وفي‬                                ‫الغريزة القبلية إلى غريزة عقيدة الأمة‪،‬‬           ‫ل�دى المجتمع‪ ،‬وطمأنينة الأف��راد‪ .‬وأنه‬
‫الديني‪ ،‬وتوظيف النعرة المذهبية‪ .‬ولذلك‬              ‫وال�ق�واع�د التكنولوجية ال�ت�ي تربطه‬                           ‫اح�ت�ض�ان ال�ق�اع�دة القانونية‪ ،‬وأعتبر‬                                  ‫حيث يشعر الجميع بأنه داخل الأمة‪ ،‬ولا‬             ‫أصبح من غير الملائم تماما أن ينتزع‬
‫أصبحنا نذهب للحركات الدينية من أجل‬                 ‫بحياتنا‪ .‬أدخ�ل�ن�ا وأت�ي�ن�ا ب�ال�س�ي�ارات‪،‬‬                    ‫هذا شي ًئا خطي ًرا جدا‪ .‬في أولى سنوات‬                                   ‫يمكن لهذه أن تلتئم إلا إذا جمع بين‬               ‫الأفراد هذا الحق من الدولة ويمارسوه‬
‫مواجهة الاشتراكية‪ .‬وأصبح ْت ُتخ َلق‬                ‫وأتينا بالإسفلت إلى الطرق‪ ،‬ولكننا لم‬                           ‫التحاقي بالجامعة كان هناك لقاء مبني‬                                     ‫مكوناتها وشاج هو الاتفاق على القيم‬               ‫بأنفسهم‪ ،‬على اعتبار أن الناس بالرغم‬
‫حركات متطرفة لمواجهة حقيقة دينية‪.‬‬                  ‫نأت بالقواعد والقيم التي تنظم السير‬                            ‫للمجهول‪ ،‬واعتبرته أنا كذلك‪ ،‬فصفق ُت له‬                                                                                   ‫من وجود مشترك مجتمعي يبقى هناك‬
                                                   ‫على الطرق‪ .‬لذلك فطرقنا فوضى‪ ،‬وقاتلة‪،‬‬                           ‫في قرارة نفسي وأنا مازلت آنئذ مبتدئة‪،‬‬                                         ‫والمبادئ‪ ،‬التي تقوم عليها الدولة‪.‬‬          ‫دائما تفاوت في الأفكار والإيديولوجيات‬
      ‫فالغاية من ذلك هي الإسلامفوبيا‪.‬‬              ‫وحتى البعد القيمي الأخ�الق�ي لقانون‬                            ‫ولكنني أصفق له اليوم أكثر‪ ،‬باعتبار‬                                      ‫إذن كان هذا التأسيس الأول للدولة‬                 ‫والاع��ت��ق��ادات‪ .‬ف�ب�ال�ت�ال�ي إذا أفسحنا‬
‫ق�ل�ت إن داع����ش يم�ك�ن أن ت�ه� ّرب‬               ‫��يو ِّشععرب�هأن�اهلم لجهت املع‪،‬ح�قوبافليتالأين‬  ‫ل�م ن‬  ‫السير‬  ‫أن قوانيننا في جلها مبنية للمجهول‪،‬‬                                      ‫المغربية قد قام على هذا المنطق‪ ،‬وعلى‬             ‫المجال للناس لكي ينتزعوا العدالة من‬
‫الأس��ل��ح��ة الخ��ف��ي��ف��ة م��ث��ل ب�ن�دق�ي�ات‬                                                   ‫الكل‬   ‫أصبح‬   ‫س��واء ع�ل�ى م�س�ت�وى ال�ت�ص�ور أو على‬                                  ‫هذه المؤسسات‪ ،‬ثم توالى البناء‪ .‬وفي‬               ‫م�ج�ال احتكار آل�ي�ات ال�دول�ة‪ ،‬ف�إن هذا‬
‫ورش��اش��ات وم��س��دس��ات‪ ...‬إل��ى أخ��ره‪،‬‬         ‫يمشي في الطرقات كما يحلوا ل�ه‪ .‬لم‬                              ‫م�س�ت�وى ال�ت�ط�ب�ي�ق‪ ،‬أو ع�ل�ى مستوى‬                                   ‫البداية‪ ،‬نعرف أن�ه ك�ان في زره�ون‪ ،‬ثم‬            ‫س�ي�ؤدي إل�ى كثير م�ن ال�ش�غ�ب‪ ،‬وكثير‬
‫ولكنها لكي ته ّرب بلدوزيرات ومدرعات و‬              ‫نربه على القيم والأخ�الق‪ ،‬لم نقل له إن‬                         ‫تثبيت احترام القاعدة القانونية‪ .‬هذا‬                                     ‫انتقل إل�ى ف��اس‪ ،‬وروي���دا روي��دا ب�دأت‬        ‫من العدوانية والفوضى داخل المجتمع‪،‬‬
‫طائرات‪ ...‬إلى أخره‪ ،‬فهذا لا يقبله العقل‪.‬‬           ‫الذي يتنقل بسرعة فائقة فإنه يقتل نف ًسا‬                        ‫لم نشتغل عليه‪ ،‬لم نشتغل على احترام‬                                      ‫ال�دول�ة تنمو‪ ،‬وتقيم الم�ؤس�س�ات‪ ،‬وب�دأ‬          ‫وكثير من العنف‪ ،‬على اعتبار أن كل من‬
‫يعني أننا هنا أم�ام عقل مدبر‪ .‬والأكثر‬              ‫أخ��رى‪ ،‬لذلك فقتل النفس محرم‪ ،‬وفيه‬                             ‫القاعدة القانونية‪ .‬والأكثر من هذا‪ ،‬أ ّن‬                                 ‫اتساع الجغرافيا عبر ‪ 12‬قر ًنا‪ .‬ويمكن‬             ‫سيحاول تقييم العدالة على منواله فإنه‬
‫من هذا‪ ،‬أنه لا يمكن أن يكون عقل أفراد‪،‬‬             ‫دوس على الأخلاق‪ ،‬ودوس على القيم‪...‬‬                             ‫القاعدة القانونية أصبحت ناقصة‪.‬‬                                          ‫أن نقول أنه كانت هناك قوة المؤسسات‬               ‫سيبتعد بذلك كثي ًرا عن تحقيق العدالة‬
‫و إنم�ا هناك سياسات بكاملها‪ ،‬ودول‬                  ‫سأقف عند سبب أخر أعتبره أيضا‬                                   ‫�س�ضاعني ًفاال‪��،‬ذوايل�ذييحتيردمو السقانعلوىن‬  ‫الإن‬         ‫إن‬          ‫الدولة‪ ،‬يعني أنها كانت تتسع وتنكمش‬               ‫ذاتها وعن صيانة حقوق الذات والغير‪.‬‬
                                                   ‫أساسيا في إفراز العنف ضد المجتمعات‪.‬‬                                                                           ‫بأنه‬         ‫يعتبر‬       ‫حسب مساحة الجغرافيا‪ ،‬وحسب قوة‬                    ‫يمكن لنا أن ننتقل إلى سؤال أعتبره‬
                 ‫بكاملها تقف وراء هذا‪.‬‬             ‫فبإجماع المؤرخين والباحثين والدارسين‬                           ‫ال�ق�ان�ون ف�ه�ذا يعتبر ع�ن�وا ًن�ا للتج ّبر‪،‬‬                           ‫الدولة‪ ،‬بحيث نعرف جميعا بأنه كانت‬                ‫مركزيا‪ ،‬فأمام هذا التقابل الذي وضعته‬
‫ونقف عند نقطة نعتبرها م�ا قبل‬                      ‫ف��ي ال��ق��رن ‪ ،20‬وم��ق��ارن�� ًة م��ع ال�ق�رون‬               ‫وبالتالي أصبح كل واحد فينا في موقع‬                                      ‫هناك استمرارية الجدلية‪ ،‬وتسارع كبير‬              ‫بين العدالة الخاصة والعدالة العامة‪،‬‬
‫الأخ��ي��رة‪ .‬وه��ي ع�ولم�ة ال�ث�ق�اف�ة‪ ،‬وه�ذه‬      ‫السابقة‪ ،‬كان الإنسان أكثر عنفا وأكثر‬                           ‫ضعف ويحاول أن يرتقي إلى موقع قوة‪،‬‬                                       ‫ما بين مجتمع السيبة ومجتمع المخزن‪،‬‬               ‫أي�ن توجد ب�الدن�ا؟ ه�ل م�ا زال�ت تنتمي‬
‫ل�ي�س�ت أق��ل ت�أث�ي�را م�ن ع�ولم�ة ال�ع�ن�ف‪.‬‬      ‫دمارا بدليل الحروب‪ ،‬والثورة البلشفية‪،‬‬                          ‫وأن ي�دوس على القانون‪ .‬فهذا نعتبره‬                                      ‫وهذا يدل على أنه كانت هناك مجتمعات‬               ‫إل��ى ال�ع�دال�ة الخ�اص�ة‪ ،‬أو ع�ل�ى الأق��ل‪،‬‬
‫فالفجوة التي تكلمت عليها بين القانون‬               ‫والحرب العالمية الأولى‪ ،‬والحرب العالمية‬                        ‫اك�لبق�اي�عًرداةوالخ�قاط�ني�ورنايةج��يداش‪ّ ،‬كللأنسع�بدًبام‬  ‫م�ش�ك�ا ًل‬  ‫تقوم على ال�ع�دال�ة العامة ولكن كانت‬             ‫بعض رواسب العدالة الخاصة؟ أم أننا‬
‫وبين الثقافة التي ُص� ِّدر ْت إليها العولمة‬        ‫الثانية‪ ،‬وحرب الاستقلال وحرب الوحدة‬                                                                                        ‫احترام‬      ‫هناك كذلك مجتمعات لم تصلها سطوة‬                  ‫بالفعل حققنا البناء الح�دي�ث للدولة‪،‬‬
‫تتجلى في احتكاك في ظل كيان واحد‪.‬‬                                                                    ‫في أمريكا‪...‬‬  ‫م�ن الأس�ب�اب التي ترتد بنا إل�ى الأخ�ذ‬                                 ‫الدولة‪ ،‬وبالتالي ظلت تحتكم إلى منطق‬              ‫بما يضمن العدالة للجميع‪ ،‬والتطبيق‬
‫فتجد في نفس البيت واحد يؤمن بشيء‬                   ‫فالقرن ‪ 20‬ينعت بأنه القرن الأكثر‬                               ‫بالعدالة الخاصة أو العنف المجتمعي‪.‬‬                                      ‫السيبة‪ ،‬بمعنى منطق العدالة الخاصة‪.‬‬               ‫الجيد والمنصف للقانون؟ أم أن قسمات‬
‫والأخ�ر يؤمن بشيؤ مختلف‪ ،‬اختلافات‬                  ‫دموي ًة والأكثر عنف ًا‪ .‬والخطير في الأمر‪،‬‬                      ‫ثم إن هذا مشكل عدم الثقة في القوانين‬                                    ‫يمكن لنا أن نقول هنا بعدم كفاية‬                  ‫المجتمع البدائي مازالت مهيمنة علينا‪،‬‬
‫في البنية الفكرية وبشكل متباين‪ ،‬وهذا‬               ‫هو أن العنف أصبح مادة للفن والإعلام‪،‬‬                           ‫والم��ؤس��س��ات‪ .‬ف�الم�واط�ن ف�ي ك�ث�ي�ر من‬                             ‫المؤسسات‪ ،‬الذي جعل هذه الاستمرارية‬               ‫وهي التي تجعل هذه الانتكاسة كل مرة‪،‬‬
‫ال�ش�رخ ي�ن�ش�أ ف�ي إط���ار ال�ث�ق�اف�ة التي‬       ‫وأص�ب�ح ينقل إلينا عبر الأف�ل�ام‪ ،‬وعبر‬                         ‫الحالات لما يرى هذه الصورة يعتبر من‬                                     ‫لشكل من أشكال العدالة الخاصة‪ ،‬ويمكن‬
‫تسعى إلى الهيمنة‪ ،‬و إثناء ذلك تحاول‬                                                                                                                                                       ‫أن نتساءل‪ :‬هل مازالت ه�ذه الرواسب‬                     ‫وهذه العودة إلى العدالة الخاصة؟‬
‫باقي الثقافات الدفاع عن نفسها وعن‬                                                                                                                                                         ‫عالقة بأذهان؟ هذا سؤال يجب أن يطرح‪،‬‬              ‫أسمحوا لي أن أضيف أننا نقول‬
‫وجودها من أجل الاستمرارية‪ ،‬وبالتالي‬                                                                                                                                                       ‫وأن نطرحه بجدية للبحت عن مكنونات‪،‬‬                ‫بأننا دولة ليست حديثة‪ ،‬عمرها ‪ 12‬قر ًنا‬
‫تستبيح أش��ي��اء ك�ث�ي�رة‪ .‬وال���ذي أري��د‬                                                                                                                                                ‫ه��ل م���ازال���ت ه��ن��اك رواس�����ب لمجتمع‬     ‫من الزمان‪ ،‬بنيت على أس�س‪ ،‬والأسس‬

                                                   ‫ال�ب�رام�ج‪ ،‬وع�ب�ر التليفزيونات‪ ،‬وعبر‬                          ‫الأفضل له عدم احترام المؤسسات التي‬
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13