Page 9 - مغرب التغيير PDF
P. 9

‫‪9‬‬                                                                                                                                                                                                   ‫ندوة‬

‫العدد‪ - 53 :‬من‪ 1‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2016‬‬

                             ‫العواطف‪.‬‬                      ‫عشرين مرة‪ ،‬ولي الأمر هو الذي يحتكر‬                                                                                                   ‫ألمانيا كانت سيدة قد ُسرق منها وليدها‬                                            ‫سيدي الرئيس‪ ،‬وهي متعلقة بحقوق‬                               ‫ان أقوله هنا‪ ،‬أنني لا أب�رر العنف‪ ،‬ولا‬
‫وي�ك�ف�ي�ن�ا أن���ه لم��ا ق��ام��ت ق�ض�ي�ة‬                 ‫العدالة‪ ،‬وأن الإفتاء له مؤسساته‪ ،‬وأن‬                                                                                                 ‫وه�و طفل صغير عمره ‪ 4‬س�ن�وات أو‬                                                  ‫معنا‬  ‫إالإننكاسانن‪،‬حاوهض ًذراه‬  ‫الإنسان‪ ،‬ولا أدري‬           ‫أداف�ع عنه‪ ،‬ولكننا نحاول أن نشخص‬
‫ال�ك�اري�ك�ات�ي�ر ف��ي ال�ب�اك�س�ت�ان خ�رج‬                 ‫الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيضا‬                                                                                                 ‫أق��ل‪ ،‬وت�ع�رض ل�الغ�ت�ص�اب ث�م القتل‪،‬‬                                           ‫كنت‬                             ‫أم لا ممثل حقوق‬             ‫ما هي الأس�ب�اب وال�دواع�ي التي حدت‬
‫ال��ن��اس ف�ه�دم�وا م�ن�ازل�ه�م‪ ،‬وخ�رب�وا‬                  ‫ل�ه ق�واع�ده وق�وان�ي�ن�ه وق�ن�وات�ه‪ ،‬وأن‬                                                                                            ‫فحضرت أمه إلى جلسة المحاكمة وهي‬                                                  ‫أقولها في فورتي وأثناء تلك الحماسة‬                          ‫بالمجتمع إلى أن يصبح أقرب ما يكون‬
‫مجتمعهم‪ ،‬ف�ي ال��رد على كاريكاتير‬                          ‫الج�زاء مقنن‪ ،‬وأن الإس�الم أدخل عليه‬                                                                                                 ‫يقين‬  ‫ابلأحقاناملاةضليلحمكمبسادلسحسيك‪،‬كمولأنانلمهماخ َّفخكفاًفناض‪،‬تأوخع�حلذيىنت‬  ‫الزائدة في الدفاع عن حقوق الإنسان‪،‬‬
‫ظهر ف�ي ه�ول�ن�دا‪ ...‬فبالتالي فنحن‬                         ‫الإنسانية ف�الإس�الم ك�ان ه�و السباق‬                                                                                                 ‫نطق‬                                                                              ‫أذك�ر أن ه�ذا سيدي الرئيس ك�ان في‬                                  ‫إلى الوحشية في بعض الأحيان‪.‬‬
‫نعطل العقل‪ ،‬ليس العقل العربي كما‬                           ‫إلى منع الأشخاص من انتزاع حقوقهم‬                                                                                                     ‫الأم‬                                                                             ‫س�ن�ة ‪ ،2002‬أث��ن��اء م�ن�اق�ش�ة ت�ع�دي�ل‬                   ‫ف�إذن ذل�ك الانتهاك للهويات يخلق‬
‫ج��اء ل��دى الم��رح��وم الج��اب��ري‪ ،‬ول�ك�ن‬                ‫ب�أن�ف�س�ه�م‪ ،‬وم��ن أن ي�ك�ون�وا الخصم‬                                                                                                                                                                                ‫قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬بخصوص‬                               ‫ن�و ًع�ا مم�ا يمكن أن تسمونه غ�ي�رة‪ ،‬أو‬
‫الللععقوالطبفشكفتلصع�يارم‪،‬هذيهنماهائنجطلةقمتاهليعنجا ًة‪،‬ن‬  ‫الحكم‪ ،‬والقيمة للمؤسسات هنا حتى‬                                                                                                      ‫مسدهسناهايكووقنتلالتشارلفخا‪،‬عمل‪.‬م َّثل ًا بالإحساس‬                               ‫التعذيب‪ ،‬حيث قلت آنذاك وتث ّبت ُت إلي‬                       ‫سموه بحث عن الذات‪ ،‬أو سموه الحفاظ‬
‫فيصير هناك الكثير من ال�ن�زوع إلى‬                          ‫لا يكون الخصم هو نفسه الحكم حتى‬                                                                                                                                                                                       ‫الآن وزدت يقينا‪« :‬بأن الدول المتقدمة‬                        ‫على ال�ه�وي�ة‪ ...‬وم�ا إل�ى كذلك‪ .‬ففي كل‬
                                                           ‫لو كاف���نإذخنليفع�ةن�دون�أاميهًر�ان�اللمم�ؤشم�نك�ينل‪ .‬ينبني‬                                                                         ‫بالظلم‪ ،‬وبعدم فعالية العدالة‪ ،‬وبنوع‬                                              ‫المهيمنة تركعنا بيافطة حقوق الإنسان‪.‬‬                        ‫م��رة ي�دخ�ل ذل��ك ال�ش�ع�ور وت��أت��ي تلك‬
                               ‫العنف‪...‬‬                    ‫على عوامل عديدة لا يمكن للأسف أن‬                                                                                                     ‫من التهافت على حقوق الإنسان مبالغ‬                                                                                                            ‫الحاجة إلى التصدي‪ ،‬بشكل شخصي‪،‬‬
‫واختم وأقول بأن العدالة إلى الآن‬                           ‫يتعمق فيها الم�رء لضيق الوقت‪ .‬غير‬                                                                                                    ‫فيه‪ ،‬وحقوق الإنسان في حقيقتها هي‬                                                 ‫تقول لنا أنكم ضعاف في مادة حقوق‬                             ‫إل��ى ع��دد م��ن ال�ث�ق�اف�ات وال��ظ��واه��ر و‬
‫ل�م تثبت كفايتها‪ ،‬وأن�ا لا أق�ول هنا‪،‬‬                      ‫أن الخطير في الأم�ر‪ ،‬هو أن المعتدي‬                                                                                                                                                                                    ‫الإنسان‪ ،‬وذلك ليس حبا فينا‪ ،‬ولا في‬                          ‫الإيديولوجيات‪ ،‬لأسباب تقليدية‪ ،‬نذكر‬
‫أيها السادة القضاة‪ ،‬أنكم أنتم الذين‬                        ‫افلأيح�هي�ذاهن‪،‬اللاجراي�ئكم�ونالمجلمتازعًمياة‪،‬ولفايمغؤالم ًناب‬                                                                             ‫عبارة عن حقوق وواجبات‪.‬‬                                                     ‫أعيننا‪ ،‬ولكن لأنها تريد أن تركع كل‬                          ‫منها ما هو غريزي‪ ،‬وما هو مكتسب‪،‬‬
‫لم تكرسوا ه�ذه الكفاية‪ ،‬بل لا توجد‬                         ‫أاَمم�ل�وونحا�تز�شه�عرسّ�ببًب�داي‪،‬وخند ًيمب ّاًبرحا‪ِ.‬يف‪.‬ص‪.‬يثرق ًففتايفل‪،‬م�يأكو�لااحنل� ًغدنأااالنباًعبريا�تألاكتم�نبييكذزلوك ًنكلان‬  ‫وه��ذا ل�ي�س م�ع�ن�اه أن�ن�ي م�ع ضد‬                                                                                                          ‫وفيها العنف ال��رم��زي‪ ،‬وفيها العنف‬
‫ت�ل�ك ال�ك�ف�اي�ة ف�ي م�ن�ظ�وم�ة‪ .‬فنحن لما‬                 ‫الإيم��ان العميق‪ ،‬وب�أن�ه ي�ق�وم بمهمة‬                                                                                               ‫ح��ق��وق الإن���س���ان‪ ،‬أن���ا م��ع ال�ه�ي�ئ�ات‬                                  ‫هذه ال�دول‪ ،‬وأن ترغمها على أن تنفذ‬                          ‫الخطير‪ ،‬حتى أننا أصبحنا نبرر العنف‪،‬‬
‫كنا في الهيأة العليا لإصلاح منظومة‬                         ‫ل�ف�ائ�دة دي�ن�ه أو ل�ف�ائ�دة مجتمعه‪ ،‬و‬                                                                                                                                                                               ‫السياسة التي ترسمها الدول المهيمنة‪.‬‬                         ‫ونج�د العنف بالتالي يصبح مشروعا‬
‫العدالة‪ ،‬قلنا أن هناك ع�دم كفاية في‬                        ‫إنما هناك نو ًعا من الحمية التي تر ّدت‬                                                                                               ‫الم�داف�ع�ة ع�ن حقوق الإن�س�ان‪ ،‬ودائما‬                                           ‫وف�ي ف�ورة ه�ذا الدفاع المبالغ فيه عن‬                       ‫يووذيم�قهوببظوو�لافا�‪،‬إولبنىلالد�مان�رعا�غوسشب‪.‬ا‪.‬و‪.‬يف�يوحهأ�‪ّ ،‬سضِ�ّعطرنردونم�اههن�ايمألتعلكوينى‬
‫التعليم‪ ،‬وهناك أيضا ع�دم كفاية في‬                          ‫داخ�ل المجتمع لتعقل العقل‪ ،‬و تهيج‬                                                                                                    ‫ن��داف��ع ع��ن ح��ق��وق الإن���س���ان‪ ،‬ول�ك�ن‬                                                                                                ‫ما أقوله‪ ،‬يوظفون الناس لكي يلتحقوا‬
‫ال�ع�دال�ة‪ ،‬وبالتالي فنحن عمدنا إلى‬                                                                                                                                                             ‫ينبغي أن يكون ذلك في إطار المنطق‪،‬‬                                                ‫حقوق الإنسان‪ ،‬ركزنا على حق المجرم‪،‬‬                          ‫ابلدإان�عس�شا‪،‬نو ُيوهج� َروىي�لؤهمم�نغ ب�سألنداملاعغن‪،‬فوييذفهتحب‬
‫تنزيل بعض التوصيات ضمن ميثاق‬                                                                                                                                                                                                                                                     ‫ونسينا حقوق الضحايا‪ ،‬ونسينا حتى‬
‫إص�الح ال�ع�دال�ة‪ ،‬وأك�دن�ا أننا نحتاج‬                                                                                                                                                          ‫وال�ت�ع�ق�ل‪ ،‬وال��رزان��ة‪ ،‬وأن ن�رك�ز على‬                                        ‫حق المجرم في الوقاية‪ ،‬بمعنى أن نقيه‬                                              ‫الطريق إلى الجنة‪.‬‬
‫إلى أن تشمل العدالة المجتمع برمته‬                                                                                                                                                               ‫م� ًع�ا‪ ،‬ال�ف�اع�ل والضحية‪،‬‬      ‫اولعع��نل��صىر ْيم��نا‬                                                                                      ‫نقف عند نقطة أخرى إذا سمحت‬
                                                                                                                                                                                                ‫ي�ج�م�ع�ن�ا م��ن ال��واج��ب��ات‬                                                        ‫من الوصول إلى الإجرام‪.‬‬
    ‫بلا أدنى ميز أو إقصاء‪ ...‬وشك ًرا‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                            ‫وهكذا بقينا مر ّكزين على المجرم‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                ‫والحقوق‪ .‬ويمكن أن نقول أكرر القول‬                                                ‫اول�ندسويلناتالخمفيجتفمعا‪.‬لعوققا�دب‪.‬ف وأضلعطع�يددمثمال ًان‬
                                                                                                                                                                                                ‫بأن الإسلام ركز العدالة في يد الدولة‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                ‫وأن��ه ف�ي ال�دول�ة المسلمة وأك��رر هدا‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫كاريكاتور ًيا عن هذا التوجه‪ ،‬أنه في‬

                                                           ‫ذ‪ /‬عبد الرحيم العطري‬

‫«العنف في الفضاء العام‪ :‬بحث في الأسباب والتداعيات»‬

‫اليوم ربما نموذ ًجا للسلبية‪ ،‬أو ش ًئا من‬                   ‫ويتراجع سكان القرى مع ارتفاع الهجرة‬                                                                                                  ‫معدل مدى الحياة هو ‪ 47‬سنة‪ ،‬واليوم‬                                                ‫كيف يمكن أن يكون الاقتصاص والتدبير‬                                     ‫بسم لله الرحمن الرحيم‬
                            ‫هذا القبيل‪.‬‬                    ‫ال��ق��روي��ة‪ ،‬وان��ت��ش��ار الم���دن الم�ل�ي�ون�ي�ة‪،‬‬                                                                                ‫وصلنا إل�ى ‪ 77‬سنة‪ ،‬وف�ي سنة ‪2030‬‬                                                 ‫الشخصاني ل�ألم�ور وش�رع�ي�ة ال��دارج‬                           ‫شكرا جزيلا سيد رئيس الجلسة‬
                                                           ‫وظ�ه�ور مشاكل على مستوى الج��وار‪.‬‬                                                                                                    ‫سنعيش أط�ول‪ ،‬والنساء‪ ،‬ت�اء التأنيث‬                                                                                                           ‫الم�ه�ن�ة رس��ال��ة‪ ،‬وربم���ا أي�ض�ا ف�ن‪،‬‬
‫اليوم ما هو «البورتري» أو النموذج‬                          ‫فاليوم‪ ،‬الجار أصبح مجهولا في إطار‬                                                                                                    ‫ه�ي ال�ت�ي ستعيش أك�ث�ر‪ .‬أم��ا الح�ي�اة‬                                                           ‫يمكن أن نسميه عدالة؟‬                       ‫وال�ق�ض�اء نبيل م�ن ك�اف�ة التخصصات‬
‫الذي يرتفع عليه الطلب الاجتماعي؟ من‬                        ‫«لانونيما»‪ ،‬في ح�ني ك�ان ذل�ك من قبل‬                                                                                                 ‫عند الم�رأة سيصل سنة إل�ى ‪ 77‬سنة‪.‬‬                                                ‫هذا سؤال عليه أن يستفزنا جميعا‪،‬‬                             ‫والم����ش����ارب‪ ،‬م���ع اح��ت��رام��ي ل�ألل�ق�اب‬
‫هي الشخصية التي تتمتع بالاعتبار؟‬                                                                                                                                                                ‫لتطمئن تاء التأنيث فستحقق الانتصار‬                                               ‫والسياق كفيل بإنتاج المعنى‪ .‬فما هو‬
‫إنها ليست تلك الشخصية التي كانت‬                                    ‫الجار معرو ًفا من طرف الجميع‪.‬‬                                                                                                ‫دائما علينا‪ .‬أيضا هناك انخفاض في‬                                                 ‫سياق التحولات التي يعرفها المجتمع‬                                                        ‫والمقامات‪.‬‬
‫تضمر الخ�ي�ر‪ ،‬و إنم�ا تلك الشخصية‬                          ‫وعلى مستوى الانتقال الاجتماعي‪،‬‬                                                                                                       ‫معدل الخصوبة ل�دى الم��رأة‪ ،‬ففي سنة‬                                              ‫المغربي‪ ،‬لأنه لابد أن نعود إلى السياق؟‬                      ‫أق��ت��رح أن أت�ق�اس�م م�ع�ك�م بعض‬
‫التي ننعتها في لحظات معينة ب»القفز»‪،‬‬                       ‫ت�أم�ل�وا م�ع�ي ه���ذه‪ 19 :‬ف��ي الم��ائ��ة من‬                                                                                        ‫‪ 1960‬كانت تلد ‪ 7‬من الأط�ف�ال‪ ،‬واليوم‬                                             ‫المغاربة يقولون مثل ًا عمي ًقا جدا‪« :‬اللي‬                   ‫م�داخ�ل الفهم‪ ،‬لأننا ف�ي النهاية نحبو‬
‫وم�ا إل�ى ذل�ك من النعوت والتسميات‪.‬‬                        ‫الأسر تعيلها النساء‪ ،‬وهذا مؤشر على‬                                                                                                   ‫انخفض هذا الرقم إلى ‪ ،1.84‬وسأبين ما‬                                              ‫بغى الوتد يقلب على الخيط»‪ .‬فالخيط‬                           ‫على عتبات الفهم‪ ،‬وما نرومه من هذه‬
‫انتشرت ثقافة التيئيس ف�ي كثير من‬                           ‫تح��ولات عميقة ع�ل�ى م�س�ت�وى الأس��ر‪.‬‬                                                                                               ‫هي الآثار المرتبطة بالانتقال الدموغرافي‬                                          ‫أحيانا هو الذي يقودنا إلى أصل الداء‪.‬‬                        ‫الندوة بالأساس‪ ،‬هو أن نفهم ما يحدث‪.‬‬
‫الأح�ي�ان وأصبحنا نبخس الإيجابية‬                           ‫أيضا انتقلنا من الأس�رة النووية إلى‬                                                                                                  ‫وع��دال��ة ال���ش���ارع‪ ،‬أو ق��ض��اء ال��ش��ارع‬                                  ‫ولكي نفهم مجريات الأم��ور‪ ،‬علينا ان‬                         ‫وأق���ت���رح ع��ن��وان��ا ربم���ا لا ي�خ�ل�وا‬
‫وننتصر للسلبية‪ ،‬والنتيجة كتالي‪:‬‬                            ‫أش�ك�ال ج�دي�دة‪ ،‬ه��ذه الأس��ر تم�ي�ل إل�ى‬                                                                                           ‫والاختصاص الفردي‪ .‬لدينا أيضا مشكل‬                                                ‫نعود إلى السياق العام ال�ذي يعتل به‬                         ‫م�ن دلال���ة‪ ،‬وه��و‪« :‬ال�ع�ن�ف ف�ي الفضاء‬
‫هدر بشري‪ ،‬نزيف قيمي‪ ،‬بؤس مجالي‪،‬‬                            ‫التعايش م�ع انفصال ف�ي ال���زواج‪ ،‬أو‬                                                                                                 ‫ارتفاع معدل الزواج من ‪ 17‬سنة إلى ‪26‬‬                                              ‫المغرب ال�ي�وم‪ ،‬ولكن أول درس ننخرط‬                          ‫العام‪ :‬بحث في الأسباب والتداعيات»‬
‫أنيميا عاطفية‪ ،‬فوضى اجتماعية‪ ،‬عنف‬                          ‫دون توثيق عقد الزوجية ما إل�ى ذلك‪.‬‬                                                                                                   ‫سنة ثم إلى ‪ 32‬سنة‪ .‬وعدد المسنين من‬                                               ‫فيه هو أن الحقيقة لا نمتلكها وحدنا‪،‬‬                         ‫وأب���دأ ف�ي ال�ب�دء ب�ث�ق�اف�ة ال�وص�ل ب�دل‬
‫وعنف مضاد‪ ...‬وكل هذا مرتبط بجبل‬                            ‫وانتقلنا من البنيات الجمعية إلى بروز‬                                                                                                 ‫‪ 2.4‬مليون نسمة ارتفع إلى ‪ 5.8‬مليون‬                                               ‫ه��ذا ال���درس ال�ع�م�ي�ق‪ ،‬درس ال�س�اع�ات‬                   ‫ال�ث�ق�اف�ة ب�ال�ف�ص�ل‪ ،‬و ان�ط�ل�ق م��ن ه�ذا‬
‫الج�ل�ي�د ال�ع�ائ�م‪ ،‬وال�ك�ل يعلم أن جبل‬                   ‫أكثر للفردي‪ ،‬وتراجعت وتفككت كثير من‬                                                                                                  ‫ن�س�م�ة‪ ،‬وبالنسبة للشباب ففرصتنا‬                                                 ‫المعطلة‪ .‬حتى الساعة المعطلة‪ ،‬التي لا‬                        ‫المنبر من الشيخ الإم�ام الشافعي عليه‬
‫الجليد العائم لا يظهر منه إلى الثلث‪،‬‬                                                                                                                                                            ‫دموغرافيا ستتعرض لهدر ولانخفاض‪،‬‬                                                  ‫تعمل وهي معلقة بالحائط فإنها تقول‬                           ‫الرحمة‪ ،‬ج�اءه أح�د السائلين فقال له‪:‬‬
‫ف�ي ح�ني أن الباقي ينغمر تح�ت الم�اء‪.‬‬                                         ‫الروابط الاجتماعية‪.‬‬                                                                                               ‫وب�دل أن نتبجح اليوم ونقول أن لدينا‬                                              ‫الحقيقة مرتين على أقل في اليوم‪ :‬إذا‬                         ‫ما هو الإيم�ان؟ فماذا كان جواب الإمام‬
‫إذن‪ ،‬فما نلاحظه من القضاء الشائع فهو‬                       ‫قلت قبل قليل أن المشكل الأساسي‬                                                                                                       ‫الكثير من الشباب فإن الأمر سيتناقض‬                                               ‫كانت متوقفة في تاسعة صباحا إنها‬                             ‫الشافعي؟ لم يكن متسرعا في الإجابة‪،‬‬
‫مرتبط فقط بالجزء الظاهر‪ ،‬فيما الذي‬                         ‫ع�ن�دن�ا ف�ي الان�ت�ق�ال إنم��ا ه�و اخ�ت�الل‬                                                                                         ‫م�س�ت�ق�ب�ال‪ .‬وع��ل��ى م�س�ت�وى الان�ت�ق�ال‬                                      ‫في التاسعة صباحا قالت الحقيقة‪ ،‬وفي‬                          ‫بل طرح عليه سؤال ًا مضا ًدا‪ :‬وماذا تقول‬
‫ينغمر تحت الماء فيه الكثير من الأشياء‬                      ‫الم�وازي�ن‪ ،‬فما ك�ان بالأمس القريب يعد‬                                                                                               ‫المجالي وسيحدث ارتفاع نسبة التمدين‬                                               ‫التاسعة ليلا قالت الحقيقة بأنها ساعة‬                        ‫أنت؟ فماذا كان جواب السائل؟ أقول بأن‬
‫التي علينا أن نستنطقها جميعا‪ .‬هذه‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫الإيمان هو قول‪ ...‬ومرة أخرى سيطرح‬
‫الأشياء التي نسميها «شرع يدو»‪ .‬فإما‬                             ‫نموذ ًجا للنجاح الاجتماعي ويعد‬                                                                                                                                                                                                                   ‫معطلة‪.‬‬                      ‫عليه الإمام الشافعي السؤال وما دليلك‬
‫أن تكون هناك نزاعات بسبب مصالح‪،‬‬                                 ‫من عوامل الصلاح والخير‪ ،‬أصبح‬                                                                                                                                                                                     ‫إذن حتى الساعات المعطلة تقول‬                                ‫في ذلك فيقول له السائل دليلي في ذلك‬
‫ه�ذا الشخص يتدخل في ال�ش�ارع‪ ،‬ما‬                                                                                                                                                                                                                                                 ‫الحقيقة مرتين في ال�ي�وم‪ .‬وال�ي�وم هذا‬                      ‫الآية الكريمة التي تقول «إن الذين آمنوا‬
‫يسمى ظ�ه�ور النية‪ ،‬حيث ُيظهر بأنه‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫ه�و ال��ذي ي�ح�دث‪ .‬انتقلنا م�ن الجمعي‬                       ‫« وانتهى الكلام بعد ذلك‪ .‬فأجابه الإمام‬
‫هو الأقدر على تنفيذ القصاص‪ ،‬وتنفيذ‬                                                                                                                                                                                                                                               ‫إلى الفردي‪ ،‬وانتقلنا من الواقعي إلى‬                         ‫الشافعي إذن أنت تنتصر لثقافة الفصل‬
‫الحكم‪ ،‬وهذا ينشأ أيضا بسبب الحاجة‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫الافتراضي‪ ،‬وإلى تقديم استقالة كثير‬                          ‫ول�ي�س لثقافة ال�وص�ل‪ ،‬بمعنى أن�ك لم‬
‫إل�ى اع�ت�راف مجموعة م�ن الأش�خ�اص‬                                                                                                                                                                                                                                               ‫من المؤسسات الاجتماعية‪ .‬وق�د قدمت‬                           ‫تتمم الآية الكريمة وقلت إن الذين أمنوا‬
‫الذين مارسوا هذا الفعل بدعوى أن ذلك‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫وكفى‪ ،‬واعتبرت بأن الإيمان هو قول‪ ،‬في‬
‫بحكم الانتصار للأخلاق‪ ،‬ودف�ا ًع�ا على‬                                                                                                                                                                                                                                                                ‫استقالتها طوعا ‪...‬‬                      ‫حين أنه في الأمة الإسلامية الإيمان قول‬
‫الحياء ال�ع�ام‪ ،‬وه�و اع�ت�راف اجتماعي‬                                                                                                                                                                                                                                            ‫وان�ت�ق�ل م�ن المح���دود إل��ى ال�وف�رة‪.‬‬                    ‫وفعل بدليل الآية الكريمة التي تقول «إن‬
‫بأنهم قادرون على الفعل‪ ...‬يكون أيضا‬                                                                                                                                                                                                                                              ‫فاليوم أصبح عندنا مشكل وفرة بامتياز‪،‬‬
‫بسبب مواقف مترسبة في الأعماق‪ ،‬كما‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫وانتقلنا م�ن ال�ص�راع إل�ى التسويات‪،‬‬                              ‫الذين أمنوا وعملوا الصالحات «‪.‬‬
‫ح�دث م�ع فتيات أك�ادي�ر‪ ،‬وه�و مرتبط‬                                                                                                                                                                                                                                              ‫ولكن في التسويات دائما نقدم تنازلات‪.‬‬                        ‫ما الدرس الذي ينبغي أن نستفيده‬
‫بموقف تج�در ف�ي الأع�م�اق تج�اه الم�رأة‬                                                                                                                                                                                                                                          ‫انتقل أيضا على مستوى اليوم من‬                               ‫في حكاية الإم�ام الشافعي مع سائله؟‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫الحد الكامل إلى الحد المشوه‪ ،‬لأن العالم‬                     ‫ه�و أن�ن�ا محتاجون إل�ى واو العطف‪،‬‬
                             ‫ولم يتغير‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                          ‫القديم عند اليونان‪ ،‬كان يعتقد أن العالم‬                     ‫محتاجون إل�ى واو ال�وص�ل‪ ،‬إل�ى هذا‬
‫إذن‪ ،‬ف���المح���رك ه��ن��ا ه���و الم��وق��ف‬                                                                                                                                                                                                                                      ‫يتحدد عند مستويات‪ ،‬هناك الحد الكامل‪،‬‬                        ‫الربط ال�ذي نعيشه الآن‪ ،‬الربط بين كل‬
‫ول�س�ت أش�ي�اء أخ��رى‪ ،‬وه�و التمثلات‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                            ‫و هو جزر الخالدات‪ ،‬وهناك الحد المشوه‬                        ‫التخصصات المعرفية‪ ،‬بين كل المتدخلين‬
‫فاليوم لدينا تمثلات وثمتلات مضاد‪،‬ة‬                                                                                                                                                                                                                                               ‫وه�و ج�زر ال�واق واق‪ .‬وبناء على هذا‬                         ‫في هذه القضية‪ .‬لكي يتسنى لنا أن نفهم‬
‫فالبعض يعتقد أن القضاء والقانون‬                                                                                                                                                                                                                                                  ‫التصنيف الجغرافي‪ ،‬هناك بنية القيم‬                           ‫ليس باعتماد مقارنة اختزالية وحيدة‪،‬‬
‫والمؤسسة هو الطريق الأمثل لتحقيق‬                                                                                                                                                                                                                                                 ‫ذات الخير في الحد الكامل‪ ،‬وهناك الشر‬                        ‫ولكننا نفهم جيدا بطرح السؤال لسد‬
‫الحق في الإصلاح‪ ،‬والبعض الآخر يرى‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫في الحد المشوه‪ .‬والذي يحدث اليوم‪ ،‬هو‬                        ‫السياق لأن لا شيء خارج السياق‪ .‬فما‬
‫ذلك من خلال اختلاف الأدوار والمواقع‬                                                                                                                                                                                                                                              ‫هذه الانتقالات الأساسية‪ .‬اليوم نعيش‬                         ‫يحدث الآن هو مرتبط بسياق مجتمعيا‪،‬‬
‫داخل المجتمع‪ ،‬فكلما كان مهم ًشا وكلما‬                                                                                                                                                                                                                                            ‫على انتقال ديموغرافي ب ِنّي‪ ،‬على إيقاع‬                      ‫ويمتد فيه الماضي والحاضر والمستقبل‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫ثقافي‪ ،‬انتقال مجالي اجتماعي وقيمي‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              ‫أيضا‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫وهذا هو أصل الداء‪ ،‬وأصل المشكل‪.‬‬                         ‫ال���ي���وم‪ ،‬ك�ل�ن�ا ن�ت�ح�دث ع��ن ع�دال�ة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫نبدأ أولا بالانتقال الدموغرافي‪،‬‬                             ‫خاصة‪ ،‬ولكن هل يستقيم هذا التعريف؟‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                 ‫المغاربة قبل كانوا يعيشون قليلا كان‬
   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13   14