Page 7 - مغرب التغيير PDF
P. 7

‫‪7‬‬                                                                                         ‫ندوة‬

‫العدد‪ - 53 :‬من‪ 1‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2016‬‬

‫التدخل السريع والفعال لأفرادها‪ ،‬سبق‬         ‫وال��س��ري��ع‪ ،‬وال�����ردع ال�ق�ض�ائ�ي ال�ع�ام‬  ‫الخمر والمخدرات في الشارع العام‪.‬‬                      ‫التحرش من طرف مجموعة من الشباب‬                                        ‫من القصاص الذاتي إلى الظهور‪ ،‬ولم‬
‫لهم أن تلقوا تكوينا نظريا وتطبيقيا‬          ‫والخ�اص‪ ،‬يعد من أهم وسائل القضاء‬                ‫ولفهم ما وقع في حادثة انزكان‪ ،‬لا‬                      ‫والباعة المتجولين وبعض رواد السوق‪،‬‬                                    ‫يعد يقتصر على الانتقام من اللصوص‬
‫تمحورت أهدافه حول مبادئ التعامل مع‬          ‫على الجريمة بشكل عام‪ ،‬وعلى مظاهر‬                ‫بد من الوقوف على الطريقة التي يفكر‬                    ‫باستعمال الصفير والاستنكار وحتى‬                                       ‫وقطاع الطرق‪ ،‬بل تعدى ذلك إلى الاعتداء‬
‫الحالات الطارئة‪ ،‬والاستعمالات الأولية‪،‬‬      ‫القصاص الذاتي بشكل خاص‪ ،‬باعتباره‬                ‫ويتحرك بها الجمهور في الشارع المغربي‪،‬‬                 ‫ال�س�ب وال�ش�ت�م بسبب لباسهما ال�ذي‬                                   ‫على الأشخاص بسبب ميولات جنسية‬
‫والتعامل مع مسرح الجريمة‪ ،‬وتسهيل‬            ‫ي�ق�ط�ع ال��ط��ري��ق ع�ل�ى ك��ل م��ن ي�ح�اول‬    ‫خصوصا في صفوف الشباب والأطفال‪،‬‬                        ‫اعتبر غير محتشم وغ�ي�ر لائ��ق‪ ،‬وبعد‬                                   ‫ش�اذة أو بسبب مظهرهم الخارجي أو‬
‫المهام‪ ،‬وباقي التشكيلات الأمنية الأخرى‬      ‫الاقتصاص بنفسه‪ ،‬ويكرس الإحساس‬                   ‫حيث يمكن القول أن كل عمل يخرج عن‬                      ‫م�ن�ادات�ه�ا م�ن أح��د المح�ل�ات ال�ت�ج�اري�ة‬                         ‫طريقة لباسهم‪ ،‬وهي حالات أثارت جدلا‬
‫من شرطة قضائية وعلمية وأخرى مكلفة‬           ‫بالأمن‪ ،‬والطمأنينة‪ ،‬ويعطي لمفهوم دولة‬           ‫الجماعة يعد في نظر الجمهور تحديا‬                      ‫حضرت عناصر الشرطة التي وفرت لهما‬                                      ‫إعلاميا وحقوقيا واسعا‪ ،‬ويمكن إجمال‬
                                            ‫المؤسسات مدلوله العملي على مستوى‬                ‫لأع��راف المجتمع‪ ،‬وم�ش�اع�ره‪ ،‬وبالتالي‬                ‫الحماية م�ن الاع�ت�داء‪ .‬وبعد استشارة‬                                  ‫بعض مظاهرها كالآتي‪:‬‬
                ‫بتأمين مسرح الجريمة‪.‬‬        ‫هيئة الأمم‪ ،‬فإنه لا يقل أهمية عن وسائل‬          ‫ومع اندلاع الشرارات الأولى لردة الفعل‬                 ‫النيابة العامة أم��رت بوضعهما تحت‬                                     ‫بتاريخ ي�وم ‪ 2015/7/16‬صادف‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬عمدت المديرية‬               ‫وسبل أخرى أكثر شمولية يمكن إجمالها‬              ‫ي�ك�ون م�ن الصعب بم�ك�ان ال�وق�وف في‬                  ‫الحراسة النظرية من أجل الإخلال العلني‬                                 ‫أسبوع منطقة بولمين بميدلت أن ارتكبت‬
‫العامة للأمن الوطني في محاربة الجريمة‬                                                       ‫وجه كتلة بشرية تتحرك بشكل جماعي‬                       ‫بالحياء‪ ،‬وبعد تقديمهما أم�ام النيابة‬                                  ‫ج�ريم�ة قتل ت�ذك�رن�ا ب�الأزم�ن�ة ال�غ�اب�رة‪،‬‬
‫إلى خلق فرق التدخل السريع استجابة‬                                         ‫فيما يلي‪:‬‬         ‫وهستيري‪ .‬كل ه�ذا لا يعطي الح�ق لأي‬                    ‫العامة تمت متابعتهما في حالة سراح‬                                     ‫ارتكبتها مجموعة من الباعة ومرتادي‬
‫ل�ن�داء الم�واط�ن�ني‪ ،‬وإل��ى خلق مجموعة‬     ‫هناك من يرجع ه�ذه الظواهر إلى‬                   ‫كان ومهما كانت الاستفزازات بأن نصب‬                    ‫قبل أن تبرئهما المحكمة فيما بعد‪ ،‬وعقب‬                                 ‫ال�س�وق ف�ي ح�ق الضحية‪ ،‬بعدما أق�دم‬
‫البحث والتدخل التي تعمل تحت إشراف‬           ‫ب�طء ال�ت�دخ�ل الأم�ن�ي‪ ،‬وإل��ى ال�ب�طء في‬      ‫نفسه س�واء ك�ان ف�ردا أو جماعة مكان‬                   ‫م�رور أي�ام قليلة على تقديمهما وبفعل‬                                  ‫ال��ع��ش��رات م�ن�ه�م ع�ل�ى م�ه�اج�م�ت�ه إث�ر‬
‫م�ب�اش�ر ل�ض�ب�اط ال�ش�رط�ة ال�ق�ض�ائ�ي�ة‪،‬‬  ‫تحقيق ال�ع�دال�ة‪ .‬فبخصوص مصالح‬                  ‫الدولة‪ ،‬ومؤسسات الدولة‪ ،‬والدفاع ضد‬                    ‫ت��داول بعض وس�ائ�ل الإع�ل�ام المكتوبة‬                                ‫ت�ل�ب�س�ه ب�س�رق�ة م�ب�ل�غ م��ال��ي م��ن أح�د‬
‫ومجهزة بكافة الوسائل المتعلقة بالنقل‬        ‫الأمن الوطني‪ ،‬فإنها تغطي جميع المدن‬             ‫أي اختلال حصل أو أي ش�يء مخالف‬                        ‫والال�ك�ت�رون�ي�ة ل�ه�ذه ال�واق�ع�ة‪ ،‬أصبحت‬                            ‫اولركك ِلسِهابةو‪،‬رفوِسهض�ر ِحب�تهىبفالقدع وصعييه‪،‬واولتح�مج�ناقرلةه‬
‫والحماية والتدخل والتواصل‪ ،‬وتعمل‬            ‫والم�راك�ز الحضرية للملكة‪ ،‬س�واء عبر‬                                         ‫للقانون والأخلاق‪.‬‬        ‫ه��ذه ال�ق�ض�ي�ة ع�ن�د ب�ع�ض الح�ق�وق�ي�ني‬
‫في إطار مخطط محدد مع عناصر الأمن‬            ‫ضمان انتشار مخطط ومدروس لدوريات‬                 ‫واق�ع�ة أخ�رى عرفتها مدينة ف�اس‪،‬‬                      ‫ش�ع�ارا ل�ل�دف�اع ع�ن الح��ري��ات ال�ف�ردي�ة‬                          ‫على وجه السرعة إلى المستشفى حتى‬
‫العمومي والشرطة القضائية‪ ،‬من أجل‬            ‫ال�ش�رط�ة طيلة متابعة مصلحة الأم�ن‬              ‫أث��ارت ج�دلا واس�ع�ا واهتماما إعلاميا‬                ‫بعدما تطوعت بعض منظمات المجتمع‬                                        ‫لفظ أنفاسه الأخ�ي�رة متأثرا بجروحه‬
‫القيام بعمليات نوعية للحد من الجريمة‬        ‫العمومي والشرطة القضائية بمختلف‬                 ‫من داخل المغرب وخارجه‪ ،‬يتعلق الأمر‬                    ‫المدني لمساندة الفتاتين بوضع شكاية‬                                    ‫فُعتِّرم نقضلهمرلالفمقساتلشفضىحيلةتلقهيو‬  ‫الخطيرة‪ ،‬كما‬
‫المقصودة ونشر الطمأنينة والأمان‪ .‬هذا‬        ‫القطاعات والشوارع التي تصنف نقطا‬                ‫بالشاب الشاذ الذي تعرض للاعتداء من‬                    ‫أم��ام النيابة ال�ع�ام�ة ض�د المتحرشين‪،‬‬                                                                         ‫الآخر للضرب‬
                                            ‫س�وداء عبر قاعات للاستماع متواجدة‬               ‫طرف مجموعة من الأشخاص في الشارع‬                       ‫ف�أم�رت بفتح بحث ف�ي الم�وض�وع‪ ،‬كما‬                                                                             ‫العلاج‪.‬‬
        ‫فيما يخص الجانب اللوجستي‪.‬‬           ‫بمختلف المفوضيات الم�رك�زي�ة‪ ،‬والتي‬             ‫املماتبد أسي ًنضاسلوييةط‪.‬ال‬  ‫يرتدي‬   ‫العام لكونه كان‬  ‫نظمت عدة وقفات احتجاجية عبر مدن‬                                       ‫وتج���در الإش�����ارة إل��ى ال�ع�دي�د من‬
‫ول�ك�ن الج�ان�ب ال�ب�ش�ري يبقى هو‬           ‫تتلقى م�ك�الم�ات الم�واط�ن�ني وش�ك�اواه�م‬                                    ‫الذاتي‬  ‫والقصاص‬          ‫الم��غ��رب‪ ،‬وتح��رك��ت ش�ب�ك�ات ال�ت�واص�ل‬                            ‫الح����الات ال�ت�ي تح�ض�ر ال��ش��ارع ال�ع�ام‬
‫المحرك الرئيسي لمواجهة هذه الظاهرة‪.‬‬         ‫وت�ب�ل�ي�غ�ات�ه�م‪ ،‬وخ��اص��ة ع�ب�ر الات�ص�ال‬    ‫ح�ت�ى الج�م�اه�ي�ر ال�ري�اض�ي�ة‪ ،‬وخ�اص�ة‬              ‫الاجتماعي إما بالتنديد لما تعرضت له‬                                   ‫ق�ب�ل وص��ول ع�ن�اص�ر ال�ش�رط�ة وال��درك‬
‫لذلك فإنه من أجل مواجهة الاقتصاص‬            ‫بالرقم ‪ 19‬حيث تتم أغلب الشكايات‪،‬‬                ‫جمهور ك��رة ال�ق�دم‪ .‬فبغض النظر عن‬                    ‫هاتان الفتاتان أو التنويه من جانب آخر‬                                 ‫عقب ارت�ك�اب جرائم متلبس بها تمس‬
‫ال�ذات�ي ف�إن ضباط الشرطة القضائية‪،‬‬         ‫ويتم تحويل ذل�ك إل�ى دوري�ات الشرطة‬             ‫أعمال الشغب‪ ،‬والتخريب‪ ،‬التي أصبحت‬                                                                                           ‫الأرواح‪ ،‬أو الم�م�ت�ل�ك�ات‪ ،‬أو الأخ�ل�اق‬
‫وأعوانهم‪ ،‬يجب عليهم أن يتحلوا بروح‬          ‫خصوصا التي تتواجد بعين المكان‪ ،‬أو‬               ‫تتعرض له الممتلكات العامة والخاصة‪،‬‬                               ‫كتعبير عن مواقف متناقضة‪.‬‬                                   ‫العامة‪ ،‬أو حتى حوادث السير المميتة‪،‬‬
‫المسؤولية‪ ،‬والفطنة‪ ،‬وحسن التدبير‪،‬‬           ‫المكان الأق�رب من أج�ل التدخل الفوري‬            ‫تطور الأمر إلى أعمال القصاص المتبادل‬                  ‫غير أن أغلب ردود الفعل تمحورت‬                                         ‫والتي تتميز بأفعال انتقامية‪ ،‬سواء من‬
‫عند تلقي الشكايات أو الوشايات عن‬                                                            ‫ب�ني بعض مشجعي ال�ف�رق الرياضية‪،‬‬                      ‫أساسا حول اعتبار الدولة هي المسؤولة‬                                   ‫ل�دن الضحايا أو أقاربهم أوم�ن بعض‬
‫أشخاص يخالفون القانون‪ ،‬في مسائل‬                         ‫والقيام بما يفرضه القانون‪.‬‬          ‫وال�ت�ي بلغت إل�ى ح�د الاق�ت�ت�ال وت�ب�ادل‬            ‫ع��ن تطبيق ال�ق�ان�ون ع�ل�ى الم�خ�ال�ف�ني‪،‬‬                            ‫الفضوليين‪ ،‬ت�ص�در خ��ارج إط��ار حالة‬
‫تمس الشعور العام‪ ،‬وبضرورة التدخل‬            ‫وإذا كانت هناك م�ؤاخ�ذات حول‬                    ‫الضرب والج�رح‪ ،‬وراح ضحيتها أطفال‬                      ‫وهي المسؤولة عن حماية حرية الأفراد‬                                    ‫الدفاع الشرعي‪ ،‬بل ويتجاوز الأمر ذلك‬
‫ال��ف��وري وال�س�ري�ع وتطبيق ال�ق�ان�ون‪،‬‬    ‫ب�طء التدخل الأم�ن�ي عبر خ�ط الهاتف‬             ‫وش�ب�اب‪ ،‬فتحولت أع�م�ال الشغب إلى‬                     ‫وسلامتهم وعن التصدي لأعمال الشر‪،‬‬                                      ‫إل�ى حالة القصاص من المشتبه فيهم‬
‫تح�ت إش��راف النيابة ال�ع�ام�ة‪ ،‬دون أن‬      ‫الخ��اص ب�ال�ش�رط�ة‪ ،‬فإنها تستحق أن‬             ‫أعمال إجرامية تهدد أمن وسلامة الناس‪،‬‬                  ‫التي باتت تهدد سمعة بلادنا في تسابق‬                                   ‫أتناء مراحل إعادة تمثيل الجريمة الذي‬
‫تعطي ف�رص�ة للجمهور للتدخل ذاتيا‬            ‫تأخذ بعين الاعتبار نظرا لموضوعيتها‬              ‫الأم���ر ال���ذي دف��ع إل��ى ت�ع�ب�ئ�ة الج�ه�ود‬       ‫وه��سذاهئاللالح�أ���عولاادمثالألاجلن�بشي�ةيإءل إىل ّاتغم�طينةأمجث�لل‬  ‫تقوم به الضابطة القضائية والنيابة‬
‫حتى يشعر المواطن أن الأجهزة الأمنية‬         ‫في بعض الأحيان‪ ،‬إلا أن ما يجب التأكيد‬           ‫ل�دى كافة السلطات والأط��راف المعنية‪،‬‬                                                                                       ‫ال�ع�ام�ة وال��ت��ي ي�ت�م ت�ن�ف�ي�ذه�ا ب�ف�رض‬
‫متواجدة وحاضرة لتطبيق القانون على‬           ‫ع�ل�ي�ه‪ ،‬ه�و أن الم�دي�ري�ة ال�ع�ام�ة للأمن‬     ‫والتدخل السريع والفعال من أجل وضع‬                                                    ‫التشهير‪.‬‬                               ‫تعزيزات أمنية‪ ،‬وأحيانا يتم إلغاؤها‬
                                            ‫الوطني واعية ببعض هذه المؤاخذات‪،‬‬                ‫حد لمثل لهذه الممارسات‪.‬‬                               ‫في هذا الصدد لا يفوتني أن أؤكد أن‬                                     ‫تحسبا لغضب الجمهور وردة فعله من‬
                               ‫الجميع‪.‬‬      ‫وت���درس إس�ت�رات�ي�ج�ي�ة ج�دي�دة خاصة‬          ‫آث���ار ال�ق�ص�اص ال��ذات��ي ع�ل�ى أم�ن‬               ‫السلطات الأمنية هي ملزمة من الجميع‪،‬‬                                   ‫بعض الجرائم الصادمة‪.‬‬
‫وف���ي ح��ال��ة ال��ت��دخ��ل ب�ع�د وق��وع‬   ‫بالرقم ‪ 19‬للرفع من سرعة الاستجابة‬               ‫المجتمع وسبل القضاء عليه‪:‬‬                             ‫بمن فيهم المخالف الأصلي للقانون‪ ،‬وهذا‬                                 ‫هذا النوع من الاقتصاص الجماعي‬
‫ال�ق�ص�اص ال�ذات�ي‪ ،‬يتعين على ضابط‬          ‫بعد الاتصال بهذا الرقم‪ ،‬والتي تتطلب‬             ‫إن حوادث القصاص الذاتي تشكل‬                           ‫ما تقوم به بفعل مفوض فور ًّيا‪ .‬غير أنه‬                                ‫ي�ع�د ب�ح�د ذات���ه ج�ريم�ة ي�ع�اق�ب عليها‬
‫الشرطة القضائية القيام بأبحاث دقيقة‬         ‫عادة دخول الطارئ عليها حيث جعلت‬                 ‫خطرا على حياة الأشخاص وطمأنينتهم‪،‬‬                     ‫لا يفوتنا أي�ض�ا أن ن�ؤك�د أن الضحية‬                                  ‫القانون‪ ،‬ولا يكون في الغالب مخططا له‬
‫لضبط الفاعلين وتحديد مسؤوليتهم‪،‬‬             ‫المديرية العامة للأمن الوطني العاصمة‬            ‫ومسا خطيرا بحرياتهم الفردية‪ ،‬وهو‬                      ‫ب�دوره كما في هذه الحالة يفترض فيه‬                                    ‫وإنما يقع كرد فعل آني وعفوي ومتهور‬
‫خاصة وأن كثافة الجمهور تشجع على‬             ‫الإدارية الرباط مرحلة تجريبية لتعميم‬            ‫مجال للتأثير على الثقة التي يضعها‬                     ‫أخد الحيطة والحذر في ممارسة حريته‪،‬‬                                    ‫ي�ع�ود ب�ن�ا إل��ى زم��ن م�خ�ال�ف ومختلف‬
‫المشاركة لصعوبة التعرف على الفاعلين‬         ‫ه�ذا النضال على باقي الم�دن‪ ،‬في إطار‬            ‫الم�واط�ن ف�ي ال��دول��ة‪ ،‬المكلفة بحمايته‬             ‫بحسب ظروف الزمان والمكان‪ ،‬والوسط‬                                      ‫تم�ام�ا‪ ،‬فعوض ضبط ال�س�ارق متلبسا‬
‫الحقيقيين وتقديمهم أمام العدالة سواء‬        ‫تعزيز جودة الخدمات الموجهة مباشرة‬               ‫لامتلاكها الوسيلة الأمنية والقضائية‪،‬‬                  ‫ال�ذي يتواجد فيه‪ .‬وفي هذا الإط�ار أو ّد‬                               ‫وتقديه لأقرب ضابط للشرطة كما يسمح‬
‫تعلق الأم�ر بالمتدخلين أو بالأشخاص‬                                                          ‫وكل تسامح في هذا الشأن سوف يشجع‬                       ‫الإش���ارة‪ ،‬م�ع سائر التحفظات‪ ،‬إل�ى ما‬                                ‫بذلك قانون المسطرة الجنائية في المادة‬
                                                                         ‫للمواطنين‪.‬‬         ‫الأفراد والجماعات على سلك نهج العدالة‬                 ‫جاء في بعض التحذيرات التي وجهتها‬                                      ‫‪ ،76‬ف�إن ه�ذا الح�ش�د البشري يتطاول‬
                      ‫المخالفين للقانون‪.‬‬    ‫وهذه النظرة الإستراتيجية للمديرية‬               ‫الخ�اص�ة‪ ،‬وإض�ع�اف مصداقية ال�دول�ة‪،‬‬                  ‫الحكومة الكندية إلى مواطنيها الراغبين‬                                 ‫ع�ل�ى اخ�ت�ص�اص ال�دول�ة ومؤسساتها‬
‫ولأه�م�ي�ة ال�ع�ن�ص�ر ال�ب�ش�ري في‬          ‫العامة‪ ،‬تأتي في سياق برنامج تحديث‬               ‫وص��ولا إل�ى انتشار الفوضى وان�ع�دام‬                  ‫في زيارة المغرب‪ ،‬كما ذكرت ذلك المواقع‬                                 ‫ويطبق عدالة الشارع بارتكاب جريمة‬
‫م�ح�ارب�ة ب�ع�ض الح���الات‪ ،‬ف��إن مديرية‬    ‫الخ��دم��ات الأم�ن�ي�ة ل�ل�م�واط�ن�ني ضمن‬       ‫الأمن‪ ،‬علما بأن هذا الأخير يعتبر مكسبا‬                ‫الإخ�ب�اري�ة الال�ك�ت�رون�ي�ة‪ ،‬ح�ي�ث دعتهم‬                                                                      ‫أفظع‪.‬‬
‫الأم�ن الوطني تتابع ه�ذه الظاهرة عن‬         ‫منظومة جيدة للتعاون‪ ،‬مع اقتصارها‬                ‫لا يمكن التفريط فيه لأنه عماد كل تنمية‬                ‫إل��ى اح�ت�رام ع���ادات وش�ع�ائ�ر المجتمع‬                             ‫وف��ي غ�ض�ون ش�ه�ر ي�ون�ي�و ‪،2015‬‬
‫ك�ث�ب‪ ،‬وت�ص�در م�ذك�رات دوري��ة وبصفة‬       ‫على الرقم ‪ 19‬عبر توفير قاعات مجهزة‬              ‫اقتصادية واجتماعية وأساس كل تطور‬                      ‫المغربي‪ ،‬وذكرتهم ب�أن المجتمع مسلم‪،‬‬                                   ‫وع�ل�ى أب���واب ش�ه�ر رم�ض�ان م�ن نفس‬
‫معتبرة تحث فيها الموظفين على التعامل‬        ‫بتقنيات وذات إرتباط مباشر بالأجهزة‬                                           ‫حقوقي وسياسي‪.‬‬            ‫وأن السياح مطالبون بتحكيم العقل في‬                                    ‫ال�س�ن�ة‪ ،‬ب�أح�د أس���واق م�دي�ن�ة ان�زك�ان‪،‬‬
‫ب�ح�زم وعقلانية وم�وض�وع�ي�ة‪ ،‬كما أن‬        ‫الأمنية المتخصصة الموكول إليها واجب‬             ‫وإذا ك�ان ال�ت�دخ�ل الأم�ن�ي الفعال‬                   ‫طريقة لباسهم‪ ،‬وتفادي الأك�ل والشرب‬                                    ‫ت�ع�رض�ت ف�ت�ات�ان أث��ن��اء ال�ت�س�وق إل�ى‬
‫ال�ت�ك�وي�ن ينصب ع�ل�ى كيفية التعامل‬        ‫الاستجابة الفورية لنداءات المواطنين‪.‬‬                                                                  ‫جه ًرا خلال شهر رمضان‪ ،‬وتجنب تناول‬
‫م�ع ه��ذه ال�ظ�اه�رة م�ادام�ت ذات علاقة‬     ‫ك�م�ا أن ع�ن�اص�ر ال���وح���دة‪ ،‬ال��ذي��ن تم‬
‫بالحريات الفردية التي يكفلها القانون‬        ‫توزيعهم جغرافيا وزمنيا وفق برنامج‬

              ‫لكافة المواطنين‪ ...‬وشكرا‪.‬‬

                       ‫ذ‪ /‬رجاء الناجي المكاوي‬

‫العنفالجماعيأوالفردي‪:‬محاولةللبعضللاستئثار بالحقفيإقامةالعدل‬

                                                                                            ‫وأجهزة تقيم العدل‪ ،‬وبالتالي فالجماعة‬                  ‫اع�ت�ق�ادات ول�ه�ا مم�ارس�ات وس�ل�وك�ات‪،‬‬                                         ‫بسم لله الرحمن الرحيم‬
                                                                                            ‫هي التي تولى بذاتها معاقبة الخ�ارج‬                    ‫تعتبرها الأم��ث��ل‪ ،‬يعني أن م�ا يخرج‬                                  ‫شك ًرا للمنظمين على اختيارهم هذا‬
                                                                                            ‫عن النسق‪ ،‬وع�ن القواعد التي تمليها‬                    ‫عن هذه الثلة تعتبره نشازا‪ ،‬وبالتالي‬                                   ‫الموضوع الهام في ظرفية أحوج ما تكون‬
                                                                                            ‫الجماعة‪ ،‬فيما كلما زاد منسوب التمدن‬                   ‫يستحق أن تقيم عليه عاداتها الخاصة‪،‬‬                                    ‫إلى الغوص في ظواهر للأسف لا تشرف‬
                                                                                            ‫والتحضر والارتقاء إلا ويميل المجتمع‬                   ‫وم��ا ال�ث�أر إل��ى ص���ورة‪ ،‬وه�ن�اك ص�ور‬                             ‫المجتمع‪ ،‬ونحن في متاهات لا نعرف لها‬
                                                                                            ‫إلى العدالة العامة‪ ،‬وينتزع من الأفراد‬                 ‫حديثة لقيام جماعات بمعاقبة أفراد أو‬                                   ‫بداية ولا نهاية‪ ،‬ولا نعرف كيف نضع‬
                                                                                            ‫والج�م�اع�ات الح��ق ف�ي إق�ام�ة ال�ع�دال�ة‬            ‫جماعات داخل المجتمع تصلبهم‪ ،‬كما في‬                                    ‫اليد أو الأصبع على الداء لكي ندخل في‬
                                                                                            ‫لفائدة الدولة‪ .‬وحينما تصل إلى ذروتها‬
                                                                                            ‫في البناء‪ ،‬ويصل المجتمع إلى ذروته‬                                 ‫عدد من المجتمعات النامية‪.‬‬                                     ‫محاولة أو في صيرورة لاستئصاله‪.‬‬
                                                                                            ‫في التحضر والتمدن‪ ،‬تحتكر الدولة هذا‬                   ‫ونضرب لذلك مثلا في الباكستان‪،‬‬                                         ‫الظاهرة‪ ،‬ظاهرة العنف المجتمعي‪،‬‬
                                                                                            ‫الحق‪ ،‬ويصبح الحق الخالص لها‪ ،‬ولا‬                      ‫أو ف�ي ال�ه�ن�د‪ ،‬أو ف�ي ع��دد م�ن ال��دول‬                             ‫أو سموها كما شئتم‪ ،‬سموها عدالة‬
                                                                                            ‫يبقى للمواطن إلا أن يؤدي كلفة العدالة‬                 ‫الأس�ي�وي�ة ح�ي�ث ت�ت�ع�رض الم���رأة التي‬                             ‫خاصة‪ ،‬سموها العنف المجتمعي‪ ،‬هي‬
                                                                                            ‫العامة‪ .‬وحينما نصل إلى هذه الدرجة‬                     ‫كانت ضحية الاغتصاب‪ ،‬تتعرض لعقاب‬                                       ‫من ظواهر العنف الجماعي أو الفردي‬
                                                                                            ‫من التمدن و التحضر‪ ،‬نكون قد أوجدنا‬                    ‫جماعي يأخذ أشكال وحشية‪ ،‬أستحي‬                                         ‫التي يحاول من خلالها أناس أن يعطوا‬
                                                                                            ‫التوافق على عقد اجتماعي حددنا فيه‬                     ‫من ذكر بعض صور هذه العقوبات‪ ،‬التي‬                                     ‫لأنفسهم الحق في إقامة العدل‪ ،‬أو في‬
                                                                                            ‫م�ن سيتولى بعض الخ�دم�ات العامة‪،‬‬                      ‫تنزلها تلك الجماعات بالمرأة المغتصبة‪.‬‬                                 ‫الحلول محل من يقيم العدل‪ .‬وفي توطئة‬
                                                                                            ‫ومنها العدالة‪ ،‬ثم توافقنا على حد أدنى‬                 ‫إذن ه�ذه ص�ور للعدالة الخ�اص�ة‪ ،‬وهي‬                                   ‫س�ري�ع�ة‪ ،‬س�أق�ول أن ال�ع�دال�ة الخ�اص�ة‬
                                                                                                                                                  ‫م�ق�ت�رن�ة ب�الم�ج�ت�م�ع ال�ب�دائ�ي‪ ،‬باعتبار‬                          ‫معناها هو رؤية فردية أو رؤية لجماعة‬
                                                                                                                                                  ‫م�ج�ت�م�ع ال��ب��دائ��ي ل��م ي�ج�د م�ؤس�س�ات‬                          ‫خاصة داخل المجتمع‪ ،‬لها تصورات ولها‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12