Page 6 - مغرب التغيير PDF
P. 6

‫‪6‬‬                                                                                                                                                                                                  ‫ندوة‬

‫العدد‪ - 53 :‬من‪ 1‬إلى ‪ 31‬يوليوز ‪2016‬‬

‫بعض ه�ؤلاء الأشخاص يستحق الإدان�ة‬                                                           ‫من مكان إلى آخر؟ وما هي المسؤولية إذا‬                                                    ‫المتدخل أن يجري تفتيشا على الأشخاص‬                                                                   ‫بمعنى إيقافه‪ .‬وهنا فنحن نخول للمواطن‬                     ‫لسبب بسيط‪ ،‬لأن المشاركة في الجناية‬
‫م�ن أج�ل ال�ض�رب والج��رح المفضي إلى‬                                                        ‫وقعت هناك مضاعفات أو تعرض هؤلاء‬                                                          ‫الموجودين في حالة تلبس؟ والح��ال أن‬                                                                  ‫ال��ع��ادي ح�ق إي�ق�اف م�واط�ن آخ��ر على‬                 ‫أو المساهمة معاقب عليها بنفس عقوبات‬
‫الم�وت دون نية إح�داث�ه‪ ،‬والبعض الآخر‬                                                       ‫الأشخاص الموقوفين لنتائج عكسية‪ ،‬مثلا‬                                                     ‫الضابطة القضائية هي الأخ��رى مقيدة‬                                                                   ‫فرض أنه وجده في حالة تلبس‪ .‬فما هي‬                        ‫الفعل الأصلي‪ ،‬ولهذا فرجل الشارع دائما‪،‬‬
‫أدي��ن م�ن أج��ل ال�ع�ن�ف‪ ،‬على اع�ت�ب�ار أن‬                                                          ‫في حالة ما إذا توفي أحدهم‪.‬‬                                                      ‫بمجموعة م�ن الإج����راءات والال�ت�زام�ات‬                                                             ‫الضمانات التي خولناها في إط�ار هذا‬                       ‫أو الم�واط�ن دائ�م�ا‪ ،‬الم�ف�روض أن��ه يميز‬
‫الأح�داث والوقائع كانت سابقة لهم على‬                                                        ‫سأقف عند هذا الحد لأس�رد واقعة‬                                                           ‫القانونية في هذه الحالة‪ .‬وإذا افترضنا‪،‬‬                                                               ‫الترخيص لممارسة ه�ذا الفعل؟ ه�ذا هو‬                      ‫بين المشارك والمساهم والفاعل الأصلي‪،‬‬
‫تاريخ الوفاة‪ .‬والمحكمة ذهبت في إطار‬                                                         ‫قضائية عرفتها محكمة الاستئناف في‬                                                         ‫دائما في إط�ار افتراض فقهي‪ ،‬أن الأمر‬                                                                 ‫النقاش‪ .‬بمعنى أننا خولنا للمواطن منع‬                     ‫وووايل‪9‬مع‪2‬شي‪1‬ارمكجةيندااولف�قاصقنوورمنقاتكاتلضمجاينالائتحياا‪.‬للماةأداتلمضيينساف‪8،‬هأ‪2‬نمةه‪1‬‬
‫تحليلها ل�ل�ق�رار ع�ل�ى اع�ت�ب�ار أن��ه إب�ان‬                                               ‫ق�رار‬  ‫ب‪�9‬دص‪��7‬اا‪6‬ي�دةرم�لهب��تذافهريا‪8‬لخ‪9‬س‪3‬ن‪/3‬ة‪1120،/‬و‪6‬ب‪/‬ا‪52‬ل‪.1/‬ض‪0‬ب‪2‬وطق�‪�،‬تائف�ح���عيت‬  ‫ي�ت�ع�ل�ق ب���ام���رأة‪ ،‬ف�ه�ل ل�ل�أش��خ��اص أو‬                                                       ‫الشخص الآخر من المغادرة‪ ،‬ولكن في حالة‬
‫تجريد المتهم من سلاحه لم يكن يشكل‬                                                           ‫عدد‬                                                                                      ‫الم�رأة؟‬        ‫افذللم��يوكاحطجين�نيرنيأمأن�ةنموقياتنج�رت�ضويها�اا ًتكت�فااتللي�فل�شاحص�لرعمل�‪1‬ةى‪8،‬‬  ‫ما إذا أبدى هذا الفاعل مقاومة‪ ،‬وإذا رفض‬
‫خطرا معينا‪ ،‬ال�ش�يء ال�ذي ك�ان يعطي‬                                                         ‫ه�ذه‬                                                                                     ‫وت ُت�عل�تبزمر‬                                                                                       ‫الامتثال لطلب الأشخاص المتدخلين‪ ،‬فهل‬                     ‫يدفع أكثر من ذلك حتى المحاولة‪ ،‬فمحاولة‬
‫معيارا موضوعيا لخطورة تدخل هؤلاء‬                                                            ‫النازلة باختصار شديد‪ ،‬تتعلق بشخص‬                                                                                                                                                              ‫نخول لهؤلاء ممارسة العنف؟ هل نخول‬                        ‫ارتكاب الجناية هي الأخرى معاقب عليها‬
‫اولأأنش�المخ�تادخصل‪،‬ينوااتعتجبهرتتنأيتنهفم إيل ذىل�تكعرغيل ًّوضا‪،‬ه‬                          ‫تعرض لاع�ت�راض سبيله ليلا بواسطة‬                                                         ‫الضابطة القضائية أن تجري التفتيش‬                                                                     ‫للمواطن بصفة استثنائية ممارسة العنف‬                      ‫للجنايات في‬   ‫ا‪4‬ل‪1‬ع‪1‬قوببمةا‪.‬أنبناالندائسبماة‬  ‫بنفس‬
                                                                                            ‫شخص أشهر في وجهه السلاح‪ ،‬يعني‬                                                            ‫بواسطة امرأة أخرى‪ .‬وهل يجوز لهؤلاء‬                                                                   ‫ضد مواطن آخر لإرغامه على البقاء رهن‬                      ‫نفترض ودائما‬                                  ‫الفصل‬
‫للعنف وإلى معاقبته مما يشكل نوعا من‬                                                         ‫جناية سرقة موصوفة والتلبس بجناية‪.‬‬                                                        ‫المواطنين حجز ما وجدوه لدى الأشخاص‬                                                                   ‫إشارإتذه ْنإ‪،‬ل قىلنغاايإةذاتقدك�يامنه؟الج��واب بالنفي‬    ‫نستحضر في هذا الشخص أنه يستطيع‬
‫ا‪8‬لساعلدسبانلةوةالالتلحأخراويةصشأةي‪،‬عًئتاوقأمددانأننتهههذاام اكبلاعقنقبتيوبلم‪.‬ةنج‪6‬ناإئليىة‬  ‫ه�ذا الشخص ب�دأ ف�ي ال�ص�راخ فتدخل‬                                                       ‫أو‬  ‫من أسلحة‬     ‫الغميترلبها؟سيإنذ ْنفيهناحكالمةججمرويعمةة‬                                                                                                    ‫أن يعي شروط قيام ظروف وبواعث تفيد‬
                                                                                            ‫أشخاص كان عددهم عشرة‪ ،‬تدخلوا في‬                                                              ‫من الأسئلة‪.‬‬                                                                                      ‫فأنا أتساءل عن جدوى هذا الفصل كلما‬                       ‫الفعل‬   ‫أالنجانلائشيخ وأصنههونافكيظارتو ًجفااه اخاررتكجايبة‬
                                                                                            ‫محاولة لإيقاف الشخصين اللذين قاما‬                                                        ‫مسألة التقديم سأمر عليها بسرعة‬                                                                       ‫أبدى الفاعل مقاومة وامتنع عن التنفيذ‪،‬‬                    ‫حال ْت‬      ‫دون إتمام ذلك الفعل الجرمي‪.‬‬
‫ال ّأمر‪،‬هوذههو أصنورهةؤلاتءجالسأدشالخغاريصبمفنهيمهمذنا‬                                      ‫بعملية ال�س�رق�ة‪ ،‬أح�ده�م�ا لاذ ب�ال�ف�رار‪،‬‬                                              ‫لأن الفصل يقول ضبط شخص وتقديمه‬                                                                       ‫وب�ال�ت�ال�ي ف�م�ا الج���دوى؟ وإذا اعتبرنا‬
                                                                                            ‫والآخ��ر تعقبه جمهور المتدخلين فتمت‬                                                      ‫إلى الضابطة القضائية‪ .‬والتقديم يفترض‬                                                                 ‫الج����واب ب��الإي��ج��اب‪ ،‬بم�ع�ن�ى أن��ن��ا إذا‬         ‫ن�ف�س ال�ف�ص�ل يم�ن�ح‪ ،‬ف��ي إط���ار ما‬
‫ه�م موظفون ف�ي المحكمة‪ ،‬بمعنى أنهم‬                                                          ‫بالفعل محاولة إيقافه إلا أنه أبدى مقاومة‬                                                 ‫من الناحية المنطقية نقل شخص من مكان‬                                                                  ‫اعتبرنا أن الم�ش�رع ف�وض ه�ذه السلطة‬                     ‫خوله للمواطن ال�ع�ادي‪ ،‬مسألة التدخل‬
‫يعرفون جيدا الإج��راءات وتكوينهم في‬                                                         ‫ب�أن أش�ه�ر س�الح�ه ف�ي وج�ه الأش�خ�اص‬                                                   ‫إلى مكان آخر‪ ،‬يعني من المكان الذي يلقاه‬                                                              ‫التي تحتكرها الدولة للفرد‪ ،‬فكيف نضمن‬                     ‫لضبط هذا الفاعل أو الفعل‪ ،‬أي بمعنى‬
‫من الصعب‬    ‫وبالتالي كان‬      ‫إالق�قنا�انعو�نه�مع�اب ٍ�لأ‪،‬ن‬                                 ‫المتدخلين‪ ،‬فتم تجريد هذا الشخص من‬                                                        ‫فيه إلى مقر الضابطة القضائية‪ .‬والانتقال‬                                                              ‫مم�ارس�ة ه��ذا ال�ع�ن�ف؟ م�ا ه�ي ال�ش�روط‬                ‫أن�ن�ا سنمنح مجموعة م�ن الأش�خ�اص‬
‫�ش�رع يمنح‬  ‫�ه وإن ك��ان الم‬                                                                ‫سلاحه وتم تعريضه للعنف في محاولة‬                                                         ‫من مكان إلى مكان من المنطق أن يتم في‬                                                                 ‫القانونية والموضوعية التي من خلالها‬                      ‫ح�ق التدخل ف�ي ح�ال�ة التلبس بجناية‬
‫ه�ذا الح�ق ف�إن غموض النص جعل من‬                                                            ‫إيقافه مما نتجت عنه وفاة هذا الشخص‬                                                       ‫حيز زمني‪ ،‬فما هو موقع الأط�راف داخل‬                                                                  ‫و م�ا هي‬  ‫الم�م�ارس�ة؟‬  ‫ايلمكضنماأنانتنق ّايلممخه�ولذةه‬  ‫لضبط الفاعل‪ .‬فما هو المقصود بضبط‬
            ‫الصعب تفعيل مقتضياته‪.‬‬                                                                                            ‫يديهم‪.‬‬  ‫بين‬                                             ‫هذا الحيز الزمني؟ بمعنى أن الشخص‬                                                                     ‫الموقوف»‬  ‫«للشخص‬                                         ‫ه�ذا الفاعل؟ م�اذا يقصد المشرع بضبط‬
‫أعتذر سيدي الرئيس إن كنت أطلت‬                                                               ‫يجد له‬   ‫تدخلاً‬  ‫هناك‬  ‫أن‬  ‫هنا‬  ‫الإشكال‬                                                  ‫الذي تم إيقافه هل هو في حكم الموقوف‬                                                                  ‫ال�ش�خ�ص الم��وض��وع ره���ن الأش��خ��اص‬                  ‫الفاعل؟ أعتقد أن الأم�ر بكل بساطة هو‬
‫وش�ك�را للحضور على حسن الإص�غ�اء‬                                                            ‫الفصل‬    ‫ك�ان الح�ال في إط�ار‬   ‫كيفما‬  ‫‪6‬س‪7‬ن ‪،‬د‬                                           ‫قانونا؟ ما هي الضمانات المخولة لهذا‬                                                                  ‫المتدخلين؟ وماهي الضمانات القانونية‬                      ‫إيقاف الفاعل لمنعه من الاستمرار في فعل‬
‫وال��س�ل�ام ع�ل�ي�ك�م ورح��م��ة ال�ل�ه ت�ع�ال�ى‬                                             ‫الإيقاف‬  ‫تجاوز لمعيار محاولة‬    ‫وهناك‬                                                    ‫الشخص وهو سليب الحرية؟ ليست له‬                                                                       ‫المخولة لهم بدورهم؟ النص ساكت على‬                        ‫الاعتداء في الجريمة بطبيعة الحال‪ ،‬ولكن‬
                              ‫وبركاته‪.‬‬                                                      ‫ن�ت�ج عنها وف���اة‪ ،‬المح�ك�م�ة اع�ت�ب�رت أن‬                                              ‫حرية الإرادة في التنقل‪ ،‬فهو ألزم على نقله‬                                                            ‫ه�ذه المقتضيات‪ .‬فهل من حق الشخص‬                          ‫أيضا لمنعه من مغادرة مسرح الجريمة‪.‬‬

            ‫ذ‪ /‬هشام با علي رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء‬

                              ‫«الاقتصاص والعدالة الخاصة‪ :‬أي تأثير على أمن المجتمع»‬

‫ب�اس�م ال��دي��ن‪ ،‬ب�ع�دم�ا ن� ّص�ب أش�خ�اص‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫ال�الش�ع�وري ل�ه�ذه ال�ظ�واه�ر بمفاهيم‬                                               ‫الحضور الكريم‪،‬‬
‫يحملون ف�ك�را متطرفا أنفسهم محل‬                                                                                                                                                                                                                                                           ‫دي�ن�ي�ة وش�رع�ي�ة‪ ،‬ف�س�أع�رج أولا على‬                   ‫ف�ي ال�ب�داي�ة أود أن أت�ق�دم بالشكر‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫مفهومي القصاص والتعزير في الشريعة‬                        ‫الج�زي�ل لدعوتي م�ن أج�ل المشاركة في‬
                         ‫أجهزة الدولة‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الإسلامية‪ ،‬وتمييزها عن هذه الممارسات‬                     ‫تنشيط ه�ذه ال�ن�دوة ال�ت�ي تتطرق إلى‬
‫وع�ل�ي�ه‪ ،‬ف�ق�د ك��ان ت�دخ�ل الأج�ه�زة‬                                                                                                                                                                                                                                                                                                             ‫موضوع مهم أثار الكثير من النقاشات‬
‫الأمنية حازما‪ ،‬وتم تفكيك جميع الخلايا‬                                                                                                                                                                                                                                                                    ‫اللاشرعية واللاقانونية‪.‬‬                   ‫والج�دل في الأي�ام القليلة الماضية‪ ،‬وقد‬
‫المتطرفة في هذه الجرائم‪ ،‬وتم تقديمها‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫إذا كان القصاص في معناه الشرعي‬                           ‫اخترت لمناقشة هذا الموضوع «القصاص‬
‫أمام العدالة‪ ،‬كما أن المشرع المغربي ما‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫يقصد به أن نعاقب المجرم بمثل فعله‪،‬‬                       ‫والعدالة الخ�اص�ة‪ :‬أي تأثير على أمن‬
‫فتئ يتدخل بدوره‪ ،‬وأصدر القانون ‪3/3‬‬                                                                                                                                                                                                                                                        ‫القتل بالقتل‪ ،‬والج�رح ب�الج�رح‪ ،‬وقطع‬                                                 ‫المجتمع»‪.‬‬
‫المتعلق بمكافحة الإرهاب‪ ،‬والذي اعتبر‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫العضو بم�ا يم�اث�ل�ه‪ ،‬باعتباره عقوبة‬                     ‫وقد حاولت أن أعتمد على ما نعيشه‬
‫هذه الأعمال من الأفعال الإرهابية‪ ،‬بعدما‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫مقدرة تجد أصلها في الكتاب وتفاصيلها‬                      ‫في واقعنا اليومي من خلال عملنا في‬
‫خ�ص ب�ذك�ر الاع��ت��داء ع�م�دا على حياة‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫في ال ُسنة‪ ،‬فقد أوكل تنفيذها لأولي الأمر‪.‬‬                                            ‫مواجهة هذا الموضوع‪.‬‬
‫الأشخاص أو سلامتهم أو على حرياتهم‬                                                                                                                                                                                                                                                         ‫إن ال�ق�ص�اص ال��ذات��ي‪ ،‬أو العدالة‬                      ‫فلقد ع�رف المغرب على مر التاريخ‬
‫واختطافهم واحتجازهم‪ ...‬إلى غير ذلك‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫الخاصة‪ ،‬أو عدالة الشارع‪ ،‬هي أن يثأر‬                      ‫وبدرجات متفاوتة ح�وادث للقصاص‬
‫وح�����ول أس���ب���اب ه����ذا ال���ن���وع م�ن‬                                                                                                                                                                                                                                             ‫ش�خ�ص أو م�ج�م�وع�ة م��ن الأش�خ�اص‬                       ‫الذاتي‪ ،‬يقوم فيها شخص أو مجموعة‬
‫ال� ِق�ص�اص ف�إن جلها يجد م�ص�دره في‬                                                                                                                                                                                                                                                      ‫مم�ن يرتكب جريمة بإعمال ش�رع ي�ده‪،‬‬                       ‫يجرمتاكعابتفعول ًاقبيائعلد‬  ‫من الأشخاص أو حتى‬
‫ظاهرة التطرف الديني والفكري‪ ،‬الذي‬                                                                                                                                                                                                                                                         ‫دون اللجوء إلى سلطة مكلفة بذلك‪ ،‬أما‬                                                  ‫بتأديب ومعاقبة كل من‬
‫ي�رج�ع ب��دوره إل�ى ع�وام�ل ع�دي�دة نذكر‬                                                                                                                                                                                                                                                  ‫التعزير فهو باب من أبواب العقوبة في‬                      ‫جريمة أو مسا بالدين أو إخلالا بالأخلاق‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                          ‫الإسلام‪ ،‬والذي يرجع أمر تحديد أنواعه‬                     ‫أو ب�الأع�راف أو بالتقاليد خ�ارج إط�ار‬
     ‫منها على سبيل الذكرى لا الحصر‪:‬‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫وم�ق�ادي�ره إل�ى ول�ي الأم��ر ف�ي الج�رائ�م‬              ‫الشرع والقانون ومؤسساته الضبطية‬
‫الجهل بالدين الإسلامي؛ استغلال‬                                                                                                                                                                                                                                                            ‫التي لم تحدد لها الشريعة عقوبة معينة‬                     ‫والقضائية‪ ،‬فينوب «ش�رع اليدين» كما‬
‫شيوخ التطرف للظروف الاقتصادية‬                                                                                                                                                                                                                                                             ‫أو كفارة أو وح�دت لها عقوبة دون أن‬                       ‫ن�ق�ول ب�ال�دارج�ة الم�غ�رب�ي�ة‪ ،‬ع�ن شرعية‬
‫والاج�ت�م�اع�ي�ة‪ ،‬وال�ت�ي دائ�م�ا م�ا تتسم‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫تنتمي إل�ى ش�روط لازم�ة ف�ي تنفيذها‪،‬‬                     ‫ال�ق�ان�ون ف�ي ال�ق�ام�وس الم�غ�رب�ي‪ .‬إذ ْن‬
‫بالفقر وال�ه�ش�اش�ة وال�ب�ط�ال�ة وال�ف�راغ‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫ومن صوره القتل‪ ،‬أو الحبس‪ ،‬أو النفي‬                       ‫المجتمع المغربي لا يقبل بهذه الممارسات‪،‬‬
‫والأم�ي�ة؛ استعمال التقنيات الحديثة‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫بالزجر‪ ،‬أو التوبيخ‪ ...‬ونظرا لارتباط‬                      ‫وقد عرفت وتيرة هذه الحوادث تصاعدا‬
‫وم�ا يستورد بها من الانترنت وشبكة‬                                                                                                                                                                                                                                                         ‫ب�ع�د وق��ائ��ع ال�ق�ص�اص ال��ذات��ي ب�ه�ذه‬              ‫أو انخفاضا بحسب م�دى تواجد قوى‬
‫ال�ت�واص�ل الاج�ت�م�اع�ي‪ ،‬وت�أث�ي�ره على‬                                                    ‫م�وم�ن ب�ال�دار ال�ب�ي�ض�اء‪ ...‬إل�ى غيرها‪،‬‬                                               ‫الوجه‪ ،‬وإثر ذلك اجتمع أعضاء الجماعة‬                                                                  ‫المفاهيم الشرعية‪ ،‬التي لا بد أن يكون لها‬                 ‫الضبط وم��دى سيطرتها عبر ال�ت�راب‬
‫عقول المستعمل وخصوصا فئة الشباب؛‬                                                            ‫منصبين أنفسهم كهيئات لإنفاذ الشريعة‬                                                      ‫في أحد مساجد سيدي مومن وأصدروا‬                                                                       ‫آثرا باللاوعي الجماعي داخل المجتمع‬                                                   ‫الوطني‪.‬‬
‫غياب ثقافة التسامح داخ��ل المجتمع‪،‬‬                                                          ‫الإسلامية وفق منظورهم‪ ،‬وذلك في محل‬                                                                                                                                                            ‫المغربي الذي يضل رغم تطوره محافظا‬                        ‫وف���ي وق�ت�ن�ا الم��ع��اص��ر‪ ،‬وف���ي ظل‬
‫ودور الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني‬                                                        ‫الأجهزة الأمنية الموكل إليها أصلا تنفيذ‬                                                                   ‫فتوى برجم القردودي‪.‬‬                                                                 ‫من الناحية الدينية‪ ،‬لذلك‪ ،‬ينبغي التمييز‬                  ‫دول���ة ع�ص�ري�ة ق�وام�ه�ا ه�ي�م�ن�ة سلطة‬
‫ووسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية‬                                                                                                                                                 ‫وف�ي ليلة عيد الأض�ح�ى‪ ،‬حاصرت‬                                                                        ‫من حيث خطورتها بين حالات القصاص‬                          ‫القانون والمؤسسات الأمنية والقضائية‬
‫وفي مناقشة الظاهرة والقيام بالتوجيه‬                                                                                        ‫القانون‪.‬‬                                                  ‫جماعة منهم الضحية في زق�اق ضيق‬                                                                       ‫ال��ذات��ي الم�ن�ظ�م ذات ال��دواف��ع الفكرية‬             ‫ال�رس�م�ي�ة‪ ،‬أص�ب�ح م�ن غ�ي�ر المستساغ‬
                                                                                            ‫وق�د اقتصرت ه�ذه الم�م�ارس�ات في‬                                                         ‫وقاموا برجمه بالحجارة إلى أن فارق‬                                                                    ‫المتطرفة وغيرها من الحالات العرضية‪.‬‬                      ‫أن نسمع ب�وق�وع مثل ه�ذه الح��وادث‪،‬‬
                                ‫السديد‪.‬‬                                                     ‫ال�ب�داي�ة على مهاجمة ك�ل شخص كان‬                                                        ‫الحياة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬قامت المصالح‬                                                                  ‫ونبدأ «بالقصاص الذاتي المنظم»‪:‬‬                           ‫التي تذكرنا بالأزمنة الغابرة‪ ،‬غير أن‬
‫النوع الثاني من القصاص الذاتي‬                                                               ‫رفقة فتات لا تربطه معها علاقة شرعية‪÷،‬‬                                                    ‫الأمنية باعتقال أعضاء ه�ذه الجماعة‬                                                                   ‫ففي غ�ض�ون سنة ‪ 2002‬ع�رف المغرب‬                          ‫ال��واق��ع أث�ب�ت ل�ألس�ف ال�ش�دي�د ح�دوث‬
‫ه�و «القصاص ال�ذات�ي ال�ع�رف�ي»‪ .‬وه�ذا‬                                                      ‫أو كان في وضع مخل بالحياء‪ ،‬لكن الأمر‬                                                     ‫المتطرفة الم�ت�ورط�ني ف�ي جريمة القتل‪،‬‬                                                               ‫ظهور بوادر حوادث ما فتئت أن تبينت‬                        ‫ح�����الات م��ع��زول��ة وم����ح����دودة ت�ع�رض‬
‫النوع يتكرر من حين إلى آخر ببلادنا‪،‬‬                                                         ‫ما فتئ أن تطور إلى استباحة سلب ما‬                                                        ‫وقدموا أمام العدالة التي قالت كلمتها‬                                                                 ‫خ�ط�ورت�ه�ا وع�الق�ت�ه�ا بالفكر المتطرف‬                  ‫خ�الل�ه�ا الم�واط�ن�ون للعقاب وال�ت�أدي�ب‬
‫وقد كان يتمظهر غالبا في الاقتصاص‬                                                            ‫بحوزة الأشخاص إعمالا بمبدأ التقية‪،‬‬                                                       ‫في حقهم‪ .‬هذه الواقعة‪ ،‬أماطت الأقنعة‬                                                                  ‫والجماعة السلفية الجهادية وتأثيرها‬                       ‫م��ن ط���رف أش��خ��اص لا ص�ف�ة ل�ه�م في‬
‫م��ن ال�ل�ص�وص‪ ،‬وق��ط��اع ال��ط��رق‪ ،‬وم�ن‬                                                   ‫ف�ارت�ك�ب�ت ال�ع�دي�د م��ن ج��رائ��م ال�س�رق�ة‬                                           ‫عن مجموعة من الخلايا المتطرفة التي‬                                                                   ‫على الأمن وسلامة مجتمعنا‪ .‬ففي شهر‬                        ‫ذل��ك‪ ،‬وه��ي الح��الات ال�ت�ي أث��ارت جدلا‬
‫طرف الحشود الغاضبة في أزقة المدن‪،‬‬                                                           ‫الخطيرة‪ ،‬وارتكبت جرائم أخرى خطيرة‬                                                        ‫قامت باستقطاب عدد مهم من الشباب‬                                                                      ‫فبراير م�ن نفس السنة وف�ي ليلة عيد‬                       ‫واسعا واهتماما إعلاميا داخل المغرب‬
‫وش�وارع�ه�ا‪ ،‬وأس�واق�ه�ا‪ ،‬كما ع�رف ذلك‬                                                      ‫وصلت إلى حد اقتراف جرائم القتل بعدة‬                                                      ‫غير المتعلم‪ ،‬أو الذي له قسط متواضع‬                                                                   ‫الأض�ح�ى ت�ع�رض الم�س�م�ى ق�ي�د حياته‬                    ‫وخ�ارج�ه‪ ،‬بفعل تطور وسائل الاتصال‬
‫بالأسواق الأسبوعية‪ ،‬كلما وقع سارق‬                                                           ‫م�دن مغربية‪ ،‬منها جريمة القتل التي‬                                                       ‫من التعليم لا يتجاوز في أقصى الحالات‬                                                                 ‫ف���ؤاد ال���ق���ردودي ب�ح�ي س�ي�دي م�وم�ن‬               ‫والتكنولوجيات الحديثة‪ ،‬الأمر الذي لم‬
‫في قبضة الجمهور‪ ،‬حيث يؤدي السارق‬                                                            ‫تعرض لها الم�وث�ق عبد العزيز الأزدي‬                                                      ‫م�س�ت�وى الاب�ت�دائ�ي‪ ،‬وك��ان يطلب منه‬                                                               ‫لجريمة قتل‪ ،‬حيث أفادت التحقيقات أن‬                       ‫يؤثر على ص�ورة بلدنا تبعا لما توحي‬
‫أو ق�اط�ع ال�ط�ري�ق حياته أح�ي�ان�ا ثمنا‬                                                    ‫ب�ال�دار البيضاء‪ ،‬وج�ريم�ة قتل شرطي‬                                                      ‫ات�ب�اع فتوى أمير الخلية أو الجماعة‬                                                                  ‫المعني بالأمر كان يدخل في مشاحنات‬                        ‫ه�ذه ال�وس�ائ�ل الإع�الم�ي�ة م�ن مغالطات‬
‫لم�غ�ام�رت�ه ب�ع�د أن ي�ت�م ال�ق�ص�اص منه‬                                                   ‫بنفس الم�دي�ن�ة‪ ،‬ب�الإض�اف�ة إل��ى ج�رائ�م‬                                               ‫ف�ي جميع الأح����وال‪ ،‬وك�ان�ت الجماعة‬                                                                ‫مستمرة م�ع أع�ض�اء ج�م�اع�ة متطرفة‬                       ‫ح��ول ش�ي�وع ال�ف�وض�ى وغ�ي�اب سلطة‬
‫جماعيا ويضيع دمه بين الفاعلين الذين‬                                                         ‫ف�ي م�دن الناظور وآس�ف�ي واليوسفية‪.‬‬                                                      ‫توزع على الأعضاء كتيبات دينية تدعو‬                                                                   ‫تطلق على نفسها «الصراط المستقيم»‪،‬‬                                                    ‫القانون‪.‬‬
‫س�رع�ان م�ا يختفون وس��ط الج�م�ه�ور‪،‬‬                                                        ‫كواانلجت�رباائل�نمسابلةت ليهاارعتمكلب ًاتهماشرتلوكًعاا للمجقاماومعةة‬                                                                                                                          ‫من الذين اعتادوا الصلاة بأحد المساجد‬                     ‫وم��ن ه��ذا الم�ن�ط�ل�ق س�ن�ت�ط�رق في‬
‫ويبقى القانون معلقا دون التنفيذ سواء‬                                                                                                                                                                    ‫لمقاومة المنكر بالقوة‪.‬‬                                                            ‫ال�ع�ش�وائ�ي�ة ب�ن�ف�س الح����ي‪ ،‬وق���د دأب‬              ‫ه���ذا ال��ع��رض الم��ت��واض��ع إل���ى ظ�اه�رة‬
‫ف�ي ح�ق ال�س�ارق‪ ،‬أو ف�ي ح�ق المعتدين‬                                                                                        ‫المنكر‪.‬‬                                                 ‫وقد أظهرت الأبحاث الأمنية أن هذه‬                                                                     ‫أفرادها على توجيه توبيخات للقردودي‬                       ‫ال�ق�ص�اص ال�ذات�ي ب�ب�الدن�ا‪ ،‬ف�ي وقتنا‬
‫عليه‪ .‬وكانت الأم�ور تمر أحيانا كثيرة‬                                                        ‫ه��ذا ال�ن�وع م�ن ال�ق�ص�اص ال�ذات�ي‬                                                     ‫الجماعات المتطرفة ب�دأت أولا بحملات‬                                                                  ‫ال�ذي اعتبرت الجماعة أن سلوكياته لا‬                      ‫الح��اض��ر‪ ،‬م��ن خ�ل�ال ب�ع�ض مظاهرها‬
‫م�رور ال�ك�رام ك�أن الضحية يستحق ما‬                                                         ‫يعد الأخطر‪ ،‬وله آث�ار وخيمة على أمن‬                                                      ‫للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل‬                                                                 ‫تتماشى وتعاليم الدين الإسلامي‪ .‬وقد‬                       ‫وأسبابها وتأثيرها على أمن المجتمع‬
                                                                                            ‫وطمأنينة الم�واط�ن‪ ،‬ال�ذي لم يعتد على‬                                                    ‫بعض الأح�ي�ان ال�ت�ي يتمركزون فيها‪،‬‬                                                                  ‫ت�ط�ور الأم��ر إل�ى ش�ج�ار ق�ام على إث�ره‬
                 ‫تعرض له من قصاص‪.‬‬                                                           ‫هذا النوع من الإجرام المرتكبة بدم بارد‬                                                   ‫ونذكر منها حي عوينات الحجاج بمدينة‬                                                                   ‫ال���ق���ردودي ب�ط�ع�ن أح��ده��م ب�س�ك�ني في‬
‫في وقتنا المعاصر‪ ،‬عاد هذا النوع‬                                                                                                                                                      ‫فاس‪ ،‬حي العيايدة بسلا‪ ،‬وحي سيدي‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫وسبل القضاء عليها‪ .‬ونظرا للارتباط‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11