Page 13 - مغرب التغيير PDF
P. 13

‫‪13‬‬                                                                                                          ‫خاص‬

‫العدد‪ - 60 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ ٢٨‬فبراير ‪٢٠١٧‬‬                                                                              ‫مؤسسة وسيط المملكة‪:‬‬

                                                                                                  ‫اسباب النزول‪ ،‬النشأة الأولى والواقع الراهن‬

‫والتنفيذية والقضائية‪ ،‬لتمكينها‬                                                                                                                                                                                                                 ‫بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،2001‬أعلن‬
‫مـن الـتـجـرد الـتـام‪ ،‬عـنـد الـنـظـر في‬                                                                                                                                                                                                       ‫المـلـك عـن تـأسـيـس مـؤسـسـة ديـوان‬
‫الــشــكــايــات والــتــظــلــمــات المـحـالـة‬                                                                                                                                                                                                ‫المـظـالـم‪ ،‬ثـم تـعـيـن رئـيـسـهـا تحت‬
                                                           ‫إليها؛‬                                                                                                                                                                              ‫يـافـطـة‪« :‬والــي المـظـالـم»‪ ،‬مـمـا شكل‬
‫ـ واقتناعا منا بضرورة الارتقاء‬                                                                                                                                                                                                                 ‫الحعد ًاثما بباالمر ًزغارفبيالتاحردييخث‪.‬تدبير الشأن‬
‫بهذه المؤسسة إلى مصاف الهيآت‬
‫المماثلة‪ ،‬العاملة بـالـدول المتطورة‬                                                                                                                                                                                                            ‫وبـــالـــرغـــم مـــن الـــرضـــا الـــذي‬
‫فـي مـجـال الـديـمـقـراطـيـة والحكامة‬                                                                                                                                                                                                          ‫استحقه «ديـوان المظالم» من جراء‬
        ‫في ميدان الحقوق؛‪ ‬‬                                                                                                                                                                                                                      ‫ما تأكد من خلال التقارير السنوية‬
‫ـ وانـسـجـامـا مـع الــدور الـفـاعـل‬                                                                                                                                                                                                           ‫الــصــادرة عــن هــذه المـؤسـسـة‪ ،‬مـن‬
‫الــذي تضطلع بـه المـمـلـكـة المغربية‬                                                                                                                                                                                                          ‫كـون المـوضـوعـيـة مـتـوفـرة حـتـى أن‬
‫عـلـى مـسـتـوى الأمـــم المــتــحــدة مـن‬                                                                                                                                                                                                      ‫أداء هـــا صــدم مـن كـانـوا يـعـتـبـرون‬
‫أجــل تـفـعـيـل وتـعـزيـز مـكـانـة ودور‬                                                                                                                                                                                                        ‫المــؤســســات الاســتــشــاريــة مـجـرد‬
‫مــؤســســات «الأمـــبـــودســـمـــان» فـي‬                                                                                                                                                                                                     ‫أجــــهــــزة صــــوريــــة‪ ،‬حـــيـــث سـمـى‬
‫حــمــايــة الـــحـــقـــوق ونـــشـــر ثـقـافـة‬                                                                                                                                                                                                ‫طمــــرن افلــــمـوزشـاترـاَكـتى‪،‬‬  ‫ديـــوان المـظـالـم كــل‬
‫الظهير‬  ‫ديباجة‬  ‫(انتهت‬                                     ‫االلمؤح ِّكسامةس)»‬                                                                                                                                                                                                     ‫بــه بـاسـمـه‪ ،‬ابــتــداء‬
                       ‫‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                       ‫فـالمـكـاتـب الـوطـنـيـة‪ ،‬فـالمـؤسـسـات‬
‫مكـــــكلـــلـمـــ ـًفـــناالمبــرت ـت ـن ـف ـم ـق ـي ـةن‬  ‫وب ـ ـصـــفـــتـــه‬                                                                                                                                                                 ‫شــبــه الــعــمــومــيــة فــالــجــمــاعــات‬
                                                           ‫الــتــواصــل بــن‬                                                                                                                                                                  ‫المنتخبة جهويا وإقليميا ومحليا‬
‫أفـــرادا أو جـمـاعـات وبــن الإدارات‬                                                                                                                                                                                                          ‫آمفـعازقًزاجذدليكدةبالوإغحيرصامئيسابوت‪،‬قةوتفاتص ًيحار‬
‫أو أي هــيــأة تــمــارس صـاحـيـات‬
‫الـسـلـطـة الـعـمـومـيـة وحـثـهـا عـلـى‬                                                                                                                                                                                                        ‫المؤسسات العمومية فيها مجبرة‬
‫الالـتـزام بـضـوابـط سـيـادة الـقـانـون‬                                                                                                                                                                                                        ‫على رد الحقوق لأصحابها‪ ،‬وجبر‬
‫والإنصاف‪ ،‬يمارس وسيط المملكة‬                                                                                                                                                                                                                   ‫الأضــــــرار الــتــي تــكــون قـــد لـحـقـت‬
‫لـدى الإدارة العمومية ثـاث مهام‪:‬‬                                                                                        ‫بطبيعتها؛‪ ‬‬                      ‫واحترام حقوق الإنسان ؛‬                  ‫الاختلالات في سير بعض الإدارات‪،‬‬                ‫بـهـم مــن جـــراء امـتـنـاعـهـا عــن ذلـك‬
        ‫المراقبة‪ ،‬الاقتراح والتعديل‪.‬‬                                                              ‫ـ وتـحـقـيـقـا لـلـتـكـامـل المـنـشـود‬       ‫ـ وعــــــمــــــا عـــــلـــــى تـــحـــديـــث‬  ‫أو ســوء تـطـبـيـقـهـا لـلـقـانـون‪ ،‬بـمـا‬      ‫بـمـبـررات مـتـعـددة ومـخـتـلـفـة‪ ،‬وفـي‬
‫فعلى صعيد المـراقـبـة‪ ،‬يـمـارس‬                                                                    ‫بـن الــدور الــذي يـقـوم بـه المـجـلـس‬      ‫مـؤسـسـة ديــوان المـظـالـم‪ ،‬مـن خـال‬            ‫قــد يــصــدر عــن بـعـض المـسـؤولـن‬           ‫أحــايــن كـثـيـرة بـــدون مـــبـــررات‪...‬‬
‫وســيــط المـمـلـكـة نــوعــا جــديــدا مـن‬                                                       ‫الوطني لحقوق الإنسان‪ ،‬في نطاق‬                ‫تـرسـيـخ عـمـلـهـا كـمـؤسـسـة وطـنـيـة‬           ‫الإداريــن مـن تـعـسـف أو شـطـط أو‬             ‫بفـقالدـرارغـتـمأمـىنالمـكـشلـ ّرهـعـذمهـ انلإبـيـاجبـاتبـيطـاويت‪،‬ر‬
‫الــرقــابــة إلـــى جــانــب المــؤســســات‬                                                      ‫الاختصاصات الموكولة إليه‪ ،‬وبين‬               ‫مـسـتـقـلـة ومـتـخـصـصـة تـحـمـل اسـم‬
‫المــتــواجــدة‪ ،‬حــيــث يـتـعـلـق الأمـــر‬                                                       ‫المـهـام المـسـنـدة إلــى هــذه المـؤسـسـة‬   ‫«الـوسـيـط»‪ ،‬توطيدا لمـا حققته من‬                     ‫تجاوز في استعمال السلطة؛‬                  ‫هــذه الآلـيـة الـهـامـة أن يـسـتـبـدلـهـا‬
‫بـرقـابـة تـقـويـمـيـة‪ .‬ذلــك أنــه يـنـظـر‬                                                       ‫الوطنية الجديدة‪ ،‬من أجـل حماية‬               ‫مكتسبات‪ ،‬وتأهيلا لها للنهوض‬                      ‫ـ وحرصا على ترسيخ مكاسب‬                        ‫بــأخــرى أكــثــر اسـتـجـابـة لـشـروط‬
‫فـي شـكـايـات وتـظـلـمـات المـرتـفـقـن‬                                                            ‫حـقـوق الإنــســان فـي إطــار الـعـاقـة‬      ‫بـمـهـام مـوسـعـة وهـيـكـلـة جـديـدة‪،‬‬            ‫بــادنــا فــي مــجــال حـمـايـة حـقـوق‬        ‫الــتــجــديــد والــتــحــديــث‪ ،‬ألا وهــي‬
‫الـذيـن يـعـتـبـرون أنـفـسـهـم ضـحـايـا‬                                                                                                        ‫لمواكبة الإصـاح المؤسسي العميق‬                   ‫وحـــريـــات الأفــــــراد والــجــمــاعــات‪،‬‬  ‫مؤسسة «وسيط المملكة»‪.‬‬
‫أي قرار أو عمل صادر عن الإدارات‬                                                                       ‫القائمة بين الإدارة والمرتفقين؛‬          ‫الذي تعرفه بلادنا‪ ،‬والانسجام مع‬                  ‫بـجـعـل رعـــايـــة مــصــالــح المــواطــن‬    ‫الـخـتاـ ًويصتــاحـبلـضــمـمـتؤنمـسـدحـسـسـلةتـمـووؤرسـسي‪1‬ــ‪1‬طسـ‪0‬اة‪2‬لمـدفـمـيــلـوصكــاة ًن‪،‬ا‬
‫الــعــمــومــيــة يــتــنــافــى مـــع ســيــادة‬                                                 ‫ـ وتعزيزا لدور الآليات الجهوية‬                                                                ‫وصــون حـقـوقـه‪ ،‬والـتـواصـل مـعـه‪،‬‬
‫الــقــانــون والإنــــصــــاف‪ .‬وهــــذا مـن‬                                                      ‫للمجلس الوطني لحقوق الإنسان‪،‬‬                                   ‫المعايير الدولية؛‬
‫شأنه توجيه الإدارة صوب الاتجاه‬                                                                    ‫وذلــك بــإحــداث وسـطـاء جـهـويـن‪،‬‬          ‫ـ والــــتــــزامــــا بــمــا يـقـتـضـيـه‬          ‫قوام مفهومنا المتجدد للسلطة؛‬                ‫المظالم لضرورة التغيير والتطوير‪،‬‬
‫الصحيح ودفعها إلى الالتزام بتلك‬                                                                   ‫مـن أجـل ترسيخ الحكامة الترابية‬              ‫مــبــدأ فــصــل الــســلــط مـــن احــتــرام‬    ‫ـ واســتــجــابــة لمــا يـتـطـلـع إلـيـه‬      ‫وهو الفصل ‪ 162‬الذي جاء فيه‪:‬‬
                                                           ‫الضوابط‪.‬‬                               ‫الجيدة وتقريب الإدارة من المواطن‪،‬‬            ‫اختصاصات السلطات التشريعية‬                       ‫المواطنون من تقوية تطبيق مبادئ‬                 ‫«الـــوســـيـــط مــؤســســة وطـنـيـة‬
‫وعلى صعيد القوة الاقتراحية‪،‬‬                                                                       ‫في نطاق جهوية متقدمة حقوقيا‬                                                                   ‫العدالة والإنصاف‪ ،‬في معاملاتهم‬                 ‫مـسـتـقـلـة ومـتـخـصـصـة‪ ،‬مـهـمـتـهـا‬
‫فــــإن تــخــمــن وتــقــديــم الــتــدابــيــر‬                                                                                                          ‫والتنفيذية والقضائية؛‬                 ‫مع الإدارة وسائر المرافق العمومية‪،‬‬             ‫الـــدفـــاع عـــن الــحــقــوق فـــي نـطـاق‬
‫الـكـفـيـلـة بـتـحـسـن فـعـالـيـة الإدارة‬                                                                                   ‫وإداريا؛‪ ‬‬          ‫ـ‪ ‬وتـدعـيـمـا لـلـمـهـام الـتـي تـقـوم‬           ‫بـالـنـظـر لمـا يـطـبـع بـعـض الـقـضـايـا‬      ‫الـعـاقـات بـن الإدارة والمـرتـفـقـن‪،‬‬
‫مــن شـأنـه أن يـجـعـل مــن مـؤسـسـة‬                                                              ‫ـ وحـــرصـــا عــلــى تـمـتـيـع هــذه‬        ‫بها العدالة عامة والقضاء خاصة‬                    ‫المـطـروحـة عـلـيـهـا مـن تـعـقـيـد‪ ،‬ومـا‬      ‫والإســــهــــام فـــي تــرســيــخ ســيــادة‬
                                                                                                  ‫المــؤســســة الــوطــنــيــة بـالاسـتـقـال‬  ‫فـي تـرسـيـخ الـحـقـوق وحـمـايـتـهـا‪،‬‬            ‫تتسم بـه مـن صـعـوبـات‪ ،‬قـد تحول‬
                                                                                                  ‫الـــازم عــن الـسـلـطـات الـتـشـريـعـيـة‬    ‫بــالــرغــم مـــن مــســاطــرهــا المـعـقـدة‬    ‫دون تـحـقـيـق مـتـطـلـبـات الـعـدالـة‬

‫وســيــط المــمــلــكــة قــــوة اقــتــراحــيــة‬                                                                                                                                                                                              ‫الــقــانــون‪ ،‬وإشــاعــة مــبــادئ الـعـدل‬
‫حقيقية‪ ،‬ومصدرا لتطوير القواعد‬                                                                                                                                                                                                                  ‫والإنــــــصــــــاف‪ ،‬وقــــيــــم الــتــخــلــيــق‬
‫والمـسـاطـر الـتـي تـضـر بـالمـواطـنـن‪،‬‬                                                                                                                                                                                                        ‫والــشــفــافــيــة فــي تــدبــيــر الإدارات‬
‫وبـجـمـيـع المــرتــفــقــن‪ ،‬فـــي اتــجــاه‬                                                                                                                                                                                                   ‫والمؤسسات العمومية والجماعات‬
‫تــبــســيــطــهــا واخـــتـــزالـــهـــا ورفــــع‬                                                                                                                                                                                             ‫الـتـرابـيـة والـهـيـئـات الـتـي تـمـارس‬
‫الـحـواجـز الـبـيـروقـراطـيـة وإصـاح‬                                                                                                                                                                                                           ‫صــاحــيــات الـسـلـطـة الـعـمـومـيـة»‬
                ‫البنيات الإدارية‪.‬‬                                                                                                                                                                                                              ‫(المصدر‪ :‬نص الدستور)‪.‬‬
‫وعــــلــــى مـــســـتـــوى الــتــعــديــل‬                                                                                                                                                                                                    ‫وبـــتـــاريـــخ ‪ 17‬مـــــارس ‪،2011‬‬
‫والإصلاح‪ ،‬ولتجسيد المهام سابقة‬                                                                                                                                                                                                                 ‫صـــدر الـظـهـيـر المــؤســس لمـؤسـسـة‬
‫الذكر‪ ،‬يقدم وسيط المملكة لرئيس‬                                                                                                                                                                                                                 ‫«وسيط المملكة» كبديل عن ديـوان‬
‫الـحـكـومـة تـوصـيـات عــامــة بـشـأن‬                                                                                                                                                                                                          ‫االلـمرظئـايلـم‪،‬سـيـوةذلالـكتـاالـسيـتةنا ًكـدامـاعلجـىـااءلمبتادفئي‬
‫الـتـدابـيـر الـكـفـيـلـة بـإحـقـاق الـحـق‬
‫بـخـصـوص الـتـظـلـمـات المـعـروضـة‬                                                                                                                                                                                                             ‫ديــبــاجــة الـظـهـيـر المــؤســس تـحـت‬
‫عليه‪ ،‬كما يقدم له اقتراحات بشأن‬                                                                                                                                                                                                                ‫عنوان «بيان الأسباب الموجبة»‪:‬‬
‫الـتـدابـيـر الكفيلة بتحسين فعالية‬                                                                                                                                                                                                             ‫«ـ نهوضا بأمانتنا الدستورية‬
‫الإدارات الــتــي تــصــدر بـشـأنـهـا‬                                                                                                                                                                                                          ‫فـــي صــيــانــة حـــريـــات المــواطــنــن‬
‫شـكـايـات‪ ،‬وتـصـحـيـح الاخــتــالات‬                                                                                                                                                                                                            ‫والــجــمــاعــات والــهــيــآت‪ ،‬وإحــقــاق‬
‫والـنـقـائـص الـتـي قـد تـعـتـري سير‬                                                                                                                                                                                                           ‫الحقوق ورفع المظالم؛‬
‫المـرافـق الـتـابـعـة لـهـا‪ ،‬وكـذا إصـاح‬                                                                                                                                                                                                       ‫ـ ‪ ‬وتجسيدا لإرادتنا في توطيد‬
‫النصوص القانونية المنظمة لمجال‬                                                                                                                                                                                                                 ‫ما تحقق لبلادنا من تقدم موصول‬
       ‫اتلــدبحــيو ُكرــيــــو ْشمـطـــؤـةـ ِ‪،‬لوـــنـعـهعانـا‪.‬لدـــالواقـســــتــيـــضـطـارء‪،‬ئـ‬                                                                                                                                               ‫فـــي تــكــريــس ســـيـــادة الـــقـــانـــون‪،‬‬
‫ـيــس‬                                                                                                                                                                                                                                          ‫وتحقيق الـعـدل والإنـصـاف‪ ،‬وجبر‬
‫عـلـى‬                                                                                                                                                                                                                                          ‫الأضـــــرار ورفــــع المــظــالــم الــتــي قـد‬
                                                                                                                                                                                                                                               ‫يــعــانــيــهــا المــواطــنــون مــن جــراء‬
   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18