Page 15 - مغرب التغيير PDF

P. 15

‫‪15‬‬ ‫خاص‬

‫العدد‪ - 60 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ ٢٨‬فبراير ‪٢٠١٧‬‬

‫‪ ‬وفـي مسلسل التنمية‪ ،‬يتولى‬ ‫سياسة الـقـرب مـن خـال الوسطاء‬ ‫‪• ‬يـــنـــحـــصـــر دور الـــوســـيـــط‬ ‫الآخــر فـي الـتـدبـيـر‪ ،‬هــذا الأمــر هو‬ ‫ومـحـاولـتـه اقــتــراح حــلــول بـديـلـة‬
‫الـوسـيـط تـنـمـيـة عـاقـات الـتـعـاون‬ ‫الجهويين الذين يعملون على تلقي‬ ‫فــي تـنـمـيـة الــتــواصــل بــن الإدارة‬ ‫المـوظـف أولا الــذي يـقـدم الـخـدمـات‬ ‫سـواء لإصـاح الـضـرر الـحـاصـل أو‬
‫والــــشــــراكــــة خـــاصـــة فــــي مــجــال‬ ‫الـشـكـايـات والـتـظـلـمـات وطـلـبـات‬ ‫والمـواطـنـن وحـثـهـا عـلـى الـتـزامـهـا‬ ‫والــــذي أصــبــح مـطـالـبـا بـتـطـويـر‬ ‫لـتـعـديـل الـقـوانـن الـقـائـمـة‪ ،‬حـتـى‬
‫الـتـكـويـن وتـبـادل الـخـبـرات ونـشـر‬ ‫التسوية والقيام بالبحث والتحري‬ ‫بـقـواعـد الـقـيـام بـالـواجـب وتثبيت‬ ‫مــؤهــاتــه وكــفــاء تــه فـخـلـق إطــار‬ ‫يـتـم تــفــادي تــكــرار نـفـس الأخـطـاء‬
‫القيم والأهـداف التي تسعى إليها‬ ‫فـي الشكايات والتظلمات وإرشـاد‬ ‫ســيــادة الـــقـــانـــون وعــلــى ضـمـان‬ ‫عــام داخــل الإدارة بـجـعـلـهـا أكـثـر‬ ‫واستمرار سواء التفاهم بين الإدارة‬
‫مؤسسة الأمبودسمان‪ ،‬والوساطة‪،‬‬ ‫المــــواطــــنــــن وتــوجــيــهــهــم وحـــث‬ ‫سـامـة المـعـامـات واحـتـرام حقوق‬ ‫والمتعاملين معها وذلـك ما أشـارت‬
‫وإشـــاعـــة ثــقــافــة حــقــوق الإنــســان‬ ‫الإدارة على التواصل الفعال معهم‬ ‫مصداقية وأكثر عقلانية‪.‬‬ ‫إليه المـادة (‪ )33‬من الظهير المحدث‬
‫فــي مـجـال اخـتـصـاصـه‪ ،‬وتـنـسـيـق‬ ‫واقتراح التدابير الكفيلة بتحسين‬ ‫الإنسان‪ .‬‬ ‫‪ ‬وتبيت دعائم التواصل بينها‬
‫الـجـهـود الـرامـيـة إلـى ذلـك‪ ،‬لاسيما‬ ‫بنية الاستقبال والاتصال الإدارية‪.‬‬ ‫‪ ‬وكــــذا تـنـحـصـر مــجــالاتــه فـي‬ ‫وبــــن مـوظـفـيـهـا بــالــســمــاح لـهـم‬ ‫لمؤسسة الوسيط‪.‬‬
‫مـع المـؤسـسـات المـمـاثـلـة لـلـوسـاطـة‬ ‫وتعتبر فكرة إحـداث الوسطاء‬ ‫الـتـوسـط بــن الإدارة والمـواطـنـن‬ ‫بـمـشـاركـتـهـا فـي الـتـدبـيـر وهــو ما‬
‫والأمــبــودســمــان الأجـنـبـيـة‪ ،‬وكــذا‬ ‫الجهويين من أجل ترسيخ الحكامة‬ ‫بـشـأن قـضـايـا عـالـقـة تـهـم مـجـالات‬ ‫اصـطـلـح عـلـيـه تـسـمـيـتـه بـالـتـدبـيـر‬ ‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫مـع المـنـظـمـات والـهـيـئـات الـوطـنـيـة‬ ‫الترابية الجيدة وتقريب الإدارة من‬ ‫مـتـعـددة فـي المـجـال الإداري تـكـون‬ ‫الـتـشـاركـي وهــي إحــدى المـقـاربـات‬ ‫مجالات الوسيط في التنمية الإدارية‪ ‬‬
‫المواطنين في نطاق جهوية متقدمة‬ ‫الـوسـاطـة بـن الإدارة والمـواطـنـن‬ ‫التي ستعمل على تدعيم التواصل‬
‫والإقليمية والدولية المعنية‪.‬‬ ‫حقوقيا وإداريـا وفي إطـار العلاقة‬ ‫فيما يتعلق بين الصفقات العمومية‬ ‫‪ ‬عــرفــت الإدارة المـغـربـيـة عـدة‬
‫بين الوسيط والإدارة تعين الإدارة‬ ‫والتوريدات وكذا القضايا الإدارية‬ ‫الداخلي للإدارة‪.‬‬ ‫مــــحــــاولات لــــإصــــاح وخــاضــت‬
‫خاتمة‬ ‫مــن أجــل ضــمــان حـسـن الـتـنـسـيـق‬ ‫الـشـائـكـة كــنــزع المـلـكـيـة وقـضـايـا‬ ‫‪ ‬الــيــوم يـعـيـش المــغــرب مـرحـلـة‬ ‫تـــجـــارب خــاقــة فـــي الــعــديــد مـن‬
‫الوظيفة العمومية وتكافؤ الفرص‬ ‫جــديــدة قـوامـهـا الانــتــقــال مــن كـل‬ ‫المـــجـــالات‪ ،‬ذلـــك أن جـــرد حـصـيـلـة‬
‫‪ ‬فــي الــخــتــام يـمـكـن الــقــول إن‬ ‫والــــتــــواصــــل والــتــتــبــع بـيـنـهـمـا‬ ‫وحماية المستهلك وحماية المتقاعد‬ ‫مـفـهـوم قــديــم آلـــي مـفـهـوم جـديـد‬ ‫الأوراش المـفـتـوحـة خـــال الـعـشـر‬
‫مؤسست الوسيط أصبح وجودها‬ ‫وبــن مـصـالـح مـؤسـسـة الـوسـيـط‬ ‫وأيـضـا حـمـايـة الأقـلـيـات الأجنبية‬ ‫يـجـعـل المــواطــن قـطـب الــرحــى فـي‬ ‫سنوات الأخيرة يكشف عن جسامة‬
‫ضــروري إلـى المـهـام الـتـي تضطلع‬ ‫مخاطبين دائمين هـذه الأخـيـرة من‬ ‫والـــفـــئـــات المـــهـــاجـــرة والــاجــئــة‬ ‫الـعـاقـات الثنائية وذلـك مـن خلال‬ ‫الإصــاحــات‪ ،‬الـتـي هـمـت مـجـمـوع‬
‫بها فإلى جانب بثها في النزاعات‬ ‫بين المسؤولين التابعين لها‪ ،‬الذين‬ ‫اضــطــرارا‪ ،‬وكــذا المـشـاكـل المتعلقة‬ ‫انـفـتـاح الإدارة عـلـيـه واسـتـقـبـالـه‬ ‫مــظــاهــر الإدارة‪ ،‬كـضـبـط أعــــداد‬
‫بـــن الإدارة والمــتــعــامــلــن مـعـهـا‬ ‫يـتـمـتـعـون بـسـلـطـة اتــخــاذ الــقــرار‬ ‫بــالإســكــان والــتــأمــن الاجـتـمـاعـي‬ ‫والإنــصــات لـهـمـومـه وإشــراكــه في‬ ‫المـوظـفـن‪ ،‬وتـخـفـيـض تـكـلـفـة الـيـد‬
‫وإيــجــاد تــوازن فـي الـعـاقـات بين‬ ‫فيما يـحـال عليهم مـن شـكـايـات أو‬ ‫إيـجـاد الـحـلـول المـنـاسـبـة للمشاكل‬ ‫الـعـامـلـة وإعــادة تنظيم الـــوزارات‪،‬‬
‫الـطـرفـن‪ ،‬فـإنـهـا تـفـق عـلـى مشاكل‬ ‫تظلمات من لدن المؤسسة‪.‬‬ ‫والصحي‪.‬‬ ‫العالقة لتحقيق أقصى ما يمكن من‬ ‫والــامــركــزيــة الإداريــــــة وتـطـويـر‬
‫الإدارة عـبـر تعميقها فيما يجري‬ ‫‪ ‬وتــتــجــلــى الـتـنـمـيـة الإداريـــــة‬ ‫وقد نجحت المؤسسة الفرنسية‬ ‫آليات التخطيط والمراقبة وإصلاح‬
‫في دواليب الأجهزة الإدارية‪ ،‬وعلى‬ ‫لـلـوسـيـط أيـضـا بـاعـتـبـاره عـضـوا‬ ‫في التوصل إلـى تسوية الخلافات‬ ‫الاندماج والتقريب بينهما‪ .‬‬ ‫الجبايات وتدبير الدين الخارجي‬
‫كيفية عملها وتقديمها لخدماتها‪،‬‬ ‫بحكم القانون في المجلس الوطني‬ ‫اببــلـــنـشخـــاـكــشـصـلـئـوةودبــصيانلــواقُــلمــإـــدــضاـ ْـرراةيـٍـاضوالولمـاـللمــوـاطـسـطــرانفــئــلنن‬ ‫ومـن خـال مـنـطـوق المــادة ‪244‬‬
‫كـمـا تــقــوم أيــضــا بـتـوجـيـه الـــرأي‬ ‫لـحـقـوق الإنـسـان بـمـبـادرة مـنـه أو‬ ‫سالفة الذكر بنسبة تصل إلى ‪55%‬‬ ‫من قانون المحدث للوسيط الإداري‬ ‫وتكوين الموظفين‪.‬‬
‫الــعــام والمــرتــفــقــن بـشـكـل خــاص‬ ‫بناء على طلب تسوية تقدمه الإدارة‬ ‫فـي الـعـقـديـن الأخـيـريـن مـن الـقـرن‬ ‫تـبـقـى هــذه المـؤسـسـة آلـيـة تـفـعـيـل‬ ‫‪ ‬ولمـصـاحـبـة هــذه الإصــاحــات‬
‫وتـسـاعـدهـم عـلـى بـنـاء تـوقـعـاتـهـم‬ ‫أو المشتكي بكل مساعي الوساطة‬ ‫الماضي‪ ،‬وبنسبة ‪ 80%‬في السنوات‬ ‫الـتـواصـل بـن الإدارة والمـواطـنـن‬ ‫الــســيــاســيــة والمــؤســســاتــيــة عـلـى‬
‫حول الإدارة‪.‬‬ ‫والــتــوفــيــق‪ ،‬قــصــد الــبــحــث عـن‬ ‫الأولـــى مـن الـقـرن الـحـالـي (‪-2000‬‬ ‫وهـــــي إشـــــــارة واضــــحــــة إلـــــى أن‬ ‫المـسـتـوى الـوطـنـي والمــحــلــي‪ ،‬فـإن‬
‫بــفــكــرة إحـــداث‬ ‫مؤ ‪ ‬سإ ّنسةالاالـهــوتــسـميـــاطم‬ ‫حـلـول منصفة ومـتـوازنـة لموضوع‬ ‫عــاقــة الإدارة بــالمــواطــنــن كـانـت‬ ‫الإدارة مـطـالـبـة بـتـقـديـم الـخـدمـات‬
‫تـأتـي فـي الوقت‬ ‫الـخـاف الـقـائـم بـن الأطــراف تكفل‬ ‫‪.)2006‬‬ ‫تعرف نوعا مـن الفتور وأن الوقت‬ ‫للمواطنين الذين أصبحوا أكثر إلى‬
‫المـائـم شـريـطـة إقـامـة حــوار واسـع‬ ‫رفـع الـضـرر الــذي أصــاب المشتكي‬ ‫وبــــالــــرغــــم مـــــن أن الإدارة‬ ‫حــان لإصـاحـهـا لـتـواكـب مـظـاهـر‬ ‫إلـحـاحـا وأكـثـر تـمـسـكـا بـحـقـوقـهـم‬
‫الــنــطــاق حــولــهــا بــــإشــــراك كــافــة‬ ‫مـن جـراء تـصـرفـات الإدارة‪ .‬وذلـك‪،‬‬ ‫الـفـرنـسـيـة مـن أكـثـر الإدارات على‬ ‫وواجـبـاتـهـم فـي جـو مـن الـتـواصـل‬
‫فـعـالـيـات المـجـتـمـع‪ ،‬حـتـى يـسـتـقـر‬ ‫بـالاسـتـنـاد إلـــى ضــوابــط سـيـادة‬ ‫مـسـتـوى الـعـالـم‪ ‬تـعـقـيـدا وتـشـابـكـا‬ ‫التحديث‪.‬‬ ‫الــفــعــال يـمـنـح الأولـــويـــة لـسـيـادة‬
‫التصور بشأن أبعاد هذه المؤسسة‪،‬‬ ‫القانون ومبادئ العدل والإنصاف‪.‬‬ ‫ورتابة وبيروقراطية وتعتر سواء‬ ‫‪ ‬تـظـهـر أهـمـيـة الــتــواصــل بـن‬ ‫الـقـانـون والإنـصـاف كـمـا أن تطور‬
‫بـوصـفـهـا لـبـنـة لاسـتـكـمـال تشييد‬ ‫‪ ‬وفـــي إطـــار الـتـنـمـيـة الإداريــــة‬ ‫بـالـنـسـبـة الإجـــــــراء ات والمــســاطــر‬ ‫الإدارة والمـواطـن في أنـه أصبح في‬ ‫هامش الحريات العامة وديناميكية‬
‫الصرح المؤسساتي للدولة‪.‬‬ ‫تـتـولـى مـؤسـسـة الـوسـيـط تنظيم‬ ‫والآجــــال أو بـالـنـسـبـة لـلـدراسـات‬ ‫السنوات الأخيرة يحضى باهتمام‬ ‫الحياة السياسية والجهوية تعتبر‬
‫‪ ‬وتـبـقـى الإشــارة إلـى أن نجاح‬ ‫منتديات وطنية وإقليمية أو دولية‬ ‫المــفــكــريــن والمــحــلــلــن فـــي الـحـقـل‬ ‫مؤشرا للدفع بتحديث الإدارة‪ ،‬كما‬
‫مــؤســســة الــوســيــط فـــي تـحـقـيـق‬ ‫لإغناء الفكر والحوار حول قضايا‬ ‫والإنجازات والتنفيذ‪ .‬‬ ‫الإداري بـمـا لــه مــن دور فــي رسـم‬ ‫تساهم مؤسسة الوسيط في تعزيز‬
‫الــتــي أحــدثــت مــن أجـلـهـا‬ ‫ارلمــهـــرــا ٌمــنيب‬ ‫الحكامة الجيدة‪ ،‬وتحديث المرافق‬ ‫ملامح تحديث الإدارة وتقريبها من‬ ‫الـبـنـاء الـديـمـقـراطـي وتـرسـيـخ قيم‬
‫ــالمــقــومــات الــتــي تـعـتـمـد‬ ‫العمومية في نطاق سيادة القانون‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬ ‫المواطنين لتحقيق التنمية الإدارية‪.‬‬ ‫الإدارة المواطنة‪ ،‬وهذا ما سنتطرق‬
‫عليها وبالوسائل الموضوعة رهن‬ ‫ومبادئ العدل والإنصاف‪ .‬وتساهم‬ ‫آلية الوسيط لتحقيق تنمية إدارية‬ ‫وهــذا هـو الـتـواصـل الـعـام الــذي ت‬
‫اشارتها ومنها‪:‬‬ ‫هــذه المـؤسـسـة فــي تـعـزيـز الـبـنـاء‬ ‫يـبـقـى مـجـالـه الإدارة مــن أحـجـل‬ ‫له في محورين‪.‬‬
‫جانب‬ ‫الوسيط إلـى‬ ‫ـؤـ أسـّـنسـوـةجـالموـدل‬ ‫الـديـمـقـراطـي مـن خـال الـعـمـل على‬ ‫‪ ‬ارتـــقـــاء بــمــؤســســة الــوســيــط‬ ‫تـحـقـيـق الأهـــــداف الـسـامـيـة الـتـي‬
‫ع ـام ـا‬ ‫ـكـيـة يـعـتـبـر‬ ‫المـ‬ ‫تحديث وإصـاح هياكل ومساطر‬ ‫إلــــى مــصــاف الــهــيــئــات المـمـاثـلـة‬ ‫أحدثت من أجلها المنظمات والتي‬ ‫المطلب الأول‪:‬‬
‫مــن عــوامــل الــقــوة والـفـاعـلـيـة فـي‬ ‫الإدارة‪ ،‬وتــرســيــخ قــيــم الإدارة‬ ‫العاملة بالدول المتطورة في مجال‬ ‫هــي تـقـديـم الـخـدمـات لـلـمـواطـنـن‬ ‫الوسيط والتواصل بين الإدارة والمواطنين‬
‫أداء مـهـامـه‪ ،‬فــهــذه المـكـانـة يـجـب‬ ‫المــواطــنــة‪ ،‬والـتـشـبـع بـأخـاقـيـات‬ ‫الديمقراطيا والـحـكـامـة فـي ميدان‬ ‫ومساعدتهم على الانفتاح لها في‬
‫استثمارها بشكل ايجابي لخدمة‬ ‫المـرفـق الـعـمـومـي‪ ،‬كـمـا تـسـاهـم في‬ ‫الــحــقــوق؛ وانــســجــامــا مــع الــدور‬ ‫جو تسوده الثقة والاحترام المتبادل‬ ‫‪ ‬النظام الإداري المغربي تأسس‬
‫مصالح المواطنين‪.‬‬ ‫إحـداث شبكات للتواصل والـحـوار‬ ‫الـفـاعـل الـــذي تـضـطـلـع بــه المـمـلـكـة‬ ‫ومـسـاعـدتـهـم عـلـى حــل مـشـاكـلـهـم‬ ‫بـصـفـة عـامـة عـلـى مـبـدأ الـتـسـلـسـل‬
‫الـتـق‪ ‬ــنـإ ّيـنةتـواولاـفـتـرنـ الظــيـشـمـريـوةطالـوالضـوروسرايئـلة‬ ‫المغربية على مستوى الأمم المتحدة‬ ‫الناجمة‪ .‬فـي علاقتهم بالمنظمات‪.‬‬ ‫الإداري والـذي بطبيعته يتعارض‬
‫بـن الـهـيـئـات الـوطـنـيـة والأجـنـبـيـة‬ ‫مــن أجـــل تـفـعـيـل وتــعــزيــز مـكـانـة‬ ‫فـــالإدارة بـمـا تـمـكـنـه مـن امـتـيـازات‬ ‫مــــع الـــخـــلـــق والإبــــــــــداع وحـــريـــة‬
‫وكذلك الخبراء من ذوي الإسهامات‬ ‫ودور المؤسسات فـي مجال حماية‬ ‫الـسـلـطـة أصـبـحـت مـلـزمـة بـالـقـيـام‬ ‫المـبـادرة وقـد ترتب مـن طبيعة هذا‬
‫لبـلــأعنملتــيكــجوعنلنــهمــذهو اذلمجــؤاسلـلـسةمـؤمطسـا َلسبـةة‬ ‫الوازنة في مجال الحكامة الإداريـة‬ ‫الـحـقـوق ونـشـر ثـقـافـة الـحـكـامـة‪،‬؛‬ ‫بكل مـا يؤهلها لتحقيق التواصل‬ ‫النظام انـغـاق الإدارة على نفسها‬
‫الــجــيــدة مــن أجـــل الانــفــتــاح عـلـى‬ ‫نص ظهير ‪ 17‬مارس ‪ 2011‬بإحداث‬ ‫وانـغـمـاسـهـا فـي الـسـريـة والـروتـن‬
‫الـفـعـالـة والـنـاضـجـة‪ ،‬ولـيـس مجرد‬ ‫مستجدات العصر‪.‬‬ ‫مؤسسة الوسيط في فصله الثالث‬ ‫الإيجابي بينها وبين المواطنين‪.‬‬ ‫لـتـجـد نـفـسـهـا مـكـبـلـة نـظـرا لـغـيـاب‬
‫وسـيـلـة احـتـيـاطـيـة‪ ،‬مــع ضـــرورة‬ ‫عــلــى دور الــوســيــط فـــي تـثـبـيـت‬ ‫أصـبـح الـتـواصـل يشكل مطلبا‬ ‫قــنــوات الــتــواصــل داخــــل الـجـهـاز‬
‫وجـــود بـيـئـة إداريــــة واجـتـمـاعـيـة‬ ‫‪ ‬وبـاعـتـبـار مـؤسـسـة الـوسـيـط‬ ‫مـبـادئ الحكامة الإداريــة وذلـك من‬ ‫مـلـحـا بـــل حــاجــة أفـــرزهـــا تـطـور‬
‫بـمـوجـب الـظـهـيـر مـؤسـسـة وطـنـيـة‬ ‫خــال تـحـسـن أداء الإدارة بـرفـع‬ ‫الإداري وبين محيطها‪ .‬‬
‫وســيــاســيــة وثــقــافــيــة وعــمــلــيــة‬ ‫مــســتــقــلــة ومــتــخــصــصــة‪ ،‬فــإنــهــا‬ ‫الـوسـيـط فــي إطـــار اخـتـصـاصـاتـه‬ ‫المجتمع وتعقيدات الإدارة‪.‬‬ ‫‪ ‬مــنــذ عــهــد الاســتــقــال حــاول‬
‫ناضجة‪.‬‬ ‫وبصفة اقتراحية لتحسين أداء هـا‬ ‫وقد جاء ظهير شريف ‪1.11.25‬‬ ‫المغرب تحديث الإدارة بشكل أحدث‬
‫ويــمــكــن الــــقــــول‪ ،‬إنـــــه بـغـض‬ ‫تــتــولــى فـــي نـــطـــاق الــعــاقــة بـن‬ ‫والــــرفــــع مــــن جــــــودة الـــخـــدمـــات‬ ‫المتعلق بـإحـداث مؤسسة الوسيط‬ ‫قـطـيـعـة مــع المـــــوروث عــن المـخـزن‬
‫الإدارة والمـرتـفـقـن مـهـمـة الـدفـاع‬ ‫الـعـمـومـيـة الــتــي تـقـدمـهـا تـقـاريـر‬ ‫مؤكدا على أهمية تنمية التواصل‬ ‫وعهد الحماية‪ ،‬لكنه بقي تحديثا‬
‫الــنــظــر عــن الأســــس والــتــوجــهــات‬ ‫عـن الحقوق والإسـهـام فـي ترسيخ‬ ‫خـاصـة إلـى الـوزيـر الأول تتضمن‬ ‫بــن الإدارة ومـرتـفـقـيـهـا بـمـعـنـى‬
‫الـتـي تـحـكـم مـؤسـسـة الـوسـيـط في‬ ‫تـوصـيـاتـه ومـقـتـرحـاتـه الـهـادفـة‬ ‫مـمـارسـة الـسـلـطـة فـي جـو يـسـوده‬ ‫وظيفيا‪.‬‬
‫المـغـرب‪ ،‬وفـرنـسـا‪ ،‬واسـبـانـيـا‪ ،‬وفـي‬ ‫ســيــادة الـقـانـون وإشــاعــة مـبـادئ‬ ‫عـلـى الـخـصـوص إلـى تـرسـيـخ قيم‬ ‫التوافق والتفاهم وتقديم الخدمة‬ ‫‪ ‬لـــم يــــرق إلــــى إتـــبـــاع مـنـاهـج‬
‫العدل والإنصاف والعمل على نشر‬ ‫الشفافية والتخليق والحكامة في‬ ‫فـي جـو مـن السلم والثقة المتبادلة‬ ‫تكنولوجية دقيقة‪ ،‬فكانت الإجارة‬
‫مـخـتـلـف بـقـاع الـعـالـم‪ ،‬فــإن هـدفـهـا‬ ‫قيم التخليق والشفافية في تدبير‬ ‫تدبير المـرافـق العمومية‪ ،‬وإصـاح‬ ‫بــن أطــــراف الــتــواصــل‪ .‬وهــــذا مـا‬ ‫تحتل مكانة متميزة داخـل النظام‬
‫هـو المـسـاهـمـة فـي تنمية المـمـارسـة‬ ‫ومـراجـعـة الـنـصـوص الـتـشـريـعـيـة‬ ‫نـصـت عـلـيـه المــــادة ‪ « 24‬إذ تـعـن‬ ‫المـؤسـسـاتـي حـيـث سـتـفـرد بـالـقـول‬
‫الـديـمـقـراطـيـة ودعـــم دولـــة الـحـق‬ ‫المـرافـق العمومية‪ .‬كما تسهر على‬ ‫والــتــنــظــيــمــيــة المــتــعــلــقــة بـمـهـام‬ ‫الإدارة مـــن أجــــل ضـــمـــان حـسـن‬ ‫الـفـصـل فـي الـتـدبـيـر أمـا الـيـوم فقد‬
‫والقانون‪.‬‬ ‫تنمية تواصل فعال بين الأشخاص‬ ‫الإدارة وسـائـر المـرافـق الـعـمـومـيـة‪،‬‬ ‫التنسيق والتواصل والتتبع بينها‬ ‫أصـبـحـت الإدارة مـلـزمـة أكـثـر مـن‬
‫‪ ‬ويـبـقـى الـرهـان الأول والأخـيـر‬ ‫ذاتــيــن واعــتــبــاريــن مــغــاربــة أو‬ ‫وتـبـسـيـط المــســاطــر والإجــــــراء ات‬ ‫وبــن مـصـالـح مـؤسـسـة الـوسـيـط‬ ‫الأمــــس بـتـغـيـيـر مـنـاهـجـهـا لـكـي‬
‫هـو الـعـمـل عـلـى تـوعـيـة المـواطـنـن‬ ‫وبـن‬ ‫الجإـادانـرابتأفـاــلــرعاـ ًدماـ أوومـيـجةـمـواالعــاجـتم‪،‬‬ ‫الإداريــة لـتـيـسـيـر ولــوج المـواطـنـن‬ ‫مخاطبين دائمين يتمتعون بسلطة‬ ‫تـتـمـكـن مـن تـحـقـيـق انـدمـاج فعلي‬
‫بوجود هذه المؤسسة‪ ،‬وبأهميتها‪،‬‬ ‫ـاعـات‬ ‫إلـى الخدمات التي تقدمها الإدارة‬ ‫اتــخــاذ الــقــرار فـيـمـا يـحـال عـلـيـهـم‬ ‫وحـقـيـقـي مـع مـحـيـطـهـا‪ .‬فـالـتـدبـيـر‬
‫وتحسيسهم بـضـرورة الـدفـاع عن‬ ‫المـحـلـيـة والمــؤســســات الـعـمـومـيـة‬ ‫فـــي أحــســن الــــظــــروف‪ ،‬وانــتــهــاج‬ ‫مــن شــكــايــات وتـظـلـمـات مــن لـدن‬ ‫الإداري الـسـائـد بــالأمــس لــم يـعـد‬
‫حقوقهم تجاه الإدارة حتى يترسخ‬ ‫والهيئات التي تمارس صلاحيات‬ ‫الـيـوم مـقـبـولا لأن الإدارة مـطـالـبـة‬
‫مفهوم «الإدارة في خدمة المواطن»‬ ‫السلطة العمومية وبـاقـي المنشآت‬ ‫المؤسسة‪ ».‬‬ ‫بـــضـــرورة تــوفــرهــا عــلــى مـتـغـيـر‬
‫قولا وفعلا»‪.‬‬ ‫والــهــيــئــات الأخــــــرى الــخــاضــعــة‬ ‫• الـــــدولـــــة أحــــدثــــت الإدارة‬ ‫حـقـيـقـي يـؤهـلـهـا لـقـبـول مـشـاركـة‬
‫للمراقبة المالية للدولة‪.‬‬ ‫وجـعـلـتـهـا أداة لـبـلـورة سياستها‬

‫التنموية؛‬

10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20