Page 7 - مغرب التغيير PDF

‫‪7‬‬ ‫ملف‬

‫العدد‪ - 63 :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 30‬يونيو ‪٢٠١٧‬‬

‫ليتب ّوليامياـ يحـشتـكاوج املمنـــهـر«اءلمإلغــرىبكـغبيـريـارلنعاـفنـعاء»‬ ‫من الشباب إضافة إلى النساء والرجال‪.‬‬
‫من مظاهر التهميش والإقـصـاء وانعدام‬ ‫ونـقـلـت الـوكـالـة عـن «لطيفة وهـبـي»‬
‫العناية والـرعـايـة على أصـعـدة مختلفة‪،‬‬ ‫(إحدى المتظاهرات) قولها بحسرة‪« :‬هذه‬
‫لـيـس أقـلـهـا مـا تـشـهـده تـلـك المـنـاطـق من‬ ‫جـريـمـة مـع سـبـق الإصـــرار والـتـرصـد»‪،‬‬
‫التأخر عـن ركـب التنمية‪ ،‬الـذي تستفيد‬ ‫مضيفة «كـيـف لا يمكننا الـيـوم أن نندد‬
‫مـنـه كـبـريـات المـــدن‪ ،‬وتـتـمـتـع بـنـتـائـجـه‬ ‫بهذه الجريمة الشنعاء والبشعة؟ كيف‬
‫جـهـات دون أخــرى‪ ،‬بـالـرغـم مـن الجهود‬ ‫يعقل أن شـابـا بائعا للسمك يبحث عن‬
‫المبذولة لإحداث التوازن المطلوب‪ ،‬والتي‬ ‫رزقـه‪ ،‬يـخـرج لطلب العيش‪ ،‬فيطحن في‬
‫يبدو أنها جهود على الورق‪ ،‬وأنها مجرد‬ ‫شاحنة للأزبال؟ إن هذا عار‪ ...‬أين كرامة‬
‫ُلاخـ َأطـقـلب‬ ‫المـتـداول فـي‬ ‫نـمـوذج مـن المـنـطـوق‬
‫الانـتـخـابـيـة‬ ‫ودعــايــات الـحـمـات‬ ‫المواطن؟»‪.‬‬
‫ولا أكثر‪ ...‬وهذا بالذات‪ ،‬هو بيت قصيد‬ ‫وكـمـا يـبـدو لـلـقـارئ مـن خــال هـذه‬
‫هـذا المـلـف‪ ،‬الــذي لا تـشـكـل حـادثـة مقتل‬ ‫الـــخـــاصـــات‪ ،‬فــــإن الإعــــــام الأجــنــبــي‬
‫ااأوللـِسلــسَ ـّمسمـصـميـلـاااادىكأسرياتيـلةـ ًةضبشحــارواشايسلـأـلقنايـع ـاهقـامنـتإـةولتاناولصيـامـملاـةأ‪،‬مددـيلـبـح ـخــاةكـك ًـعـةاتاوإابموللـاقااـرلـىواجقاـلتنـحدميضــمااسنـوعئتـلهيـيوتـاةة‪،‬ه‪،‬ر‬ ‫بمختلف أجـنـاسـه ووسـائـلـه وخلفياته‬
‫بووهـأأتذنفاح ّهكاملامماـملـياملقفحاد ُديسصعثتتدوهبعرلر‪،‬وىأبغأواشييكعادلتيجه ًأزاوموتبعـخنآتنزلاخيـلرفسهأإتايطخـعرعاالال ًفابى‬ ‫الـفـكـريـة والإيـديـولـوجـيـة‪ ،‬لـم يـتـردد في‬
‫أرض الواقع‪.‬‬ ‫مقارنة حادثة مقتل السماك محسن فكري‬
‫إإبرـلنـبـتحـىماـا ُاأدجلنثهـيةبمـااالنسـمتـإوغيقـرـحـعاحبـ‪،‬رابًاءتلوـإوتمـنننومهناـسإمـسـيقـشـيحااصترـلـةموبـ ًلدواعألعـونىزمُيـيأب َّزكعي ًابتيراد‪،‬‬
‫تقدير‪ ،‬إلـى أن ما حـدث للسماك المغربي‬
‫يمكن أن يوقظ حركات احتجاجية لها ما‬
‫لييابمتركزرانهلأاتنبعتكيلسشِّتوأهَغاك اهيلاد‪،‬ق‪،‬رالوأأىونوالمضمـانداعالماشلبمررزروراايلأةتراايللاتتيفي‬
‫المـغـربـيـة‪ ،‬والـتـي مـا زالــت تـزكـي مـقـولـة‬

‫«المغرب النافع والمغرب غير النافع»‪.‬‬

‫التي يدعي مروجوها أن أحـد عناصر‬ ‫جنازة محسن فكري وتصا ُعد الاحتجاجات‬ ‫املــ َّدثــي َرنُوةىو ِارليـَـيحومسجاـيلثـأممـةحـ‪،‬اـندو«‪0‬شـ‪3‬ساـأرمـكـكاتـكفـوابـليرحمبرسمايقسبميةرم»ة‬
‫الـشـرطـة طـالـب سـائـق الـسـيـارة الـتـي‬
‫كـانـت مـحـمـلـة بـالأسـمـاك بـمـبـلـغ مـالـي‬
‫عــلــى سـبـيـل الـــرشـــوة‪ ،‬وأن مــســؤولا‬ ‫الـجـنـازة آلاف المـواطـنـن‪ ،‬الـذيـن عـبـروا‬
‫َبـمـتـنشـأغـعـيـطـلىآل ـتي ـعةلايلـماضتـهغـ لطساعلئقى‬ ‫أمنيا هـو‬ ‫عـــن غـضـبـهـم لــلــحــادث‪ ،‬فـيـمـا تـوقـع‬
‫الـشـاحـنـة‬ ‫ـ ّفرـةيـ‬ ‫ـرات‬ ‫تــخــرج مــظــاهـ‬ ‫المـتـتـبـعـون أن‬
‫الــنــفــايــات المـــتـــواجـــدة فـــي المــقــطــورة‬ ‫ال ـح‬ ‫(المــصــدر‪ :‬قـنـاة‬ ‫عــدد مـن المــدن‬
‫الخلفية مـمـا أفـضـى إلـى الـوفـاة‪ ،‬كلها‬ ‫‪.)2016/10/30‬‬
‫مـعـلـومـات بـاطـلـة ولا أســـاس لـهـا مـن‬ ‫ونشر ناشطون على التويتر صورا‬
‫الصحة‪.‬‬ ‫مــن الـجـنـازة ومـقـاطـع فـيـديـو لـبـعـض‬
‫لكن بعض المحتجين‪ ،‬كما جاء في‬ ‫الاحــتــجــاجــات‪ ،‬وتــم تـــداول ذلــك عـلـى‬
‫نـفـس المــصــدر‪ ،‬أصـــروا عـلـى الـقـول إن‬ ‫األواتسـصعانـلقـاوالطتبـواواصسـل اطـلةا مجتخمتالعيف ْيو‪.‬سـائـل‬
‫فكري رفض دفع رشوة لأحد الضباط‪،‬‬
‫فـــأمـــر هــــذا الأخـــيـــر بـــإتـــاف كـمـيـات‬ ‫وعـــلـــى إثـــــر ذلــــــك‪ ،‬صـــــرح وزيــــر‬
‫السمك التي كانت بحوزته والتي كان‬ ‫الـداخـلـيـة آنــذاك‪ ،‬مـحـمـد حـصـاد‪ ،‬عقب‬
‫الضحية قـد دفـع مقابلها كـل مـا يملك‬ ‫اللـــعذائيلةكــافكنرآنـيئـاذمتيـثقاـل ًاوملتبـعلجـيوملـاتـته‬ ‫زيارته‬
‫مـن رأســمــال‪ .‬وهــذا الـقـول يـوحـي بـأن‬ ‫المــلــك‪،‬‬
‫وليس‬ ‫السمك‬ ‫هـو‬ ‫مسته َد ًفا‬ ‫الـذي كـان‬ ‫الإفريقية‪ ،‬بأن العاهل أمر بفتح تحقيق‬
‫صاحبه‪.‬‬ ‫معمق في الحادث ومعاقبة المتورطين‬
‫أمــا الـجـهـات الـرسـمـيـة فـقـالـت إن‬ ‫أعلنت‪،‬‬ ‫عفـعنل ًافـتـقدح‬ ‫السلطات‬ ‫وكانت‬ ‫فيه‪.‬‬
‫المعني بالأمر ألقى بنفسه إلـى مؤخرة‬ ‫تحقيق‬ ‫الإشـــارة‪،‬‬ ‫سـبـقـت‬ ‫كـمـا‬
‫شاحنة نقل الأزبال في تلك اللحظة في‬ ‫في الموضوع‪ ،‬وعن إقالة مندوب الصيد‬
‫غفلة من الحاضرين‪ .‬وهذا القول يذهب‬ ‫البحري في الإقليم‪ ،‬وتعهدت بمحاسبة‬
‫إلى تحميل كامل المسؤولية للضحية‪،‬‬ ‫المسؤولين عن الحادث‪.‬‬
‫بـاعـتـبـاره قـام بـعـمـل مـخـالـف لـلـقـانـون‬ ‫وفـي الـسـيـاق ذاتـه‪ ،‬نفت السلطات‬
‫أبواننفخذـلـستـهكارداتسـ ُيخولقـجيبـمًرتـؤامخغـرشيةـغراللمـآشلـنـاةاحاسلنـةشبفلظـ ًنطإالـعقمـلناهىء‬ ‫مــعــلــومــات كــانــت تــتــداولــهــا وســائــل‬
‫الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي (كـمـا جــاء فـي‬
‫خبر للبي بي سي أعلاه) تفيد بأن أحد‬
‫توقيفها في الحين وبالسرعة المطلوبة‪.‬‬ ‫موقع‪ ‬هسبريس بيانا للمديرية العامة‬ ‫مع أسماكه في شاحنة النفايات‪ ،‬وقال بطلب رشوة‪.‬‬ ‫عناصر الشرطة أمر «بطحن» الضحية‬
‫مــــــــن جـــــهـــــة أخـــــــــــــــرى‪ ،‬أورد للأمن الوطني جـاء فيه أن المعلومات‪،‬‬ ‫بعضهم إن الـحـادث قـد يـكـون مرتب ًطا‬

‫اشتداد الغضب وانطلاق وتزايد مسيرات الاحتجاج‬

‫الحادث‪.‬‬ ‫وضع الـورود بعين المكان‪ ،‬لينتهي مسار‬ ‫كما هددوا (حسب نفس المصدر) باللجوء‬ ‫مـن الـسـاحـة الـكـبـرى وسـط المـديـنـة‪ ،‬وكـان‬ ‫جابت مسيرة ألفية شوارع الحسيمة‪،‬‬
‫الــدعــوتوــة إضلــــمــى إن اعـلــمــالـدـةففـاتلـمـحطـاللــتـبـحـيقأـييـــ ًقضـفـاي‪،‬‬ ‫المسيرة إلى الساحة الكبرى‪ ،‬التي كانت قد‬ ‫إلى العصيان المدني إذا لم تتم الاستجابة‬ ‫المشاركون فيها يحملون شموعا وورودا‬ ‫وكـــانـــت الأولـــــى مـــن نــوعــهــا‪ ،‬كــامــتــداد‬
‫انطلقت منها الحشود‪.‬‬ ‫للتعبير عن ترحمهم على روح الضحية‬ ‫للاحتجاجات التي تلت مقتل بائع السمك‬
‫واقعة العثور على خمس جثث محترقة‬ ‫وقال عدنان الراشدي وهو عضو بما‬ ‫لمطالبهم‪.‬‬ ‫موارفكانضوهاميلمرادادعوتنبهرموهنظشل ًعمااراوتت‪.‬عس ًفا حسب‬
‫أوحمـدتـافـث ِّ احـلمـشةغلـبخـاملـتسـيةوماـكنبالـتشمـبـساينراختـا‪20‬ل‬ ‫اتُلمـسـ ّنـصمـِرظـييمآـحنةـهئلــلـذاوبـكـحـ»ااتلــلـةلـجـاالجـأنـجنـــةاا اتلضــبـشاولعـلب‪:‬حيـإةنسـالايمــلـمؤـقـةحـتـرفاةيك»‬ ‫وأضـافـت الوكالة أن المسيرة وصلت‬ ‫وردد المــتــظــاهــرون كــذلــك شــعــارات‬ ‫كما سبقت الإشارة‪.‬‬
‫بفـأبـرحاديـارث‪«1‬ا‪1‬ل‪0‬ر‪2‬ب‪،‬يفـع ايلإديطـماقررامـطا ُيعـ»‪.‬رف آنـذاك‬ ‫إلىالفضاءالمقابللمبنىالمحكمةالابتدائية‬ ‫سياسية ضـد المـخـزن‪ ،‬والـدولـة العميقة‪،‬‬ ‫وذكرت وكالة الأناضول (التركية)‪ ‬أن‬
‫الـذي تعرفه المدينة «شعبي بامتياز‪ ،‬ولا‬ ‫ومقر الأمن الإقليمي‪ ،‬وهو الموقع الذي كان‬ ‫حــوالــي ‪ 60‬ألـــف مـتـظـاهـر شــاركــوا فـي‬
‫مسرحا لحادث الوفاة المأساوية‪ ،‬حيث تم‬ ‫تـلـك المـسـيـرة‪ ،‬الـتـي انـطـلـقـت يــوم الأحـد‬

‫وفــــي الــفــتــرة ذاتـــهـــا‪ ،‬وعــلــى إثــر‬ ‫عـاقـة لأي جـهـة سـيـاسـيـة أو مـدنـيـة بـه‪،‬‬
‫المسيرات الأولى الحاشدة التي عرفتها‬ ‫وأن هذه هي النقطة التي كانت سببا في‬
‫المنطقة بغرض الاحتجاج على المصير‬ ‫إنجاحه»‪.‬‬
‫ـاك الـحـسـيـمـة‪ ،‬وهـي‬ ‫االلـمــذسـييـ آرالتإلـالـيـتـهيسلــ ّمم‬ ‫وأضــــاف عــدنــان الـــراشـــدي أن هـذا‬
‫تلبث أن ارتـفـع فيها‬ ‫الـــحـــراك بــــدأ يـعـطـي أكـــلـــه‪ ،‬حــيــث لمـس‬
‫سقف المطالب والانتظارات كما سيأتي‬ ‫فـي بـعـض الـخـدمـات‬ ‫االلمـوصاطحـينـةوبنمتـسحتـشسـ ًفنـاى‬
‫بـيـانـه‪ ،‬أعـلـن الـوكـيـل الـعـام للملك لـدى‬ ‫المدينة‪ ،‬ووجدوا لدى‬
‫مـحـكـمـة الاســتــئــنــاف بـالـحـسـيـمـة أن‬ ‫املوـلمــسلحخــطتـوا ًلـظـتافببــمطـياشـنـلـاؤبءـوايلنالـوصيطخــدلـدابلمــابةتحبـارذلـلـي اكصـاهيلـمتـامردافيـًـمناق‬
‫«قـاضـي الـتـحـقـيـق لــدى نـفـس المحكمة‬
‫أصدر أمرا بإيداع ثمانية أشخاص رهن‬
‫الاعتقال الاحتياطي‪ ،‬في إطار التحقيق‬ ‫(المصدر‪ :‬قناة الجزيرة)‪.‬‬
‫الـــجـــاري حـــول ظــــروف وفــــاة مـحـسـن‬ ‫وذكـرت «الـجـزيـرة»‪ ،‬أن الملف المطلبي‬
‫فـكـري‪ ،‬فـي حـن قـرر مواصلة التحقيق‬ ‫العـــــذشــيريـتـــندامـولــطـهلـا ًلبمــاحتــتتــعجــلـوقن فتــــيضـ ّمـمـجنـمنــلـحـهـوا‬
‫مع ثلاثة آخرين في حالة سراح»‪.‬‬
‫االـمللـــــلـبـنمـصـلـرحــويـرـكجـجـ‪:‬ــدياا‪،‬ا«ءللإــأاونبلـيــر ًمئـــحســضـيـلانـر َفبطـيــس‪،‬ةي‪،‬نموبروايلئـمماصـــــلنيعنــــــاحتـدَلةقـوسول َـبكبمـيماننللـاصدـاثـللـوصـنـبعيحـايـدةةمن‬ ‫الـحـسـيـمـة‬ ‫ـيـم‬ ‫ـ االـ ـونـاـهـجــتوـم ـاضع ـب ـ ًيإ ـقاـ؛ل‬ ‫ابـقــتـضــصرـاودر ًية‬
‫ـتـوقـف عن‬ ‫وال‬
‫التهميش والإقصاء اللذين تعاني منهما‬
‫المنطقة؛ وتقديم جميع المتورطين في مقتل‬
‫محسن فـكـري إلـى الـقـضـاء‪ ،‬والإعــان عن‬
‫بشركة‬ ‫عـ ّمـال‬ ‫وثـاثـة‬ ‫الـطـب الـبـيـطـري‪،‬‬ ‫تفاصيل التحقيق الــذي بـاشـرتـه الفرقة‬
‫النظافة»‪.‬‬ ‫الـوطـنـيـة لـلـشـرطـة الـقـضـائـيـة حــول ذلـك‬