Page 12 - مغرب التغيير PDF

‫‪12‬‬ ‫دراسات‬

‫العدد‪ - ٦٥ :‬من ‪ 1‬إلى ‪ 31‬غشت ‪٢٠١٧‬‬

‫بـفـرنـسـا وتــأثــر كـثـيـرا بـالـعـلـمـانـيـة‬ ‫هـذه الشرنقة وأن ننطلق فـي إعطاء‬ ‫مع واقع كل مجتمع واقتصاده‪.‬‬ ‫والاقـتـصـاد والانـفـتـاح عـلـى الـعـالـم‬ ‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الفرنسية فاعتبر أن الحداثة لا يمكن‬ ‫تـعـريـف لـلـحـداثـة بـمـعـنـى الـتـحـديـث‬ ‫أريـــد أن أتــوقــف فــي إطـــار بـيـان‬ ‫اسـتـعـدادا لـغـزو الـعـالـم‪ ،‬تـقـوم على‬ ‫اســمــحــوا لـــي بـــدايـــة أن أتــقــدم‬
‫أن تتحقق إلا إذا حصل هـذا الفصل‬ ‫وإبــــداع أنــمــاط ونــمــاذج تــائــم كـل‬ ‫لــلــمــفــاهــيــم أيـــضـــا عــنــد الــحــداثــة‬ ‫الـصـراع إمـا بـن الـحـاكـم والمـحـكـوم‪،‬‬ ‫بـالـشـكـر الــجــزيــل إلـــى الـسـيـد أمـن‬
‫التام والصارم ما بين الدولة والدين‬ ‫مــجــتــمــع مـــن أجــــل اخــــــراج وصــفــة‬ ‫أو بين الأغنياء والفقراء‪ ،‬بين الرجل‬ ‫الـسـر الـدائـم لأكـاديـمـيـة المملكة وإلـى‬
‫أو فـقـط يـمـكـن أن نـأمـل فـي الـتـقـدم‪.‬‬ ‫أعـضـائـهـا وكـل المـشـتـغـلـن بـهـا‪ ،‬وأن‬
‫ثـم هـنـاك الـجـيـل الـثـالـث‪ ،‬وهـو جيل‬ ‫أهـنـئـهـم عـلـى اخـتـيـار هـذا المـوضـوع‬
‫القومية العربية‪ ،‬فكان الجيل الأول‬ ‫الأستاذة رجاء ناجي مكاوي‪ ...‬من تكون؟‬ ‫الــــذي كــمــا يــبــدو قـــد تـــقـــادم وطـــال‬
‫جيل القومة العربية والجيل الثاني‬ ‫الــحــديــث فــيــه وتــــكــــرر‪ .‬تـــعـــود بـي‬
‫هو جيل العلمانية العربية والجيل‬ ‫المـمــاحـيـازيـضـدرةعــإلـن اىلـالـعــوشـرارء‪،‬ســونـتــوحاـدتيـ‪ً ،‬داوإإلــلىى‬
‫الـثـالـث هــو جـيـل الـقـومـيـة الـعـربـيـة‬ ‫عـن الـجـامـعـة وأجــرأة قـانـون إصـاح‬ ‫المـــغـــربـــيـــة لـــلـــقـــانـــون والــســيــاســة‬ ‫الأسـتـاذة رجـاء نـاجـي مـكـاوي‪...‬‬ ‫الــفــتــرة الــتــي اشـتـغـلـت فـيـهـا عـلـى‬
‫التعليم‬ ‫والاقتصاد‬ ‫من تكون؟‬ ‫المـوضـوع فـي إطــار مـنـتـدى الحكمة‪،‬‬
‫تـأثـرا بـالاشـتـراكـيـة فـنـشـأت البعثية‬ ‫تقديم ‪ ‬درس ‪ ‬حسني ‪ ‬رمضاني ‪ ‬في‬ ‫ـ مؤسسة ورئيسة وحدة‪ ‬الدراسة‬ ‫وفـي منابر أخـرى‪ ،‬وكمشاركة بعدد‬
‫والـوحـدة العربية‪ ،‬واعـتـبـروا أنـه من‬ ‫ـ الاسم الشخصي‪ :‬رجاء‬
‫الـواجـب والــازم أن تـعـم الاشـتـراكـيـة‬ ‫حـضـرة المـلـك محمد الـسـادس وجمع‬ ‫والـبـحـث (قــانــون الــصــحــة‪ ‬دراســات‬ ‫ـ الاسـم الـعـائـلـي‪ :‬نـاجـــي ‪ /‬زوجـة‬ ‫من الكتابات‪.‬‬
‫من الوزراء والسفراء وكبار العلماء‬ ‫دكتوراه متخصصة)‬ ‫لــقــد اتـــخـــذت آنــــــذاك مــوضــوع‬
‫في العالم الإسلامي والعالم العربي‬ ‫من العالم الإسلامي‪ ،‬في موضوع‪:‬‬ ‫‪ ‬الاستحقاقات والألقاب‪:‬‬ ‫المكاوي‪ ‬‬ ‫الــحــداثــة كـــمـــشـــروع لـــم تــكــتــب لـه‬
‫كوسيلة واعـدة للنهوض‪ ،‬وللخروج‬ ‫الشواهد المحصل عليها‪:‬‬ ‫الاســتــمــراريــة‪ ،‬لــذلــك فــأنــا شــاكــرة‬
‫من التخلف‪ ،‬ثم سيأتي بعد ذلك جيل‬ ‫«كونية‪ ‬نظام الأسـرة في عالم متعدد‬ ‫ـ أول دكـتـوراه دولـة فـي الـقـانـون‪،‬‬ ‫ـ دكـــتـــوراه الــدولــة فــي الـحـقـوق‬ ‫للأكاديمية على كونها أعادتني الى‬
‫الــخــصــوصــيــات»‪( ‬رمــضــان‪ /1424 ‬‬ ‫تـحـصـل عـلـيـهـا مـغـربـيـة مــن جـامـعـة‬ ‫بــمــيــزة‪ ‬حــســن جــــدا‪ ،‬مـــع الـتـوصـيـة‬ ‫معالجته ومكنتني من إتمام ماكنت‬
‫السلفية وهو الذي سيعطي عدد من‬ ‫نــوفــمــبــر‪ )2003‬وهــو أول درس تـقـد‬ ‫محمد الخامس‬ ‫بـدأتـه‪ .‬وأنـا شـاكـرة أيـضـا للحضور‬
‫الـحـركـات الإسـامـيـة‪ ،‬جـيـل السلفية‬ ‫ُت َد ّرس‬ ‫ـ أول مغربية‬ ‫بالطبع والنشر‪ ‬‬ ‫الــــكــــرام عــلــى تــنــقــلــهــم وتــشــريــفــي‬
‫هذا لماذا قلت الحداثات العربية كلها‬ ‫سيدة‪ ‬في هذا المقام‪.‬‬ ‫الحديث‬ ‫بدار‬ ‫ـ الأولـــــى فــي مـــبـــاراة الالــتــحــاق‬ ‫بالا لسقتدماع َّرع إفل ايل‪.‬ذين سبقوني الحداثة‬
‫دراسات‪ ‬ومؤلفات‪ ‬وأبحاث‪ :‬‬ ‫الحسنية‬ ‫بالتدريس بالجامعة (كلية الحقوق‬ ‫طـــولا وعـــرضـــا ولـــكـــن‪ ،‬وكــمــا أكـــرر‬
‫مقلدة؟‬ ‫ـ الأطــفــال المـهـمـشـون‪ :‬قـضـايـاهـم‬ ‫ـ أول سـيـدة تـقـدم درســـا عـلـمـيـا‬ ‫باستمرار لوسائل الاعـام‪ ،‬بـقـدر ما‬
‫لأن الـــنـــمـــاذج الــتــي أعـطـيـتـهـا‬ ‫بالرباط)‬ ‫تستعمل هذه اللفظة ويعتقد الكثير‬
‫جعلت له قبلة‬ ‫منها‬ ‫ثولماثحة‪،‬رابكال ُيواصلحدي‬ ‫وحقوقهم‬ ‫دينيا فـي سلسلة‪ ‬الدروس الحسنية‬ ‫ـ دكــــــتــــــوراه الـــســـلـــك الـــثـــالـــث‬ ‫منا أنها أصبحت بسيطة ومفهومة‬
‫وجيل السلفية‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫ـ مـدخـل لـلـعـلـوم الـقـانـونـيـة‪( ‬فـي‬ ‫الرمضانية‬ ‫بـمـيـزة‪ ‬حـس‪ ،‬الأولــــى عـلـى مـسـتـوى‬ ‫ولــهــا مـعـنـى دقــيــق‪ ،‬بــقــدر مــا يـزيـد‬
‫جزأين)‪ ‬‬ ‫ـ اخـتـيـرت سـيـدة الـسـنـة مـن قبل‬ ‫الـلـبـس ويــزيــد الـخـلـط فــي تـحـديـد‬
‫أيـضـا كــان مـقـلـدا ومــا زال إلــى الآن‬ ‫ـ الحق‪ :‬ماهيته‪ ،‬عناصره وحدود‬ ‫جريدة العلم سنة‪2003 ‬‬ ‫كلية الحقوق بالرباط‪ ‬‬ ‫مـفـاهـيـمـهـا‪ .‬وأنــــا لازلــــت مـتـشـبـثـة‬
‫للأسف‪ ،‬لأنه حبس نفسه في نموذج‬ ‫ـ شـهـادة قـانـون الأعـمـال‪ ،‬الأولـى‬ ‫بنفس التعريف الـذي أعطيته إياها‬
‫أعــتــبــره بـمـثـابـة الــنــمــوذج الأوحـــد‬ ‫ممارسته‬ ‫ـ اخـــــتـــــيـــــرت كــــــإحــــــدى أبــــــرز‬ ‫مـنـذ زمـــن‪ ،‬حـيـث أعـتـبـرهـا حـداثـات‬
‫ـ نقل وزرع الأعضاء‪ ‬أو الاستخدام‬ ‫الشخصيات المؤثرة في العالم العربي‬ ‫على الدفعة‬ ‫وليست حداثة واحـدة‪ .‬فنحن حينما‬
‫المتمسك بالإسلام كما هو وكما يجب‬ ‫الطبي لأعضاء الإنسان وجثته‪ ‬‬ ‫لسنة‪ 2005 ‬‬ ‫ـ شـهـادة الـقـانـون المـدنـي‪ ،‬الأولـى‬ ‫نجعل الـحـداثـة مـوضـوعـا للبحث أو‬
‫أن يـكـون‪ ،‬وهــو الـوحـيـد الــذي حقق‬ ‫لـلـدراسـة‪ ،‬فـعـادة مـا يـنـأى بـنـا الفكر‬
‫الإسـام برمته‪ .‬فبالتالي اعتبر بأن‬ ‫االلمـتـسـاشـقـطــرريـضـوعــ‪،‬تا‪ ‬بيــاوـ َياو ْفناـلَارألة‪ ‬تساـــلـطــبترـيةأ‪ ‬قوبــيــــلنوقـعـــدصاـلــوـرة‬ ‫من قبل مجلة‪News Week ‬‬ ‫على الدفعة‬ ‫الــى نـمـوذج واحــد نـعـتـبـره الأوحــد‪،‬‬
‫ـ أول مؤسسة لأول وحدة دكتوراه‬ ‫ـ الإجازة في الحقوق بميزة‪ ‬حسن‪ ‬‬ ‫وهـــــو الـــنـــمـــوذج الـــفـــرنـــســـي‪ .‬لـكـن‬
‫تقليد الخلفاء الراشدين هو السبيل‬ ‫في تخصص قانون الصحة في العالم‬ ‫ـ بـكـالـوريـا‪ ،‬شـعـبـة الآداب بميزة‬ ‫النموذج الفرنسي ليس الا واحدة من‬
‫الوحيد للخروج من التخلف‪ ،‬ولازال‬ ‫هـذه الـحـداثـات المـتـعـددة‪ .‬فـقـد كانت‬
‫هؤلاء الناس يدورون في نفس الفلك‬ ‫ـ الاستنسال‬ ‫العربي وأفريقيا‬ ‫حسن‬ ‫الـكـنـيـسـة مـسـتـبـدة ومـسـتـولـيـة على‬
‫الإنمائية‬ ‫والسياسات‬ ‫ـ الجامعة‬ ‫ـ اخــتــيــرت كـــــرائــدة‪ ‬فــي الـعـالـم‬ ‫اللغات المتقنة‪ :‬‬ ‫نظام الحكم تمارس الطغيان والقهر‬
‫ويعتبرون أن إعـادة تجربة الخلفاء‬ ‫علاقة؟‬ ‫أ ُّي‬ ‫الــعــربــي والإســــامــــي (واحــــــدة مـن‬ ‫عـلـى المـواطـنـن فـفـكـر المـفـكـرون منذ‬
‫الــراشــديــن هــي الـوسـيـلـة الـوحـيـدة‬ ‫العربية‬ ‫عـصـر الأنـــوار فـي طـريـقـة تخلصهم‬
‫للخروج من الوضع الذي نحن فيه‪.‬‬ ‫ـ الــحــدود الـقـانـونـيـة لـإنـعـاش‬ ‫بـن‪ 13 ‬سـيـدة) مـن قبل قناة الجزيرة‬ ‫الفرنسية‬ ‫مـن الاسـتـبـداد والـقـهـر فــوجــدوا في‬
‫الصناعي‪ ‬‬ ‫(نوفمبر‪)2006 ‬‬ ‫الإنجليزية‬ ‫الفصل ما بين الدين والدولة وسيلة‬
‫داخل هذه الأجيال أو هذه الفئات‬ ‫ـ الـدعـم الـطـبـي لـإنـجـاب‪ :‬قـانـونـا‬ ‫الأنشطة المهنية والثقافية‪:‬‬ ‫ـالممهفاتمشالةمتإقق َّلليدةم‪:‬ية بوزارة المالية‬
‫الأربـــع مـن الـحـداثـات المـقـلـدة‪ ،‬ظهر‬ ‫ـ مفتشة إقليمية بوزارة المالية‬ ‫للخلاص فأبدعوا حداثتهم‪.‬‬
‫بعض الـنـوابـغ مـن الـحـداثـيـن الذين‬ ‫وشرعًا‬ ‫ـ المراقبة المالية بمديرية الضرائب‬ ‫ـ مدرسة بكليات الحقوق جامعة‬ ‫لكن حينما ننتقل الى بلاد أخرى‬
‫ـ تحاقن الدم‪ :‬قانون‪ ،‬واقع وآفاق‪ ‬‬ ‫و المساهمة في إعداد القوانين المالية‬ ‫محمد‪ ‬الخامس‪( ‬لعدة مواد)‬ ‫لاسـيـمـا الـبـاد الأنـجـلـو سكسونية‪،‬‬
‫حاولوا أن يبدعوا حداثة مختلفة لا‬ ‫ـ قــــــــتــــــــل الــــــــــــــرأفــــــــــــــة أو‬ ‫ـ المشاركة في عديد من المناظرات‬ ‫ـ مـدرسـة بـالمـعـهـد الـعـالـي لـعـلـوم‬ ‫لم تكن المعاناة من ظلم الكنيسة هي‬
‫تصلي فـي مـحـراب أي مـن الحداثات‬ ‫الحاسب وتحليل النظم حـول قانون‬ ‫الـتـي جـعـلـت الـبـريـطـانـيـن وبـعـدهـم‬
‫الــتــي ذكــرتــهــا‪ ،‬وتـــحـــاول أن تـبـدع‬ ‫الخلاص‪ L’Euthanasie ‬‬ ‫بوزارة المالية‬ ‫المعلـومـميد ِّارتس‪ ‬ـة بمعهد التكوين التابع‬ ‫الأمـريـكـيـن يـفـكـرون فـي نـهـج طريقة‬
‫ـ المشاركة في لقاءات علمية‪ ‬‬ ‫لـلـقـوات المـسـلـحـة المـلـكـيـة بـالـربـاط‪ ‬ـ‬ ‫تجعلهم يـنـتـقـلـون مـن حـالـة الـركـود‬
‫صورا وأنماطا وأشكالا ومناهج من‬ ‫ـ عضو مؤسس وعضو بعدد من‬ ‫مدرسة‪ ‬بمديرية‪ ‬الأدوية‪ ‬والصيدلة‪ ‬‬ ‫التي كانوا عليها الى حالة الازدهـار‬
‫أجل الخروج من الذي نحن فيه‪.‬‬ ‫ـ مــــــدرســــــة‪ ‬وعــــــضــــــو لــجــنــة‬ ‫والـتـقـدم‪ .‬لقد أبـدعـوا حـداثـة لا تدعو‬
‫فــهــؤلاء يـحـسـبـون عـلـى رؤوس‬ ‫المراكز العلمية والمدنية‪ ‬‬ ‫الامتحان‪ ‬بالمعهد العالي‪ ‬للقضاء‬ ‫للفصل بين الدين والدولة أو التمرد‬
‫ـ مستشارة لـدى منظمات وطنية‬ ‫ـ مدرسة بدار الحديث الحسنية‬ ‫عـلـى الـكـنـيـسـة والـديـن‪ ،‬وانـمـا كـانـت‬
‫الأصــــابــــع‪ ،‬فــتــجــد فــيــهــم المــرحــوم‬ ‫ودولية‪ ‬‬ ‫ـ مـــســـتـــشـــارة قـــانـــونـــيـــة‪ ‬لـــدى‬ ‫حــداثــة أسـمـيـهـا بـراغـمـاتـيـة تـعـتـمـد‬
‫مـحـمـد عـابـد الـجـابـري الــذي حـاول‬ ‫عدة‪ ‬مؤسسات‬ ‫على الاقتصاد والمال وعلى السياسة‬
‫تفكيك الفكر العربي واعتمد التراث‬ ‫ـ المشاركة في إعـداد خطة وطنية‬ ‫ـ عــضــو لــجــنــة تــحــريــر المـجـلـة‬ ‫مـن أجـل الانتقال مـن مجتمع الركود‬
‫حول الطفولة في وضعية صعبة‬
‫فـي هــذا ودرس ابــن خـلـدون ودرس‬ ‫ـ المــشــاركــة فــي إعــــداد مـشـاريـع‬ ‫الى مجتمع متقدم‪.‬‬
‫ابـن رشـد ودرس ابـن حـزم‪ ...‬وحـاول‬ ‫ثـم يـمـكـن أن أذكــر أنـواعـا أخـرى‬
‫أن يـخـرج منهم مـا اعـتـبـره يمكن أن‬ ‫القوانين (حول نقل‪ ‬وزرع الأعضاء‪)¼ ‬‬ ‫مــن الـــحـــداثـــات‪ ،‬وأهــمــهــا الــحــداثــة‬
‫ـ المـسـاهـمـة فــي إعــــداد مـشـروع‬ ‫الاشـتـراكـيـة‪ ،‬الـتـي كـانـت لـهـا أيـضـا‬
‫يـكـون كـمـخـرج مـن واقــع الـركـود‪ .‬ثم‬ ‫ميثاق وطني حول الأسرة‬ ‫ظــروف ومـبـررات لـلـظـهـور كـوسـيـلـة‪،‬‬
‫هناك الدكتور طه عبد الرحمان‪ ،‬وقد‬ ‫وكــــإبــــداع لـــنـــمـــوذج‪ ،‬أو كـتـحـديـث‬
‫اشـتـغـلـنـا جـمـيـعـا فـي إطــار مـنـتـدى‬ ‫ـ المــســاهــمــة فـــي إعـــــداد تـصـور‬ ‫مــن أجــل الــخــروج مــن حـالـة هـيـمـنـة‬
‫الــرأســمــال عـلـى المـواطـنـن وهـيـمـنـة‬
‫الـحـكـمـة وحــاضــرنــا فــي مــوضــوع‬ ‫يتدخل فـي صنعها جميع الفاعلين‬ ‫والــعــلــمــانــيــة‪ .‬فـكـثـيـر مــن الــنــاس‬ ‫والمـرأة‪ ،‬والصراع بين الأجيال‪ ...‬لكن‬ ‫طـبـقـة ســمــوهــا ارســتــوقــراطــيــة أو‬
‫الـحـداثـة مـنـذ ‪ 2003‬الــى ‪ 2009‬كما‬ ‫يمكن أن تغير الـواقـع وأن تخرجنا‬ ‫يخلطون ما بين الاثنتين فيعتبرون‬ ‫الحداثة الاشتراكية لـم تعمر طويلا‬ ‫اقطاعية أو ما شئتم‪ ،‬على الاقتصاد‪.‬‬
‫تـطـرقـنـا فـي مــرات عـدة لـلـحـديـث عن‬ ‫أنــهــمــا مــتــرادفــتــن‪ .‬وإذا كــانــت‬ ‫أي أن الوسيلة الوحيدة للخروج من‬
‫هــذه الـظـاهـرة وعــن هــذا الاصـطـاح‬ ‫من الظلمات الى النور‪.‬‬ ‫الـحـداثـة حــداثــات فـالـعـلـمـانـيـة هـي‬ ‫لكونها النموذج الأكثر اختلالا‪.‬‬ ‫حـالـة الاسـتـعـبـاد هـي بـالـتـمـرد على‬
‫ـل لـن‬ ‫ُايلـــفـشـهــامئــبـعا‪،‬لـلـشكــكـنلأ اعـلــتـكــقـادفــأينلـاـلــذلـرـكجـ‬ ‫أنــتــقــل الآن الــــى شــــيء أعـتـبـر‬ ‫صـــورة واحـــدة لـلـحـداثـة الـفـرنـسـيـة‬ ‫شـهـد الــغــرب ظـهـور أشــكــال مـن‬ ‫أصـحـاب رؤوس الأمــوال وعـلـى ملاك‬
‫تـجـد‬ ‫الـتـوقـف عـنـده فـي تـحـديـد المـفـاهـيـم‬ ‫الـاتـيـنـيـة‪ ،‬وبـالـتـالـي فــا يـمـكـن أن‬ ‫الــحــداثــات ظــهــرت عـلـيـهـا الـعـيـوب‬ ‫الأراضـي والإقطاعيين‪ .‬وإذا أردنـا أن‬
‫كتبه تـدرس وتـدرس في الـدول التي‬ ‫أسـاسـيـا وهــو الـحـداثـات الـعـربـيـة‪،‬‬ ‫نجعل العلمانية مـرادفـة لكل أشكال‬ ‫والاخــــتــــالات‪ ،‬فــإبــعــاد الـــديـــن عـن‬ ‫نـقـول شيئا عـن الـحـداثـة الاشتراكية‬
‫تقدمت من العالم الإسلامي‪ ،‬تجدها‬ ‫وســـأســـمـــح لــنــفــســي بـــــأن أعــطــي‬ ‫الحداثة‪.‬‬ ‫الـــدولـــة لا يـعـنـي قـطـيـعـة بـالـشـكـل‬ ‫سـنـجـدهـا‪ ،‬عـكـس الـحـداثـة اللاتينية‬
‫تــدرس فـي الـجـامـعـات فـي مـالـيـزيـا‪،‬‬ ‫حــكــمــا مــســبــقــا‪ .‬ســـأقـــول‪ :‬لأن جـل‬ ‫في حين أن معرفة أشكال الحداثة‬ ‫الـذي يتصوره الكثيرون منا والـذي‬ ‫التي قامت على التضاد ما بين الدولة‬
‫وفـي إنـدونـيـسـيـا وفـي الإيـــران وفـي‬ ‫الـحـداثـات الـعـربـيـة مـقـلـدة إلا بعض‬ ‫حكر على الباحث المدقق‪ ،‬فإن المفهوم‬ ‫يصوره الاعـام‪ ،‬تجعل من الكنيسة‬ ‫والـكـنـيـسـة أو المـجـتـمـع والـكـنـيـسـة‪،‬‬
‫تركيا ولـكـن فـي المـغـرب لا يعرفه إلا‬ ‫الاسـتـثـنـاء ات‪ ،‬فيمكنني أن أقسمها‬ ‫الـشـائـع والـسـائـد لـدى الـنـاس هـو أن‬ ‫والـسـيـاسـة جـــزرا لا تـاقـي بـيـنـهـا‪.‬‬ ‫وعــكــس الــحــداثــة الإنـكـلـيـزيـة الـتـي‬
‫القلة القليلة جـدا‪ .‬وهـؤلاء أعتبرهم‬ ‫الــى أربــعــة أزمــنــة وأربــــع حــداثــات‪.‬‬ ‫الحداثة مرادف للعلمانية واللائكية‬ ‫فلطالما كان هنالك تفاعل وتعامل ما‬ ‫قامت على المبادرة وإنعاش الرأسمال‬
‫مـن الـقـلـة الـقـلـيـلـة جــدا الـتـي أبـدعـت‬ ‫الأزمــنــة الأربــعــة تـبـدأ مــع الـتـنـويـر‬ ‫والـفـصـل بـن الـديـن والـدولـة‪ .‬عندما‬ ‫بين الكنيسة والسياسة ولايـزال الى‬
‫فـي مـوضـوع الـحـداثـة‪ ،‬والـدكـتـور طه‬ ‫حـيـنـمـا بـــدأ نـــوع مـــن الاســتــيــقــاظ‬ ‫كـنـا بـصـدد تـعـديـل الـدسـتـور‪ ،‬كـانـت‬
‫عبد الرحمان يحاول أن يخرج القيم‬ ‫الـفـكـري يـحـصـل فـي الـعـالـم الـعـربـي‬ ‫الصيحات تتعالى من أجل أن يتبنى‬ ‫حد الآن‪.‬‬
‫والمــبــادئ مـن الــتــراث الإســامــي من‬ ‫والإسلامي مع الحجوي‪ ،‬الطهطاوي‪،‬‬ ‫المـغـرب نـمـوذج الـحـداثـة الـعـلـمـانـيـة‬ ‫وبــظــهــور اخــــتــــالات‪ ،‬أظــهــرت‬
‫الـقـرآن والـسـنـة ويـركـز فـي مـشـروعـه‬ ‫ومـع عـدد مـن الـذيـن احتكوا بالغرب‬ ‫عـلـى اعـتـبـار أنــه الـنـمـوذج الأوحــد‬ ‫حـقـيـقـة الــحــداثــات‪ ،‬وانـتـقـل الـغـرب‬
‫الـــفـــكـــري عــلــى الأخـــاقـــيـــة وعــلــى‬ ‫ففكروا كيف يمكن انطلاقا من التراث‬ ‫والــوحــيــد الــــذي يــمــكــن أن يـخـرج‬ ‫بـرمـتـه إلــى مـا بـعـد الـحـداثـة‪ .‬فبعد‬
‫الـعـقـانـيـة وعـلـى الــحــواريــة وعـلـى‬ ‫أن نــبــدع شــكــا يـنـقـل المـجـتـمـعـات‬ ‫المـجـتـمـع مــن الـظـلـمـات الــى الــنــور‪.‬‬ ‫الــفــصــل أو الانـــفـــصـــال عـــن الـقـيـم‬
‫الارتـقـاء الـصـوفـي أيـضـا‪ .‬وبـالـتـالـي‬ ‫مــن الــوضــع الـــذي كــانــت عـلـيـه الـى‬ ‫ويــخــتــزل الــكــثــيــرون مـنـا الـحـداثـة‬ ‫والمبادئ وما إلى ذلك‪ ،‬ظهر أن حاجة‬
‫يـكـاد الـرجـل يـقـدم مشروعا متكاملا‬ ‫مـجـتـمـعـات أفـضـل تـتـمـتـع بـالـرفـاه‪،‬‬ ‫بـفاللـمدثوللـةهـاؤلللااءئ أكقـيةولكإمّان‬ ‫فيما تم ذكـره‪.‬‬ ‫الإنـسـانـيـة إلــى المــبــادئ والـفـلـسـفـة‬
‫مجــنداالأقنومتـةطـالرقيحـمواية‪.‬عـ‪.‬ل‪.‬ـ ّفيإاذلـنسـمؤنا اللملمـماكذان‬ ‫كما يتمتع به المواطن الغربي‪ .‬فكان‬ ‫فرنسا ليست‬ ‫والابـــــــداع الــفــكــري حــاجــة مــاســة‪.‬‬
‫هذا الجيل الأول للحداثة الذي حاول‬ ‫يـصـورهـا الـكـثـيـرون‪ .‬فــإذن مــا هـو‬ ‫فـظـهـر جـيـل جـديـد مـن الـحـداثـة هو‬
‫سـمـيـت كـل هــذا بـالـحـداثـات المـقـلـدة‬ ‫أن يـنـاقـض الــتــراث مـن أجــل إخــراج‬ ‫المفهوم المطلوب الذي نريد أن نعطيه‬ ‫الـذي نسميه جيل مـا بعد الـحـداثـة‪،‬‬
‫باستثناء النماذج التي ذكرت بعضا‬ ‫أشـكـال أو وصـفـات سحرية ستخرج‬ ‫للفظ الحداثة؟‬ ‫ليس جيلا واحـدا وإنـمـا هـو أجيال‪.‬‬
‫مـنـهـا؟ لـكـي أكــون منصفة ولا أكـون‬ ‫بلدان العالم العربي من الوضع الذي‬ ‫في تصوري‪ ،‬يجب أن نخرج من‬ ‫جـاء ت ثـورة المـعـلـومـيـات فخلقت ما‬
‫كـانـت عـلـيـه‪ ،‬ثـم الـجـيـل الــذي احـتـك‬ ‫بعد الـحـداثـة‪ ،‬لـذا فتحقيق نقلة يتم‬
‫بتبني نموذج من الحداثة يتجانس‬