Page 7 - مغرب التغيير PDF
P. 7

‫‪7‬‬                                                                                                                                  ‫خاص‬

‫العدد‪ - 38 :‬من ‪ 01‬إلى ‪ 28‬فبراير ‪2015‬‬

                            ‫من سلوكه‪.‬‬                         ‫من القانون الجنائي المغربي الذي يتم‬                              ‫والأق����ران‪ ،‬أو ي�ع�ود إل��ى ُأن���اس لديهم‬                                ‫وزيادة عن هذا هناك الوصم الاجتماعي‪،‬‬                                        ‫للشهادات‪ ،‬ولكنهم لا يفقهون شي ًئا‪ ،‬لا‬
‫إنك تضع هذا الشاب في مكان مغلق‪،‬‬                               ‫استعماله صباح مساء‪ ،‬والفصل ‪401‬‬                                   ‫نفس المعاناة‪ ،‬لذلك كان لابد من الاهتمام‬                                     ‫والوصم اجتماعي هو أخطر ما يعاني‬                                            ‫يستطيعون تحرير رس�ال�ة‪ ،‬ولا تحرير‬
‫مكان هو عبارة عن فراغ‪ ،‬وفضاء لتعزيز‬                           ‫منه‪ ،‬وال��ذي ه�و فصل أق�ول بأنه ق�ا ٍس‬                           ‫بعملية التنشئة الاجتماعية‪ ،‬والتركيز‬                                         ‫منه الشباب‪ ،‬وف�ي بعض الح��الات هذا‬                                         ‫ط�ل�ب ش�غ�ل‪ ،‬وم��ع ك�ام�ل الأس���ف ف�ه�ذا‬
‫سلوك العنف‪ ،‬لأن المساحة التي يتواجد‬                           ‫ج��دا‪ ،‬وه�و مطلوب م�ن ل�دن المتقاضين‬                             ‫بالخصوص على السياسات والبرامج‬                                               ‫يجعل ه�ذا الشاب‪،‬‬             ‫امل�ثو�ا ًلص‪،‬مي�الحا�رجمتمنافعسيه‬             ‫المجهود الذي يأخذ من عمر الطفل أكثر‬
‫فيها الشباب داخ�ل المؤسسة السجنية‬                             ‫وع��ل��ى الخ��ص��وص ال�ض�ح�اي�ا م�ن�ه�م‪،‬‬                         ‫الوقائية‪ ،‬التي تي ِّسر التنشئة‪ ،‬وتس ّهل‬                                     ‫م�ن متعة حبا الله‬                                                          ‫معانطل ًسا ّتعنعالشرع َةمل‪.‬سنوةا‪،‬لذتكيوننأ نستيف لجهتهأيشًاض ًباا‪،‬‬
‫جد ضيقة ومن شأنها بالتالي أن تخلق‬                                                 ‫فالفصل ‪ 400‬يقول‪:‬‬                             ‫الان��دم��اج الاج�ت�م�اع�ي لجميع الأط�ف�ال‬                                  ‫بها الم�غ�رب‪ ،‬وه�ي البحار‪ ،‬فهو لم يعد‬                                      ‫أن هذا الشاب لا قدرات له‪ ،‬حيث لا يشتغل‬
‫صراعات حول مسائل جد بسيطة‪ ،‬مثل‬                                ‫«م�ن ارتكب عمدا ضد غيره جرحا‬                                     ‫والشباب‪ ،‬من خ�الل الأس��رة‪ ،‬والمجتمع‬                                        ‫بمقدوره أن يرى البحر لأنه يعتبر نفسه‬                                       ‫أحد على تنمية قدراته الشخصية حتى‬
‫المكان‪ ،‬والأك�ل‪ ،‬والملابس وأم�ور أخرى‬                         ‫أو ض�رب�ا أو أي ن��وع آخ��ر م�ن العنف‬                            ‫المح�ل�ي‪ ،‬والم�����دارس‪ ،‬وم��راك��ز ال�ت�دري�ب‬                              ‫ذا ًت��ا موشومة‪ ،‬وه�ذه ال��ذات الموشومة‬
‫بسيطة‪ ...‬بمعنى أن هذا الشاب الذي كان‬                          ‫أو الإي�ذاء سواء لم ينتج عنه مرض أو‬                              ‫الم�ه�ن�ي‪ ،‬وك�ذل�ك ع�ن ط�ري�ق الجمعيات‪،‬‬                                     ‫وصم اجتماعي سوف يجعل كل الناس‬                                                           ‫يتمكن من مواجهة المصير‪.‬‬
‫يعيش في فضاء واسع‪ ،‬ويتمتع بالهواء‬                             ‫عجز عن الأشغال الشخصية أو نتج عنه‬                                ‫وع��ن ط�ري�ق الان��خ��راط فيها ب�ش�رط أن‬                                        ‫ينظرون إليه وارتياب‪ ،‬وبتو ُّجس‪.‬‬                                        ‫إن المناهج والبرامج التعليمية ليس‬
‫والشمس وال�ن�ور‪ ،‬وب�الأك�ل كيفما كان‬                          ‫مرض أو عجز لا تتجاوز مدته عشرين‬                                  ‫تقبلهم هذه الجمعيات كشركاء كاملين‪.‬‬                                          ‫وع�ن�دم�ا نفكر م�ا ه�ي ب�رام�ج التي‬                                        ‫ال�ه�دف منها دائ�م�ا ه�و الح�ص�ول على‬
‫الح�ال‪ ،‬وفجأ ًة ُيحرم من هذا كله‪ ،‬ويقع‬                        ‫يوما‪ ،‬يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى‬                               ‫وحماية الشباب من العنف تتجلى‬                                                ‫يمكن لها أن تجنب الشباب أن يقعوا‬                                           ‫شغل‪ ،‬ولكن كان يجب أن ينتبه السادة‬
‫تحت طائلة هذا النص‪ ،‬ويقضي عقوبة‬                               ‫سنة وغرامة من مائتين إلى خمسمائة‬                                 ‫أيضا في خلق برامج يرعاها المجتمع‬                                            ‫ف�ي حالة ال�وص�م الاجتماعي ه�ذه‪ ،‬لأن‬                                       ‫المشرفون على التربية وعلى التنشئة‬
‫ق�د تصل إل�ى سنة‪ .‬ه�ذه العقوبة كيف‬                            ‫درهم‪ ،‬أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط‪.‬‬                              ‫المحلي‪ ،‬وتقدم للشباب وأسرهم المشورة‬                                         ‫ش�اب عندما ُيطرد من الم�درس�ة‪ ،‬أو من‬                                       ‫الاجتماعية‪ ،‬أنه كان لابد من الاشتغال‬
‫سيكون أمرها لو أنه كان يحظى بدعم‬                              ‫وف�ي حالة توفر سبق الإص��رار أو‬                                  ‫والنصح‪ ،‬وتقوم بتعزيز البرامج الموازية‬                                       ‫المؤسسة التعليمية‪ ،‬أظن بأنها صفعة‬                                          ‫على «الإن�س�ان الم�واط�ن»‪ .‬وبالتالي أنا‬
‫ومواكبة قانونية؟ المواكبة القانونية‬                           ‫ال�ت�رص�د أو اس�ت�ع�م�ال ال�س�الح تكون‬                           ‫ابلغتين َةمياةلت الصمدجيتمللعيمة‪،‬شاكلوتاولفتيير‬  ‫ك�م�راك�ز‬                  ‫قوية‪ ،‬وتشبه بالنسبة للتلميذ إعدا ًما‪.‬‬                                      ‫أشد بحرارة على دور المجتمع المدني‪،‬‬
‫والدعم القانوني مع كامل أسف لا تقوم‬                           ‫العقوبة الح�ب�س م�ن ستة ش�ه�ور إلى‬                                                                                ‫الخدمات‬                    ‫أن�ا أق�ول أن ط�رد التلميذ من المؤسسة‬                                      ‫لأنه وعى بذلك في وقت قياسي‪ ،‬مقارنة‬
‫ب�ه س��وى جمعية واح���دة ع�ل�ى صعيد‬                           ‫سنتين وال�غ�رام�ة م�ن مائتين إل�ى ألف‬                            ‫ي�ت�ع�رض ل�ه�ا ال�ش�ب�اب ف��ي خ�ل�اف مع‬                                     ‫التعليمية إع�دام لذاته‪ ،‬إع�دام لوجوده‪،‬‬                                     ‫مع السادة الذين كان مفروض فيهم أن‬
‫الوطن‪ ،‬وهي «جمعية ماما أسية» للدعم‬                                                ‫درهم»‪.‬‬                                       ‫القانون‪ .‬والأستاذ أحمد مشكو ًرا أشار‬                                        ‫إع��دام ل�ق�درات�ه‪ ،‬إع��دام لأح�الم�ه وإع�دام‬                              ‫يضعوا المخططات والبرامج لإنقاذ ما‬
‫القانوني للأطفال في خلاف مع القانون‪.‬‬                                   ‫والفصل ‪ 401‬يقول‪:‬‬                                        ‫إل�ى أن هناك شبا ًبا ينتظرون فقط من‬                                                                      ‫لأحلام أسرته‪.‬‬                                 ‫يمكن إن�ق�اذه من شباب غير ع�ازف عن‬
‫وأقول لكم بكل صراحة بأن هؤلاء‬                                 ‫«إذا ك��ان الج���رح أو ال��ض��رب أو‬                              ‫ٌينص ُت إليهم‪ ،‬وقد كانت لنا فرصة لقاء‬                                       ‫‘ذ ْن ع�ل�ى ال��س��ادة الم�ش�رف�ين على‬                                     ‫الم�درس�ة‪ ،‬ول�ك�ن حمله طغيان الم�درس�ة‬
‫الأط�ف�ال ال�ذي�ن يقبعون الآن ف�ي مراكز‬                       ‫غيرهما م�ن أن��واع العنف أو الإي��ذاء‬                            ‫بشباب حاولوا الانتحار‪ ،‬ولكن الانتحار‬                                        ‫االلمأؤم���سر‪،‬ساوأتل ّاالي�تفر�بروحي�ةواألاك�ثي�ي�س ًرتاهيبنتقواويبمههذما‬  ‫وط�غ�ي�ان ال�ط�اق�م ال��ت��رب��وي وط�غ�ي�ان‬
‫حماية الطفولة لا يتوفرون على الدعم‬                            ‫قد نتج عنه عجز تتجاوز مدته عشرين‬                                 ‫ل�م ي�ت�م لأس�ب�اب خ�ارج�ة ع�ن إرادت��ه��م‪،‬‬                                                                                                            ‫ال���ق���رارات الج��ائ��رة ع�ل�ى ال��ه��روب من‬
‫القانوني والمساعدة القانونية كما تنص‬                          ‫ي�وم�ا‪ ،‬ف�إن العقوبة تكون الحبس من‬                               ‫بمعنى أنه لولا ألطاف الله الخفية لكانوا‬                                     ‫ل ُسع�وودفهذياكاولنشبكافيب‪،‬ل ًاأوبتيقعوتيبمرواال بشأبنا ابل‪،‬طأردو‬
‫على ذل�ك الاتفاقيات الدولية‪ ،‬وخاصة‬                            ‫س�ن�ة إل��ى ث�ل�اث س��ن��وات وغ��رام��ة من‬                       ‫في عداد الهالكين‪ ،‬وهؤلاء الشباب جلهم‬                                                                                                                                                  ‫المدرسة‪.‬‬
‫الفصل ‪ 37‬ال��ذي ي�ق�ول‪ :‬ك�ل ش�اب وقع‬                                   ‫مائتين ‪ 145‬إلى ألف درهم‪.‬‬                                ‫يقول أنهم لم يجدوا من ُينصت إليهم‪،‬‬                                          ‫أنهم بذلك ُير ِهبون الشباب الآخرين عن‬                                      ‫ت��ص��وروا م�ع�ي أن م�دي�ر مؤسسة‬
‫في خ�الف مع القانون له الحق في أن‬                             ‫وف�ي حالة توفر سبق الإص��رار أو‬                                                  ‫وهذه معضلة الشباب‪.‬‬                                          ‫طريق الطرد‪ .‬بمعنى أنهم يعتقدون حين‬                                         ‫تعليمية ي�ق�وم بإشعار الشرطة بكون‬
‫يحظى بالمساعدة القانونية وغيرها‪.‬‬                              ‫ال�ت�رص�د أو استعمال ال�س�الح‪ ،‬تكون‬                              ‫وأظ����ن أن الم�ج�ت�م�ع الم��دن��ي بكل‬                                      ‫يضحون بتلميذ أنهم يفعلون ذل�ك من‬                                           ‫ثلاثة شبان في السنة الثانية بكالوريا‪،‬‬
‫بمعنى أن هذا الشاب هو في ورطة مع‬                              ‫العقوبة الحبس من سنتين إلى خمس‪،‬‬                                  ‫فعالياته‪ ،‬والمجتمع المحلي الذي يسعى‬                                         ‫أج�ل أن يسير باقي الشباب بخضوع‪.‬‬                                            ‫ق��ام��وا ب��إنج��از ش��ه��ادة ط�ب�ي�ة واح��دة‬
‫القانون‪ ،‬وتنتظره مشكلة بعد الخروج‪،‬‬                            ‫والغرامة من مائتين وخمسين إلى ألفي‬                               ‫فقط إلى تبليط الطرقات في أوقات معينة‪،‬‬                                       ‫أظ�ن ب�أن الغرض من عملية الطرد هو‬                                          ‫واستنسخوها ليستعملوها بثلاثتهم‪،‬‬
‫ول�ي�س ل�ه م�ن يدعمه قبل إل�ق�اء قبض‬                                              ‫درهم‪.‬‬                                        ‫لا يفكر أبدا فيما يمكن أن يخدم مصالح‬                                        ‫جعل ب�اق�ي غير الم�ط�رودي�ن خاضعين‪،‬‬                                        ‫ي�ن�ادي ع�ل�ى ال�ش�رط�ة‪ ،‬ال�ت�ي تستشير‬
‫عليه‪ ،‬وبعد المحاكمة‪ ،‬وطيلة قضاء فترة‬                          ‫وي��ج��وز أن ي�ح�ك�م ع�ل�ى م�رت�ك�ب‬                              ‫الشباب‪ ،‬س�واء داخ�ل أنية الشباب‪ ،‬أو‬                                         ‫والشعب الخ�اض�ع والم�واط�ن الخاضع‬                                          ‫مع السيد نائب وكيل الملك‪ ،‬ال�ذي يأمر‬
‫العقوبة‪ ،‬وكذلك بعد الإفراج عنه‪ .‬ونحن‬                          ‫الجريمة‪ ،‬علاوة على ذلك‪ ،‬بالحرمان من‬                              ‫عن طريق خلق برامج تربوية بشراكة مع‬                                          ‫لا يم�ك�ن أن ي�ك�ون م�ب�دع�ا ولا مبتكرا‪.‬‬                                   ‫ب�ال�ت�ح�ف�ظ ع�ل�ي�ه�م وه���م ع�ل�ى م�ش�ارف‬
‫نتحدث عن ه�ذا الشاب ال�ذي يمكن أن‬                             ‫واحد أو أكثر من الحقوق المشار إليها‬                              ‫وزارة التربية الوطنية التي كان لها دور‬                                      ‫يستحيل ذلك‪ ،‬لأنك تقتل فيه كل مقومات‬                                        ‫اجتياز الام�ت�ح�ان�ات‪ .‬تصور معي‪َ :‬من‬
‫يخضع لكل م�ا يمكنكم أن تتصوروه‬                                ‫في الفصل ‪ 20‬وبالمنع من الإق�ام�ة من‬                              ‫في وقت سابق‪ ،‬وكل الفضل في ذلك كان‬                                               ‫الإبداع‪ ،‬وكل مقومات الإنتاج‪.‬‬                                           ‫هذا التربوي‪ ،‬هذا الرجل المربي‪ ،‬الذي‬
‫م�ن أوض��اع داخ�ل المؤسسة السجنية‪،‬‬                                     ‫خمس سنوات إلى عشر‪.‬‬                                      ‫يرجع الأساتذة الأج�الء الذين اختاروا‬                                        ‫ولهذا أنا أقول بأنه مع الوعي بأن‬                                           ‫ي�ق�وده تفكيره غ�ي�ر ال�س�وي إل��ى طلب‬
‫أونيطيلندبممجنهدافخيلالالنمهاجيتةمععنودكأالإنفراشيج ًئاعلنهم‬  ‫أق�����ول ل��ك��م ب����أن س��اك��ن��ة م��راك��ز‬                  ‫الدفاع عن المواطن التلميذ‪ ،‬ووقفوا إلى‬                                       ‫وصم الشاب المنحرف‪ ،‬أو الجانح‪ ،‬يساهم‬                                        ‫تدخل الشرطة القضائية في مسألة كان‬
‫يكن‪ .‬ل�م يتم تتبعه نفسيا‪ ،‬ولا يحظى‬                            ‫الإصلاح والتهذيب اليوم‪ ،‬وإلى حدود‬                                ‫جانبه‪ ،‬واعتبروا المنظومة التعليمية‬                                          ‫حسب رأي الخبراء في نشوء نمط ثابت‬                                           ‫يمكن له أن يدبرها‪ .‬ذلك أن السيد رئيس‬
‫بالمواكبة القانونية‪ ،‬والدعم ال قانوني‬                         ‫�ول لكم‬  ‫نزيل‪ ،‬وأق‬  ‫إالنباأرعحمةا‪،‬رهفامق تتق ّل‪00‬ع‪8‬ن‬             ‫بأنه‬  ‫واعتبروا‬  ‫اولدحقوول إقل‪ّ ،‬ا‬  ‫منظومة حريات‬                             ‫من السلوك الفزيولوجي‪ .‬هذا السلوك‪،‬‬                                          ‫المؤسسة له من الصلاحيات ما يم ّكنه من‬
‫لكي يحس على الأقل بأنه مواطن‪ ،‬وبأن‬                            ‫وجلهم‬    ‫‪ 20‬سنة‪،‬‬                                                 ‫دعم‬   ‫عن طريق‬                      ‫لا يمكن أن تتقدم‬                         ‫وقد سبقني الأستاذ إلأى هذه الملاحظة‪،‬‬                                       ‫تدبير هذه المسألة على أساس أن يفكر‬
‫هناك َمن يهتم بأموره‪ ،‬ويفكر بأن قضاء‬                          ‫مودعون بمقتضى هذه النصوص‪ ،‬التي‬                                                   ‫الشباب‪ ،‬وتعزيز قدراتهم‪.‬‬                                     ‫وهي أننا عندما نتحدث عن حالة ال َع ْود‪،‬‬                                    ‫في المصلحة ال ُفضلى لهؤلاء التلاميذ‪،‬‬
‫عقوبة في سجن هي مرحلة جد صعبة‪،‬‬                                ‫أعتقد أن�ه ل�و ك�ان الشباب يعرفونها‬                              ‫أما في ما يخص الشباب عندما لا‬                                               ‫نتساءل لماذا يعود الشباب إلى السجون‬                                        ‫ال�ذي�ن ه�م ف�ي ط��ور ال�ب�ك�ال�وري�ا‪ ،‬حتى‬
‫وجد دقيقة‪ ،‬كما ينبغي أن يحظى بهذه‬                             ‫وي�ع�رف�ون ال�ع�ق�وب�ة ال�ت�ي ُي�ن�زل�ه�ا بهم‬                    ‫يجدون هذا الدعم المجتمعي‪ ،‬ولا يجدون‬                                         ‫رواغ�مض�كح‪،‬ونلأهنمهمضل�ااق�يواجدمو�رنارأتن�فه�اس؟هاملتإلف ّاسميعر‬          ‫يتمكنوا من اجتياز الامتحانات أول ًا‪،‬‬
‫الم�واك�ب�ة القانونية‪ ،‬وبم�واك�ب�ة نفسية‬                      ‫المشرع‪ ،‬أي بمجرد أن ترتكب عنفا في‬                                ‫هذه الخلايا للاستماع ولبت شكاويهم‪،‬‬                                                                                                                     ‫ويم�ك�ن بعد أخ�د التدابير ال�الزم�ة في‬
‫ليتخطى الصعوبات التي عانى منها‪،‬‬                               ‫اتج�اه شخص أخ�ر بسلاح أبيض‪ ،‬أو‬                                   ‫فإنهم يميلون إلى ارتكاب أفعال مخالفة‬                                        ‫أقرانهم السجناء‪ ،‬فيحدث هذا السلوك‬
‫والتي سوف تظل لصيقة به بعد مغادرته‬                            ‫به�دذوانها‪،‬ل لعأنحف‪،‬جمواللفع ّدضيلدوامنثهقمافةعنا الرح�تكواارب‪،‬‬  ‫للقانون‪ ،‬وبالتالي يقعون تحت طائلة‬                                           ‫عن‬  ‫أارنتيكتبوحهداث إولا ّا‬  ‫النمطي‪ .‬إنهم لا يمكن‬                                                      ‫وقت لاحق‪.‬‬
‫للمؤسسة السجنية‪ .‬ولذلك تم التفكير في‬                                                                                           ‫وال �ن �ص �وص‬  ‫االل��قنا��نوص�ن�يوة كصماال��قق��لا ُنت��وآن�ن�� ًيف���اة‪،،‬‬  ‫في‬                           ‫الأشياء أو الأفعال التي‬                       ‫ن�ح�ن ن�ش�ت�غ�ل الآن ع�ل�ى ع�ق�وب�ات‬
‫المؤسسة فيما يعرف بالرعاية اللاحقة‬                            ‫والتسوية‪ ،‬وهناك عدة وسائل لتسوية‬                                 ‫هي نصوص‬                                                                     ‫إطار تلك المجموعة من الأقران السجناء‪.‬‬                                      ‫ب�دي�ل�ة‪ ،‬ون�ق�ول ب�أن العقوبة الحبسية‬
‫وإع�ادة الإدم�اج‪ ،‬وتشرف عليه مؤسسة‬                            ‫النزاعات بد َل حمل السلاح‪ ،‬ومحاولة‬                               ‫ت�ط�ب�ق‪ ،‬وال��ن��ص ال�ق�ان�ون�ي ه��و نص‬                                     ‫مينكبوو ًنذا‪،‬خامركرجواًلهما‪،‬ؤ يسلاسةحقاهل السوجنصيمة‬  ‫وعندما‬                ‫يمكن استبدالها بعقوبة بديلة إذا تبينّ‬
‫محمد السادس‪ ،‬ولكن أقول دائما‪ :‬المع ّول‬                        ‫الدفاع عن النفس‪ .‬ولكن أقول بخصوص‬                                 ‫ج�ام�د‪ ،‬وإذا ك�ان الم�س�ؤول�ون ع�ن إنفاذ‬                                                                                          ‫يصبح‬                 ‫أ ّن هناك معطيات تجعل تنفيذ العقوبة‬
‫هو على الأطر وعلى الفاعلين الجمعوين‬                           ‫ه�ذا ال�س�ل�وك أن ال�ق�ان�ون يعتقد بأنه‬                          ‫القوانين لم يتمكنوا ولم يستفيدوا من‬                                         ‫الاج�ت�م�اع�ي‪ ،‬ول�ه�ذا ف�ف�ي أق��رب فرصة‬                                   ‫السالبة للحرية ت�ؤث�ر‪ ،‬وبشكل سلبي‬
‫ف�ي دع�م ه��ؤلاء ال�ش�ب�اب‪ ،‬ف�ي إعطائهم‬                       ‫بإخضاع الشاب الذي عمره ما بين ‪16‬‬                                 ‫دورات تدريبية لمواجهة ه�ذه الح�الات‬                                         ‫نجده يرتكب فعلا أخر‪ ،‬ويعود إلى حيث‬                                         ‫ج�دا‪ ،‬على مسار هذا المواطن‪ ،‬وخاصة‬
‫فرصة ج�دي�دة للاندماج داخ�ل الوطن‪،‬‬                            ‫و‪ 17‬سنة إلى حدود ‪ 20‬سنة عن طريق‬                                  ‫المتعددة من الشباب التي تحال عليهم‬                                          ‫يجد شبه اس�ت�ق�رار‪ ،‬وش�ب�ه اطمئنان‪،‬‬                                        ‫ه�ذا الم�واط�ن الشاب ال�ذي يرتكب خطأ‬
‫لأن العنف يولد العنف‪ ،‬وما مورس على‬                            ‫إن�زال عقوبة سنة فسوف يجعله ُيغ ّير‬                              ‫بمقتضيات قانونية‪ ،‬مثل الفصل ‪400‬‬                                             ‫لأن�ه يعود إل�ى مجموعة م�ن ال ِّصحاب‬                                       ‫يم�ك�ن ت�ص�وي�ب�ه‪ .‬ه�ن�اك أخ��ط��اء يمكن‬
‫الشباب في المؤسسات المغلقة ولم يتم‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫تصويبها‪ ،‬وهناك سلوكات يمكن إصلاح‬
‫علاجهم‪ ،‬ويظل ذلك لصي ًقا بهم‪ ،‬ولهذا‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫اعوجاجها ب�دون اللجوء إل�ى المساطر‬
‫نجد أن العنف يولد العنف وأننا نصبح‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫القضائية‪ ،‬ون�ح�ن نسعى م�ع المجتمع‬
‫في حلقة مفرغة وبالتالي‪ ،‬لا نلوم هذا‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫المدني إلى أن نجنب الشباب‪ ،‬ما أمكن‪،‬‬
‫الشاب ال�ذي دخ�ل السجن لعدة م�رات‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫الوقوف أمام المحاكم‪ ،‬لأنها مسطرة جد‬
‫لأن�ه مع كامل الأس�ف لم يحظى بالدعم‬
‫القانوني رغم تنصيص كل الاتفاقيات‬                                                                                                                                                                                                                                                            ‫معقدة‪ ،‬وأثارها غير سليمة الب ّتة‪.‬‬
‫والمواثيق الدولية على أحقيته في هذا‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫أنا أقول لكم حتى على فرض أنه تم‬
‫ال�دع�م ال�ق�ان�ون�ي‪ ،‬ون�ح�ن أم�ل�ين ف�ي أن‬                                                                                                                                                                                                                                           ‫إيقاف شاب متمدرس وأحيل على السيد‬
‫يحظى أيضا بالدعم النفسي‪ ،‬ونتمنى‬                                                                                                                                                                                                                                                       ‫وكيل الملك‪ ،‬وكانت الظروف والمعطيات‬
‫لكل ش�اب وق�ع ف�ي خ�الف م�ع القانون‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                                  ‫ت�ؤك�د أن��ه يم�ك�ن الاش�ت�ب�اه ف�ي أن��ه هو‬
‫أو وقع في مشكلة‪ ،‬أن يجد في المجتمع‬                                                                                                                                                                                                                                                    ‫ال�ذي ارتكب الفعل‪ ،‬فيأمر بإيداعه في‬
‫الم�دن�ي م�ن ي�دع�م�ه‪ .‬وإل��ى غ�اي�ة ال�ي�وم‪،‬‬                                                                                                                                                                                                                                         ‫أح�د مراكز الإص�الح والتهذيب‪ ،‬وتلك‬
‫لا يم�ك�ن الاع��ت��م��اد إل ّا ع�ل�ى ال�ف�اع�ل�ين‬                                                                                                                                                                                                                                     ‫الفترة التي سيقضيها في مركز إصلاح‬
‫الحقيقيين المنخرطين ف�ي ه�ذا ال�ورش‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫والتهذيب‪ ،‬ستشكل مرحلة خطيرة في‬
‫الكبير‪ ،‬ورش دعم الشباب ال�ذي يرسل‬                                                                                                                                                                                                                                                     ‫حياته في تلك الساعة وفيما يليها من‬
‫إش����ارات اس�ت�غ�اث�ة ع�ن ط�ري�ق الأف�ع�ال‬                                                                                                                                                                                                                                           ‫مراحل العمر‪ ،‬لأن الأم�ر كما قلنا ليس‬
‫ال�ت�ي يرتكبها ت�ق�ول‪ :‬ن�ح�ن ف�ي محنة‬                                                                                                                                                                                                                                                 ‫ه�ن�اك م��ن ي�ق�وم بم��ا ُي��ع��رف ب�ـ»ال�دع�م‬
‫فأنقذونا منها‪ ،‬لأنه لا يمكن للمجتمع أن‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫القانوني للشباب» ال�ذي�ن يكونون في‬
‫يشاهد ما نتعرض له من عنف دون أن‬
‫يتدخل‪ .‬والأستاذة الجليلة خلود قالت‬                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫خلاف مع القانون‪.‬‬
‫إن ه��ذا العنف يم��ارس على ك�ل فئات‬                                                                                                                                                                                                                                                   ‫إن المرء يمكن أن يقف في خلاف مع‬
‫المجتمع شبا ًبا ونسا ًء‪ ،‬ولكن أنا أقول‬                                                                                                                                                                                                                                                ‫القانون كل ي�وم‪ ،‬ول�و أن�ك كنت تسوق‬
‫ب�أن الشباب والنساء ه�م الأك�ت�ر تأث ًرا‬                                                                                                                                                                                                                                              ‫دراج���ة ه�وائ�ي�ة أو ن�اري�ة ف�إن� َك يمكن‬
‫بم�ا يم��ارس عليهم م�ن أش�ك�ال العنف‬                                                                                                                                                                                                                                                  ‫أن تقع ف�ي مخالفة ال�ق�ان�ون‪ ،‬وه�ل كل‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫مخالفة للقانون تقتضي أن تحال على‬
                      ‫المنهج‪ ..,.‬وشكرا‪.‬‬                                                                                                                                                                                                                                               ‫مركز للإصلاح والتهذيب؟ فتدخل إلى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫هذا المركز‪ ،‬ويصبح عندك رقم اعتقال‪،‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫ويتم تصويرك‪ ،‬وإذا أراد أح�د زيارتك‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫وجب عليه إحضار بطاقة زي�ارة‪...‬ال�خ‪.‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12